عربي21:
2024-09-07@08:19:57 GMT

هل تعرقل إيران لقاء أردوغان بالأسد في موسكو؟

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

هل تعرقل إيران لقاء أردوغان بالأسد في موسكو؟

أثارت الأنباء التي كشفتها وسائل إعلام تركية حول استبعاد إيران من أول لقاء مرتقب بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد، تساؤلات عن رد فعل طهران، واحتمالية تدخّلها لعرقلة الاجتماع المقرر في العاصمة الروسية موسكو.

وكانت صحيفة "ديلي صباح" التركية، قد رجّحت نقلا عن مصدر، أن يلتقي أردوغان بالأسد، في آب/ أغسطس القادم بموسكو، موضّحة أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سوف يتوسط المحادثات التي يمكن أن يدعى إليها رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.



الصحيفة رجّحت أن يجري الاجتماع بغياب إيران، معتبرة أن استبعاد إيران المحتمل قد يكون مؤشرا قويا على الخلافات المستمرة والمنافسة بين موسكو وطهران، بشأن سوريا، ومستقبل البلاد بعد الحرب.

كذلك تحدّثت عن حذر روسي دائم من قوة المليشيات الموالية لإيران غير المقيدة والمتنامية في سوريا ومستقبلها بعد الحرب، لافتة إلى وجود خلافات حول القيادة والعمليات العسكرية واستخدام القواعد الإيرانية وموقف طهران المتشدد في المحادثات، بما في ذلك صيغة "أستانا" والنهج الإيراني تجاه الاحتلال الإسرائيلي.

عرقلة المسار
وفي حين لم تنف مصادر رسمية تركية أو تؤكّد الأنباء هذه، يرى محللون أن إيران لن تكتفي بدور المراقب.

وفي هذا الجانب، لا يستبعد الأكاديمي والباحث المختص بالشأن الإيراني، غداف راجح، أن تسعى طهران لتعطيل أي مسار أو مبادرة أو لقاء لا يحفظ مصالحها في سوريا، مشيراً إلى الرسالة التي سلمها المستشار بوزارة الخارجية الإيرانية علي أصغر حاجي للأسد من أجل إيقاف هذا اللقاء، مؤخراً.

وقال لـ"عربي21" إن الأسد يقف بصف إيران في هذه النقطة، فهو يعلم أن مضيه في أي من المسارات سوف يؤدي حكما لتقليص صلاحياته، ومن ثم إجراء انتقال سلمي وسلس للسلطة في سوريا، وهذا هو لبّ كل المبادرات واللقاءات والمسارات، ولهذا هو يبدي انصياعا أكبر للموقف الإيراني، على حساب الموقف الروسي، الذي لا يهمه بشار الأسد شخصيا بقدر ما يهمه الحفاظ على مصالحه.

وتابع راجح، أن كل المكاسب الإيرانية في سوريا، ترتبط بشكل مباشر بشخص بشار الأسد، وهي لن تضحي به بسهولة، ولهذا كما شاهدنا قبل مقتل الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، كيف تم إيقاف مبادرة "خطوة بخطوة" العربية.

وتابع بقوله: "لو اعتبرنا أن السيناريو الأقل خطورة بالنسبة لطهران هو بقاء الأسد "إلى حين"، فإن المصالحة التركية مع النظام، ستؤدي إلى قضم الأتراك لأجزاء من الوجود والنفوذ الإيراني في سوريا وخصوصا الاقتصادي والسياسي، وستصبح تركيا لاعبا رئيسيا في أروقة النظام، الذي تتقاسمه الآن روسيا وإيران".

ويعني كل ذلك، من وجهة نظر راجح، أن إيران ستحاول جاهدة إيقاف أي لقاء بين الأسد وأردوغان، مستدركا: "غير أن روسيا وهي الساعية لعقد هذا اللقاء، من الممكن أن تنجح في عقد اللقاء، وهنا لن تستطيع إيران أن تفعل شيئا، فمن غير الممكن أن تقف إيران بوجه روسيا".

