مصورة توثق حرف يدوية عريقة في مصر تُشارف على الاندثار
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "لطالما كانت المهن والحرف التقليدية جزءًا أساسيًا من تراث بلدي"، هذا ما قالته المصورة الفوتوغرافية المصرية أميرة منصور، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، حول سلسلتها الفوتوغرافية بمصر.
وفي كلّ مرّة كانت تخرج فيها منصور لرصد المواقع التاريخية بالبلاد، كانت تستمع لحكايات العمال الذين يشغلون مهنًا تتجه نحو الانقراض.
وبدورها، قررت المصورة المصرية أن تستخدم عدسة كاميرتها لإيقاف لحظات نادرة من هذا الزمن حتى تبقى ذكرى مدى الحياة.
تعكس الحرف التقليدية والصناعات القديمة صورة مهمة عن تراث مصر. وتروي قصصًا مختلفة حول كفاح أصحابها لخلق وسيلة للتعايش في ظلّ ظروف الحياة الصعبة.
ومع مرور سنين طويلة، يبقى هناك نسبة قليلة فقط من الأشخاص الذين يحاولون التشبث بمهن آبائهم وأجدادهم قبل زوالها.
وقالت منصور: "أردت إبراز جمال وبساطة هؤلاء الأشخاص المبتسمين رغم مشقّة أعمالهم".
وبدأت منصور رحلتها الفوتوغرافية برصد عملية صهر المعادن وإعادة تشكيلها في منطقة "الفراهدة"، موضحة أنها تعتبر "من بين أخطر المهن" في مصر.
وشملت أعمالها أيضًا التقاط صور لمهن عديدة مثل "المكوجي"، و"القهوجي"، و"النجّار"، و"الصيّاد"، و"المزارع"، و"الحلواني"، و"صانع السفن"، وغيرها.
View this post on InstagramA post shared by @amira_mansour.ph
وتُعتبر صور "الحلواني" في مخبز "الكحك"، أي الكعك من بين أبرز أعمال منصور المفضلة.
وكان المصريون سابقًا يقومون بتحضير "الكحك" في منازلهم قبل حلول عيد الفطر، ثم يأخذون صواني الحلوى لخبزها في الأفران.
ولكن أصبحت هذه العادة قديمة جدًا، حيث يميل غالبية الأشخاص حاليًا إلى شراء "الكحك" الجاهز من الأسواق.
وتُعدّ صناعة "مكانس القشّ" في حي "اللبان" من بين المهن التي تسير نحو الانقراض، خاصة مع عدم وجود أجيال جديدة تتعلمها لضمان استمراريتها.
واليوم، تتواجد آخر ورشة لهذه الصناعة في محافظة الإسكندرية، بحسب ما أوضحته منصور.
أوضح الموقع الإلكتروني الرسمي لـ"الهيئة العامة للاستعلامات" في مصر أن الحرف اليدوية موجودة منذ عهد الفراعنة. وتميّزت البلاد في استخدامها للمنتجات الطبيعية مثل القطن، والأصواف، والخشب، والحرير.
وكانت الحرف التراثية قديمًا تحتّل المركز الأول في الصناعات المصرية المختلفة، حيث تمتاز بجودة عالية في التنفيذ.
ونظرًا لثراء زخارفها وألوانها، تم توظيف الفنون التراثية في مختلف مجالات الحياة. وساهمت الحرف التقليدية بشكل أساسي في تلبية احتياجات أهل البلاد من الأزياء، والعمارة، وفنون الزخارف الحجرية والخشبية والخزفية والزجاجية.
وتهدف أعمال المصورة المصرية بشكل أساسي للترويج السياحي وإبراز التراث اللامادي في مصر، بعيدًا عن متاحفها وآثارها المختلفة.
وواجهت منصور بدورها تحديات كبيرة لإقناع أصحاب هذه المهن بتصويرهم، قائلة: "لا يدرك غالبيتهم مدى أهمية الأعمال التي يقومون بها".
وأوضحت: "كان الحديث معهم مشوّقًا للغاية، وتحديدًا مع كبار السنّ، حيث كان غنيًا بالمواعظ والحكم التي لا يمكن تعلّمها وحدك في الحياة".
مصرصورنشر الأربعاء، 24 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: صور الحرف التقلیدیة فی مصر Credit صورة توثق
إقرأ أيضاً:
غابة بحجم المكسيك يمكنها تخزين ضعف كمية الكربون المتوقعة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُهاجر خفافيش الفاكهة بنية اللون التي قد يصل عددها إلى 10 ملايين من جميع أنحاء إفريقيا وتتجمع بغابة مستنقعية في منتزه "كاسانكا" الوطني الواقع في قلب غابة "ميومبو" بزامبيا بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول،
يُطلق على هذه الرحلة اسم أكبر هجرة للثدييات في العالم.
تغادر هذه الخفافيش في يناير/كانون الثاني، ويعود الكثير منها إلى مواقع أخرى داخل غابة "ميومبو" الجافة الشاسعة المحيطة بالمنتزه، والتي توفر لهذه الخفافيش موطنًا على مدار العام وإمدادات وفيرة من الفاكهة.
تغطي غابة "ميومبو" مساحة تبلغ 1.9 مليون كيلومتر مربع، ويعادل ذلك مساحة المكسيك تقريبًا، كما تمتد من الأطراف الشمالية لتنزانيا، مرورًا بساحل أنغولا في الغرب، وصولًا إلى جنوب موزمبيق.
