المريض بالقلق ويتجاوز الـ50 عاما أكثر تعرضا للإصابة بمرض باركنسون
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
كشفت دراسة بريطانية حديثة نُشرت في 25 يونيو/حزيران الماضي بالمجلة البريطانية للممارسة العامة، أن الإصابة بالقلق بعد سن الـ50 يزيد لديهم خطر الإصابة بمرض باركنسون (الشلل الرعاش).
وباركنسون اضطراب التنكّس العصبي الأسرع نموا في العالم، ويؤثر حاليا في ما يقرب من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.
ويرتبط مرض باركنسون عادة بمشكلات الحركة، وقد يصاحب ذلك أيضا مشكلات أخرى غير متعلقة بالحركة مثل الاكتئاب والقلق وفقدان حاسة الشم.
واستخدم فريق الدراسة -وهم باحثون في الكلية الملكية للممارسين العامين- بيانات الرعاية الأولية في المملكة المتحدة بين عامي 2008 و2018، وفحصوا في دراستهم البيانات الصحية لـ109435 شخصا أصيبوا بالقلق بعد سن الـ50، وقارنوا المعلومات بمجموعة مرجعية تضم 878526 شخصا لا يعانون من القلق.
وقُيمت البيانات المتعلقة بأعراض باركنسون مثل مشاكل النوم والاكتئاب والرعشة وضعف التوازن منذ وقت تشخيص القلق وحتى عام واحد قبل تشخيص مرض باركنسون، وذلك لمساعدتهم على فهم احتمالية تعرض كل مجموعة للإصابة بمرض باركنسون مع مرور الوقت والعوامل المساعدة الخاصة بهم.
وأفاد الباحثون وفقا لموقع يوريك أليرت، أن الأشخاص الذين شُخصوا بإصابتهم بالقلق بعد سن الـ50 كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من القلق.
وفي بيان صحفي لموقع ويب ميد صرح الباحث الرئيسي في الدراسة خوان بازو ألفاريز، وهو باحث في قسم علم الأوبئة والصحة في جامعة كوليدج لندن: "من المعروف أن القلق سمة من سمات المراحل المبكرة من مرض باركنسون، ولكنْ قبل دراستنا كان احتمال خطر الإصابة بمرض باركنسون لدى أولئك الذين تزيد أعمارهم عن الـ50 عاما ويعانون من بداية قلق جديدة غير معروف".
وحدد الباحثون أعراضا محددة ارتبطت بالتطور اللاحق لمرض باركنسون لدى المصابين بالقلق، بما في ذلك الاكتئاب واضطراب النوم والتعب والاختلال المعرفي من بين أعراض أخرى.
ويصاب الأفراد الذين لا يعانون من القلق أيضا بمرض الباركنسون، ولكن في وقت متأخر مقارنة بأولئك الذين يعانون من القلق.
وينصح الباحثون بأن تستكشف الأبحاث المستقبلية سبب زيادة احتمال الإصابة بباركنسون لدى الذين يعانون من بداية القلق وأعمارهم تزيد عن الـ50 وإذا ما كان ذلك يتأثر بشدة القلق.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن تشخيص مرض باركنسون بشكل نهائي إلا بعد ظهور بعض الأعراض الحركية، فإن بعض العلامات التحذيرية المبكرة أصبحت الآن مفهومة جيدا على أنها مرتبطة بمرض باركنسون.
ووفقا لموقع جونز هوبكنز، فإنه بالإمكان اكتشاف الطفرات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون في وقت مبكر بعد الولادة، كما أنه قد يُكشف لدى بعض المرضى (قرابة 10%) وجود طفرة جينية معروفة مرتبطة بمرض باركنسون، ويمكن اختبار هذا الجين في أي وقت في الحياة، وهذا لا يعني التشخيص بمرض باركنسون، وإنما هو مجرد تحديد احتمال الإصابة به.
كما توجد علامات تحذيرية مبكرة للإصابة بمرض باركنسون مثل العلامات التالية:
فقدان حاسة الشم:فإذا كنت مصابا بفقدان حاسة الشم دون أي مرض آخر، فقد يكون لديك فرصة بنسبة 50% على الأقل للإصابة بمرض باركنسون في السنوات الـ5 أو الـ10 القادمة، حيث إن أحد البروتينات الذي يتكتل في جزء الدماغ الذي ينظم الدوبامين ويؤدي إلى مرض باركنسون، يتجمع أيضا في البصلة الشمية، وهو جزء من الدماغ المسؤول عن حاسة الشم، ويحدث هذا قبل أن تسبب تراكمات البروتين أعراضا حركية نتيجة مرض باركنسون.
اضطراب سلوك حركة العين السريعة أثناء النوم:ففي نمط مشابه لفقدان حاسة الشم، فإن الذين يعانون من اضطراب سلوك حركة العين السريعة أثناء النوم مجهول السبب لديهم فرصة بنسبة 50% على الأقل للإصابة بمرض باركنسون في نهاية المطاف.
