أدان رئيس الجمهورية التركي، رجب طيب أردوغان، محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خلال تجمع انتخابي بولاية بنسيلفانيا، وقال في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه يتقدم بأخلص تمنياته بالسلام لترامب وعائلته وأحبابه، مؤكدا أن "تركيا ستقف إلى جانب الشعب الأمريكي الصديق والحليف".
الرئيس التركي في المكالمة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس الأمريكي السابق، وصف محاولة الاغتيال بأنها "اعتداء على الديمقراطية"، وقال إن "موقف ترامب الشجاع بعد الهجوم كان مثيرا للإعجاب"، مضيفا أن ترامب "أظهر قيادة قوية برسائله المطمئنة عن الوحدة بعد محاولة الاغتيال". ولا يخفى على متابع للعلاقات التركية الأمريكية أن هذه التصريحات التي تحتوي ثناء مبالغا فيه، تهدف إلى دغدغة مشاعر مرشح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية التي ستجري في الولايات المتحدة في شهر تشرين الثاني / نوفمبر القادم.
أنقرة، كمعظم عواصم المنطقة، تتوقع فوز ترامب، في الظروف الراهنة، ليصل إلى المكتب البيضاوي لفترة رئاسية ثانية، كما أنها تفضل فوز مرشح الجمهوريين على فوز مرشح الديمقراطيين لأسباب عديدة، على رأسها رغبة ترامب في سحب القوات الأمريكية من سوريا. وترى أنقرة أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى توسيع المساحة التي تتحرك فيها، وتمنح تركيا فرصة أخرى للقيام بعمليات عسكرية جديدة للقضاء على خطر حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا.
الولايات المتحدة تدعم حزب العمال الكردستاني في سوريا بالمال والسلاح. وقد تجد رغبة ترامب في سحب القوات الأمريكية من سوريا معارضة قوية من البنتاغون. وإن تم تجاوز تلك العقبة فمن الممكن أن تملأ الفراغ روسيا وإيران، إن ترددت تركيا في تقديم الخطوات اللازمة في الوقت المناسب. ومن المعلوم أن كلتا الدولتين هما أيضا تحمي المنظمة الإرهابية وتدعمها لاستغلالها ضد تركيا كورقة ضغط وابتزاز. وبالتالي، على الحكومة التركية أن تستعد لكافة السيناريوهات كي لا تضيع الفرصة.
الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مستهل ولايته عيَّن بريت ماكغورك منسقا لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن الأمريكي، الأمر الذي أثار حينه استياء أنقرة. ويعتبر ماكغورك "الوجه الظلامي للسياسة الأمريكية تجاه المنطقة"، وأحد عرَّابي خطة تقسيم سوريا لصالح حزب العمال الكردستاني ومشروعه الانفصالي.
ها هو أردوغان ما زال يتربع على كرسي رئيس الجمهورية، وسيحكم تركيا حتى إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2028، إن لم يتم تقديم موعده. وأما بايدن فسيخرج من المعترك السياسي بعد عدة أشهر ليبقى في ذاكرة التاريخ كرئيس اضطرّ لسحب ترشحه لولاية ثانية تحت ضغوط حزبه بسبب تدهور صحته العقليةوكان الرجل مبعوث الولايات المتحدة لدى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" حين أعلن ترامب في ولايته الأولى عن قرار الانسحاب من سوريا، وقدَّم استقالته احتجاجا على القرار. وكان ترامب علَّق على استقالة ماكغورك قائلا: "ماكغورك الذي لا أعرفه، عيَّنه الرئيس أوباما عام 2015. وكان من المفترض أن يرحل في شباط / فبراير، ولكنه استقال قبل الأوان"، كما وصفه بــ"الاستعراضي"، مضيفا أن "الأنباء الكاذبة تضخم هذا الحدث الذي لا يساوي شيئا"، في إشارة إلى الاستقالة. ومن المؤكد أن ماكغورك، المعروف بعدائه لتركيا، سيفقد منصبه في حال فاز ترامب في الانتخابات.
هناك ملفات مختلفة أدَّت إلى تأزم العلاقات التركية الأمريكية، منها شراء تركيا منظومة أس-400 الصاروخية من روسيا. وأسفرت هذه الأزمة عن استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات أف-35. وكان ترامب انتقد حصول تركيا على المنظومة الروسية، وقال إن الولايات المتحدة لن تبيع أنقرة طائرات من طراز أف-35، إلا أنه في ذات الوقت كان منصفا في تحميل مسؤولية ما آلت إليه العلاقات التركية الأمريكية، حيث قال إن إدارة أوباما رفضت أن تبيع الأتراك صواريخ باتريوت، واستمر هذا الموقف لمدة طويلة، وحين بدَّل البيت الأبيض موقفه من هذا الملف كانت تركيا قد وقعت عقدا مع روسيا، ودفعت أموالا طائلة. وقد تجد أنقرة في ولاية ترامب الثانية فرصة للعودة إلى برنامج مقاتلات أف-35، بعد أن أبرمت في ولاية بايدن صفقة مع واشنطن لشراء 40 مقاتلة جديدة من طراز أف-16، بالإضافة إلى 79 من مجموعات التحديث لأسطولها الحالي من ذات المقاتلات.