ويتفق مع راجح، الباحث المختص بالشأن الإيراني، مصطفى النعيمي، الذي يجزم بأن إيران ستعطل أي مسار ما لم تضمن مصالحها في سوريا، مؤكداً لـ"عربي21" أن "الضغوط التي سوف تمارسها روسيا على إيران كبيرة".


كذلك، يلفت النعيمي إلى العامل الأمريكي الذي يعتبر عاملا حاسما، وخاصة في حال لم يتطابق مسار التطبيع التركي مع النظام السوري مع مصلحة واشنطن، معتبرا "أن الولايات المتحدة في هذه المرحلة بالتحديد هي غير ملتفة للملف السوري لأسباب منها الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، وأولوية الأزمات الدولية".

فرض أجندات
من جهته، يرى الباحث المختص بالشأن الإيراني، ضياء قدور، أنه على الرغم من ترحيب إيران العلني بحل الخلافات السورية التركية على لسان خاجي كبير مستشاري وزير الخارجية، إلا أن طهران، رغم عدم اكتمال تشكيلة حكومتها الجديدة بعد، تبدو مهتمة بشدة في متابعة دقيقة وحثيثة لتفاصيل المفاوضات السورية التركية برعاية روسية.

ويضيف لـ"عربي21"، أنه خلافا للعلاقات العربية الجديدة التي تم فتح قنواتها مؤخرا بسهولة نسبية، تنظر طهران لهذه التطورات الجديدة التي بات من الواضح أنها لا تمر عبر قنواتها الخاصة، على أنها جهود تهدف لعزل إيران في سوريا، مما قد يشكل خسارة استراتيجية محتملة لها.

ويتابع قدور، أن من الواضح أن طهران تحمل أجندة متشددة وغير واقعية تفرضها على النظام السوري لعرقلة أي جهود لتقدم التقارب المرتقب، ويكمل: "ترى طهران أن عملية تعويم النظام الإقليمية والدولية إلى حد ما باتت أشبه بالأمر الواقع أو تحصيل حاصل مع تغير الظروف لذلك لا يجب تقديم الكثير من الامتيازات الخطيرة لتركيا في عملية التقارب المحتملة، ورفع حد المطالبات إلى أقصى حد".

ويختتم بقوله: "على ما يبدو أن طهران لن تقبل أي تحرك من جانب النظام للتقارب مع تركيا قبل بدء الأخيرة بعملية انسحاب فعلي لقواتها من سوريا، وخاصة أن بعد تراجع روسيا الجزئي من المشهد السوري بسبب الحرب الأوكرانية، تنظر طهران لنفسها على أنها الفاعل الوحيد والمؤثر في الديناميكيات السورية، ويجب على كل التطورات الحاسمة في سوريا أن تدار بقيادتها".

إيران لن تتدخل
في المقابل، يؤكد المستشار الدولي المقرب من إيران هادي دلول، أن إيران ستتدخل في مسار التقارب التركي مع النظام السوري، في حال كان هناك تدخلات خارجية لتخريب المسار، من أطراف إقليمية مثل الاحتلال الإسرائيلي.


ويقول لـ"عربي21"، إن الهدف من كل ما يجري في المنطقة، هو حماية الدول من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والاحتلال، وبالتالي لن تتدخل طهران، وهي التي لو كانت تريد مصلحة في سوريا، لكانت قد حجزت حصتها من الثروات النفطية السورية منذ العام 2012.

