عربي21:
2025-03-10@20:15:16 GMT

أنقرة تتوقع فوز ترامب وتفضِّله

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

أدان رئيس الجمهورية التركي، رجب طيب أردوغان، محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خلال تجمع انتخابي بولاية بنسيلفانيا، وقال في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه يتقدم بأخلص تمنياته بالسلام لترامب وعائلته وأحبابه، مؤكدا أن "تركيا ستقف إلى جانب الشعب الأمريكي الصديق والحليف".

ولم يكتف أردوغان بهذه الإدانة، بل واتصل أيضا بترامب ليجدد إدانته لمحاولة اغتياله، ويعبر عن حزنه جراء الهجوم المسلح الذي استهدفه.

الرئيس التركي في المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس الأمريكي السابق، وصف محاولة الاغتيال بأنها "اعتداء على الديمقراطية"، وقال إن "موقف ترامب الشجاع بعد الهجوم كان مثيرا للإعجاب"، مضيفا أن ترامب "أظهر قيادة قوية برسائله المطمئنة عن الوحدة بعد محاولة الاغتيال". ولا يخفى على متابع للعلاقات التركية الأمريكية أن هذه التصريحات التي تحتوي ثناء مبالغا فيه، تهدف إلى دغدغة مشاعر مرشح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية التي ستجري في الولايات المتحدة في شهر تشرين الثاني / نوفمبر القادم.

أنقرة، كمعظم عواصم المنطقة، تتوقع فوز ترامب، في الظروف الراهنة، ليصل إلى المكتب البيضاوي لفترة رئاسية ثانية، كما أنها تفضل فوز مرشح الجمهوريين على فوز مرشح الديمقراطيين لأسباب عديدة، على رأسها رغبة ترامب في سحب القوات الأمريكية من سوريا. وترى أنقرة أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى توسيع المساحة التي تتحرك فيها، وتمنح تركيا فرصة أخرى للقيام بعمليات عسكرية جديدة للقضاء على خطر حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا.

الولايات المتحدة تدعم حزب العمال الكردستاني في سوريا بالمال والسلاح. وقد تجد رغبة ترامب في سحب القوات الأمريكية من سوريا معارضة قوية من البنتاغون. وإن تم تجاوز تلك العقبة فمن الممكن أن تملأ الفراغ روسيا وإيران، إن ترددت تركيا في تقديم الخطوات اللازمة في الوقت المناسب. ومن المعلوم أن كلتا الدولتين هما أيضا تحمي المنظمة الإرهابية وتدعمها لاستغلالها ضد تركيا كورقة ضغط وابتزاز. وبالتالي، على الحكومة التركية أن تستعد لكافة السيناريوهات كي لا تضيع الفرصة.

الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مستهل ولايته عيَّن بريت ماكغورك منسقا لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن الأمريكي، الأمر الذي أثار حينه استياء أنقرة. ويعتبر ماكغورك "الوجه الظلامي للسياسة الأمريكية تجاه المنطقة"، وأحد عرَّابي خطة تقسيم سوريا لصالح حزب العمال الكردستاني ومشروعه الانفصالي.

ها هو أردوغان ما زال يتربع على كرسي رئيس الجمهورية، وسيحكم تركيا حتى إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2028، إن لم يتم تقديم موعده. وأما بايدن فسيخرج من المعترك السياسي بعد عدة أشهر ليبقى في ذاكرة التاريخ كرئيس اضطرّ لسحب ترشحه لولاية ثانية تحت ضغوط حزبه بسبب تدهور صحته العقليةوكان الرجل مبعوث الولايات المتحدة لدى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" حين أعلن ترامب في ولايته الأولى عن قرار الانسحاب من سوريا، وقدَّم استقالته احتجاجا على القرار. وكان ترامب علَّق على استقالة ماكغورك قائلا: "ماكغورك الذي لا أعرفه، عيَّنه الرئيس أوباما عام 2015. وكان من المفترض أن يرحل في شباط / فبراير، ولكنه استقال قبل الأوان"، كما وصفه بــ"الاستعراضي"، مضيفا أن "الأنباء الكاذبة تضخم هذا الحدث الذي لا يساوي شيئا"، في إشارة إلى الاستقالة. ومن المؤكد أن ماكغورك، المعروف بعدائه لتركيا، سيفقد منصبه في حال فاز ترامب في الانتخابات.

هناك ملفات مختلفة أدَّت إلى تأزم العلاقات التركية الأمريكية، منها شراء تركيا منظومة أس-400 الصاروخية من روسيا. وأسفرت هذه الأزمة عن استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات أف-35. وكان ترامب انتقد حصول تركيا على المنظومة الروسية، وقال إن الولايات المتحدة لن تبيع أنقرة طائرات من طراز أف-35، إلا أنه في ذات الوقت كان منصفا في تحميل مسؤولية ما آلت إليه العلاقات التركية الأمريكية، حيث قال إن إدارة أوباما رفضت أن تبيع الأتراك صواريخ باتريوت، واستمر هذا الموقف لمدة طويلة، وحين بدَّل البيت الأبيض موقفه من هذا الملف كانت تركيا قد وقعت عقدا مع روسيا، ودفعت أموالا طائلة. وقد تجد أنقرة في ولاية ترامب الثانية فرصة للعودة إلى برنامج مقاتلات أف-35، بعد أن أبرمت في ولاية بايدن صفقة مع واشنطن لشراء 40 مقاتلة جديدة من طراز أف-16، بالإضافة إلى 79 من مجموعات التحديث لأسطولها الحالي من ذات المقاتلات.

