أصدر مركز الزيتونة ورقة علميَّة بعنوان "الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة: تهجير الفلسطينيين هدف أوّل"، وهي من إعداد الباحث المتخصص بالشؤون الإسرائيلية الدكتور عباس إسماعيل.

هدفت الدراسة إلى الوقوف على واقع الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة، وذلك من خلال معالجة لفرضية السعي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة كجزء من الأهداف غير المُعلَنَة للحرب.



وتطرّقت الدراسة إلى فكرة تهويد الحرب على غزة من خلال البُعد الديني التوراتي المتعلّق بأسطورة "أرض إسرائيل" الكاملة، ومن خلال التطرّق للجذور وأبرز المحطّات التاريخية للترانسفير. كما توقّفت الدراسة عند أبرز المواقف والتصريحات الإسرائيلية في الخطاب السياسي ذات الصلة بطرد سكان غزة، بالإضافة إلى المؤتمرات الإسرائيلية لإعادة استيطان غزة، وترحيل الفلسطينيين، والدعوات لتنفيذ الإبادة الجماعية لكلّ سكان القطاع.

وتوصّلت الدراسة إلى أنّه على الرغم من عدم تبنّي الحكومة الإسرائيلية لهدف التهجير بشكل رسمي كأحد أهداف الحرب المُعلَنَة لكونه يُمَثّل جريمة حرب واضحة، إلا أنّ حجم تأييده ازداد وكشفت عن مكنونات الفكر الصهيوني المكبوت، حيث فُتحت شهوة الانتقام لدى عدد كبير من الإسرائيليين من خلال توجيه الضربات إلى الفلسطينيين من دون تمييز، وتشمل "سلّة الانتقام" الإسرائيلية فرض عقوبات متنوّعة، منها القتل والقصف دون تمييز، كما يشهد واقع حال غزة المدمرة اليوم، بالإضافة إلى دعوات التهجير، وإعادة بناء المستوطنات داخل القطاع انسجاماً مع تقاليد الاحتلال في الضفة الغربية، حيث يتمّ بناء بؤر استيطانية في مواقع العمليات الفلسطينية في محاولة للانتقام من الفلسطينيين وردعهم.

خَلُصَت الدراسة إلى أنّ معركة طوفان الأقصى أحدثت تحوّلاً استراتيجياً في مرتكزات التفكير الإسرائيلي، ووضعت "إسرائيل" أمام مُعضلات ذات أبعاد وجوديّة، لكنّها في المقابل، أوجدت نافذة لفرص استثنائيّة أمام تيّار واسع في "إسرائيل" من أجل إعادة الروح إلى فكرة "أرض إسرائيل الكبرى"، وضمان "يهودية الدولة" من خلال وضع حدّ لاختلال الميزان الديموجرافي بين اليهود والفلسطينيين على مساحة فلسطين التاريخية، وذلك من خلال الدفع باتجاه عملية ترحيل واقتلاع جديدة للفلسطينيين من قطاع غزة، وتوسّل السبل كافة، وعلى رأسها السبل العسكريّة والسياسيّة وارتكاب المجازر، وتنفيذ حملة تدمير غير مسبوقة بما يجعل خيار "التهجير" أمراً واقعاً وخياراً مفضلاً، وإن مؤقّتاً، على أمل تحولّه إلى خيار دائم، وهو ما يجب تضافر كلّ الجهود لمنعه وإسقاطه.

يذكر أن مركز الزيتونة هو مؤسسة دراسات واستشارات مستقلة، تأسس في بيروت، في منتصف عام 2004م، وهو مرخّص كشركة مساهمة محدودة.

ويُعنى المركز بالدراسات الاستراتيجية والأكاديمية واستشراف المستقبل، ويُغطي مجالُ عملِهِ العالمين العربي والإسلامي، ويعطي اهتماماً خاصاً بالقضية الفلسطينية، وبدراسات الصراع مع المشروع الصهيوني والكيان الإسرائيلي، وكل ما يرتبط بذلك من أوضاع فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب ورقة الحرب غزة الفلسطينيين فلسطين غزة حرب ورقة مآلات كتب كتب كتب كتب كتب كتب سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدراسة إلى قطاع غزة من خلال

إقرأ أيضاً:

في تصريح قوي ..الأردن: سنعتبر أي محاولة إسرائيلية لتهجير فلسطينيين إلينا "إعلان حرب"

عمانّ - حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الخميس 5-9-2024، من أن أي محاولة إسرائيلية لتهجير فلسطينيي الضفة الغربية باتجاه بلاده سيتم اعتبارها بمثابة "إعلان حرب" والتعامل معها وفق ذلك.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الصفدي، مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، التي تزور الأردن حاليا ضمن جولة إقليمية بالمنطقة.

