يقارن الكثير من خبراء الاقتصاد والتكنولوجيا بين لحظة الإعلان عن هواتف "آيفون" الأولى في عام 2007، وبين إطلاق نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي في 2022، وذلك لأن كلتا اللحظتين غيرتا مجرى التاريخ وأسهمتا في صنع عالم تكنولوجيا جديد مليء بتقنيات غير معروفة بعد، فضلا عن تحقيق نجاح مادي كبير للشركات المطورة.

ورغم أن لحظة الذكاء الاصطناعي أسهمت في صنع اسم "أوبن إيه آي" (OpenAI) كإحدى شركات القطاع التكنولوجي الرائدة، فإن هناك مجموعة أخرى من الشركات تسلقت على أكتافها وصعدت إلى مستويات غير مسبوقة رغم كونها شركات رائدة منذ البداية، وفي طليعة هذه الشركات تأتي "إنفيديا" و"مايكروسوفت".

وبينما استفادت "إنفيديا" من حاجة الشركات لشرائح الذكاء الاصطناعي لبناء النماذج، فإن "مايكروسوفت" اتخذت نهجا آخر بفضل النظرة الثاقبة لمديرها التنفيذي ساتيا ناديلا الذي آمن بالذكاء الاصطناعي قبل رواجه، وبفضل هذا الإيمان، قفزت أرباح "مايكروسوفت" أكثر من 70% لتتجاوز 3.3 تريليونات دولار، ولكن كيف تمكن ناديلا من تحقيق هذا النجاح؟ وهل تستمر علاقة "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" المثالية؟

ولادة جديدة لشركة عتيقة

لم تغب "مايكروسوفت" عن ساحة التكنولوجيا والحواسيب منذ ظهور الحواسيب في عام 1973 وحتى قبل تأسيس الشركة بفضل وجود بيل غيتس ضمن المجموعة التي عملت على أول نموذج حاسوب شخصي.

لذا انصهر إرث "مايكروسوفت" مع تاريخ الحواسيب والتقنية بشكل عام، وأصبحت ركنا أساسيا له، ورغم هذا، عانت الشركة من فترة كانت في ذيل قائمة الشركات التقنية من ناحية الابتكار على الأقل بفضل إطلاق عدد من المنتجات غير الموفقة التي لم تحظ بالنجاح المنتظر منها، مثل مشغل الموسيقى "زون" (Zune) والمراهنة على منتجات "نوكيا" في عصر الهواتف الذكية فضلا عن إطلاق محرك البحث "بينغ".

ستيف بالمر كان المدير التنفيذي للشركة في ذلك الوقت، وكان يقف وراء كل هذه القرارات المتخبطة والمحاولات البائسة للحاق بصيحات التكنولوجيا بعد إطلاقها للعامة، ويمكن القول إن "مايكروسوفت" في تلك الفترة اتخذت موقف رد الفعل على الابتكارات التقنية المختلفة سواء كانت أجهزة "آيفون" أو "آيبود" أو حتى محركات البحث.

انتهى عهد بالمر في 2014 ليخلفه ابن الـ56 ساتيا ناديلا الذي تعود أصوله إلى أسرة هندية ويملك شغفا حقيقيا بالتكنولوجيا والمنتجات التقنية الخاصة بها، ناديلا لم يتسلق فجأة إلى قمة "مايكروسوفت"، بل كان جزءا من عدة فرق عملت في الشركة على مدار 12 عاما قبل تحوله إلى رئيسها التنفيذي حيث انضم إليها في عام 1992 مهندسا برمجيا.

جاء ناديلا بفلسفة أبعد ما تكون عن فلسفة بالمر حتى وصفها البعض بأنها تسعى لإزالة أثر بالمر من مايكروسوفت، إذ تخلص في البداية من صفقة "نوكيا" التي كانت فاشلة في وقتها، ثم اعتنق سياسة المصادر المفتوحة قبل تعميمها على كافة منتجات الشركة، وهي السياسة التي وصفها بالمر بكونها "سرطانا" في عالم البرمجيات.

أسفرت هذه السياسة الجديدة عن عدة تغييرات في سياسة الشركة، ربما كان أبرزها إتاحة تطبيقاتها وخدماتها سحابيا عبر جميع الأجهزة الذكية حتى لو كانت من "آبل" عدو "مايكروسوفت" اللدود، وبفضل هذه التغييرات عززت "مايكروسوفت" من موقعها كثاني أقوى شركة في الخدمات السحابية بعد "أمازون".