احتضان الولايات المتحدة لكبار قادة جماعة غولن المتورطة في محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف 2016 ملف آخر يسمِّم العلاقات بين أنقرة وواشنطن. وكان ترامب في نهاية 2018 أبلغ أردوغان أن واشنطن تعمل على ملف تسليم زعيم الجماعة، فتح الله كولن، إلى تركيا. وعلى الرغم من ذلك، لم يتم التقدم في هذا الملف في ولاية ترامب الأولى. وتأمل أنقرة في أن يأتي التقدم المطلوب في ملف تسليم فتح الله كولن وكبار قادة جماعته في ولاية ترامب الثانية، في حال فاز الأخير في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.

الرئيس الأمريكي الحالي خلال حملته الانتخابية عام 2020 وصف أردوغان بــ"المستبد"، وتوعد في التدخل في شؤون تركيا من خلال دعم أحزاب المعارضة للإطاحة بالرئيس التركي عبر صناديق الاقتراع. وشهدت تركيا تطورات وانتخابات خلال ولاية بايدن تشير إلى ذاك التدخل الذي توعد به الرئيس الأمريكي، إلا أن المعارضة التركية فشلت في القيام بتلك المهمة. وها هو أردوغان ما زال يتربع على كرسي رئيس الجمهورية، وسيحكم تركيا حتى إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2028، إن لم يتم تقديم موعده. وأما بايدن فسيخرج من المعترك السياسي بعد عدة أشهر ليبقى في ذاكرة التاريخ كرئيس اضطرّ لسحب ترشحه لولاية ثانية تحت ضغوط حزبه بسبب تدهور صحته العقلية، بعد أيام من قوله إنه لن يسحب ترشحه إلا "إذا نزل الله من السماء وأمره أن يخرج من السباق".

*كاتب تركي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا الانتخابات امريكا تركيا انتخابات مواقف رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی فی ولایة ترامب فی

إقرأ أيضاً:

إمام أوغلو يدشن حملته.. هل تتجه تركيا لانتخابات مبكرة؟

نظمت تركيا انتخابات الرئاسية والتشريعية في 2023 ثم انتخاباتها المحلية في آذار/ مارس 2024، وفي أول تعقيب له على النتائج قال الرئيس أردوغان إن أمام البلاد أكثر من أربع سنوات بدون انتخابات بما يساعدها على التركيز على حل مشاكلها وفي مقدمتها الاقتصاد، من باب أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة ستكون في 2028.

بيد أن البلاد وكأنها تعيش أجواء الانتخابات مرة أخرى، إذ دشّن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى والقيادي في حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، حملته الانتخابية قبل يومين في مدينة إزمير، معقل الحزب. وكان إمام أوغلو تقدم بطلب أولي لحزبه ليكون ضمن مرشحيه المحتملين للانتخابات الرئاسية القادمة، وبات يُنظر له على أنه سيكون مرشح الحزب القادم في ظل إحجام رئيس بلدية أنقرة الكبرى منصور يافاش عن ترشيح نفسه.

فهل تعيش تركيا فعلا أجواء الانتخابات؟ وهل سنكون على موعد مع انتخابات مبكرة؟

هناك سيناريوهان اثنان لإمكانية ترشح الرئيس أردوغان، الأول تعديل دستوري (أو دستور جديد) يمكن من خلاله تعديل أو تصفير موضوع الترشح لمدتين، والثاني أن تدعو أغلبية البرلمان لتبكير الانتخابات. وفي الحالتين، لا يملك الرئيس وحلفاؤه اليوم النسبة التي تمكنهم من ذلك، ما يجعلهم بحاجة دعم حزب أو أحزاب إضافية داخل البرلمان
يقول حزب العدالة والتنمية إن إمام أوغلو يهدف من خلال هذا الترشح المبكر إلى ادعاء المظلومية ويحاول حماية نفسه بشكل مسبق من القضايا المرفوعة ضده، بحيث يدّعي أن الرئيس أردوغان يحرك ضده قضايا بخلفية سياسية لاستبعاده من سباق الرئاسة.

في المقابل، يرى حزب الشعب الجمهوري بأن أردوغان وحزبه سيسعيان فعلا لتبكير الانتخابات وبأن على الحزب أن يكون مستعدا بمرشحه بشكل مسبق، استخلاصا لدرس تحالف "الطاولة السداسية" المعارضة التي تشكلت ضد أردوغان قبل الانتخابات الأخيرة؛ لكن تأخرها في اختيار اسم المرشح الرئاسي أدى لخلافات بينية وأضعف فرصها وأدى لخسارتها.

