أبو مرزوق: الأولوية القصوى للشعوب المحتلة هي الوحدة وإدامة الانقسام مصلحة استراتيجية للعدو
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
غزة - صفا
أكد رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، موسى أبو مرزوق، أن القضية الفلسطينية تعرضت لتآمر، ووقعت تحت مخاطر خطط الحكومة الاحتلال الإسرائيلية تحت عنوان (حسم الصراع)، وتهميش متعمّد من الولايات المتحدة والغرب، ومن دول في الإقليم، وأصبحت القضية أمام تهديد وجودي، فجاءت معركة طوفان الأقصى لتخلق واقعًا جديدًا أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية.
وشدد أبو مرزوق خلال لقاء الفصائل الفلسطينية في الصين، على أن القضية الفلسطينية تستعيد حضورها في العالم وبشكل خاص في آسيا، وهذه الاستضافة هي تعبير عن مدى الاهتمام بالقضية وبتطلعات شعبنا الفلسطيني.
وأشار إلى أن "ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي، كان زلزالًا ضرب أسس وقواعد وأصول بناء المشروع الاستعماري الصهيوني، وأحدثت المعركة تغيرات كبيرة على مستوى المشروع الصهيوني الذي تحوّل من مهدّد وجودي للقضية الفلسطينية إلى شعورهم بالتهديد الوجودي، إضافة إلى تغيّرات على المستوى الدولي والإقليمي، وإن سلسلة ارتداداتها وانعكاساتها مستمرة في التعاظم".
وقال: "سارعت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها إلى حماية الكيان الصهيوني، وأمريكا هي من تقود الحرب في غزة إلى جانب الكيان الصهيوني، إذ تعاملوا مع ما يحدث على أنه تهديد وجودي لـ"إسرائيل"، وخطر كبير على مشاريع أمريكا في المنطقة، والتي ضُربت أولوياتها"، لافتًا إلى أن "الكيان الصهيوني يعتقد أن جرائمه ستمحو عار هزيمته الاستراتيجية يوم السابع من أكتوبر".
وأضاف: "ما يتعرّض له شعبنا في قطاع غزة من إبادة جماعية، وعدوان فاشي ومدمّر لكل النواحي، وما تتعرّض له القدس والضفة الغربية من اقتحامات متكررة وتغيير لحقيقتها الفلسطينية، والإجراءات العنصرية التي يتعرض له أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948، أظهر وجه الكيان الحقيقي ككيان استعماري متوحشّ، يتجاوز كل القرارات والهيئات الدولية، وأسقط الغشاوة عن أعين من سحرهم هذا الكيان بنفوذه وإعلامه وماله، وأظهر زيف روايته إلا للبعض الذي ارتبط مصالحه مع إسرائيل ارتباطًا عضويًا".
وتابع أبو مرزوق "رغم أن الأولوية القصوى للشعوب المحتلة هي الوحدة، وأنها شرط لتحقيق النصر، ورغم عظم أثر المعركة، إلا أن سؤال الوحدة الفلسطينية ما زال مفتوحًا، فالأصل في الأزمات توحيد القوى والجهود والفصائل وتحييد الخلافات السياسية والأيديولوجية والمصالح الذاتية لمواجهة العدو المشترك، خاصة أن عدونا مجرم قاتل لا يحفظ عهدًا ولا يري لنا مكانًا على أرضنا إلا القبور".
وتساءل أبو مرزوق "هل يُعقل أن تنعكس المعركة على العدو والعالم ولا تنعكس على الفصائل الفلسطينية؟ هل ننتظر أن تمتد الإبادة إلى الضفة الغربية لنتوحّد؟"، مؤكدًا أن هناك خطرًا قادمًا على القدس والضفة الغربية، وهو خطر موجود، لأن شعارهم الضفة بعد غزة، ومشروعهم الحقيقي في الضفة، وما مصادرة الأراضي، وإلغاء المنطقة "ب" ورفض الدولة الفلسطينية، إلا بداية لتنفيذ مشاريعهم الاستراتيجية.