قفزت أرباح "مايكروسوفت" أكثر من 70% لتتجاوز 3.3 تريليونات دولار بفضل النظرة الثاقبة لمديرها التنفيذي ساتيا ناديلا (الجزيرة) سلسلة من الرهانات الناجحة

حاز ناديلا على ثقة مجلس إدارة "مايكروسوفت" بعد سلسلة من القرارات الناجحة التي أسهمت في تعزيز أرباح الشركة، ولكن هذا لم يكن كافيا ليطفئ فجوة النجاح في ناديلا التي وصفها مرارا بأنها "جوع واشتهاء" لضمان نجاح "مايكروسوفت" على المدى الطويل.

اتخذ ناديلا من منصة "جيت هب" (GitHub) أولى محطاته، إذ استحوذ على المنصة الأولى لتطوير ونشر الأكواد المفتوحة المصدر في عام 2018 مقابل 7.5 مليارات دولار، وعمد بعد ذلك إلى دمجها مع تقنيات "مايكروسوفت" المتنوعة، وعبر هذه الخطوة ضمن ناديلا مكانة الشركة في وسط مجتمع البرمجيات المفتوحة التي كانت هي الصيحة الأحدث وقتها.

وفي نهاية 2018، واجه ناديلا الواقع المرير عبر إعلان من أحد أكبر منافسي الشركة، وهو إعلان "غوغل" عن نموذج "بيرت" (BERT) الذي حسن من استخدام محرك البحث الخاص بها وضمان جودة النتائج، وعبر هذا الإعلان، وسعت "غوغل" الفجوة بينها وبين "مايكروسوفت" وبقية المنافسين.

لكن فاجعة ناديلا لم تكن بسبب الإعلان عن "بيرت" الذي كان النواة الأولى لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المتاحة حاليا، بل كانت لأن شركته المحبوبة لا تمتلك القدرات اللازمة لبناء مثل هذه النماذج، وذلك لأن شبكة الحواسيب والخوادم التي تملكها أضعف من "غوغل" لدرجة أن تطوير نموذج يحاكي نموذج المنافسين استغرق 6 أشهر.

أدرك ناديلا حاجة الشركة إلى تطوير شبكة الحواسيب والخوادم الخاصة بها، كون الحوسبة السحابية هي المستقبل، ولكن محاولة بناء مثل هذه الشبكة يأخذ وقتا طويلا، ناهيك عن استنزاف موارد الشركة، وهو الأمر الذي لن يوافق عليه مجلس الإدارة، وهنا تدخل "أوبن إيه آي" إلى الساحة.

نظرة ثاقبة ودعم للحالمين

مثلت "أوبن إيه آي" الحل الذي احتاجته "مايكروسوفت"، إذ كانت شركة ناشئة تملك فريقا مدربا على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما أنها كانت تمتلك شبكة الخدمات السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على منافسة "غوغل".

وبفضل نظرته الثاقبة وشغفه المتنامي بالتقنية، قرر ناديلا إيكال مهمة تطوير شبكة "مايكروسوفت" السحابية إلى الشركة الناشئة التي كانت تعاني وقتها من تقلبات عدة خلقت معارضة ضارية ضد قرار ناديلا.

في ذلك الوقت، تحولت "أوبن إيه آي" من كونها منظمة غير ربحية إلى شركة تجارية في المقام الأول بفعل قرار سام ألتمان المدير التنفيذي للشركة، أدى هذا إلى مغادرة مجلس الإدارة الخاص بالشركة بأكمله وخلق زوبعة من الاعتراضات داخل الشركة بسبب طموح ألتمان المستعر، ولكن هذه الأسباب لم تكن كافية لثني ناديلا عن قراره أو زعزعة إيمانه في قدرة ألتمان على النجاح.

وفي عام 2019، أكمل ناديلا صفقته الثورية التي ستغير مستقبل "مايكروسوفت" تماما مقابل مليار دولار ودون وضع "أوبن إيه آي" تحت تصرف مجلس إدارة "مايكروسوفت"، على غير عادة الصفقات الاستثمارية الكبيرة، إذ تضمنت الصفقة فقط وصول "مايكروسوفت" إلى تقنيات الشركة والحق في دمجها مع منتجاتها.

قابل المجتمع التقني استثمار "مايكروسوفت" في هذه الشركة الناشئة المضطربة باستهجان كبير، إذ لم يثق أحد في قدرة "أوبن إيه آي" على التحول إلى الربحية والنجاح، ورغم ذلك قرر ناديلا استثمار ملياري دولار آخرين في تقنيات الشركة، وبنهاية عام 2021، دمجت "مايكروسوفت" تقنية الذكاء الاصطناعي التي تحولت لاحقا إلى "شات جي بي تي" مع منصة "جيت هب" على شكل مساعد ذكاء اصطناعي يساعد المطورين في كتابة الأكواد المختلفة، وخلال عام واحد، تمكن هذا المشروع من جذب أكثر من مليون مطور، معززا ثقة ناديلا في سام ألتمان ونجاحه.

