24 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: لم تصل القوى السياسية العراقية بعد إلى توافق بشأن المرشح لرئاسة البرلمان، وهو المنصب الذي يُعتبر من استحقاقات المكون السني.

وهذا الجمود السياسي يعكس تعقيدات المشهد العراقي وتضارب المصالح بين الكتل المختلفة.

و لم تتمكن القوى السنية من الاتفاق على مرشح واحد لرئاسة البرلمان، مما أوجد فراغاً في هذا المنصب الحيوي.

وكان من المتوقع أن يتم حسم هذا الملف في الجلسات البرلمانية الأولى، لكن الخلافات الداخلية والتنافس الشديد بين الكتل السنية عرقل تحقيق ذلك.

خيارات الحكمة

أحد الحلول المطروحة هو تعديل النظام الداخلي للبرلمان بما يتيح سلاسة أكبر في اختيار رئيس البرلمان. ومع ذلك، يواجه هذا الخيار تحديات عديدة.

محمد حسام الحسيني، عضو المكتب السياسي لتيار الحكمة الوطني، يقول بأن “بعض الخيارات طرحت وكانت أغلبها تذهب باتجاه تعديلات للنظام الداخلي، ولكن لا تزال هذه الخيارات قيد التداول والتدارس بين القوى السياسية”.

وأشار الحسيني إلى أن تعديل النظام الداخلي للبرلمان وفتح باب الترشيح مجدداً كان محور النقاش في اجتماع الإطار التنسيقي الأخير. ومع ذلك، لم يحظ هذا الاقتراح بمقبولية جميع الأطراف. وأضاف الحسيني: “تعديل النظام الداخلي ليس فيه مخالفة دستورية أو قانونية وهو أمر صحيح جداً، وعدل النظام الداخلي في فترات سابقة لأسباب أخرى وهو شيء طبيعي ومتاح قانونياً ودستورياً”.

وعلى الرغم من أن تعديل النظام الداخلي يبدو حلاً معقولاً، إلا أنه يواجه معارضة من بعض الكتل السياسية التي ترى فيه محاولة لتغيير قواعد اللعبة بما يخدم مصالح معينة على حساب أخرى. بالإضافة إلى ذلك، هناك تخوف من أن يؤدي تعديل النظام الداخلي إلى تعميق الخلافات بدلاً من حلها.

  شهادات وآراء

في حديث لـ المسلة، قال المواطن العراقي (مهندس) عادل محمود، “نحن ننتظر بفارغ الصبر حسم هذه الخلافات حتى يتمكن البرلمان من التركيز على القضايا التي تهم المواطنين. إن الفراغ في منصب رئيس البرلمان يعطل الكثير من الأمور الحيوية”.

من جهتها، قالت الناشطة المدنية سارة الكعبي، “إن عدم القدرة على الاتفاق على مرشح واحد يعكس الفجوة الكبيرة بين السياسيين والمواطنين. يجب أن يكون هناك تركيز على المصلحة العامة بدلاً من المصالح الحزبية الضيقة”.

واستمرار أزمة اختيار رئيس البرلمان العراقي، تعكس تعقيدات وتحديات المشهد السياسي في البلاد. وبينما يبقى تعديل النظام الداخلي خياراً مطروحاً، فإن تحقيق توافق سياسي حقيقي يتطلب جهوداً أكبر وتنازلات من جميع الأطراف المعنية. في هذه الأثناء، يبقى المواطن العراقي في انتظار الحلول الفعالة التي تعزز الاستقرار والتقدم في البلاد.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: تعدیل النظام الداخلی

إقرأ أيضاً:

الدينار العراقي على المحك: بين تثبيت السعر ومخاطر الخفض

28 يناير، 2025

بغداد/المسلة  في ظل الأجواء الاقتصادية المتوترة التي يعيشها العراق، تطفو على السطح تساؤلات حول مصير الدينار العراقي وقيمته أمام الدولار الأمريكي.

وأصبح الحديث عن إمكانية خفض قيمة العملة المحلية محط أنظار الجميع، من المواطن البسيط إلى الخبير الاقتصادي، مرورًا بالمسؤولين الحكوميين الذين يحاولون تهدئة المخاوف وتأكيد التزامهم بسياسة تثبيت سعر الصرف.

