المضادات الحيوية للأطفال تزيد خطر الإصابة بالربو
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
وفقا لأبحاث جديدة من جامعة موناش الأسترالية، يمكن أن يؤدي التعرض المبكر للمضادات الحيوية إلى زيادة القابلية للإصابة بالربو. وتمكن فريق البحث من عزل جزيء تنتجه بكتيريا الأمعاء ويمكن في المستقبل أن يُجرب كعلاج بسيط في شكل مكمل غذائي للأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالربو لمنعهم من تطوير المرض.
قاد البحث – الذي نُشر في 15 يوليو/تموز الحالي في مجلة "إميونتي"- الأستاذ في علم المناعة بجامعة موناش البروفيسور بن مارسيلاند، واكتشف فريق البحث جزيئا يسمى "إيه بي أي" الذي يعد بالغ الأهمية للحماية الطويلة الأمد ضد الربو الذي يؤثر في أكثر من 260 مليون شخص عالميا ويتسبب بنحو 455 ألف حالة وفاة سنويا.
ووفقا للبروفيسور مارسيلاند، فإن اكتشاف الجزيء المنتج من قبل بكتيريا الأمعاء السليمة، يوفر تفسيرا لسبب زيادة الإصابة بالربو عند مستخدمي المضادات الحيوية المتكرر.
ويقول مارسيلاند وفقا لموقع يوريك أليرت: "نعلم أن الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من الحياة يعطل ميكروبات الأمعاء الصحية ويزيد من خطر الإصابة بالحساسية والربو، واكتشفنا أن أحد نتائج علاج المضادات الحيوية هو نقص البكتيريا التي تنتج جزيء إيه بي أي، وبالتالي تقليل جزيء رئيسي يمكنه منع الربو".
وأكد مارسيلاند أن السنوات الأولى من الحياة مهمة في تطوير ميكروبات مستقرة للأمعاء. وأوضح أن هذا الأمر "يتشكل أولا بواسطة تناول الطعام سواء الحليب أو الأطعمة الصلبة، وكذلك الوراثة والبيئة، وتبين أن الرضّع المعرضين لخطر مرتفع للحساسية والربو؛ يعانون من تأخر واضطراب في نضوج ميكروبات الأمعاء".
وأضاف أنه "يمكن أن يكون لاستخدام المضادات الحيوية في السنة الأولى من الحياة تأثير غير مقصود يتمثل في تقليل البكتيريا التي تعزز الصحة، ونعلم الآن من خلال هذا البحث أن المضادات الحيوية تؤدي إلى انخفاض كمية إيه بي أي الذي وجدنا أنه حاسم في الحياة المبكرة مع نضوج خلايا الرئة لدينا، مما يجعله مرشحا للوقاية المبكرة من التهابات مجرى الهواء التحسسية".
وأوضح فريق البحث الذي عمل على الفئران المعرضة للإصابة بالربو، أنه عند إعطاء المضادات الحيوية في الطفولة المبكرة، كانت الفئران أكثر عرضة للالتهاب التحسسي في مجرى الهواء الناجم عن عثة الغبار المنزلي، واستمر هذا حتى البلوغ.
وتبين أن هذه الحساسية استمرت على المدى الطويل حتى بعد عودة ميكروبات الأمعاء ومستويات إيه بي أي إلى وضعها الطبيعي، مما يُبرز أن وظيفة هذا الجزيء كانت مهمة بشكل خاص في الحياة المبكرة.
وعندما زُودت هذه الفئران بالنظام الغذائي المدعّم بجزيء إيه بي أي في الحياة المبكرة، وجد الباحثون أن الفئران كانت معافاة فعليا من تطوير الالتهاب التحسسي في مجرى الهواء الناجم عن عثة الغبار المنزلي أو الربو في مرحلة البلوغ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المضادات الحیویة إیه بی أی
إقرأ أيضاً:
اكتشاف علمي جديد.. شبكية العين قد تكشف عن الأمراض النفسية المبكرة
كشفت دراسة دولية حديثة عن ارتباط مثير بين حالة شبكية العين والصحة العقلية، ما قد يشكل ثورة في التشخيص المبكر للأمراض النفسية.
واكتشف باحثون في جامعة زيورخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي أن الأشخاص الذين يمتلكون استعداداً جينياً للإصابة بمرض انفصام الشخصية (الفصام) غالباً ما يكون لديهم شبكية عين أرق من غيرهم، وهو اكتشاف قد يغير مستقبل تشخيص الأمراض النفسية.
وتعتمد هذه النتائج على تحليل بيانات ضخمة من البنك الحيوي البريطاني (UK Biobank)، الذي يضم معلومات جينية وطبية مفصلة لأكثر من نصف مليون شخص. ومن خلال حساب “درجات الخطورة الجينية” لكل فرد وربطها بقياسات سماكة الشبكية، تمكن الباحثون من اكتشاف هذا الارتباط الهام.
وفق الدراسة، ما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو أن قياس سماكة الشبكية يتم باستخدام تقنية التصوير المقطعي البصري (OCT)، وهي فحص سريع غير جراحي لا يستغرق سوى دقائق قليلة، ويتميز بدقته العالية وتكلفته المنخفضة نسبياً.
وفي تعليقه على الدراسة، أوضح الدكتور فين رابي، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن “البحث يفتح آفاقاً جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين الجهاز العصبي المركزي والأمراض النفسية”. وأضاف أن “التغيرات في الشبكية، باعتبارها جزءاً من الجهاز العصبي المركزي، قد تعكس تغيرات مماثلة في الدماغ، لكنها أسهل في الرصد والقياس”.
ولم تقتصر نتائج الدراسة على هذا الاكتشاف، بل أظهرت أيضاً أدلة تدعم “فرضية الالتهاب” في مرض الفصام، حيث أشار الباحثون إلى أن المتغيرات الجينية المرتبطة بالعمليات الالتهابية في الدماغ قد تلعب دوراً في التغيرات التركيبية في الشبكية. ما يعزز فرضية أن الالتهابات قد تكون عاملاً مساهماً في تطور المرض، ويعطي الأمل في تطوير علاجات تركز على تعديل الاستجابة الالتهابية.
ورغم أن حجم التأثير الذي رصدته الدراسة صغير ويصعب ملاحظته على مستوى الأفراد، إلا أنه يظهر بوضوح عند فحص مجموعات سكانية كبيرة، مما يبرز أهمية الدراسات واسعة النطاق مثل هذه.
يُذكر أن الباحثين أكدوا أن هذه النتائج ما زالت بحاجة إلى مزيد من الدراسات الطولية لتأكيدها، وتحديد إمكانية تطبيقها سريرياً. وفي المستقبل، قد تصبح فحوصات العين الروتينية أداة مهمة في الكشف المبكر عن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض النفسية، مما يتيح التدخل المبكر وتحسين النتائج العلاجية.
وتعد هذه الدراسة خطوة هامة نحو فهم أعمق للأمراض النفسية، وتؤكد أن الصحة العقلية والجسدية مترابطة بشكل أكبر مما كان يعتقد سابقاً.