يُعتقد أنّها توفر سبل العيش والموارد الأساسية لأكثر من 300 مليون شخص، بالإضافة إلى دعمها للعديد من أشهر الحيوانات الضخمة في إفريقيا، بما في ذلك بعض أكبر مجموعات الفيلة المتبقية في القارة.
رُغم أنها تتمتع بأهمية كبيرة، إلا أن غابة "ميومبو" شهدت انخفاضًا في الغطاء الحرجي بمقدار الثلث تقريبًا بين عامي 1980 و2020. مع ذلك، سلّطت الأبحاث الحديثة الضوء على قدرتها في تخزين الكربون، ما قد يعني أنّ من شأن استعادة الغابات توفير قيمة اقتصادية تفوق الأرباح الناجمة عن قطع الأشجار فيها.
تخزين ضعف كمية الكربوناستنتجت دراسة هي الأولى من نوعها، نُشرت في يوليو/تموز من عام 2024، أنّه يُحتمَل أن تحتجز غابة "ميومبو" أكثر من ضعف كمية الكربون فوق الأرض مقارنة بمّا كان يُعتقد سابقًا.
يُعادل هذا الفارق 3.7 مليار طن متري إضافي من الكربون المخزن في جميع أنحاء الغابة، أي أكثر من الكمية التي أطلقتها الصين في الغلاف الجوي بعام 2023.
أوضح البروفيسور ماتياس ديزني من كلية لندن الجامعية، الذي شارك في تأليف البحث، أنّ العلاقة المُبسّطة للغاية بين قطر الجذع وكتلة الشجرة (التي يُشكّل الكربون نسبة ثابتة منها) المستخدمة في التقديرات السابقة، "تُعتبر نوعًا ما الركيزة الأساسية لكل ما نعرفه عن الكربون والغابات في جميع أنحاء العالم".
بدلاً من الاعتماد على ذلك، تنبأت الدراسة الجديدة بالكتلة الحيوية فوق سطح الأرض في غابة "ميومبو" باستخدام طريقة أكثر تطورًا، أي تقنية "ليدار"، أو الكشف الضوئي، وتحديد المدى.
ونشر الفريق تقنية التصوير من اليابسة عبر طائرات الـ"درون" والمروحيات، في منطقة بمساحة 500 كيلومتر مربع من الغابة في موزمبيق، ومن ثمّ استخدموا بياناتهم لبناء تمثيل ثلاثي الأبعاد أكثر دقّة للغابة.
كما قاموا بتوسيع التقديرات لتحديد كمية الكربون المخزنة في غابة "ميومبو".
يُعد قياس هذا الرقم بدقة مهمًا للغاية، حيث تنص المادة 6 من اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ أنّ الدول تحصل على "أرصدة الكربون" بناءً على أدائها، مقارنةً بأهدافها المتعلقة بالانبعاثات.
يمكن للدول التي تحقق أداءً أفضل من المتوقع بيع أرصدة الكربون الزائدة للشركات التي ترغب في تعويض انبعاثاتها، أو للدول التي لا تحقق الأداء المطلوب، ما يسمح لها أيضًا بتحقيق أهدافها.
تحالف لاستعادة الغاباتتأسّس تحالف "Miombo Restoration Alliance"، وهو تعاون بين 11 دولة في جنوب إفريقيا، ومنظمات الحفاظ على البيئة، ومجموعة "Trafigura" العالمية لتجارة السلع، في سبتمبر/أيلول من عام 2024.
وتُموّل "Trafigura" ما قيمته 500 مليون دولار أمريكي بهذا البرنامج في مشاريع استعادة الغابات، ما يسمح ببيع أرصدة إزالة الكربون بموجب المادة 6.
مع ذلك، تُعتبر تعويضات الكربون بموجب اتفاقية باريس مثيرة للجدل.
قالت مديرة أبحاث وسياسات المناخ في هيئة "Corporate Accountability" الرقابية غير الربحية المعنية بمساءلة الشركات العابرة للحدود الوطنية فيما يتعلق بالممارسات الأخلاقية، راشيل روز جاكسون، إنّ المادة 6 غالبًا ما تُعتَبر "تصريحًا للتلويث بدلاً من طريقة فعلية لخفض الانبعاثات".
وأضافت أنّ الدول والشركات الأكثر تلويثًا يمكنها في الواقع الاستمرار بالقيام بذلك من خلال دفع الأموال لأشخاص في أماكن أخرى لتعويض انبعاثاتها نيابةً عنها.
شرحت جاكسون أنّها لا تنتقد هذا التحالف تحديدًا، ولكنها أشارت إلى أنّه يجب على الحكومات الابتعاد عن "المشتِّتات الخطيرة مثل التعويضات وأسواق الكربون"، والتركيز على إبقاء الوقود الأحفوري في باطن الأرض بدلاً من ذلك.
فوائد تتجاوز تخزين الكربونرأى ديزني أنّ أهمية هذه الغابات تحمل أكثر بكثير من مجرد الكربون.
بينما يُعدّ الحفاظ على الكربون مُخزّنًا في الغابات أمرًا بالغ الأهمية من منظور مناخي، لكنه "لا يُعبّر عن التنوع البيولوجي، والغذاء، والموارد، والمأوى، والجمال، والفوائد الصحية (التي تقدمها الغابة) للأشخاص".