وخلال المؤتمر، كشف الصفدي أن بلاده تعد ملفا قانونيا عن الاقتحامات الإسرائيلية للمقدسات بالقدس المحتلة، دون أي يوضح إلى أي جهة سيتم رفع هذا الملف.

ودعا وزير الخارجية الأردني المجتمع الدولي إلى التحرك قبل اشتعال الضفة الغربية والمنطقة.

ومنذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تصاعدت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، والتي يشارك فيها وزراء إسرائيليون، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير تطوير النقب والجليل يتسحاك فاسرلوف.

فيما تخشى عمّان والقاهرة استغلال إسرائيل الحرب الحالية على غزة لمعالجة ما تعتبره "معضلة سكانية فلسطينية" عبر تمرير خطط لتهجير سكان الضفة إلى الأردن وسكان غزة إلى مصر.

** حرب أخرى بالضفة

وعن التصعيد الإسرائيلي الحالي بالضفة، اعتبر الصفدي خلال المؤتمر الصحفي ذاته، أن "إسرائيل تشن حربا أخرى" هناك.

وحذر من أن "نتنياهو وحكومته يدفعون باتجاه تفجر الأوضاع في المنطقة بأكملها".

وقال إن "الإجراءات الإسرائيلية على الأرض قتلت كل فرص تحقيق السلام العادل".

واعتبر أن "وقف العدوان على غزة والتصعيد بالضفة الغربية" هو "الخطوة الأولى للحؤول دون تفاقم الأوضاع بالمنطقة لما هو أسوا".

وبموازاة حربه على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن مقتل 691 فلسطينيا وإصابة نحو 5 آلاف و700 واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.

وفي إطار هذا التصعيد، بدأ الجيش، في 28 أغسطس/ آب الماضي، عملية عسكرية شمال الضفة تعد "الأوسع" منذ عام 2002، أسفرت حتى الخميس عن مقتل 39 فلسطينيا وإصابة 145 آخرين، واعتقال العشرات، وفق أرقام رسمية فلسطينية.

وفي المؤتمر الصحفي تطرق الصفدي كذلك إلى المفاوضات المستمرة من أشهر بوساطة مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و حركة حماس لوقف الحرب على غزة بما يتضمن صفقة لتبادل الأسرى.

وأكد دعم الأردن "صفقة تبادل" الأسرى، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة إتمامها حيث "غير مواقفه وانسحب من التزاماته".

** لن نرسل قواتنا لأي مكان

وعن إمكانية أن تكون للأردن أدوار في غزة بشأن ما يُعرف بـ"اليوم التالي" بعد انتهاء الحرب على القطاع، أوضح الصفدي أن جميع المقاربات بخصوص ذلك "أمنية بحتة".

وأعرب عن اعتقاده بأن تلك المقاربات "لا تمتلك فرصة للنجاح".

وشدد على أن الأردن لن يرسل جنوده إلى أي مكان "ليكونوا فيه أهدافا لصراع لم يحسم"، على حد وصفه.

ومنذ بدء الحرب على غزة، برزت أحاديث عن شكل إدارة القطاع في اليوم التالي للحرب، حيث طُرحت خلال لقاءات دولية، وفق وسائل إعلام غربية، خطط لإدارة دولية بمشاركة قوات عربية، في وقت أعلن فيه مسؤولون إسرائيليون مرارا رفضهم لتولي السلطة الفلسطينية أو حركة حماس إدارته.

وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي حربا على غزة، خلّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • إصابة عشرات الفلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع غزة
  • محقق الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بشن حملة تجويع ضد سكان قطاع غزة
  • «العكلوك»: مصر أوقفت خطة إسرائيل بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
  • في تصريح قوي ..الأردن: سنعتبر أي محاولة إسرائيلية لتهجير فلسطينيين إلينا "إعلان حرب"
  • الصفدي: أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية باتجاه الأردن سننظر له على أنه إعلان حرب
  • الأردن يعتبر أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من الضفة إعلانا للحرب (شاهد)
  • الأردن يعتبر أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من الضفة إعلان للحرب (شاهد)
  • عاجل - الأردن يعلن الحرب على إسرائيل إذا حدث هذا الأمر
  • إسرائيل تقصف مخيم الفاعرة.. واشتباكات مسلحة بين الفلسطينيين والاحتلال (شاهد)
  • ‏زعيم المعارضة الإسرائيلية: إنهاء الحرب يصب في مصلحة إسرائيل أمنيا واقتصاديا وسياسيا