بعد ذلك جاء عام 2022 ومعه الكشف عن "شات جي بي تي" لتبدأ ثورة الذكاء الاصطناعي الحقيقية، وبفضل الاستثمار السابق، تمكنت "مايكروسوفت" من دمج التقنية الناشئة في جميع منتجاتها، بدءا من محرك البحث "بينغ" حتى الحواسيب الشخصية وأنظمة "ويندوز 11″، فضلا عن عوائد مادية مبهرة دفعت بالشركة إلى قمة نادي التريليون دولار.

علامات الاضطراب بالظهور في "أوبن إيه آي" قبل أن تصل "مايكروسوفت"، وهذا بسبب إزاحة سام ألتمان عن منصب المدير التنفيذي للشركة تخوفا من طموحه المتنامي (غيتي إيميجز) الخوف من "أوبن إيه آي"

في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023، بدأت علامات الاضطراب بالظهور في "أوبن إيه آي" قبل أن تصل إلى "مايكروسوفت"، وهذا بسبب إزاحة سام ألتمان عن منصب المدير التنفيذي للشركة تخوفا من طموحه المتنامي.

وبعد اجتماع دام طويلا بين ناديلا ومجلس إدارة "أوبن إيه آي" قرر عرض وظيفة ضمن قسم الذكاء الاصطناعي لدى "مايكروسوفت" على سام ألتمان وأي شخص يرغب في الانضمام إليه، لذا وخوفا من انسحاب الكفاءات العاملة لديهم، قرر مجلس الإدارة إعادة ألتمان إلى منصبه.

انتهت الأزمة وعاد ألتمان إلى موقعه واستمر في طلب التمويل والدعم من ناديلا، ولكن الأخير لم يستعد ثقته التامة في الشركة الناشئة، إذ أدرك لوهلة اعتماد "مايكروسوفت" غير الصحي عليها، وقرر أن يسعى إلى تطوير أقسامه بشكل يضمن استمرار "مايكروسوفت" حتى إن انتهت "أوبن إيه آي".

وجد ناديلا مبتغاه في شركة "إنفليكشن إيه آي" (Inflection AI) التي كان يرأسها المهندس مصطفى سليمان، وهي من الشركات التي استثمرت فيها "مايكروسوفت" سابقا، لذا كان من السهل على ناديلا التفاوض على صفقة مناسبة.

مقابل 653 مليون دولار، وظفت "مايكروسوفت" مصطفى سليمان وفريقه بالكامل من أجل تطوير نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها تعمل كمساعد شخصي مباشر للمستخدمين، وبدلا من إجراء استحواذ بالشكل المعتاد، قررت "مايكروسوفت" الابتعاد عن ضجة القوانين والدعاوى القضائية التي عانت منها مع الاستحواذ على "أكتيفيجن-بليزارد".

يؤمن ناديلا بشكل غير متهاون بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي دفعه إلى استثمار أكثر من 20 مليار دولار في الشركات الذكاء الاصطناعي، بدءا من "أوبن إيه آي" ومرورا على "إنفليكشن" فضلا عن شركات أخرى ناشئة، ورغم أن جزءا من هذه الاستثمارات قد جنت الشركة ثماره، فإن البقية لا تزال بعيدة عن تلك المرحلة، وإذا استمرت سياسة ناديلا بالشكل الحالي فإننا قد نصل إلى واقع تقود فيه "مايكروسوفت" مسيرة الذكاء الاصطناعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المدیر التنفیذی للشرکة الذکاء الاصطناعی أوبن إیه آی سام ألتمان التی کان فضلا عن أکثر من فی عام

إقرأ أيضاً:

نور في غزة.. الذكاء الاصطناعي سلاح لقمع غزة وأداة مهمة لصمودها

"نور في غزة: كتابات وُلدت من النار" هو كتاب أعدته "لجنة الأصدقاء الأمريكيين للخدمة في قطاع غزة"، التي أُسست عام 1948 لخدمة اللاجئين الفلسطينيين. ويضم الكتاب ين دفتيه مقالات لأحد عشر كاتبا فلسطينيا من غزة، للمساعدة على فهم أحلامهم ومخاوفهم وتطلعاتهم لمستقبل يتجاوز حدود الاحتلال والحصار العسكري الإسرائيلي. وأشرف على تحريره: جهاد أبو سليم، جينفر بينغ، ومايكل لوتز. وقد نشرته دار هايماركت، شيكاغو، في آب / أغسطس 2022.

