واشنطن بوست: الصين تسعى لرأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية ولعب دور الوسيط العالمي
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في عددها الصادر، اليوم الأربعاء، أن الصين تسعى حاليًا لرأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك فتح وحماس، ولعب دور الوسيط العالمي في منطقة ذات نفوذ أمريكي بشكل تقليدي.
وذكرت الصحيفة في سياق مقال تحليلي، رغم أنه من غير المرجح أن تؤدي جهود بكين إلى زوال الخلاف العميق بين حماس وفتح، إلا أنها تمثل اندفاعًا من جانبها نحو منطقة ذات نفوذ أمريكي بشكل كبير، مشيرة إلى أن توقيع زعماء الفصائل بيانًا مشتركًا أمس الثلاثاء في بكين يهدف إلى إنهاء الانقسامات بين الخصمين، وهو اتفاق يعزز ادعاء الصين بأنها وسيط يتمتع بثقل عالمي.
ويدعو البيان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تشرف على الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وإجراء انتخابات في نهاية المطاف يجتمع من أجلها زعماء الفصائل ويضعون خارطة طريق، في حين رفضت الحكومة الإسرائيلية أي اقتراح يمنح دورًا حاكمًا لحماس أو السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح.
وأشادت وسائل الإعلام الصينية بـ«إعلان بكين» ووصفته بأنه علامة على الدور الناشئ للبلاد كوسيط سلام في الصراعات البعيدة، فيم وصف وزير الخارجية الصيني وانج يي الإعلان، في خطاب ألقاه بعد انتهاء المحادثات، بأنه «لحظة تاريخية لقضية تحرير فلسطين» وسلط الضوء على الإجماع حول تشكيل حكومة مصالحة وطنية مؤقتة لإدارة غزة بعد الحرب، وأكد وانج مجددًا دعم الصين لـوقف شامل ودائم ومستدام لإطلاق النار ولعقد مؤتمر «سلام دولي كبير» للعمل نحو حل الدولتين.
وتعليقًا على ذلك، قالت الصحيفة الأمريكية إن البيان المشترك قد يكون بمثابة فوز دبلوماسي واضح لبكين، لكن المحللين شككوا على الفور في احتمالات تنفيذ هذا الاتفاق وأشاروا إلى أنه ليس سوى الأحدث في سلسلة طويلة من اتفاقيات المصالحة المماثلة التي تم التوصل إليها ثم التخلي عنها بين الفصيلين منذ الصراع على السلطة الذي انتهى في عام 2007 مع سيطرة حماس على قطاع غزة.
ورفض خبراء سياسيون فلسطينيون الاتفاق باعتباره إعادة صياغة للعديد من بيانات المصالحة السابقة، بما في ذلك اتفاق 2022 الذي وقعه 14 فصيلًا فلسطينيًا في الجزائر بينما لم تسفر أيًا من هذه الجهود حتى الآن عن أي تغييرات دائمة في الخلاف بين حماس وفتح.
وأوضحت «واشنطن بوست» أن المبادرة الصينية تأتي في وقت ذروة التوترات بين الفصيلين، حيث اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مؤخرًا حماس بإطالة أمد الحرب في غزة، بينما اتهم زعماء حماس بدورهم عباس بالانحياز إلى إسرائيل.
وقالت ديانا بوتو، المحامية الفلسطينية في مجال حقوق الإنسان والمستشارة السابقة لعباس، إن الخطر الآن هو أن يقوم عباس البالغ من العمر 88 عامًا بتهميش جهود المصالحة كما فعل في الماضي، إما تحت ضغط من إسرائيل والولايات المتحدة من أجل تهميش حماس أو من رغبته في البقاء في السلطة، وأضافت: «أن سبب عدم موافقته على ذلك في الماضي هو أنه يخشى أن يتم إقصاؤه جانبًا».
ووصفت كاري ثابت، وهي مواطنة فلسطينية تبلغ من العمر 40 عامًا ونزحت 10 مرات في الحرب، الفصائل بأنها «مزحة»، وقالت: تعالوا هنا إلى الأرض وانظروا إلى المستشفيات التي لا توجد فيها قطرة دم واحدة يمكن أن تنقذ حياة الناس، وأضافت في لقاء أجراته معها الصحيفة عبر الهاتف: «انظر إلى الناس في شمال قطاع غزة الذين يموتون من الجوع، انظروا كيف تمرح الدبابات الإسرائيلية في أرض غزة».
وفي إسرائيل، رفض وزير الخارجية يسرائيل كاتس الاتفاق، وتوقع أنه لن يؤدي إلى أي شيء، وقال إن إسرائيل ستواصل هدفها لسحق حكم حماس وأن عباس سيراقب غزة من بعيد.
وأردفت الصحيفة الأمريكية تقول إن الصين قامت في السنوات الأخيرة وبعد عقود من تفضيل ترك الدبلوماسية المثيرة للجدل في الشرق الأوسط للولايات المتحدة بتصوير نفسها بنشاط كصانع سلام قابل للحياة في بعض النقاط الساخنة الأكثر استعصاءً على الحل في العالم.