لكن في خضم هذه التصريحات المطمئنة، تظل هناك أصوات ترى في الخفض خطوة لا مفر منها لمواجهة الضغوط الاقتصادية التي تهدد استقرار البلاد.

وتنفي الحكومة العراقية، من خلال مصادرها الرسمية، أي نية لخفض قيمة الدينار، مؤكدة أن سعر الصرف الرسمي الذي يحدده البنك المركزي سيظل ثابتًا.

ويأتي هذا التمسك بالتثبيت في إطار محاولة للحفاظ على استقرار السوق ومنع أي فوضى قد تنجم عن تقلبات حادة في سعر العملة.

لكن هذا الموقف الرسمي لا يخفف من حدة التحديات التي يواجهها الاقتصاد العراقي، خاصة مع وجود سوق صرف موازي يعمل خارج إطار الرقابة الرسمية، مما يزيد من تعقيد المشهد.

من جهة أخرى، هناك من يرى أن خفض قيمة الدينار قد يكون الحل الوحيد لتخفيف الضغوط المالية على الحكومة.

ففي ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، قد يكون هذا الإجراء وسيلة لتقليل تكلفة دعم العملة المحلية وتخفيف العبء على الخزينة العامة.

لكن هذا الحل، وإن كان يبدو جذابًا على المدى القصير، إلا أنه يحمل في طياته مخاطر كبيرة. فخفض قيمة الدينار قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، مما يفاقم معاناة المواطنين الذين يعانون أصلاً من تدهور القوة الشرائية وتردي الأوضاع المعيشية.

والتضخم هو أحد الأشباح التي تلوح في الأفق مع أي حديث عن خفض قيمة العملة. فقدان الثقة بالدينار قد يدفع المواطنين إلى التوجه نحو العملات الأجنبية، وخاصة الدولار، كملاذ آمن.

ويزيد هذا التحول من الطلب على الدولار، مما يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في أسعار السلع المستوردة وزيادة معدلات التضخم.

وهنا تظهر المعضلة الحقيقية: كيف يمكن تحقيق التوازن بين حماية الاقتصاد الكلي والحفاظ على استقرار حياة المواطنين اليومية؟.

ولا يمكن إغفال العوامل الخارجية التي تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل المشهد الاقتصادي العراقي. فالإجراءات المالية التي قد تتخذها الإدارة الأمريكية، مثل الضغط لتخفيض أسعار النفط العالمية، قد تكون لها تداعيات سلبية على العراق، الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط في تمويل موازنته.

ويجعل الاعتماد المفرط على النفط الاقتصاد العراقي عرضة للتقلبات العالمية، مما يزيد من صعوبة إدارة الأزمات الداخلية.

ويبقى السؤال الأكبر: ما هو الحل الأمثل؟ بين التمسك بتثبيت سعر الصرف والمخاطرة بخفض قيمة العملة، يبدو أن العراق يقف عند مفترق طرق.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ليبيا – عبد النبي: تعيين المبعوثة الأممية الجديدة لن يغير شيئًا والحل يجب أن يكون ليبيًا
  • رئاسة الجمهورية: المعتقل ليس سكرتير الرئيس بل فرد بالحماية
  • بعد رئاسة الجمهورية.. البرلمان يسلم القضاء نص مشروع قانون العفو العام
  • البرلمان يسلم قانون العفو العام إلى رئاسة الجمهورية للمصادقة عليه
  • هل يكون ملف التهجير إلى سيناء المسمار الأخير في نعش النظام المصري؟
  • البرلمان العراقي: أشخاص في وزارة الكهرباء يعرقلون مشروع الطاقة الشمسية
  • نائب:هناك صعوبة في تمرير تعديل قانون موازنة 2025
  • الدينار العراقي على المحك: بين تثبيت السعر ومخاطر الخفض
  • البرلمان يوافق على مقترح تعديل للنائب أيمن محسب بالإجراءات الجنائية
  • حوارات للإسراع بتمرير تعديل الموازنة