من بين الفصول المهمة التي حواها الكتاب: "الذكاء الاصطناعي كأداة لإعادة الحقوق وتحسين جودة الحياة الفلسطينية"، للباحثة والأكاديمية الفلسطينية "نور نعيم" الحاصلة على درجة الدكتوارة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وتناقش فيه موضوعان مهمان:

ـ الذكاء الاصطناعي كسلاح بيد الاحتلال لقمع الشعب الفلسطيني وإطباق الحصار حوله.
ـ الذكاء الصناعي وتوظيفه في استعادة الحقوق الفلسطينية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني.

أولا ـ الذكاء الاصطناعي سلاح لقمع غزة

غزة الصغيرة مكانا، المحاصرة برًا وبحرًا وجوًا، أكثر المناطق ازدحامًا على وجه الأرض، حوّلتها إسرائيل إلى مختبر لاستخدام وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وترويج روايتها الزائفة، دون أي مراقبة دولية أو مساءلة قانونية. فهي تنتهك وتقتحم خصوصيةَ مليوني فلسطيني، وتراقبهم عن كثب، وتجعلهم يعيشون حصارًا رقميًا معقدًا يعزز من سيطرتها على القطاع. وتقوم بسرقة وتخزين معلومات الناس الخاصة، مما يجعل غزة مصدرًا مهمًا للبيانات الضخمة التي يمكن تطبيقها في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، واستخدامها في أوقات الحرب لتوجيه الهجمات، ولتعزيز الصناعات التكنولوجية والأمنية الإسرائيلية. وهكذا، تهدف إسرائيل إلى: تحقيق الربح، وفرض الهيمنة كقوة عسكرية على الأرض.

لم تعد قوة البلدان تقاس فقط بالقوة العسكرية والاقتصادية، إذ أصبحت تكنولوجيا المعلومات من القوى الاستراتيجية التي تحدد النصر أو الهزيمة في زمن الحرب. ولا يكفي أن نجعل العالم يعرف الحقيقة، فهو يعرفها بالفعل؛ لكننا بحاجة إلى جعله يتخذ إجراءات لدعم الحق الفلسطيني وردع ومعاقبة الاحتلال.ونظرًا للأهمية البالغة التي توليها إسرائيل لتكنولوجيتها المتطورة، فهي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات المسيرات في حروب القطاع وعمليات اغتيال الفلسطينيين. وتتباهى بأنها شنت أول حرب رقمية في العالم على الإطلاق باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة. ولديها في هذا المجال وحدتان مهمتان:

ـ وحدة  8200: وتستخدم خوارزميات وتقنيات التعلم العميق، وهو أسلوب للذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات مستوحاة من المخ البشري، وتوظفها لأغراض عسكرية. كما وظفت أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لجمع بيانات ومعلومات أولية ضخمة لاستخدامها في العمليات العسكرية.

ـ وحدة 9900: وهي ضمن مشروع "غزة: الفضاء الذكي"، وتقوم عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي بتحليل كمية هائلة من البيانات لتحديد الأهداف بسرعة لإزالتها.

وفي الوقت ذاته، تنفذ إسرائيل مجموعة من الاستراتيجيات، وتطبق مجموعة من الآليات والوسائل لمحاولة تحقيق السيطرة المطلقة على قطاع غزة، وقمعه، والقضاء على مقاومته الباسلة:

1 ـ منع التطور التقني الفلسطيني:

يعتمد الفلسطينيون في مجال الاتصالات السلكية والخلوية على البنية التحتية الإسرائيلية، مما منح إسرائيل قدرات هائلة، تمكنها من نشر الدعاية المسمومة، والتجسس على الفلسطينيين، واختراق موجات البث الإذاعي وتعطيلها، والتواصل مع سكان غزة وإرسال رسائل نصية قصيرة إليهم أثناء عملياتها العسكرية.

2 ـ مراقبة الفضاء الالكتروني الفلسطيني:

تُخضِع إسرائيل الفضاء الإلكتروني الفلسطيني للمراقبة المستمرة، حيث تستشهد بمنشورات وتغريدات الفلسطينيين على فيسبوك كأسباب لاعتقال الأفراد وتعذيبهم واغتيالهم. وبينما تستخدم إسرائيل تقنية الجيل الخامس؛ فإنها لا تسمح للغزيين إلا بتقنية الجيل الثاني، مما يعيق إنتاجيتهم، ويحول دون تطورهم في مجال الاتصالات أو في أي مجال حديث متصل بالإنترنت كالإدارة الإلكترونية والتعليم والخدمات الأخرى.

