توماس فريدمان: اللحظة تاريخية ونتنياهو يبدو زعيما صغيرا
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
توقع الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن تشهد الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الشرق الأوسط هذا الأسبوع أمورا كثيرة تعادل ما يحدث في عقد من الزمان، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، حيث يلقي خطابا اليوم الأربعاء أمام مجلسي الكونغرس.
ولعله من قبيل الصدفة المحضة -برأيه- أن تتقاطع هذا الأسبوع مجموعة من المنعطفات العميقة في قضية الحرب أو السلام ما كان بمقدور الروائي الروسي ليو تولستوي مؤلف "الحرب والسلام"، أن يصوغ لها مسارا.
وكتب فريدمان، في عموده الأسبوعي بصحيفة "نيويورك تايمز"، أن نتنياهو -الذي لطالما قدم مصلحته الشخصية على مصالح بلاده- يأتي إلى واشنطن في أعقاب قرار الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي، مقدما مصالح وطنه فوق كل اعتبار شخصي.
وقال إن نتنياهو يواجه موقفا يتطلب منه اتخاذ قرارين؛ أولهما الموافقة "الآن" على اتفاق وقف إطلاق النار المتدرج، الذي توصل إليه مبدئيا المفاوضون الأميركيون والإسرائيليون والقطريون والمصريون وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي من شأنه أن يؤدي، في المرحلة الأولى، إلى هدنة توقف القتال في قطاع غزة لمدة 6 أسابيع، والإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا (بعضهم قضى نحبه وآخرون منهم ما يزالون على قيد الحياة)، مقابل عدة مئات من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ورغم أن نتنياهو ألمح إلى تأييده للعناصر الأساسية للصفقة، فإنه بدأ -كما يقول فريدمان- بالتلاعب بجوانب معينة منها، بالتقليل من أهميتها الأمنية لإسرائيل، من أجل شراء الوقت لنفسه.
3 قضايا
وقد ركز رئيس الوزراء الإسرائيلي على 3 قضايا أمنية، تتعلق إحداها بنزوح المدنيين في غزة من جنوب القطاع إلى شماله بحثا عن ملاذ آمن، حيث كان نتنياهو يسعى لإقامة نظام تفتيش ما لمنع مقاتلي حماس من العودة إلى الشمال.
وثانية القضايا هي السيطرة على الحدود بين غزة ومصر، والأخيرة تتعلق بمعبر رفح الفاصل بين مصر والقطاع، الذي تخشى إسرائيل من أن تسيطر عليه حركة حماس مرة أخرى، والتي قال إن شعبيتها آخذة في الازدياد بشكل مطرد في غزة.
أما القرار الثاني الذي يتعين على نتنياهو اتخاذه، فهو يتعلق بمسار موازٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، حسب مقال الكاتب الأميركي، الذي أوضح أن فريق بايدن عمل على صياغة كافة التفاصيل تقريبا ذات الصلة بإنشاء تحالف أميركي سعودي يتضمن تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل والشروع في مفاوضات من أجل التوصل إلى حل يؤسس لدولتين.
"انقلاب دبلوماسي"واعتبر فريدمان أن مثل هذه المفاوضات -بالتزامن مع وقف إطلاق النار على جبهتي غزة ولبنان- سوف تشكل "انقلابا دبلوماسيا"، من شأنه أن يعزل إيران وحركة حماس.
والأهم من كل ذلك -من وجهة نظره- أن هذه المفاوضات يمكن أن تنشئ مسارا طويل الأجل لدولة فلسطينية بمجرد انتهاء القتال في غزة، بعد أن استوعبت كل الأطراف الدرس بأن لا أحد منها يطيق خوض حرب أخرى حتى لو كان جميعها يمتلك أسلحة دقيقة التوجيه.
واقتبس فريدمان عبارة موحية لديفيد ماكوفسكي، مدير مشروع العلاقات العربية الإسرائيلية في معهد واشنطن، تكهن فيها أن "اتفاقيات أبراهام" ستحل محلها "اتفاقيات جوزيف"، في إشارة على ما يبدو إلى النبي يوسف عليه السلام.
وعدَّ الكاتب الأميركي أن الاتفاقيتين تمثلان "إرثين" لبايدن ونتنياهو، مضيفا أنه سيكون من المفارقة المريرة والمأساوية أن يفوِّت رئيس الوزراء الإسرائيلي، "الذي يعتبر نفسه مفكرًا إستراتيجيا"، هذه اللحظة بسبب السياسة الداخلية الإسرائيلية والخوف من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف.
واختتم مقاله بالقول إن العالم كله والأسرى ينتظرون موافقة من نتنياهو على صفقتي غزة والسعودية. "فهل سيكون بيبي (نتنياهو) رجلا صغيرا، مرة أخرى، في لحظة مهمة، أم سيفاجئ الجميع ويصبح رجلا عظيما في لحظة عظيمة؟"، يتساءل فريدمان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
خبير دولي: التاريخ لن يغفر لـ نتنياهو ما فعله في غزة ولبنان
قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، إنّ ما يفعله بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي جرائم ضد الإنسانية، والتاريخ لن يغفر له ما فعله في غزة ولبنان.
نتنياهو ارتكب جريمة ضد شعبهوأضاف سنجر، في مداخلة هاتفية، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «نتنياهو ارتكب جريمة ضد شعبه أيضا، لأن أي سياسي لديه مواطن محتجز عليه أن يسعى إلى تحريره والتفاوض، لكن نتنياهو لم يحاول أن يسمع كلام المفاوضين والوسطاء، وبخاصة أن هناك دولا كبيرة بحجم مصر وأمريكا وقطر بذلت جهودا كبيرة في الوساطة والمفاوضات الماراثونية».
سنجر: بنيامين نتنياهو يطلق النار على قدم دولتهوتابع، أن بنيامين نتنياهو يطلق النار على قدم دولته ولا يعطي أملا لسلام بين الأجيال التي تولد في المنطقة، وهذا أخطر، فالأجيال الجديدة ترى أنه لا أمل في التعايش مع إسرائيل، إذ تقتل منذ أربعينيات القرن الماضي، وبالتالي، فإن الممارسات الإسرائيلية تؤدي إلى زيادة الحاجز النفسي ضد التعايش مع إسرائيل.