الإمساك:ليس سهلا تحديد معدل إصابة الذين يعانون من مشاكل الإمساك المزمنة وغير المبررة بمرض باركنسون، ولكن إذا كان شخص ما يعاني من الإمساك المستمر وغير المبرر، فيجب على الأقل ملاحظة ذلك، حيث يمكن اعتباره عرضا مبكرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات یعانون من القلق الذین یعانون من مرض بارکنسون حاسة الشم
إقرأ أيضاً:
5 ملايين شخص يعانون الجفاف فى موزمبيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) من أن الجفاف المتفاقم الناجم عن ظاهرة النينيو فى موزمبيق أدى إلى ارتفاع غير مسبوق فى مستويات انعدام الأمن الغذائي، حيث يُتوقع أن يعانى ما يقرب من ٥ ملايين شخص من الجوع الحاد حتى مارس ٢٠٢٥، وفقًا للتصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائي.
وقال أوتشا إن من بين هؤلاء، يواجه نحو ٩١٢ ألف شخص مرحلة "الطوارئ"، وهو ما يمثل زيادة حادة تعادل أربعة أضعاف العدد المُسجل فى الموسم السابق، بينما يقع حوالى أربعة ملايين شخص فى نطاق "الأزمة" الغذائية.
وأشار أوتشا إلى أن الاستجابة الإنسانية تواجه تحديات كبيرة، حيث لم يتمكن سوى ٣٩١ ألف شخص من الحصول على شكل من أشكال الدعم، خاصة فى المناطق الأكثر تضررًا مثل مانيكا وسوفالا. وأكد المكتب أن نقص التمويل يمثل عقبة رئيسية أمام الجهود المبذولة، إذ لم يتم تأمين سوى ٢٨.٧ مليون دولار، أى ما يعادل ١٣٪ فقط من المبلغ المطلوب والبالغ ٢٢٢ مليون دولار، مما يحد بشكل خطير من قدرة الشركاء الإنسانيين على تقديم المساعدات الضرورية فى الوقت المناسب وبما يتناسب مع حجم الأزمة.
وأوضح أوتشا أن تحليل الأمن الغذائى بعد الحصاد فى أكتوبر ٢٠٢٤، إلى جانب تحليل ما بعد الصدمة فى يوليو ٢٠٢٤، كشف عن وصول معدلات الجوع إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء عمليات التقييم فى موزمبيق عام ٢٠١٧. وأكد المكتب أن الأزمة تفاقمت بشكل كبير نتيجة للصدمات المناخية، والصراعات المستمرة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث تسببت ظاهرة النينيو فى إلحاق أضرار جسيمة بالموسم الزراعى ٢٠٢٣/٢٠٢٤، مما أدى إلى تضرر أكثر من ٦٠ مقاطعة بسبب الأعاصير والعواصف المدارية، بينما تعرضت ٣٧ مقاطعة للجفاف الشديد، مما أثر سلبًا على الإنتاج الزراعي.
وشدد أوتشا على أن الأوضاع الأمنية فى بعض المناطق ساهمت فى تعقيد الأزمة، حيث تسببت الهجمات المسلحة فى تراجع الإنتاجية الزراعية وزيادة معاناة السكان. كما لفت إلى أن أسعار الحبوب الأساسية، مثل الذرة والدخن، ارتفعت بشكل حاد فى الأسواق الجنوبية والوسطى مقارنة بعام ٢٠٢٣، متجاوزة متوسط الأسعار خلال السنوات الخمس الماضية، مما زاد من صعوبة حصول الأسر على الغذاء.
وأكد أوتشا أن البيانات المتاحة تعكس وضعًا إنسانيًا مقلقًا، حيث أظهر تحليل الأمن الغذائى أن ٣٣٪ من الأسر، خاصة فى مانيكا وسوفالا وإنهامبان، لا تمتلك احتياطيات من الذرة، بينما يفتقر ٧٠٪ من السكان إلى كميات كافية من الغذاء لتغطية احتياجاتهم حتى نهاية موسم العجاف.
وأضاف أن ٤٣٪ من السكان يعانون من استهلاك غذائى غير كافٍ، حيث يصنف ٩٪ ضمن الفئة "الرديئة"، بينما يعيش ٣٤٪ على الحد الأدنى من الغذاء.
وأشار المكتب إلى أن الأسر المتضررة تلجأ بشكل متزايد إلى استراتيجيات تكيّفية قاسية، مثل اقتراض الطعام، أو تقليل عدد الوجبات، أو حتى تخطى البالغين وجباتهم لإطعام الأطفال. كما أفاد بأن ٢٩٪ من الأسر تعتمد على استراتيجيات مواجهة سلبية متكررة تؤثر على سبل عيشها، مثل بيع الممتلكات أو تقليل الإنفاق الضروري، مما يجعلها أكثر هشاشة أمام أى أزمات مستقبلية.
ولفت أوتشا إلى أن مقاطعات تيتى (٢٣٪)، ومانيكا (١٧٪)، وكابو ديلجادو، وصوفالا (١٥٪ لكل منهما) من بين المناطق الأكثر تضررًا، حيث تعتمد نسبة كبيرة من الأسر فيها على استراتيجيات مواجهة متطرفة. كما حذر من أن الوضع فى تيتى وكابو ديلجادو يثير قلقًا خاصًا، حيث أفادت ٢٦٪ من الأسر باستخدام استراتيجيات مواجهة الأزمات والطوارئ، مما يعكس الحاجة الملحة إلى تدخلات إنسانية عاجلة وشاملة لتخفيف تداعيات الأزمة.