3 ـ مراقبة وملاحقة الناشطين:

تستخدم إسرائيل تقنيات التعرف على الوجه ومسح قزحية العين وبصمات الصوت لمراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية والقطاع، ولتسهيل ملاحقة الناشطين وتتبع تحركاتهم داخل فلسطين وحول العالم، مما يشكل انتهاكًا لخصوصيتهم الشخصية.

4 ـ القمع من خلال الطائرات المسيرة:

للمُسيّرة، ويطلق عليها الغزيون: الزنانة أو غراب السماء، استخدامات متعددة لدى الاحتلال، منها: المراقبة المستمرة للقطاع، عمليات الاغتيال، إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الفلسطينيين خلال مسيرة العودة الكبرى لعام 2018 لقمع احتجاجاتهم السلمية.

5 ـ الحدود الذكية القاتلة:

بعد الانتهاء من بناء الجدار الخرساني تحت الأرض حول القطاع، أعلن الجيش الإسرائيلي عن بناء جدار تكنولوجي كـحدود ذكية قاتلة جديدة. وتضم هذه الحدود: لواء روبوتات عسكرية، وكتيبة اعتراض، وكتيبة احتياطية. وتعمل جميعها بدون عنصر بشري، ويمكن تفعيلها عن بُعد، وهي متصلة بمركز قيادة الجيش.

6 ـ القبة الإلكترونية:

يتعرض المحتوى الفلسطيني لضغط شديد تمارسه المؤسسات الصهيونية وشركات التواصل الاجتماعي التي تستخدم الذكاء الاصطناعي والخوارزميات لإيقاف المستخدمين ومنعهم من التواصل مع العالم الخارجي عندما يستخدمون كلمات أو عبارات معينة تدعم القضية الفلسطينية في محاولة لمنع إيصال الحقيقة للعالم، ومحاربة الرواية الفلسطينية، وشيطنتها، وربطها بالإرهاب من خلال القيود والتعقيدات المفروضة على المحتوى الرقمي الفلسطيني. وأطلق على ذلك اسم "القبة الإلكترونية"، والتي تعمل على غرار القبة الحديدية من خلال الإبلاغ عن المحتوى المؤيد لفلسطين وإخضاعه لرقابة شركات وسائل التواصل الاجتماعي.

يتطلب القمع الرقمي الإسرائيلي لغزة تضافر جهود الداعمين المحليين والدوليين وأصدقاء فلسطين لإيجاد أدوات تقنية لـتصحيح مدخلات الخوارزميات، وتعديل البيانات الخاطئة المستخرجة من مجتمع غير عادل، وإضافة البيانات الصحيحة لتحدي الصورة النمطية للفلسطيني، ولمقاومة التنكيل والتحيز والظلم ضد كل ما يدعم الشعب الفلسطيني.وتعزز إسرائيل هيمنتها الرقمية على الفلسطينيين عبر التعاون مع شركات التكنولوجيا العملاقة: أمازون وجوجل وميكروسوفت، التي قامت بتبييض صورة إسرائيل، وتوظف استثمارات ضخمة لإنشاء مركز بيانات إقليمي في إسرائيل لخدمات مشروع الحوسبة السحابية المسمى "مشروع نيمبوس".     

ثانيا ـ الذكاء الاصطناعي كأداة لدعم صمود ومقاومة غزة

في هذا الجزء من الفصل، تقدم "نور نعيم" عرضا متنوعا ومهما لأهمية وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم الصمود الأسطوري للقطاع المحاصر. وكذلك، لجعل القضية الفلسطينية، بما فيها قضايا الاستيطان واللجوء الداخلي والشتات، حية في ذكراة ووجدان وأعين الفلسطينيين والعالم:

1 ـ رصد وتوثيق الجرائم الأسرائيلية بالأراضي الفلسطينية

عملت إسرائيل على منع نشر معلومات دقيقة أو صور عالية الجودة للأراضي الفلسطينية. ففي عام 1997، أقرت الحكومة الأمريكية تعديل "كيل ـ بنجامين"، المقدم من عضوي مجلس الشيوخ: جون كيل وجيف بنجامين، والذي يحظر جمع أو نشر صور الأقمار الصناعية عالية الدقة المتعلقة بإسرائيل، بحيث لا تصل دقة الصور المتعلقة بها إلا مترين فقط لكل بِكسل، مقابل نصف متر لكل بِكسل لصور الدول الأخرى، مما سمح بإخفاء الآثار الكارثية للاحتلال وإحباط الجهود المبذولة لتحديد هوية الجنود، والتحقق منها، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان خاصة في قطاع غزة. كما أدت إلى صعوبة مراقبة التغييرات على الأرض، مثل عمليات الاستيطان والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية أو حول قطاع غزة.

