خوفا من امتداد الصراع إليها.. توجّه أوروبي نحو التجنيد الإلزامي
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
هذه الحرب دفعت عددًا من دول القارة العجوز إلى إعادة النظر في الخدمة العسكرية الإلزامية، بعد أن أوقفتها في أعقاب انتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا نهاية الثمانينيات، وقلّصت جيوشها حتى انخفض إنفاقها العسكري من متوسط 2.4% إلى 1.6% من الناتج المحلي الإجمالي.
وكانت ألمانيا قد أوقفت الخدمة الإلزامية عام 2011 كجزء من تدابير خفض التكاليف، لكن بعد مرور أكثر من 13 عامًا على ذلك، يرى المسؤولون الألمان اليوم أنّ بلادهم بحاجة إلى دفاع قوي وشامل، وهو ما دفع وزير الدفاع بوريس بيتوريوس إلى الحديث عن إعادة هيكلة الجيش ليكون بوضع أفضل، واصفا قرار إلغاء الخدمة الإلزامية بالخطأ الكبير.
أمّا في فرنسا، فقد بدأت الدعوات إلى تفعيل الخدمة الإلزامية عام 2019، حين اقترح الرئيس إيمانويل ماكرون الخدمة الوطنية الشاملة التي تمكّن الشباب من التطوّع لمدة شهر لخدمة وطنهم، وتدرس الحكومة الفرنسية الآن جعل الأمر إلزاميا لجميع المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما.
ويتفق المراقبون على أن عودة التجنيد الإجباري في أوروبا مرهونة بالتحديات الأمنية والإستراتيجية التي رافقت الحرب الروسية الأوكرانية، إذ كشفت الحرب مدى الترهل الذي تشهده الجيوش الأوروبية بعد عقود من اعتماد بلدانها على حلف شمال الأطلسي (الناتو).
الاعتماد على الناتو بات اليوم خيارا محفوفا بتهديدات جديّة، ولا سيّما مع احتمال عودة الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي سبق أن توعّد بتشجيع روسيا على مهاجمة الدول الأعضاء في الحلف إذا لم تفِ تلك الدول بالتزاماتها تجاهه.
وتعاني الجيوش الأوروبية مشكلات عدة كبيرة، في مقدّمتها ضعف التركيبة البشرية، وقلة أعداد المجندين. ففي ألمانيا، 18% من مجمل وظائف الجيش شاغرة، بالرغم من أن البلاد ترفع سقف طموحها لزيادة عدد جنودها من 181 ألفًا إلى 203 آلاف بحلول 2025.
وفي فرنسا، صاحبة أكبر جيش في أوروبا بتعداد يبلغ 205 آلاف جندي، لا يزال نحو ألفي وظيفة عسكرية شاغرة.
ومع كل الخطوات التي تتخذها أوروبا لتعزيز قدراتها العسكرية، تبقى جيوشها أقل عددا بكثير من الجيش الأميركي الذي يتخطى تعداده 1.3 مليون عسكري، لذلك يرى أرمين بابيرغر رئيس أكبر شركة دفاعية في ألمانيا، أنّ أوروبا تحتاج إلى 10 سنوات حتى تصبح قادرة على الدفاع عن نفسها.
24/7/2024المزيد من نفس البرنامجهل يرضخ نتنياهو للدولة العميقة؟تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
يديعوت تكشف وسائل الحريديم للتهرب من التجنيد بالجيش الإسرائيلي
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الوسائل التي يتبعها الإسرائيليون المتدينون المتشددون (الحريديم) للتهرب من استدعاء الجيش الإسرائيلي لهم للخدمة الإلزامية.
ونشر الصحفي شيلو فرايد الذي يعمل مراسلا للمجتمعات الأرثوذكسية المتشددة والدينية في الصحيفة، تسجيلات صوتية حصل عليها من خط ساخن أنشؤوه لهذا الغرض تتضمن نصائح لأساليب ملتوية يتلقاها الحريديم لكيفية التهرب من استدعاءات الخدمة العسكرية.
ونقل المراسل عن إحصائيات الجيش الإسرائيلي، أنه من بين أول 10 آلاف أمر تجنيد تم إرسالها حتى الآن، تم تجنيد 177 فقط، بينما هناك أكثر من 300 آخرين في المراحل الأولية من العملية.
وتم حتى الآن إرسال 1066 أمر اعتقال لرفض التجنيد في صفوف الحريديم، بالإضافة إلى 2232 أمر من النوع 12، الذي يتحول خلال شهر إلى أمر اعتقال، في حال عدم استجابة المجند.
نصائح تفصيلية للتهربيقول المراسل إنه في إطار عمل المنظمات الأرثوذكسية المتشددة على تشديد مواقفها من قانون التجنيد الجديد الذي سيتم إقراره في الكنيست الإسرائيلي، فقد أنشأ "فصيل القدس"، مجموعة من التيار الليتواني الذي يشكل جزءا أساسيا من اليهود الأرثوذكس المتشددين، مركز اتصال يعمل على مساعدة طلاب المدارس الدينية الذين يتلقون أوامر للتجنيد بالتهرب منها، والحيلولة دون المخاطرة باعتقالهم.
إعلانويضيف أن "الخط الساخن يخاطب بشكل استباقي الشباب الحريديم الذين تلقوا أوامر أو يفكرون في التجنيد ليقنعهم بعدم القيام بذلك، وذلك من خلال توزيع منشورات وإعلانات وبطاقات تحتوي على معلومات ضد الخدمة في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى تزويدهم بأرقام لمراكز المساعدة لمن يتلقون الأوامر".