اقرأ أيضاًإعلام إسرائيلي: تحرك كبير بشأن المفاوضات حول صفقة التبادل والمحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة
وزير الخارجية يؤكد هاتفيًا لنظيره الكرواتي أهمية الضغط بشكل أكبر على إسرائيل لوقف حرب غزة
طيران الاحتلال يشن عدة غارات على خان يونس بقطاع غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصين الضفة الغربية الفصائل الفلسطينية القضية الفلسطينية حماس غزة فلسطين قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
"واشنطن بوست" تنشر رسائل لمواطنين أمريكيين حول ما يجب على بايدن فعله في أيام رئاسته الأخيرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نشرت صحيفة /واشنطن بوست/ الأمريكية مجموعة من الرسائل تلقتها من شرائح مختلفة من أفراد المجتمع الأمريكي حول ما يجب أن يفعله الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن في الأيام الأخيرة من رئاسته قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب المنصب رسميا يناير المقبل.
ويقترح كاتبو الرسائل، التي استعرضتها الصحيفة في تقرير "رسائل إلى المحرر"، أن يوقف بايدن المساعدات لإسرائيل ويطلق العنان لأوكرانيا، ويعفو عن دونالد ترامب ويستقيل.
وكتب رئيس "تحالف السلام في الضواحي الغربية" والت زلوتو من ولاية إلينوي، في رسالته للصحيفة، إن بايدن يحتاج إلى مراعاة قوانين ليهي وإنهاء تمويل الهجمات الإسرائيلية في غزة.
وقال إنه مع بقاء شهرين فقط في رئاسته، ينفد الوقت أمام بايدن لإحلال السلام في الشرق الأوسط.. فعلى مدار الأشهر ال14 الماضية، قام بتوجيه أكثر من 18 مليار دولار من الأسلحة إلى إسرائيل، استخدمتها لإلحاق خسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وأوضح زلوتو إن القوانين - المعروفة باسم قوانين ليهي - تحظر على الحكومة الأمريكية مساعدة وحدات من قوات الأمن الأجنبية توجد معلومات موثوقة تشير إلى تورط تلك القوات في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.. وتعترف الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان تحدث بالفعل في غزة.
وأضاف أن بايدن تمادى في دعمه لإسرائيل.. وبدون الخمسين ألف طن من الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة في عهد بايدن، لم يكن بوسع إسرائيل أن تدعم غزوها الذي دام 14 شهرا، حتى أن مسؤولا رفيع المستوى في سلاح الطيران الإسرائيلي قال إنه إذا أغلق بايدن خط أنابيب الأسلحة الأمريكي هذا، فإن عملية إسرائيل ستنهار في غضون بضعة أشهر.
وأكد زلوتو أن بايدن لا يتجاهل الرأي العام العالمي بتسليح إسرائيل فحسب، بل يتجاهل أيضا الديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين في الداخل الذين يطلبون منه التوقف.
وقال إنه لا يمكن لأي قدر من الرأي العام أن يجبر بايدن على تغيير سياسته الخارجية، لذا يجب أن يخبره ضميره أنه ينبغي عليه وقف تمويل عمليات إسرائيل في غزة قبل أن ينتهي وقته المتضائل للقيام بذلك في 20 يناير 2025.
ويرى مواطنان أمريكيان من إنديانا وكاليفورنيا أنه من الأفضل لبايدن الاستقالة من منصبه للشهرين القادمين، وأن يتنازل لنائبته كامالا هاريس ويعطيها الفرصة لتحكم، لاسيما بعد خسارتها أمام الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لتصبح أول رئيسة للولايات المتحدة في سابقة إيجابية.
وجاء في رسالتيهما للصحيفة أن استقالة بايدن ستعطي لهاريس الفرصة لإظهار بعض قدراتها كرئيسة.. فعلى سبيل المثال، يمكنها السماح لأوكرانيا بضرب مواقع روسية حساسة تحسبا لاحتمالية إجبار ترامب أوكرانيا على الاستسلام، أو الموافقة على توظيف أكثر من 100 قاض فدرالي قبل أن يسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ.
وقال كاتبا الرسالتين إنه إذا أصبحت هاريس رئيسة لهذه المدة القصيرة، فيمكنها أن تفعل كل الأشياء التي وعدت بفعلها في اليوم الأول.
وفي رسالة أخرى، دعا ديمقراطي من كاليفورنيا بايدن إلى العفو عن دونالد ترامب.. وكتب: "بصفتي ديمقراطيا عارض بشدة ترشيح الرئيس المنتخب دونالد ترامب ودعم بنشاط نائبة الرئيس كامالا هاريس، أعتقد أن الرئيس جو بايدن يجب أن يصدر الآن عفوا شاملًا عن ترامب يغطي أي انتهاكات سابقة للقانون الفيدرالي".
ويرى كاتب الرسالة أن الإعفاء عن ترامب سيسمح للأمة بالتركيز على القضايا التي تهم الشعب، خصوصا أن الرئيس المنتخب سيتمتع بحصانة قانونية حال تسلمه المنصب، وبالتالي فإن قرارا كهذا لن يكون سوى حركة رمزية تشير إلى وضع بايدن البلاد فوق معارك الأحزاب التي تقسم المجتمع.
وقال إن الإعفاء عن ترامب سيعترف بشرعية انتخاب ملايين الأمريكيين له، بالرغم من التهم ضده، وسيعزز هكذا قرار الوحدة الوطنية كما حدث قبل 50 عاما عندما أصدر الرئيس المريكي الأسبق جيرالد فورد عفوا بحق الرئيس المنتخب حينذاك ريتشارد نيكسون.