احتضان الولايات المتحدة لكبار قادة جماعة غولن المتورطة في محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف 2016 ملف آخر يسمِّم العلاقات بين أنقرة وواشنطن. وكان ترامب في نهاية 2018 أبلغ أردوغان أن واشنطن تعمل على ملف تسليم زعيم الجماعة، فتح الله كولن، إلى تركيا. وعلى الرغم من ذلك، لم يتم التقدم في هذا الملف في ولاية ترامب الأولى. وتأمل أنقرة في أن يأتي التقدم المطلوب في ملف تسليم فتح الله كولن وكبار قادة جماعته في ولاية ترامب الثانية، في حال فاز الأخير في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.
الرئيس الأمريكي الحالي خلال حملته الانتخابية عام 2020 وصف أردوغان بــ"المستبد"، وتوعد في التدخل في شؤون تركيا من خلال دعم أحزاب المعارضة للإطاحة بالرئيس التركي عبر صناديق الاقتراع. وشهدت تركيا تطورات وانتخابات خلال ولاية بايدن تشير إلى ذاك التدخل الذي توعد به الرئيس الأمريكي، إلا أن المعارضة التركية فشلت في القيام بتلك المهمة. وها هو أردوغان ما زال يتربع على كرسي رئيس الجمهورية، وسيحكم تركيا حتى إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2028، إن لم يتم تقديم موعده. وأما بايدن فسيخرج من المعترك السياسي بعد عدة أشهر ليبقى في ذاكرة التاريخ كرئيس اضطرّ لسحب ترشحه لولاية ثانية تحت ضغوط حزبه بسبب تدهور صحته العقلية، بعد أيام من قوله إنه لن يسحب ترشحه إلا "إذا نزل الله من السماء وأمره أن يخرج من السباق".
*كاتب تركي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا الانتخابات امريكا تركيا انتخابات مواقف رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی فی ولایة ترامب فی
إقرأ أيضاً:
ترامب يشيد بأردوغان ويطالب نتنياهو بالتصرف بـعقلانية لحل مشاكله مع تركيا
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعلاقته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مشيرا إلى أن على وزير الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يكون "عقلانيا" لحل المشاكل العالقة مع تركيا بشأن سوريا.
وقال ترامب للصحفيين خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض، الاثنين، "لدي علاقة رائعة مع رجل اسمه أردوغان وأحبه ويحبني، وإذا كانت لديك (يحدث نتنياهو) مشاكل معه فيتعين عليك حلها، وعلى الإسرائيليين التصرف بعقلانية لحل أي مشكلة مع تركيا".
ABD Başkanı Trump’ın
Sn. Cumhurbaşkanı Erdoğan hakkındaki açıklamasının tamamı pic.twitter.com/RJcXwvhuYK — Taha Hüseyin Karagöz (@thhsynkrgz) April 7, 2025
وأضاف أنه قام خلال اتصال هاتفي "بتهنئة أردوغان على أخذه سوريا، وهو كان يحاول النفي"، مردفا بالقول "قلت له: فعلت شيئا عجز الآخرون عن فعله طوال 2000 عام لقد أخذت سوريا، مهما تعددت أسماؤها تاريخياً".
ووصف الرئيس الأمريكي نظيره التركي بأنه "شخص قاس وذكي للغاية لكن أنجز شيئا لم يسبقه إليه أحد.. عليك التسليم له بالانتصار".
وقال ترامب وهو يتحدث للصحفيين مشيرا إلى نتنياهو "إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، أعتقد أن بإمكاني حلها طالما كنت منطقيا في طلباتك"، حسب تعبيره.
ويأتي حديث ترامب على وقع تصاعد التوترات بين تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي على وقع خلافات بشأن سوريا، حيث تزعم "إسرائيل" عمل أنقرة على تحويل البلد الجار إلى "محمية" تركية، وذلك على وقع تقارير تتحدث عن مساعي الأخيرة لإنشاء قاعدة عسكرية وسط سوريا.
وبعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية على مطارات عسكرية سورية قبل أيام، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على أن بلاده لا تريد أن تواجه إسرائيل في سوريا، وهو ما أكد عليه نتنياهو خلال لقائه مع ترامب.
