توقع الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن تشهد الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الشرق الأوسط هذا الأسبوع أمورا كثيرة تعادل ما يحدث في عقد من الزمان، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، حيث يلقي خطابا اليوم الأربعاء أمام مجلسي الكونغرس.

ولعله من قبيل الصدفة المحضة -برأيه- أن تتقاطع هذا الأسبوع مجموعة من المنعطفات العميقة في قضية الحرب أو السلام ما كان بمقدور الروائي الروسي ليو تولستوي مؤلف "الحرب والسلام"، أن يصوغ لها مسارا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: 5 أسباب تجعل كامالا هاريس أضعف المرشحين لخلافة بايدنlist 2 of 2مونيتور: كيف يمكن أن تبدو سياسة هاريس تجاه فلسطين؟end of list

وكتب فريدمان، في عموده الأسبوعي بصحيفة "نيويورك تايمز"، أن نتنياهو -الذي لطالما قدم مصلحته الشخصية على مصالح بلاده- يأتي إلى واشنطن في أعقاب قرار الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي، مقدما مصالح وطنه فوق كل اعتبار شخصي.

وقال إن نتنياهو يواجه موقفا يتطلب منه اتخاذ قرارين؛ أولهما الموافقة "الآن" على اتفاق وقف إطلاق النار المتدرج، الذي توصل إليه مبدئيا المفاوضون الأميركيون والإسرائيليون والقطريون والمصريون وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي من شأنه أن يؤدي، في المرحلة الأولى، إلى هدنة توقف القتال في قطاع غزة لمدة 6 أسابيع، والإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا (بعضهم قضى نحبه وآخرون منهم ما يزالون على قيد الحياة)، مقابل عدة مئات من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ورغم أن نتنياهو ألمح إلى تأييده للعناصر الأساسية للصفقة، فإنه بدأ -كما يقول فريدمان- بالتلاعب بجوانب معينة منها، بالتقليل من أهميتها الأمنية لإسرائيل، من أجل شراء الوقت لنفسه.

3 قضايا

وقد ركز رئيس الوزراء الإسرائيلي على 3 قضايا أمنية، تتعلق إحداها بنزوح المدنيين في غزة من جنوب القطاع إلى شماله بحثا عن ملاذ آمن، حيث كان نتنياهو يسعى لإقامة نظام تفتيش ما لمنع مقاتلي حماس من العودة إلى الشمال.

وثانية القضايا هي السيطرة على الحدود بين غزة ومصر، والأخيرة تتعلق بمعبر رفح الفاصل بين مصر والقطاع، الذي تخشى إسرائيل من أن تسيطر عليه حركة حماس مرة أخرى، والتي قال إن شعبيتها آخذة في الازدياد بشكل مطرد في غزة.

أما القرار الثاني الذي يتعين على نتنياهو اتخاذه، فهو يتعلق بمسار موازٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، حسب مقال الكاتب الأميركي، الذي أوضح أن فريق بايدن عمل على صياغة كافة التفاصيل تقريبا ذات الصلة بإنشاء تحالف أميركي سعودي يتضمن تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل والشروع في مفاوضات من أجل التوصل إلى حل يؤسس لدولتين.

"انقلاب دبلوماسي"

واعتبر فريدمان أن مثل هذه المفاوضات -بالتزامن مع وقف إطلاق النار على جبهتي غزة ولبنان- سوف تشكل "انقلابا دبلوماسيا"، من شأنه أن يعزل إيران وحركة حماس.

والأهم من كل ذلك -من وجهة نظره- أن هذه المفاوضات يمكن أن تنشئ مسارا طويل الأجل لدولة فلسطينية بمجرد انتهاء القتال في غزة، بعد أن استوعبت كل الأطراف الدرس بأن لا أحد منها يطيق خوض حرب أخرى حتى لو كان جميعها يمتلك أسلحة دقيقة التوجيه.

واقتبس فريدمان عبارة موحية لديفيد ماكوفسكي، مدير مشروع العلاقات العربية الإسرائيلية في معهد واشنطن، تكهن فيها أن "اتفاقيات أبراهام" ستحل محلها "اتفاقيات جوزيف"، في إشارة على ما يبدو إلى النبي يوسف عليه السلام.

وعدَّ الكاتب الأميركي أن الاتفاقيتين تمثلان "إرثين" لبايدن ونتنياهو، مضيفا أنه سيكون من المفارقة المريرة والمأساوية أن يفوِّت رئيس الوزراء الإسرائيلي، "الذي يعتبر نفسه مفكرًا إستراتيجيا"، هذه اللحظة بسبب السياسة الداخلية الإسرائيلية والخوف من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف.