يدلل حزب الشعب الجمهوري هنا بتصريح دولت بهتشلي، رئيس حزب الحركة القومية وحليف أردوغان، بأن الأخير ينبغي أن يكون مرشحا مجددا للرئاسة في حال استطاع حل مشكلتي الإرهاب والاقتصاد في البلاد. وبالتالي يرى الحزب المعارض أن أردوغان يرغب فعلا في تبكير الانتخابات ويسعى من خلال القضايا المرفوعة على إمام أوغلو، القديمة منها والجديدة، لاستبعاده من سباق الترشح أو إضعاف فرصه في الفوز.

والإشارة إلى تبكير الانتخابات بهدف إعادة ترشح الرئيس التركي سببها دستوري في المقام الأول، إذ لا يمنح الدستور الحالي الرئيس أردوغان فرصة الترشح مجددا في انتخابات رئاسية اعتيادية لأنه استوفى مدتين رئاسيتين وفق التعديل الدستوري الأخير الذي أقر النظام الرئاسي عام 2017، والاستثناء الدستوري الوحيد، هو أن يقرر البرلمان تبكير الانتخابات بأغلبية تفوق ثلثي أعضائه، أي 360 من أصل 600 نائب.

وبالتالي يكون هناك سيناريوهان اثنان لإمكانية ترشح الرئيس أردوغان، الأول تعديل دستوري (أو دستور جديد) يمكن من خلاله تعديل أو تصفير موضوع الترشح لمدتين، والثاني أن تدعو أغلبية البرلمان لتبكير الانتخابات. وفي الحالتين، لا يملك الرئيس وحلفاؤه اليوم النسبة التي تمكنهم من ذلك، ما يجعلهم بحاجة دعم حزب أو أحزاب إضافية داخل البرلمان، وهو ما قد يحصل من خلال جذب نواب من أحزاب أخرى كما حصل في مؤتمر الحزب الأخير، تركيا ليست في وارد تبكير الانتخابات والدخول في أجوائها الآن، لكن تبكير الانتخابات من حيث المبدأ احتمال قائم وبقوة، ويبقى تحديد التوقيت مرتبطا بالتطورات السياسية والاقتصادية في تركيا داخليا وخارجياأو من خلال التفاهم مع حزب ديمقراطية ومساواة الشعوب الذي بات قناة التواصل حاليا مع زعيم العمال الكردستاني المعتقل، عبد الله أوجلان، الذي دعا مؤخرا لحل حزب العمال وإلقاء السلاح وفتح الباب أمام مسار سياسي لحل المسألة الكردية في تركيا.

يبقى أن نقول إن الحديث عن تبكير الانتخابات والاستعداد لها من الآن ليس مقصورا على بهتشلي حليف أردوغان، وحزب الشعب الجمهوري خصمه، ولكن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية حسن بايمان صرح قبل أيام بأن حزبه سيجعل من الرئيس أردوغان مرشحه مجددا "في الانتخابات التي ستجرى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2027" على حد تعبيره.

الجديد هنا لا يقف عند حدود تصريح مسؤول في الحزب الحاكم، لكنه كذلك يشمل تحديد الموعد المقترح للانتخابات المبكرة. وتفسير ذلك أن الحزب الحاكم يريد أن يستفيد من أمرين، ألا يخسر أردوغان معظم الفترة الرئاسية الحالية في حال بكرت الانتخابات، وأن يكون الحزب قد وصل لنتائج ملموسة بخصوص مشكلتي الاقتصاد والإرهاب بحلول ذلك الوقت (بما يزيد من شعبيته ويعزز من فرص فوزه)، وهو ما يتناغم مع تصريح بهتشلي المشار له.

وعليه، نقول إن تركيا ليست في وارد تبكير الانتخابات والدخول في أجوائها الآن، لكن تبكير الانتخابات من حيث المبدأ احتمال قائم وبقوة، ويبقى تحديد التوقيت مرتبطا بالتطورات السياسية والاقتصادية في تركيا داخليا وخارجيا.

x.com/saidelhaj

مقالات مشابهة

  • «ستيف ويتكوف»: الرئيس الأوكراني اعتذر للرئيس الأمريكي عن المشادة الكلامية
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الملف السوري يبدو أنه ليس على قائمة أولويات الولايات المتحدة الأمريكية، وأعتقد أن السؤال حول وجود اتصال مع إدارة ترامب يجب أن يوجه لهم، سوريا بابها مفتوح للتواصل
  • إمام أوغلو يدشن حملته.. هل تتجه تركيا لانتخابات مبكرة؟
  • تقرير: تركيا وإسرائيل تقتربان من التصادم في سوريا
  • لماذا اعلن الرئيس الأمريكي ترامب انه سيمدد مهلة بيع تيك توك في الولايات المتحدة؟
  • مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب : اللقاء مع حماس كان إيجابياً.. وناقشنا هدنة مطولة
  • لوموند: تركيا شريك لا غنى عنه لأوروبا الضعيفة
  • تركيا وسياسة انتهاز الفرص.. لماذا عرضت أنقرة إرسال جنودها إلى أوكرانيا؟
  • رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يزور تركيا
  • الرئيس الأمريكي: واشنطن قد تفرض رسوما جمركية متبادلة اعتبارا من اليوم