ولفت إلى أن الحرب أثبتت أن النظام الدولي الحالي فاشل في وقف الظلم والعدوان على شعبنا، مردفًا "علينا أن نتعاضد ونتكاتف فرغم الألم، فإن هذه المعركة فرصة للوحدة، فالقضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة، وقطار التحالف العسكري والاقتصادي مع الكيان الصهيوني تحت مسمّى التطبيع تعرقل، وعاد الكيان غريبًا في هذه المنطقة، وفشلت عملية دمجه والتطبيع معه".
وشدد على أن الكيان لم يعد بالقوة الإقليمية المهيمنة والمقرّرة في منطقتنا، وهو يفشل في مواجهة الآلاف من رجال فلسطين لأكثر من 290 يومًا ولم يحقق أيا من الأهداف المعلنة التي وضعوها لهذه الحرب، وللمرة الأولى منذ تأسيس الكيان يمر بهذه الأزمة المتعددة المستويات وعلى الأصعدة كافة، الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ونوّه رئيس مكتب العلاقات الدولية، إلى أنه رغم عظم المعركة وانعكاساتها الكبيرة، إلا أن هناك عوائق كثيرة أمام استثمارها لصالح مسيرة التحرّر التي يخوضها شعبنا منذ أكثر من مئة عام، ومن أهم هذه العوائق اتفاقيات أوسلو ونبذ المقاومة والتي لم نصل من خلالها إلا إلى ما نراه اليوم.
وقال أبو مرزوق: "إذا كان الحياد من غير الفلسطيني خُذلان وجريمة، فهل يُعقل أن يوجد فلسطيني على الحياد أو يصطف فلسطيني إلى جانب الاحتلال في هذه الإبادة ويُبرّر له جرائمه؟"، مردفًا "البيان الأخير الصادر بتاريخ 13- 7 الذي حمّل حماس مسؤولية جرائم الاحتلال، يعد تساوقًا كاملًا مع رواية الاحتلال، وإعفاء له من جرائمه، وغير مبرر وغير مقبول".
وأضاف أن "إدامة الانقسام يعد مصلحة استراتيجية للعدو الإسرائيلي، ولن يسمح هذا الكيان بوجود إدارة فلسطينية واحدة، حتى لو كانت من السلطة الفلسطينية وحدها، ونحن جميعًا مستهدفون، ونتنياهو يقولها مرارًا، لا حماس ستان ولا فتح ستان، لهذا يجب أن نتفق فيما بيننا، ولا نلتفت للموقف الإسرائيلي ولا للولايات المتحدة، وأن نمضي في الوحدة، والسؤال إن لم نتحد اليوم فمتى؟".
وأكد أن الحركة عبرّت مرارًا عن قناعاتها بضرورة تشكيل حكومة توافق وطني من الكفاءات الوطنية وبتوافق من الفصائل الفلسطينية وبمرجعية وطنية يتفق عليها، وتحمل هذه الحكومة مهام محددة: إعادة إعمار القطاع، ومعالجة الآثار القاسية للحرب في غزة، والعمل على التجهيز للانتخابات العامة، ولها مدّة محددة.
وقال: "نحن على مشارف الانتخابات الأمريكية، ولا مجال لكثير من الاجتهادات بأن ترمب قادم، وأولوياته ليست روسيا ولا أوكرانيا ولا أوروبا وكتلتها الأساسية الاقتصادية والعسكرية، ونائبه يدعو للانعزالية، لكن الأولوية الأولى هي منطقتنا، وخطته التي هدمناها في السابق، وسيأتي ترمب لإنهاء القضية الفلسطينية، وبالمناسبة المستهدفان هما نحن والصين، وخطته في بلادنا منح الضفة الغربية لـ"إسرائيل"، ما يعني أننا أمام أشهر قليلة، وموقفنا واضح وجلي وهو أننا نسعى لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس وعودة كافة اللاجئين".
وأكد أبو مرزوق أنه "علينا التوافق على برنامج نضالي لإنجاز أهدافنا الوطنية، تكون المقاومة الشاملة بكافة أشكالها هي قاعدته الأساسية"، مشيرًا إلى ضرورة التوافق على آلية لمتابعة ما يتم التوافق عليه.