وقال نتنياهو للصحفيين في البيت الأبيض "ناقشت مع الرئيس ترمب الوضع في سوريا وتدهور علاقاتنا مع تركيا، مشيرا إلى أنه لا يريد أن يتم استخدام سوريا من قبل أنقرة.
وأضاف "لا نرغب في أي صدام معها (تركيا) داخل سوريا"، مردفا أن "أردوغان تربطه علاقة جيدة بدونالد ترامب، وقد ناقشنا كيف يمكننا تفادي هذا الصدام مع تركيا. ولا أظن أن هناك وسيطاً أفضل من ترامب".
وأثارت تصريحات ترامب موجة من التفاعل في الأوساط السورية والتركية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد معلقون أتراك بالدبلوماسية التركية في التعامل مع الملفات الخارجية، في حين أعرب سوريون عن استيائهم من تصريحات ترامب بشأن نفوذ أردوغان في سوريا.
وقال الكاتب والصحفي السوري عمر شيخ إبراهيم، إن ترامب "يهذي عندما يسند إسقاط نظام بشار الفأر إلى الرئيس أردوغان، ويهبد عندما يهنيه بالسيطرة على سوريا".
وأضاف في تدوينة عبر حسابه على منصة "فيسبوك"، أن "حسناً فعل اردوغان أنه أنكر ذلك ولم يدعيه"، حسب تعبيره.
بدوره، علق الباحث عمر إدلبي على تصريحات ترامب خلال لقائه نتنياهو بتدوينة عبر منصة "إكس"، معتبرا أن "وقاحته وتصريحاته البشعة حول سوريا وغزة تدفع للكآبة واحتقار الذات على ضعفنا وهواننا".
في السياق، قال الناشط التركي آدم متين في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه "لا يمكن إنكار الحقائق. أصبحت تركيا الآن قوة إقليمية".
وأضاف أن "تصريحات ترامب تجاه أردوغان هي بمثابة قبول لمكانة تركيا في التوازن العالمي أكثر منها مشاعر شخصية"، مشيرا إلى أنه "لم نصل إلى هذه النقطة في يوم واحد. إن الاستثمارات في صناعة الدفاع والخطوات الدبلوماسية والموقف الاستراتيجي جعلت تركيا قوية سواء في الميدان أو على الطاولة".
بدوره قال الباحث التركي جاهد توز "هل رأيتم ذلك من قبل؟.. ترامب ونتنياهو يجتمعان اليوم. لكن الموضوع الرئيسي للاجتماع هو تركيا. وأمام كافة وسائل الإعلام العالمية. ترامب يطلب من نتنياهو أن يكون منطقيا تجاه تركيا. ويقول اعرفوا مكانكم أمام أردوغان"، حسب تعبيره.
Hiç dikkat ettiniz mi?
Bugün Trump ve Netanyahu görüşüyor. Ama görüşmenin ana öznesi Türkiye.Hem de tüm dünya medyası önünde.Trump Netanyahu'ya Türkiye'ye karşı makul ol diyor. Yani Erdoğan'a karşı haddini bil diyor
Türkiye'nin gücü bir kez daha dünya basını önünde ispatlandı. — Cahit Tuz / جاهد توز (@TUZ_Cah) April 7, 2025 Gerçekler inkar edilemez. Türkiye artık bölgesel bir güç.
Trump’ın Erdoğan’a yönelik ifadeleri, kişisel duygulardan ziyade, Türkiye’nin küresel dengelerdeki yerini kabul etmesidir. Bu noktaya bir günde gelinmedi. Savunma sanayindeki yatırımlar, diplomatik adımlar ve stratejik… — Adem Metan (@AdemMetan) April 7, 2025 من المفارقات اللافتة أن رئيس أقوى دولة في العالم، دونالد ترامب، يُشيد بالرئيس رجب طيب أردوغان ويصف علاقته به بالمتينة والمبنية على الاحترام المتبادل، بينما تُصر المعارضة التركية، التي تفتقر إلى البوصلة السياسية، على المطالبة بانتخابات مبكرة لتغييره. هذا التناقض يثير الاستغراب، بل… pic.twitter.com/McW6ehLV80 — علي أسمر / ALİ ASMAR (@AliAsmarrr) April 7, 2025 #ترامب يقول قبل قليل:
- هنأت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أخذه سوريا.
- قلت لأردوغان: فعلت شيئاً عجز الآخرون عن فعله طوال 2000 عام لقد أخذت سوريا، مهما تعددت أسماؤها تاريخياً.
- إذا نقل الفلسطينيون إلى دول أخرى فستكون هناك منطقة حرة في قطاع غزة.
وقاحة هذا الكائن وتصريحاته… — عمر إدلبي Omar edlbi (@OmarEdlbi) April 7, 2025