ومتصف تموز/ يوليو الجاري، كان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد ربط إمكانية اللقاء بالرئيس التركي بتحقيق نتائج، قائلاً: "إذا كان اللقاء أو العناق أو العتاب أو تبويس اللحى، كما يقال بالعامية، يحقق مصلحة البلد، سأقوم به، لكن المشكلة لا تكمن هنا، بل في مضمون اللقاء".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية النظام السوري طهران تركيا تركيا طهران النظام السوري الحرب الاوكرانية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری بشار الأسد فی سوریا أن إیران

إقرأ أيضاً:

تقرير: إيران سلّمت روسيا صواريخ بالستية.. وواشنطن تعلّق

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن إيران قامت بتسليم صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا، متجاهلة التحذيرات الغربية بعدم تزويد موسكو بهذه الأسلحة، التي من شأنها أن تدعم جهود العسكرية الروسية في حربها ضد أوكرانيا.

ووفقاً للصحيفة، فإن الشحنة التي تم تسليمها مؤخراً تشمل عدة مئات من الصواريخ، يصل مداها إلى حوالي 500 ميل.

تعليقا على التقرير ، قال البيت الأبيض، إن "أي فعل من هذا القبيل سيمثل تصعيدا جذريا في الدعم الإيراني لروسيا".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، شون سافيت: "حذرنا من تعميق الشراكة الأمنية بين روسيا وإيران منذ بداية الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا ونحن منزعجون من هذه الأنباء".

وأضاف "أي نقل للصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا من شأنه أن يمثل تصعيدا جذريا في دعم إيران لحرب روسيا العدوانية ضد أوكرانيا".

وقال مسؤول أميركي آخر لرويترز إنهم يراقبون عن كثب النقل المحتمل للصواريخ الإيرانية إلى روسيا.

وأشار مسؤول أوروبي كبير للصحيفة إلى أن هذه الخطوة "ليست النهاية، بل من المتوقع أن تستمر إيران في إرسال الأسلحة إلى روسيا".

وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه الدفاعات الجوية الأوكرانية صعوبات كبيرة في مواجهة الصواريخ الروسية وهجمات الطائرات المسيرة، وهو ما أكده الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال اجتماع مع المسؤولين الغربيين، الجمعة، في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا.

زيلينسكي دعا إلى تعزيز دعم الدفاع الجوي لضمان عدم نجاح الهجمات الروسية.

وتزامنت عمليات تسليم الصواريخ أيضا، مع تصعيد الهجمات الروسية على المدن والبنى التحتية الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين.

ولم يرد مجلس الأمن القومي الأميركي على طلب الصحيفة للتعليق، كما لم تعلق السفارة الروسية في واشنطن.

من جانبها، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، الجمعة، إن موقف طهران تجاه الصراع في أوكرانيا لم يتغير.

وأضافت "تعتبر إيران تقديم المساعدة العسكرية للطرفين المنخرطين في الصراع أمر غير إنساني كونه يؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية وتدمير البنية الأساسية والابتعاد عن مفاوضات وقف إطلاق النار".

وتابعت "وبالتالي، فإن إيران لا تشارك فحسب في مثل هذه الأعمال بل تدعو أيضا الدول الأخرى إلى وقف تزويد أي طرف من طرفي الصراع بالأسلحة".

في السابق، استخدمت روسيا طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا، بالإضافة إلى الذخيرة والصواريخ من كوريا الشمالية.

ومن المرجح أن تؤثر هذه الشحنات على آمال الحكومة الإيرانية الجديدة في تهدئة التوترات مع الغرب، إذ يسعى الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بيزشكان، إلى تحسين الاقتصاد المحلي عبر تخفيف العقوبات من قبل أوروبا والولايات المتحدة.

ويراقب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني، عن كثب، العلاقات العسكرية بين إيران وروسيا.

وفي مارس، حذر قادة مجموعة السبع من أنهم سيفرضون عقوبات منسقة على إيران إذا تمت عملية نقل الصواريخ.

وذكر مسؤولون أوروبيون أنهم يعملون مع نظرائهم الأميركيين على رد يشمل فرض عقوبات إضافية، حيث من المحتمل أن يحظر الأوروبيون شركة الطيران الوطنية الإيرانية "إيران إير" من الطيران إلى المطارات الأوروبية، مما قد يؤثر على الروابط التجارية المتبقية.

