“مأساة الصابلات”.. التحقيقات تكشف المستور
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
اعترافات صادمة ووقائع حملت في طياتها كثيرا من الفضول و التساؤلات، تضمنها ملف التحقيق حول ” مأساة الصابلات”. التي أودت بحياة 5 تلاميذ في عمر الزهور شهر ماي المنصرم. تتراوح أعمارهم بين ” 11و 9 سنوات، يعدون من المتفوقين في ابتدائية “محمدي محمد” بعين بوسيف.
فيما نجا تلميذ واحد من الموت بعد انتشاله بين الصخور، أين نزل بمعية رفقائه ” رحمهم الله” للتسلية والاستمتاع بزرقة مياه البحر.
وعن ” رحلة الموت” ، كشفت التحقيقات في ملف القضية، التي تحوزها ” النهار حصريا”، عن أحداث مخزنة وأخرى خطيرة. مما أدت الى وضع 8، متهمين في قفص الاتهام من أصل 14 شخصا معنيين بالرحلة. منهم من تم إيداعه الحبس، بعد السماع لأقوالهم ووجود قرائن ضدهم لادانتهم.
وخلُص التحقيق أن الشاطئ غير آمن وغير مؤمن، لكثرة الزوار ونقص عدد اعوان الحراسة به. والأكثر من ذلك عدم إخطار أو تبليغ السلطات الوصية ” وزارة التربية”، مديرية التربية لولاية المدية” عن الرحلة المبرمجة.
مدير الابتدائية لم يكن على علم بالرحلةولعل الأخطر من ذلك عدم استشارة مدير الابتدائية المدعو ” ب.ب. ز. الدين” بالرحلة، أو اشرافه عليها. رغم أن التلاميذ يتمدرسون بنفس المؤسسة التربوية، الامر الذي جعل الاخير ” يصدم” بخبر وفاة تلاميذه. عن طريق والي ولاية المدية، الذي هاتفه وهو يحضر اجتماع عمل مع وزير التربية عبر تقنية التحاضر عن بعد.
ولأن مدير ابتدائية ” محمدي محمد ” كان على دراية مسبقا بأن مثل هذه الرحلات غير مرخص بها من طرف وزارة التربية والتعليم. اعترض، وقال بصريح العبارة لاستاذ اللغة العربية المتهم الموقوف ” ب.ا”. المشرف عن الرحلة مخاطبة اياه: ” لست مسؤولا لا من قريب ولا من بعيد. عن اي شيء يخص الرحلة هاته”.
ورغم ذلك أصر الأستاذ المتهم على تنظيم الرحلة، فجمع الأموال بمشاركة 3 اساتذة معه، بعد تحديد ثمن الرحلة ب1000دج عن كل تلميذ. وقام بنقل 69 تلميذ متمدرس من 3 أقسام ابتدائية، منهم 3 غير مؤمنين. تم اضافتهم بتصريح من اوليائهم في آخر لحظة” حسب اعترافاته”.
تجاوزات خطيرةوفي قضية الحال، التي انطلق التحقيق فيها بتاريخ 11 ماي 2024، فور إخطار نيابة محكمة حسين داي بالعاصمة بحادث موت 5 أطفال غرقا بشاطئ ” الصابلات”. ونجاة سادسهم وتحويله إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، موازاة مع بلوغ الخبر ” المحزن” وزير التربية والتعليم ” عبد الحكيم بلعابد”. عن طريق السلطات الولائية لولاية المدية، كشفت التحقيقات الأولية، بعد تنقل عناصر الأمن إلى شاطيء ” الصابلات ” تجاوزات خطيرة. تتعلق بأمور تأمينية، وأخرى ” تنظيمية” خاصة وأن الشاطيء مساحته شاسعة ويرتاد عليه المئات من الزوار، مع حلول فصل الربيع للاستماع بجماله.