وفيما يتعلق بملف المفاوضات، شدد أبو مرزوق على أن "الحركة حريصة على إنجاز اتفاق يحقن دماء شعبنا ويوقف العدوان"، لافتًا إلى أنه "حين وصلنا من الوسطاء مقترح 5 مايو/آيار 2024، أرسلنا رد الحركة خلال عدّة ساعات، وعبّرنا بإيجابية تجاه خطاب بايدن، وأسقط بيده وتراجع لأنه أراد به استهداف الحركة، ورحبنا بقرار مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار".
وأضاف: "لم يتجاوب الاحتلال مع هذه المرونة، وواصلوا محاولاتهم للتحايل والخداع من خلال مقترحات وأفكار هدفها الحصول على الأسرى والعودة لاستئناف حرب الإبادة من جديد".
وشدد على أن ما يريده نتنياهو، هو دفع الحركة نحو الانسحاب من عملية التفاوض، مبينًا أن الحركة لم تنسحب، ومستمرة في التفاوض وتسهيل مهمة الوسطاء، وفي الوقت ذاته مستمرة في مسارات التصدّي للعدوان، وسُبل إنها حرب الإبادة ضد شعبنا والعمل على إغاثة شعبنا ودعم صموده.
وأكد أبو مرزوق أن الحركة ومعها فصائل المقاومة جادون في إنجاز اتفاق يتضمّن: وقف إطلاق نار دائما، والانسحاب الشامل من غزة، والإعمار ومعالجة آثار الحرب، وصفقة تبادل للأسرى مشرفة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: موسى ابو مرزوق حرب غزة عدوان اسرائيلي وحدة مفاوضات انهاء الحرب القضیة الفلسطینیة الکیان الصهیونی الضفة الغربیة أبو مرزوق إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحوثي تهاجم أهدافا حيوية جنوب ووسط دولة الاحتلال بـالمسيّرات
تواصل جماعة الحوثي اليمنية عملياتها ضد أهداف للاحتلال الإسرائيلي، في إطار إسنادها للمقاومة في قطاع غزة، وفي محاولة للضغط على الاحتلال ودفعه إلى وقف الحرب الوحشية.
وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الجمعة، أنها نفذت عمليتين عسكريتين بعدد من الطائرات المسيّرة ضد "أهداف حيوية" جنوب ووسط دولة الاحتلال، إحداهما بالاشتراك مع جماعة عراقية مسلحة.
وقال المتحدث العسكري لقوات الجماعة يحيى سريع، في بيان متلفز: "نفذنا عملية نوعية مشتركة مع المقاومة الإسلامية في العراق على أهداف حيوية للعدو الإسرائيلي جنوب فلسطين المحتلة، بعدد من الطائرات المسيرة"، دون تحديد المكان المستهدف.
وأضاف: "نفذنا أيضا عملية عسكرية نوعية على هدف عسكري للعدو الإسرائيلي في يافا المحتلة (وسط) بطائرة مسيرة".
بيان القوات المسلحة اليمنية من #ميدان_السبعين بشأن تنفيذ عمليتين عسكريتين نوعيتين إحداهما بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية في العراق استهدفت أهدافا حيوية للعدو الإسرائيلي في جنوب فلسطين، والأخرى استهدفت هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في يافا المحتلة.
pic.twitter.com/LxHzUUibyA — العميد يحيى سريع (@army21ye) December 20, 2024
وبينما لم تعلق فورا "المقاومة الإسلامية في العراق" ولا الاحتلال الإسرائيلي، قال سريع إن "العمليتين حققتا أهدافهما بنجاح".
والخميس، أعلنت جماعة الحوثي تنفيذ 3 عمليات عسكرية على مواقع إسرائيلية بالتزامن مع غارات إسرائيلية على صنعاء والحديدة.
و"تضامنا مع غزة" بمواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تواصل جماعة الحوثي منذ تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه، استهداف سفن شحن مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
كما تشن "الحوثي" بين الحين والآخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على دولة الاحتلال، بعضها استهدف "تل أبيب"، وتشترط لوقف هجماتها إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.