وينقل المراسل عن إحدى المكالمات التي حصل على تسجيلاتها، أنه سمع طالبا في المدرسة الدينية يبلغ من العمر 19 عاما اتصل بمركز المساعدة قائلا: "تلقيت أمر تجنيد ومذكرة اعتقال. ما الذي يمكن عمله؟".
ويجيبه مركز الاتصال: "من حيث المبدأ، الوضع اليوم هو أنه لا يوجد قانون ملزم للتجنيد، وتعليمات جميع الحاخامات هي عدم التعاون بأي شكل من الأشكال، وعدم التحدث معهم عبر الهاتف، وعدم الرد على هواتفهم بأي شكل من الأشكال".
كما ينقل عن طالب آخر أن الجيش يتصل به وبوالديه كل يوم. ويرد عليه مركز الاتصال: "كل هذه المكالمات الهاتفية وكل هذه الأشياء وكل هذه الرسائل هي للتخويف والتوتر، وتجعلك تأتي في النهاية وتتجند. لهذا السبب فإن تعليمات الحاخامات هي عدم الرد على أي هاتف، وعدم التعامل معهم وعدم التحدث معهم".
ويستكمل مركز الاتصال بالقول "إنهم يخترعون جميع أنواع الاختراعات وجميع أنواع الترهيب، كل أنواع الأشياء. لذلك، لا ترد على الهواتف. في حالة إجابتك، لا تواصل المحادثة، فقط أغلق المكالمة".
وفي حالة أخرى، يقول مركز الاتصال: "الحل هو إذا وقف الجميع معا وأطلقوا صوتا عليهم ولم يتعاونوا، فإن الجيش في مرحلة ما سوف يستسلم. إنها مجرد حرب استنزاف، والرابح هو من سيكون قادرا على الصمود فيها".
وفي مكالمة أخرى، طالب شاب آخر تقديم النصيحة له لأنه حينما أراد السفر إلى الخارج اتضح له أنه صدرت بحقه مذكرة توقيف وسينقل إلى سجن عسكري، ولذلك فإنه يريد الحصول على إعفاء، ليأتيه الرد من المركز بأن المنظمة لا تتعامل مع الإعفاءات، بل الاستشارة للتخلص من التجنيد.
إعلانونصح مركز الاتصال الشاب، بالقول: "عليك أن تعرف ما الذي يجب الانتباه إليه، وليس الذهاب إلى أماكن يمكن أن تتورط فيها، مثل مطار بن غوريون، وفي حالة مجيئهم إلى منزلك لا تفتح لهم الباب".
ويكمل المركز مشورته بالقول "بموجب القانون، لا يسمح لهم بكسر الباب، لذلك لا تفتح الباب وانتهى الأمر، ويمكنك الاستمرار في العيش كالمعتاد. أما في الحالات الطارئة، فإن لدينا نشطاء يمكنهم المساعدة والمساعدة، بالإضافة إلى المحامين".
نصائح منظمةويؤكد المراسل أن مراكز الاتصال التابعة لفصيل القدس لا تتلقى فقط مكالمات من متلقي الطلبات، بل وتباشر هي بتقديم النصائح للشباب الذين يتلقون الأوامر ويقنعونهم بالامتناع عن التجنيد.
ويشير إلى إحدى المحادثات، حيث اتصل مركز الاتصال بأحد الشبان وقال له: "كل الرجال الذين تلقوا الطلبات، نساعدهم وندعمهم، على مدار 24 ساعة في اليوم. نريد مساعدتهم قدر الإمكان. أنا الآن جهة الاتصال الشخصية الخاصة بك، يمكنك كتابة اسمي في الرقم الموجود في دفتر الهاتف الخاص بك. إذا تعرضت لضغوط أو تريد فقط مشورة قانونية، أو أي مساعدة أو دعم، فسيسعدنا الوقوف إلى جانبك في جميع الأوقات".
وفي نفس المكالمة، قال الشاب إنه "ألقى أمر الاستدعاء في سلة المهملات"، فأجاب المشغل: "أحسنت"، فقال الشاب: "اتصلوا بنا إلى المنزل مرتين وقالوا إنه إذا لم أحضر فسوف يصدرون مذكرة اعتقال بحقي. ولكن والدي قالا إنني مصاب بالتوحد"، ليقدم له المركز نصيحة إضافية: "إذا اتصلوا بوالديك، وقالوا إنك هارب، فيمكنهم القول إنهم لا يعرفون أين أنت، أما إذا التقطت السماعة بنفسك فيمكنك غلقها بسرعة في وجوههم، حتى لا يكون هناك دليل على أنهم تحدثوا إليك وأبلغوك بأنك هارب".
ويعلق المراسل على ذلك بالقول "من الواضح أنهم غير مهتمين بالتجنيد، ووفقا لتعليمات الحاخامات ليسوا مستعدين لدخول هذا المكان حتى لا يتأذوا روحيا. لذلك فهو يتعاملون مع الأوامر بأي شكل من الأشكال، وهذه هي نهاية القصة".
إعلانويختم تقريره بالحديث عن حالة إطلاق سراح أحد المتهربين الحريديم من السجن العسكري بعد قضاء عقوبته بالتهرب من التجنيد الإجباري، حيث من المتوقع أن يصل أعضاء الفرع لاصطحابه من السجن إلى المنزل بسيارة فاخرة، بل إنهم يدرسون إمكانية مرافقته بمروحية!