وأثبتت ” تقارير أمنية ” بيوم ” الوقائع”، ببعد تنقل رجال الشرطة الى “شاطئ العمود الأبيض” المنتزه الصابلات. للقيام بالإجراءات التقنية ومعاينة ” موقع الحادثة”، أن المكان عبارة عن “شاطئ اصطناعي” شاسع المساحة. محاط من الجانبين بصخور كبيرة، تتواجد به لعبة العجلة الكبيرة وبمحاذاتها لعبة السيارات من الجهة اليمنى للشاطئ. مما جعل المكان مزدحم عن آخره لتوافد عدد كبير من الزوار من كل الأعمار مما يصعب التحكم في الوضع.
وكما أفادت التقارير وجود عدة نقائص و إختلالات من جانب الحماية الأمنية والجسدية للأشخاص خاصة منهم الأطفال. والسبب عدم تواجد لافتات تمنع الاقتراب من الشاطئ والسياحة فيه خارج فترة موسم الاصطياف. عدم وجود حواجز لمنع دخول الزوار إلى الشاطئ خاصة الأطفال.
والاخطر من كل هذا، لم يكن بالشاطئ سوى 3 أعوان امن و وقاية فقط، وهو غير كاف لحراسة شاطئ بتلك المساحة الشاسعة. وهذا ما جعل التحقيق يشمل مدير العام لشاطئ ” الصابلات “. و3 أعوان الأمن والوقاية، الذين تم إيداع واحد منهم الحبس المؤقت، فيما استفاد البقية من إجراءات الرقابة القضائية.
تصريحات صادمة مدير دار الشباب” لبلدية عين بوسيفوحسب اعترافات المتهم الموقوف ” ب. ع. الوهاب” فقد صرح خلال التحقيق معه ان الرحلة اامدرسية نظمها بالتنسيق. مع المدعو “ب. إ”،، أستاذ مادة اللغة العربية بمدرسة الشهيد محمودي محمد بعين وسيف المدية. قاما بالتحضير لتنظيم رحلة سياحية مجانية المبرمجة ليوم 2024.05.11، لفائدة 66 تلميذ متمدرس بالمدرسة السالفة الذكر. حيث قام باصدار تصاريح أبوية مصادق عليها بالبلدية وسلمها للأستاذ المتهم بصفته منظم الرحلة، مع جمع منه مبلغ مالي قدره 1000 دج لكل تلميذ.
وأضاف المتهم أنه في صبيحة يوم 2024.05.11 إنطلقت الرحلة بإتجاه العاصمة على متن حافلتين على متنهما 05 مؤطرين و 69 تلميذ. بعد أن قام الأستاذ ” ب. إ”، بإضافة 3 تلاميذ آخرين من دون علمه. حيث بوصولهم الى متنزه الصابلات بحسين داي، قاموا بتوزيع التلاميذ إلى ثلاثة أفواج، حيث تكلف رفقة المدعو ” ب.ح عبد القادر” بتأطير 17 تلميذ.
كما انه بعد الانتهاء من الجولة السياحية رفقة فوج التلاميذ الذين كانوا برفقته على مستوى مجمع الألعاب توحه بهم إلى موقف الحافلات دون النزول بهم إلى الشاطئ.
مضيفا بعدم درايته بنزول باقي التلاميذ الى الشاطئ إلى غاية أن اتصل بأحد المؤطرين المدعو ” ب إ” الذي اخطره عن غرق بعض التلاميذ. بعد اقتحام عدد كبير منهم مياه الشاطئ ليتجه بدوره إلى المكان. بعد اتصاله بباقي المؤطرين ويعلم بقضية انتشال 03 جنت للأطفال الغرقى وتحويلهم على متن سيارات الإسعاف للحماية المدنية إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا. ومرافقتهم من قبل معلمهم ” ب.إ”
مضيفا المتهم أنه لم يقم بإستشارة مدير المدرسة عن تنظيم الرحلة أو الإتصال به. رغم أن المدرسة ودار الشباب يفصلهم جدار واحد.