ومع ذلك، ونتيجة لظهور شركات أجنبية منافسة توفر صوراً دقيقة للمنطقة، فضلاً عن الضغوط الخارجية الأخرى، تم رفع الحظر المفروض على التصوير الجوي الدقيق عالي الجودة للأراضي الفلسطينية المحتلة في كانون الأول ديسمبر 2020. وبفضل سياسة السماء المفتوحة العالمية الجديدة، أصبحت الصور متاحة بدقة عالية، وبات من الممكن الآن تحديد ورصد التغيرات والانتهاكات الحقوقية على الأرض. وقد ساعدت سياسة السماء المفتوحة وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتخصصين في مجالات حقوق الإنسان لرصد وتوثيق الجرائم الإسرائيلية.

2 ـ الهندسة المعمارية الجنائية

تعتمد "الهندسة المعمارية الجنائية" على التكتولوجيا والتقنيات المعمارية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والعنف الحكومي في جميع أرجاء العالم، وتُستخدم لبناء نماذج رقمية ومادية ثلاثية الأبعاد، والرسوم المتحركة، والواقع الافتراضي. كما يمكن استخدامها لتوثيق الدمار البيئي الناتج عن العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة.

3 ـ ملاحقة مجرمي الحرب

يمكن أن تساعد بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي في معالجة وتنظيم وتحليل البيانات، وتوفير الوقت الكبير الذي كان سيقضيه المحققون في الفرز واستعراض كميات هائلة من مقاطع الفيديو والصور. وتنتج خوارزميات الذكاء الاصطناعي مجموعة ضخمة من الأدلة لإدانة المجرمين، التي يمكن تحليلها لإنشاء نموذج تقني للتحقيق في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، لتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى العدالة، عبر:

ـ توثيق الجرائم الإسرائيلية والممارسات والأسلحة المستخدمة المحظورة دوليا.
ـ جمع العديد من مقاطع الفيديو لنفس الحادث، ومطابقتها مع حسابات وأقوال شهود العيان.
ـ تحديد جميع البيانات ذات الصلة والعثور عليها لرصد وتوثيق انتهاك معين.
ـ تسليط الضوء على المعاناة الناتجة عن الاحتلال باستخدام تقنيات المحاكاة الافتراضية.
ـ تحديد وقت ومكان الهجوم، عبر تحليل الأدلة كزوايا الظل وأعمدة الدخان في مقاطع الفيديو.

إذن، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تقدم - عبر تحقيقات حاسمة مستقلة ونزيهة - أدلة دامغة تجرم الاحتلال الإسرائيلي، وتعزز مطالبات الفلسطينيين بأرضهم، مما سيساهم في قضية التحرر، وستوفر للضحايا الحق في اللجوء إلى المحاكم الدولية، وتقديم الاحتلال وجميع المشتبه بهم إلى العدالة لارتكابهم جرائم حرب، بما في ذلك القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية.

4 ـ التأكيد على حقوق اللاجئين

يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتقوية اتصال اللاجئين الفلسطينيين بالمدن والقرى التي نزح منها آباؤهم وأجدادهم، وتعريفهم بأملاكهم فيها، وذلك عبر:  استخدام تقنيات رسم الخرائط في تطوير برامج افتراضية لتوزيع الممتلكات والحقوق على اللاجئين استعدادا للحظة العودة التي طال انتظارها. وحاليا، هناك مشروع فلسطيني يستخدم المصدر المفتوح للتقنيات والخرائط القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر لعرض القرى والمدن الفلسطينية بأسمائها العربية الأصلية. ومن خلال المقارنة مع الخرائط اللاحقة، يمكن متابعة التغييرات التي أحدثها الاحتلال. ويسمح المشروع للمستخدمين إثراء قاعدة البيانات بمعلومات جديدة ومحدثة باستمرار عبر الهواتف المحمولة.

5 ـ الزيارات الافتراضية لفلسطين

باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن عمل جولات افتراضية للفلسطينين الذين لا يستطيعون زيارة بلادهم بسبب الاحتلال. وهناك تطبيقات جديدة بالفعل تخدم هذا الغرض، منها برنامج الزيارات الافتراضية لفلسطين "Palestine VR"، الذي يعرض الحياة اليومية للفلسطينيين داخل فلسطين والانتهاكات التي يتعرضون لها. ويمكن للمستخدِم التفاعل مع المكان، ومراقبة تفاصيله بالطريقة التي يريدها من جميع الزوايا الممكنة.

الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية للمقاومة والصمود. وإذا كانت هناك صعوبات فإنه يمكن التغلب عليها عبر استراتيجية وطنية لتطوير استخدام الذكاء الاصطناعي فلسطينيا، مع التعاون مع المجتمع المدني الدولي للحصول على تقنياتهويهدف التطبيق أيضا إلى إتاحة المواد للندوات والمؤتمرات والأنشطة المختلفة لدعم الرواية الفلسطينية ضد انحياز وسائل الإعلام الرئيسية للرواية الإسرائيلية، وفضح جرائم الفصل العنصري. ومن خلال هذه التطبيقات، يمكن تسليط الضوء على قضايا المستوطنات والمياه والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية. واستخدام هذه التقنيات يعزز الاعتقاد بأن حق العودة ليس مستحيلا، ويربط أحفاد جيل النكبة بوطنهم الجميل، حتى وهُم يعيشون حياة البؤس والألم داخل السجن المفتوح في قطاع غزة. ويمكنها لهذه التقنيات أيضا الحفاظ على الهوية الفلسطينية والتمسك بحق العودة للأجيال الجديدة، وخاصة الجيل الرابع الذين وُلدوا وكبروا خارج فلسطين، وتحقيق اندماجهم مع الشتات، دون أن يذوبوا فيه، فهناك وطن جميل ينتظرهم، ولديهم حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم.

6 ـ الحفاظ على الجغرافيا والذاكرة الفلسطينية

يقوم المطورون بإدراج مجموعة كبيرة من الصور الملونة في شبكة الذكاء الاصطناعي العصبية التي تعمل مثل الدماغ البشري. وبمرور الوقت، يتعلم البرنامج التعرف على الكائنات المختلفة، وتحديد ألوانها الأصلية المحتملة، وإنتاج صور ملونة بجودة عالية لإظهار فلسطين القديمة وسكانها الأصليين. وستكشف الصور أن فلسطين هي أرض الشعب الفلسطيني، ولا حق للصهاينة فيها.

وتهدف "استراتيجية استعادة الصور التاريخية" إلى بناء أرشيف رقمي ضخم للتاريخ الاجتماعي الفلسطيني، واستخدام هذه الصور لسرد جغرافي وتاريخي طويل، وإنشاء شبكة لربط الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم بالوطن.

7 ـ تخفيف وطأة الحصار

باستخدام مجموعة من المواد المتوافرة بقطاع غزة مثل البوليمرات والمعادن والسيراميك، يمكن صنع نماذج ثلاثية الأبعاد بمساعدة برامج تصميم، وتحويلها إلى أداة مهمة لتخفيف الحصار، واستخدامها في: 

ـ أدوات البناء، وصناعة المعدات، وقطع الغيار.
ـ صناعة الأجهزة الطبية،والأطراف الصناعية، والأنسجة والجلد والأعضاء.
ـ دعم الصناعة المحلية، وتقليل وقت الإنتاج وتحسين جودته.
ـ تعزيز الاستدامة باستخدام مواد أقل بكفاءة وفائدة أكثر في القطاعات الصناعية والإغاثية.

8 ـ تحسين الخدمة الطبية

إن استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيصات الطبية يساهم في تقليل فترة الإقامة في المستشفيات بنسبة 50%. كما حقق الذكاء الاصطناعي أيضا إنجازات رائعة في الكشف عن الأمراض في مراحلها المبكرة. وهذا سيوفر الوقت، ويؤدي إلى تحسين حياة مرضى غزة بشكل كبير، والتخفيف من معاناتهم، لا سيما بالنظر إلى واقع المستشفيات المكتظة والحصار المضروب على القطاع بما فيه معبر رفح.

9 ـ كسر الحصار

من حق الفلسطينيين استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في كسر حالة الحصار التي تفرضها إسرائيل. وهناك مثال مثير هو تقنية النانو التي استخدمها المهندسون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتحويل السبانخ إلى أجهزة استشعار قادرة للكشف عن المواد المتفجرة والملوثات الناتجة عنها في المياه الجوفية. وقد استخدم المهندسون الإشارات المنبعثة من الأنابيب النانوية الكربونية في أوراق السبانخ بواسطة تركيب كاميرا الأشعة تحت الحمراء المتقدمة، تقرأ وتحلل الإشارات، ثم ترسل تنبيها بالبريد الإلكتروني إلى السلطات المختصة. وفي غزة، هناك الكثير الذين فقدوا أحباءهم بسبب الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة المدفونة في التربة. لذا، فاستخدام مثل هذه التكنولوجيا سيكون مفيدا جدا للقطاع.

