فوضى الباراسولات تنغص متعة الإصطياف بالحسيمة
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
زنقة 20 | متابعة
يبدو أن السلطات المحلية بمدينة الحسيمة استسلمت أمام أصحاب الباراسولات الذين أصبحوا يسيطرون على الشواطئ طولا و عرضا.
وككل عام يتجدد النقاش المرتبط بكراء المظلات الشمسية في شواطئ الحسيمة،الأمر الذي يتسبب في احتقان و نشوب مناوشات بين المصطافين و مكتري المظلات و الطاولات.
وتسبب غض السلطات المحلية النظر عن “أصحاب الباراسولات” بعدد من الشواطئ، في استفحال الظاهرة كما هو الحال بشاطئ “رمود” (الصورة).
وتصطدم الأسر بأثمان مرتفعة لكراء المظلات الشمسية، حيث يستغل البعض الإقبال المكثف على الشواطئ لفرض أسعار قياسية على المصطافين؛ تصل لـ80 درهما.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
نهب الآثار اليمنية: بين فوضى التهريب وعجز الدولة
شمسان بوست / خاص:
يعد اليمن واحدًا من أقدم وأغنى البلدان تاريخيًا وثقافيًا، فهو مهد حضارات عريقة تعود لآلاف السنين، كحضارة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت. هذه الحضارات خلفت إرثًا هائلًا من الآثار التي لا تقدر بثمن، من معابد وتماثيل ونقوش إلى مدن أثرية كاملة. ومع ذلك، فإن هذا الإرث يواجه خطرًا وجوديًا بسبب عمليات التهريب المنظمة وغياب الدولة الفاعلة لحمايته.
– تهريب التماثيل اليمنية: مأساة متكررة
من أحدث وأبرز الأمثلة على تهريب الآثار اليمنية، عرض تمثال يمني أثري للبيع في أحد المزادات العالمية. التمثال المصنوع من المرمر، والذي يعود تاريخه إلى ما بين عامي 200 و100 قبل الميلاد، يُظهر امرأة تحمل طفلها بين يديها. على قاعدة التمثال، نقش بخط المسند القديم عبارة “أبنسي” والتي تعني “ابني”، مما يعكس دفء العلاقة الإنسانية التي خلدتها الحضارة اليمنية القديمة.
هذا التمثال، الذي يُعد من أجمل التماثيل اليمنية وأكثرها رمزية، تم تهريبه إلى الإمارات، حيث ما زال هناك حتى الآن. يعد وجوده في المزادات العالمية جرحًا جديدًا يضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي تطال التراث اليمني.
– غياب الدولة وتفاقم المشكلة
في ظل الحرب والأوضاع السياسية المتدهورة التي تعيشها اليمن منذ سنوات، باتت الدولة شبه غائبة عن المشهد الثقافي والتراثي. لا توجد آليات فعالة لحماية المواقع الأثرية أو استرداد القطع المهربة، مما يجعلها عرضة للنهب المنظم من قبل عصابات دولية.
الدولة التي يفترض أن تكون الحارس الأول للآثار أصبحت عاجزة عن التصدي لهذا النزيف الثقافي. ضعف القوانين، وغياب الرقابة على الحدود، بالإضافة إلى نقص الموارد والكوادر المؤهلة، كلها عوامل ساهمت في تفاقم الوضع.
– شبكات التهريب الدولية
تهريب الآثار اليمنية ليس جريمة عشوائية، بل هو جزء من شبكة دولية منظمة. تبدأ عمليات التهريب عادة بالتنقيب غير المشروع في المواقع الأثرية داخل اليمن. يقوم المهربون بعد ذلك بنقل القطع إلى الخارج عبر الحدود البرية أو البحرية، مستغلين الثغرات الأمنية.
العديد من القطع تصل إلى دول مختلفة، والتي أصبحت محطة لتمرير هذه الكنوز إلى الأسواق العالمية. تُباع هذه القطع في المزادات العلنية بمبالغ طائلة، حيث يتم اقتناؤها من قبل تجار آثار أو جامعي تحف لا يعيرون اهتمامًا لمصدرها أو قيمتها الثقافية.
– الأثر الثقافي والحضاري
فقدان الآثار لا يعني فقط خسارة قطع أثرية، بل يعني تدميرًا لذاكرة اليمن وهويته. كل قطعة تُهرب تمثل جزءًا من قصة حضارة قديمة ساهمت في تشكيل التاريخ الإنساني. التماثيل والنقوش ليست مجرد أعمال فنية، بل هي شواهد على تطور الفكر والثقافة والعلاقات الإنسانية في تلك الحقبة.
– الجهود المبذولة لحماية الآثار
رغم الواقع القاتم، هناك محاولات من بعض الجهات لإنقاذ التراث اليمني. تعمل بعض المنظمات الدولية مثل اليونسكو على توثيق المواقع الأثرية المهددة، كما تسعى بعض الجهات إلى استرداد القطع المهربة عبر القنوات القانونية.
ومع ذلك، تظل هذه الجهود غير كافية في ظل غياب الدور الحكومي الفاعل. استعادة التمثال المذكور وغيره من القطع المهربة يتطلب تنسيقًا دبلوماسيًا وجهودًا قانونية، بالإضافة إلى شراكة حقيقية مع الدول التي تحتضن هذه القطع.
الحلول الممكنة
لحماية التراث اليمني، يجب اتخاذ عدة خطوات على المستويين المحلي والدولي:
1. تعزيز القوانين المحلية: يجب تشديد العقوبات على عمليات التنقيب غير المشروع والتهريب.
2. إنشاء فرق متخصصة: تكوين وحدات متخصصة بحماية الآثار ومراقبة المواقع الأثرية.
3. التعاون الدولي: تفعيل الاتفاقيات الدولية لاسترداد القطع الأثرية المهربة وتعزيز التعاون مع الدول التي تمر عبرها هذه القطع.
4. رفع الوعي المحلي: توعية السكان بأهمية الآثار كجزء من الهوية الوطنية وتشجيعهم على الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
5. دعم المنظمات الأهلية: تشجيع المبادرات المحلية التي تعمل على توثيق التراث وحمايته.
ختامًا
آثار اليمن ليست ملكًا لليمنيين وحدهم، بل هي إرث إنساني يعكس عظمة حضارة كانت منارة في تاريخ البشرية. استمرار عمليات التهريب، كما في حالة التمثال المذكور، يعني فقدان أجزاء لا تقدر بثمن من هذا التاريخ. إن حماية هذا الإرث مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية لضمان بقاء هذا التاريخ حيًا للأجيال القادمة.
من/ طارق احمد السميري
وزير السياحة بحكومة شباب اليمن المستقل