عدد المؤطرين لم يكن كافيا لتأطير التلاميذكما اقر أن عدد المؤطرين لم يكن كافي لتأطير التلاميذ الذي عددهم 69 من الطور الإبتدائي مؤكدا تنظيمه لرحات سابقة.
وتجدر الاشارة أن القضية يتابع فيها 8 متهمين من بينهم من نسب اليه جناية ترك طفل غير قادر على حماية نفسه وتعريضه للخطر في مكان غيرخالي من الناس المؤدي إلى الوفاة مع كون الفاعل ممن يتولى رعايته ، ومنهم من توبع بجنحة تعريض حياة الغير أو سلامته الجسدية مباشرة للخطر بالإنتهاك المتعمد و البين الواجب من واجبات الإحتياط أو السلامة التي يفرضها القانون أو التنظيم، جنحة ترك طفل غير قادر على حماية نفسه وتعريضه للخطر في مكان غير
خالي من الناس و أدى ذلك إلى عجز كلي لمدة تجاوز 20 يوم ممن يتولى رعايته، جنحة السبب في القتل الخطأ عن طريق الإهمال وعدم الإحتياط و عدم الإنتباه.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: لم یکن
إقرأ أيضاً:
5 سنوات سجنا لشبكة إجرامية تهرب “الحراقة” إلى إسبانيا
أصدرت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر حكما يقضي بعقوبة 5 سنوات سجن و غرامة مالية يقيمة 500 ألف دج لشبكة إجرامية متكونة من أربعة منظمين لرحلات الحراقة الى إسبانيا.
وبالرجوع الى تفاصيل قضية الحال تعود وقائعها بعد قيام باخرة طارق بن زياد بإنقاذ 13 شخص كانوا على متن قارب نزهة ويطلبون النجدة بسواحل أليكنت الاسبانية حيث تم نقلهم إلى الجزائر وتسليمهم إلى مصالح الأمن، وبعد التحريات تبين أن رحلة الحراڨة انطلقت من شواطئ تيبازة وبعد 21 ساعة وصلوا إلى سواحل اسبانيا غير ان سوء الأحوال الجوية منعهم من التقدم نظرا للامواج التي كانت عالية وكانوا سيغرقون لولا استعمالهم شماريخ لطلب النجدة بعدما شاهدوا الباخرة تمر بالقرب منهم.
وحسب مادار بجلسة المحاكمة ان احد الحراقة تواصل مع حراق جزائري متواجد بفرنسا والذي ربط له اتصالا مع المتهم “ي.ر” هذا الأخير قام بشراء بشراء القارب، من “م.ر” فيما اكد الحراقة انهم التقوا وسلموا الأموال لشخص ملثم، و أن قيمة القارب بلغت 58 مليون سنتيم وهاتفين نقالين و 150 اورو.
هذا وبعد مثول اربعة متهمين موقوفين رهن المؤسسة العقابية بالحراش وجهت لهم
جناية تهريب المهاجرين من طرف جماعة إجرامية منظمة وجنحة مغادرة ارض الوطن بطريقة غير شرعية ، حيث أنكروا التهمة المنسوبة اليهم ،وصرح صاحب القارب وشقيقه “م.ر” و”م.ح”انهما لم يكونا من ضمن الرحلة واكدا ان المتهم الثالث “ي.ر” هو من اشترى القارب بغرض الحرقة للهروب من المشاكل العائلية وانه كان على علم بمخطط الهجرة السرية، في حين صرح المتهم الرابع”ز.ع” أن قرار الهجرة جاء بسبب مشاكله الاجتماعية كونه مجهول النسب واراد الهجرة خارج الوطن ليبدأ في حياة جديدة مضيفا انه كان يقود القارب في البداية, وبعد اقترابهم من الوصول الى السواحل الاسبانية كان تحت تأثير المشروبات الكحولية ،مادفع بجميع الحراقة على القيادة،ملتمسا من هيئة المحكمة بظروف التخفيف .