تلقت شركات صناعة الطائرات العالمية مزيدا من الطلبيات في معرض فارنبورو الدولي للطيران يوم الثلاثاء رغم ضغوط سلاسل التوريد وشكاوى شركات الطيران من تأخر التسليم.

وأعلنت بوينغ صفقات مع الخطوط الجوية القطرية وماكواري إيرفاينانس، فيما حصلت إيرباص على طلبيات من الخطوط الجوية اليابانية وفيرجن أتلانتيك، رغم أن العديد من تلك الصفقات كان قد تم الاتفاق عليها بالفعل.

وأشارت الخطوط الجوية القطرية إلى احتمال تقديم طلبية "كبيرة" للحصول على طائرات عريضة البدن مطلع العام المقبل، فيما قالت فلاي دبي لوكالة رويترز إنها في محادثات مبكرة مع إيرباص وبوينغ بشأن أكبر طلبية لها على الإطلاق.

وتوقع العديد من ممثلي الشركات إبرام صفقات محدودة في معرض فارنبورو هذا العام بعد أن باعت كل من إيرباص وبوينغ إنتاجهما لعدة سنوات مقبلة، وذلك في ظل مواجهة تحديات لزيادة الإنتاج وسط مشاكل سلاسل التوريد.

وحدت التأخيرات في تسليم الطائرات من قدرة بعض شركات الطيران على الاستفادة من طفرة السفر بعد الجائحة والتي يقول البعض إنها بدأت تتلاشى.

واضطرت شركة بوينغ إلى تقليص الإنتاج بعد أن خضعت للتدقيق من الجهات القانونية والتنظيمية بعد انفصال باب عن بدن طائرة من طراز (737 ماكس-9) عقب إقلاعها في يناير.

وسادت حالة من الإحباط بين شركات الطيران عقب ذلك الحادث.

وقال غيث الغيث الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي التي اشتكت، الاثنين، من تأخر تسليم طائرات من بوينغ "في مارس، قيل لنا إننا سنتلقى ثماني طائرات فقط من 12 طلبناها. وخلال يوليو الجاري، في الأسبوع الماضي تحديدا، قيل لنا إننا سنحصل على أربع طائرات من الثماني ولن نتلقى أي شيء آخر".

وأضاف "من وجهة نظرنا، هذا ما أحبطنا، وشعرنا أنه يتعين علينا قول شيء ما".

وقال إحسان منير نائب الرئيس الأول للمبيعات والتسويق التجاري في شركة بوينغ في حلقة نقاشية "من الإنصاف لقاعدة الموردين وشركات الطيران أن نقول إننا لم نتمكن من الوفاء بالتزامنا تجاههم وفقا للجدول الزمني"، مضيفا أن "الشركة تعمل على استعادة الثقة".

تشغيل الطائرات لفترة أطول

ورغم تلك الأزمات يحرص العديد من شركات الطيران على إبرام صفقات لطائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وسط توقعات بنمو قوي في السفر الجوي لسنوات مقبلة.

وقالت الخطوط الجوية القطرية في معرض فارنبورو اليوم إنها طلبت 20 طائرة إضافية بوينغ (9-777) من الشركة الأميركية ليصل إجمالي طلباتها من عائلة (777إكس) إلى نحو 100 طائرة.

وأُدرجت الصفقة في سجل طلبيات بوينغ لعميل لم يُفصَح عنه، وتبلغ قيمتها نحو أربعة مليارات دولار، وفقا لتقديرات شركة سيريوم أسيند.

وحصلت بوينغ على طلبية لشراء 20 طائرة من طراز (737 ماكس-8) من ماكواري إيرفاينانس بقيمة تقدر بنحو مليار دولار.

وفي الوقت نفسه انتهت الخطوط الجوية اليابانية من طلبية لشراء 20 طائرة إيرباص (إيه350-900) إضافة إلى 11 طائرة (إيه321 نيو) بقيمة إجمالية تزيد قليلا عن ثلاثة مليارات دولار، وفقا لبيانات سيريوم أسيند.

وطلبت فيرجن إيرلاينز سبع طائرات إيرباص (إيه 330-900) بقيمة تقدر بنحو 800 مليون دولار.