10 ـ تقليص الاحتلال السيبراني للقطاع

يمكن للتكنولوجيات الحديثة أن تحسن حياة سكان غزة حيث الدمار هو الواقع. كيف يمكن لمنطقة صغيرة محاصرة برا وبحرا وجوا، وحتى في الفضاء الإلكتروني، البقاء على قيد الحياة؟! لذا، يجب:

ـ تسخير جميع وسائل التكنولوجيا لحماية الحقوق الفلسطينية ومواجهة الرواية الإسرائيلية الملفقة التي تصل عبر التكنولوجيا إلى العالم.

ـ المطالبة بتطبيق قوانين دولية جديدة يمكن أن تحد من الاحتلال السيبراني الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

ـ وضع قيود على المراقبة الجماعية للشعب الفلسطيني، وقيود على استخدام الذكاء الاصطناعي للتلاعب بحياة الفلسطينيين، ومقاضاة الشركات التي تستخدم أو تبيع خوارزميات متحيزة ضدهم.

الخلاصة

لم تعد قوة البلدان تقاس فقط بالقوة العسكرية والاقتصادية، إذ أصبحت تكنولوجيا المعلومات من القوى الاستراتيجية التي تحدد النصر أو الهزيمة في زمن الحرب. ولا يكفي أن نجعل العالم يعرف الحقيقة، فهو يعرفها بالفعل؛ لكننا بحاجة إلى جعله يتخذ إجراءات لدعم الحق الفلسطيني وردع ومعاقبة الاحتلال.

ويتطلب القمع الرقمي الإسرائيلي لغزة تضافر جهود الداعمين المحليين والدوليين وأصدقاء فلسطين لإيجاد أدوات تقنية لـتصحيح مدخلات الخوارزميات، وتعديل البيانات الخاطئة المستخرجة من مجتمع غير عادل، وإضافة البيانات الصحيحة لتحدي الصورة النمطية للفلسطيني، ولمقاومة التنكيل والتحيز والظلم ضد كل ما يدعم الشعب الفلسطيني.

إن الفضاء الرقمي الافتراضي لم يعد فضاءً ثانويًا؛ بل هو فضاءٌ حقيقي للنضال لا يقل فاعليةً عن النضالي الفلسطيني على أرض الواقع. ولذلك، فإن الدعوة إلى الانسحاب إلى منصات أكثر تسامحًا تجاه قضيتنا هي دعوةٌ للانسحاب من المعركة إلى ساحةٍ هامشية أقل فعالية، لمجرد توفير الوقت والجهد. ونحن بحاجة إلى الترويج للصورة الحقيقية للفلسطيني كشخص يحب الحياة، ومفعمٌ بالأمل في أن يعود إلى أرضه ودياره ذات يوم. وقد حققت الجهود المبذولة لمقاومة الحصار الرقمي اختراقًا من خلال تعزيز الصورة الفلسطينية وتحطيم جدران العزلة التي تريد منع الصوت الفلسطيني من الوصول إلى العالم والتحدث والكتابة عن الألم والقمع الذي تمارسه إسرائيل يوميًا.

الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية للمقاومة والصمود. وإذا كانت هناك صعوبات فإنه يمكن التغلب عليها عبر استراتيجية وطنية لتطوير استخدام الذكاء الاصطناعي فلسطينيا، مع التعاون مع المجتمع المدني الدولي للحصول على تقنياته، والتي يجب أن يتم تطويرها وتنظيمها بعناية وبطريقة تحد من الانتهاكات الإسرائيلية، واستخدامها أيضا لتمكين المجتمع الفلسطيني ومساعدته على تحقيق الحرية في أسرع وقت ممكن.

مقالات مشابهة

  • نور في غزة.. الذكاء الاصطناعي سلاح لقمع غزة وأداة مهمة لصمودها
  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • ذكاء Apple المتعثر.. هل فقدت الشركة سباق الذكاء الاصطناعي؟
  • موقف الشريعة من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي
  • «الذكاء الاصطناعي» يرسم تصوراً لـ«شكل العالم» بعد 30عاماً
  • هل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟
  • «أبل» تؤجل دمج أحد خدماتها بـ«الذكاء الاصطناعي» حتى 2026.. ما السبب؟
  • مايكروسوفت ستستثمر 298 مليون دولار في الذكاء الاصطناعي بجنوب أفريقيا
  • آبل تؤجل تحديثات الذكاء الاصطناعي لـ Siri إلى عام 2026
  • مايكروسوفت تستثمر في الذكاء الاصطناعي في جنوب أفريقيا