واختتم مقاله بالقول إن العالم كله والأسرى ينتظرون موافقة من نتنياهو على صفقتي غزة والسعودية. "فهل سيكون بيبي (نتنياهو) رجلا صغيرا، مرة أخرى، في لحظة مهمة، أم سيفاجئ الجميع ويصبح رجلا عظيما في لحظة عظيمة؟"، يتساءل فريدمان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

حماس: لسنا بحاجة لمقترحات جديدة.. تصريحات نتنياهو تهدف لإفشال المفاوضات

قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إنها "ليست بحاجة إلى مقترحات جديدة، والمطلوب الآن هو الضغط على نتنياهو وحكومته وإلزامهم بما تم التوافق عليه".

وحذرت الحركة  في بيان، من الوقوع في شرك نتنياهو وألاعيبه، الذي يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على الشعب الفلسطيني.

وأشارت إلى أن قرار نتنياهو  بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين ( فيلادلفيا)، يهدف لإفشال التوصل لاتفاق.



وفي وقت سابق، كرر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تصريحاته ومواقفه بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، والتعنت بشأن الانسحاب من محور فيلادلفيا عقب يومين من مؤتمر صحفي عقده لهذا الشأن.

وجمع نتنياهو، مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية لدى الاحتلال، وقال في مؤتمر صحفي باللغة الإنجليزية، إننا "نسيطر على محور فيلادلفيا في قطاع غزة وامتداده يتواصل إلى إيلات في البحر الأحمر".

وأضاف: "سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا أمر أساسي في تحقيق أهداف الحرب، وأهدافنا تدمير قدرات حماس وتحرير رهائننا وألا تشكل حماس تهديدا، وهذا يتم بالسيطرة على محور فيلادلفيا".

وتابع: "مسلحون يتسللون من غزة إلى سيناء، ثم ينتقلون إلى اليمن وإيران ومناطق أخرى، ومن دون السيطرة على محور فيلادلفيا، فلن نتمكن من منع حماس من تهريب السلاح أو المسلحين".
 
وأشار نتنياهو إلى أن حديث حماس عن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر يعني" تدمير دولة إسرائيل".

وكرر اتهاماته لحماس وقال إنها "والسنوار هما اللذان يرفضان عقد صفقة تبادل وليس أنا، الشرط الذي لم تقبله حماس هو عدم خروجنا من غزة ".

ولفت إلى أن "حماس تشن حربا نفسية على مواطنينا، وتريد إحداث فتنة بيننا، لكن هذا لن يحدث، واعتمدت خطة لنشر صور الأسرى لزيادة الضغط النفسي على المجتمع الإسرائيلي وعلى الحكومة".



كما نقلت صحيفة، واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤولين قولهم إن "رسائل نتنياهو المتضاربة تسبب ارتباكا في محادثات وقف إطلاق النار بغزة".

وأضاف المسؤولون، أنه بالتزامن مع تصريحات نتنياهو هذا الأسبوع بأن إسرائيل لن تنسحب من حدود غزة ومصر، أبلغ رئيس الموساد الوسطاء أن الجيش سينسحب في النهاية.

وأشار المسؤولون إلى أن تصريحات نتنياهو أربكت الوسطاء في وقت حرج للجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.

وبينوا، أن فريق التفاوض الإسرائيلي عرض سرا على الوسطاء سحب القوات كجزء من اتفاق على مراحل.

وذكر المسؤولون الذين نقلت عنهم الصحيفة، أن هناك شكوكا حول ما إذا كانت إسرائيل مهتمة بالتوجه نحو وقف لإطلاق النار.



من جهة أخرى نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مسؤول أمريكي قوله، إن تصريحات نتنياهو بشأن البقاء بمحور فيلادلفيا جزء من تكتيك تفاوضي.

وأضاف المسؤول، أن تمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا ينبع من خوفه من الوزيرين بن غفير وسموتريتش، مبينا أن واشنطن تدرس زيادة الضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات وتقليص القوات بمحور فيلادلفيا.

مقالات مشابهة

  • صحيفة: الجيش الأميركي يضع خططا بشأن ما قد يحدث إذا انهارت مفاوضات غزة
  • هيئة البث الإسرائيلية: أمريكا مقتنعة أن حماس ونتنياهو لا يريدان صفقة تبادل
  • الجيش الأميركي يستعد لاحتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار بغزة
  • حماس: لسنا بحاجة لمقترحات جديدة ونتنياهو يفشل الاتفاق بـ”فيلادلفيا”
  • "الحية" يعرض موقف حركة حماس من المُقترح الأميركي وتطورات المفاوضات
  • حماس: لسنا بحاجة لمقترحات جديدة.. تصريحات نتنياهو تهدف لإفشال المفاوضات
  • نتنياهو يوضح علاقة السيطرة على محور فيلادلفيا بنجاح الحرب ضد حماس
  • فريدمان لبايدن وهاريس: نتنياهو ليس صديقكم ويريد الإطاحة بكم عبر التصعيد بغزة
  • فريدمان: هذا ما ينتظر ترامب وهاريس وإسرائيل إذا انتصر نتنياهو
  • فريدمان: نتنياهو خدع بايدن وسيصعد الوضع في غزة لمساعدة ترامب