وفي إشارة إلى الثقة في المستقبل قال الغيث إن فلاي دبي تجري محادثات مبكرة بشأن أكبر طلبية طائرات لها على الإطلاق.

وأضاف لرويترز في مقابلة بمعرض فارنبورو الجوي "آخر طلبية قدمناها كانت لشراء 175 طائرة وهذه (التالية) ستكون الأكبر. أنا على يقين من ذلك".

وفي الوقت نفسه قال الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية بدر المير إن الشركة ستتخذ قرارا بشأن طلبية جديدة "كبيرة" للطائرات عريضة البدن قرب نهاية العام الحالي أو في الربع الأول من 2025.

وأضاف أن الشركة قررت أيضا تمديد خدمة طائرات إيرباص (إيه 380) وستضيف بعض التحديثات منها شبكة واي فاي جديدة.

وتسعى شركات الطيران على نحو متزايد إلى تشغيل طائراتها الحالية لفترة أطول وسط تراكم الطلبيات لدى شركات التصنيع.

وذكرت شركة باين للاستشارات في تقرير الأسبوع الماضي أن شركات الطيران تواجه أطول فترة انتظار على الإطلاق لصيانة المحركات وسط النقص في الطائرات الجديدة، مما يرفع التكاليف التي تتحملها.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إيرباص فيرجن أتلانتيك الخطوط الجوية القطرية فلاي دبي إيرباص بوينغ طيران إيرباص فيرجن أتلانتيك الخطوط الجوية القطرية فلاي دبي أسواق عالمية الخطوط الجویة القطریة شرکات الطیران

إقرأ أيضاً:

هل تستطيع أوكرانيا حسم الحرب بالقوة الجوية؟

من الواضح أنَّ الحرب البرية في أوكرانيا قد وضعت أوزارها، وبطبيعة الحال هناك حركة مستمرة على المستوى التعبويّ، غير أنَّ المحصلة النهائية لا تلوح في الأفق. وقد جعل هذا الجمود الحرب أهم من أي وقتٍ مضى، حسب ما أفاد الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي جورج فريدمان.

لا يمكن أن تكون القوة الجوية في أوكرانيا مفتاح النصر


وأوضح فريدمان في مقاله بموقع "جيوبولتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي أن هذا تطور منطقيّ من بعض النواحي. فقد بدأت الحرب بدايةً بريَّة، حيث اشتبكت روسيا مع القوات الأوكرانية، لكنها أخفقت في كسر شوكة الأوكرانيين. وردَّت كييف بعملياتٍ برية تهدف إلى تعطيل تحركات الروس، مما أفقدهم توازنهم إلى حدٍ كبير.
لم يكن هناك شك في أذهان كثيرين في أن روسيا كانت تملك القوة البشرية والقدرة على السيطرة على المدن الرئيسة، وأنها بمرور الوقت ستنتصر في الحرب طالت أم قصرت، غير أن الشك ولو كان ضئيلاً في الحرب أساس لا يعوَّل عليه.

 

 

President Zelensky has dismissed the head of Ukraine’s air force, Lieutenant General Mykola Oleshchuk, following the crash of a long-awaited F-16 fighter jet earlier this week ⬇️ https://t.co/Cg3wA3TC07

— The Times and The Sunday Times (@thetimes) August 31, 2024


على مدى أكثر من عامٍ كامل، قاومت القوات الأوكرانية التقدم الروسي. لكن، رغم كل هذه المقاومة – ناهيك عن الأزمة السياسية ومحاولة الانقلاب في موسكو والخسائر المتزايدة في الأرواح وانحسار الحماس في روسيا للحرب – كانت الفرضية الشائعة ما تزال تفيد بأن روسيا ستنتصر في نهاية المطاف في الصراع.

تعثر حروب


وتعثرت حروب كثيرة وتحولت إلى مستنقع دماء. وفي كثير من الأحيان، كانت الدولة التي تنتصر هي التي فقدت أرواحاً أكثر. في الحرب العالمية الثانية، كانت الحرب البرية دموية فعلاً، غير أنَّ المفهوم الجديد نسبيّاً للقوة الجوية الآلية ظهر وعادَلَ الكفة.