كما يعتزمون استهداف شركات وأفراد إيرانيين مشاركين في نقل الصواريخ، بما في ذلك شركات النقل.

ورغم تأكيد المسؤولين الأوروبيين في وقت سابق أن نقل الصواريخ الإيرانية إلى روسيا سيكون خطاً أحمر قد يؤدي إلى سحب بعض تخفيف العقوبات الذي حصلت عليه طهران في اتفاق النووي لعام 2015، إلا أنهم أصبحوا أكثر ترددًا في الأسابيع الأخيرة. وفقاً للصحيفة.

وذكر دبلوماسي أوروبي كبير الأسبوع الماضي أن القطاع المصرفي أو الاقتصادي مع إيران لن يتم قطعه، بخلاف قطاع الطيران.

وكان المسؤولون الأوروبيون والإيرانيون يأملون في أن يؤدي انتخاب بيزشكان إلى تحسين التفاعل مع طهران كجزء من عملية تهدئة التوترات حول سياسة إيران الإقليمية وبرنامجها النووي.

ومن المتوقع أن تستخدم طهران الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة للإشارة إلى جهودها في هذا الصدد.

ومع ذلك، حذرت العواصم الأوروبية طهران مرارا من أن الحرب الروسية في أوكرانيا تمثل أكبر قلق أمني لديهم، وأن المزيد من الدعم الإيراني لموسكو قد يقوض أي تحسين في العلاقات.

يذكر أن واشنطن، حذّرت إيران، في مطلع أغسطس الماضي، من عواقب تزويد روسيا بصواريخ بالستية، مشيرة إلى أن ذلك سيدفعها للرد بشكل "قوي" ومعارضة جهود طهران الرامية لتحسين العلاقات.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، للصحفيين، وقتها، إن الولايات المتحدة تواصلت مع حلفائها الأوروبيين بشأن تقارير تفيد بأن إيران "تخطط لتسليم روسيا مئات الصواريخ البالستية".

وأضاف "نحن على استعداد للرد بشكل سريع وقوي إذا مضت إيران قدما بنقل الصواريخ البالستية، وهي خطوة من وجهة نظرنا ستمثّل تصعيدا كبيرا في دعم إيران لحرب روسيا العدوانية على أوكرانيا".

تلجأ روسيا إلى بلدان خاضعة لعقوبات دولية، بما في ذلك كوريا الشمالية، للحصول على معدات عسكرية لدعم عملياتها في أوكرانيا.

وسبق للولايات المتحدة أن فرضت عقوبات على مزوّدي روسيا بالمسيّرات الإيرانية.

مقالات مشابهة

  • تقرير: إيران سلّمت روسيا صواريخ بالستية.. وواشنطن تعلّق
  • كيف قرأت الأوساط الإيرانية موقف موسكو حيال ممر زنغزور؟
  • الأمم المتحدة: النظام السوري يرفض تقديم معلومات حول برنامج الأسلحة الكيميائية
  • الأمم المتحدة تؤكد رفض النظام السوري تقديم معلومات حول برنامج الأسلحة الكيميائية
  • المرصد السوري: مسيرة مجهولة تستهدف شاحنة وتقتل سائقها بمحيط البوكمال قرب حدود سوريا والعراق
  • واشنطن ترفض إفلات النظام السوري من العقاب بشأن استخدام الكيماوي
  • الحصيلة الأعلى منذ عام.. قتلى في صفوف قوات النظام السوري
  • الأعلى منذ عام.. قتلى في صفوف قوات النظام السوري
  • الحرس الثوري الإيراني: لن نكشف عن طبيعة ردنا على إسرائيل لكنه سيكون مفاجئا للعدو
  • مقتل مسؤول كبير في الاتحاد الإيراني للملاكمة جنوب طهران