 

Russia has unleashed its largest air attack on Ukraine since the war's start, striking critical water and power plants, and killing at least seven people. The attack comes three weeks after Ukraine's surprise offensive inside Russia. Ian Pannell has more. https://t.co/ZzbWmO7A59 pic.twitter.com/WrSRhTn61V

— World News Tonight (@ABCWorldNews) August 27, 2024


وكانت للقوة الجوية ثلاثة أهداف استراتيجية، ألا وهي إضافة قوة النيران للعمليات الهجومية، والهجوم المباشر على المنشآت العسكرية الحيوية، دون قوات بريّة، وإضعاف الروح المعنوية للسكان المدنيين بتكبيدهم خسائر شملت غير المقاتلين والبنية التحتية. وعدا المرة الوحيدة التي كانت فيها حاسمة في هيروشيما وناغازاكي، لم تُحدِّد القوة الجوية، رغم الدمار الذي تُنزله، نتائح الحرب من قبل قط.


تصاعد الحرب الجوية الأوكرانية


ورغم ذلك، يضيف الكاتب، إننا نتوقع أن تتصاعد الحرب الجوية في أوكرانيا. لم تَعُد الأسلحة المفضلة هي القاذفات المأهولة بالجنود وإنما الطائرات المسيرة. لا يمكن للطائرات المُسيرة أن تصل إلى مدى بعيد مثل قاذفات B-52 أو تحمل القدر نفسه من القوة النارية، ومن الممكن إسقاطها بطريقة أسهل بكثير، غير أنها تتمتع بميزة واحدة حاسمة، ألا هي أنها إذا أُسقِطَت، فلن يلقى أحد من فريقها حتفه. ولا يتعين الأمر استبدال طيار مُدرب تدريباً عاليّاً. فالتكلفة البشرية لأي مهمة للطائرات المسيرة ميسورة أكثر بمراحل إذن.
وتابع الكاتب: ليست الطائرات المسيرة سلاحاً حديثاً بطبيعة الحال. فقد استُخدمت على نطاقٍ واسع في النزاعات الجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعلى الرغم أنها أقل قدرة من الطائرة B-52 على قلب مجريات المعركة وترجيح كفة فريق على كفة آخر، فقد أثبتت أنها لا تُقدَّر بثمن في الضربات الدقيقة، خاصةً في المناطق شديدة التركيز.
وزاد الكاتب: استُخدمت الطائرات المسيرة ضد المدنيين، وإن لم يكن بالمستوى نفسه الذي استُخدمت به قاذفات القنابل في الحرب العالمية الثانية. وإننا نتوقع أن يتكرر الموقف نفسه في أوكرانيا بالتزامن مع تراجع تكلفة الطائرات المسيرة وزيادة قوتها التفجيرية. هذا هو المنطق القاتل لحرب الطائرات المُسيرة، يقول فريدمان.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "لا يمكن أن تكون القوة الجوية في أوكرانيا، كما حدث بالضبط في الحرب العالمية الثانية، مفتاح النصر، ولن تكون كذلك أبداً. ولكن عندما يجري التخطيط للجيل القادم من الطائرات المسيرة، ستُناقَش فعالية الضربات الجوية، ولا بد من مناقشها حدودها أيضاً".

مقالات مشابهة

  • شاهد: 3 طائرات تابعة للخطوط الجوية السعودية تنتقل ”برا” من جدة إلى الرياض!!
  • تفتيش أوروبي على طائرات إيرباص
  • وكالة السلامة الأوروبية تطلق عملية تفتيش على طائرات "إيرباص"
  • 3 طائرات B777 في طريقها برًا لوجهتها الجديدة الرياض .. فيديو
  • العراق يوافق على شراء 14 طائرة عسكرية من طراز إيرباص
  • بعد تأخر تسليم وحدات جيفيرا بالساحل الشمالي.. إنرشيا تعلن بدء تسليم المرحلة الأولى
  • هل تستطيع أوكرانيا حسم الحرب بالقوة الجوية؟
  • آخر المفاجآت عن طائرات حزب الله.. إعتراف إسرائيليّ!
  • مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية أول مركز صيانة وإصلاح معتمد من إيرباص بالقارة السمراء
  • مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية أول مركز صيانة وإصلاح معتمد من إيرباص في أفريقيا