شركة عربية تستعين بالذكاء الاصطناعي لتطوير حقول النفط في مصر
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
استعانت شركة إماراتية بالذكاء الاصطناعي في إطار خطتها لتطوير حقول النفط في مصر، ضمن إستراتيجيتها لزيادة الإنتاج ومواكبة أحدث التقنيات العالمية في القطاع.
ووفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، دشّنت دراغون أويل، المملوكة بالكامل لحكومة دبي، مشروعًا رائدًا لتطوير حقلي المرجان وبدري بخليج السويس في مصر، باستعمال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
يأتي المشروع الجديد في إطار خطط "دراغون أويل" لاستثمار 500 مليون دولار في حقول النفط في مصر خلال العام الجاري، للحفاظ على معدل الإنتاج بواقع 61 ألف برميل نفط يوميًا.
وتعدّ دراغون أويل من أوائل الشركات العالمية العاملة في الشرق الأوسط التي توسعت في استعمال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بمختلف التخصصات، إذ يعكس المشروع خطوة إستراتيجية مهمة نحو تحقيق الاستدامة وتعزيز القدرات التكنولوجية وتوفير أفضل بيئة عمل لشركات الذكاء الاصطناعي في صناعة النفط والغاز.
الذكاء الاصطناعييهدف مشروع الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإنتاج وتمديد عمر حقلَي المرجان وبدري بشكل فاعل، بالإضافة إلى تحسين كفاءة العمليات والاستدامة البيئية، ويمثّل خطوة مهمة نحو التحول الرقمي والابتكار في صناعة النفط والغاز المصرية.
ويعكس المشروع التزام الشركة الإماراتية بتحقيق الاستدامة والتنمية المستدامة للموارد الطبيعية إقليميًا وعالميًا.
وتضمنت خطة تدشين المشروع، الذى حضره المهندس فريد الهاشمي وعدد من قيادات وزارة البترول المصرية، إلى جانب ممثلي الهيئة العامة للبترول وشركات نفطية محلية وعالمية، فقرات تدريبية لمدة 4 أيام لأكثر من 50 مهندسًا من العاملين في قطاع النفط والغاز من مختلف المؤسسات والشركات النفطية العاملة في القطاع.
ويهدف التدريب لدعم صناعة النفط وتنمية الكفاءات الشابة وتدريبها بأحدث طرق التكنولوجيا المختصة بتطوير حقول النفط في مصر باستعمال الذكاء الاصطناعي.
وتعدّ "دراغون أويل" شركة متخصصة في استكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز، يقع مقرّها الرئيس في دبي، وهي مملوكة بالكامل لشركة بترول الإمارات الوطنية "إينوك".
دراغون أويلتستهدف خطة مشروع الإنتاج المبكر من حقل نفط شمال صفا الذي تديره دراغون أويل زيادة معدلات الإنتاج إلى 12 ألف برميل يوميًا، من خلال تنفيذ خطة طموحة لحفر 7 آبار جديدة.
وبدأت الشركة الإماراتية في فبراير/شباط إنتاج النفط الخام من حقل الوصل "شمال صفا"، الذي يُعدّ أول اكتشاف نفطي للشركة في مصر.
وجاء تشغيل منصة الوصل البحرية بعد نجاح تنفيذ المرحلة الأولى من الإنتاج المبكر لحقل الوصل، وبعد إكمال عمليات تقييم البئر جنوب بلاعيم " 293-5 أ"، ووضعه على الإنتاج بمعدل أولي يبلغ 3000 برميل من النفط الخام يوميًا.
ويعدّ حقل الوصل "شمال صفا"، الذي اكتُشف عام 2021 علي يد شركة دراغون أويل، أكبر الاكتشافات النفطية في منطقة خليج السويس خلال الـ20 سنة الأخيرة، بمخزون نفطي تجاوز 95 مليون برميل على أقل تقدير، وهو الأمر الذي حفّز الشركة الإماراتية على تبنّي مشروع طموح للإنتاج المبكر، بإجمالي استثمارات يبلغ 200 مليون دولار.
وكانت "دراغون أويل" قد استحوذت على 100% من حقوق شركة "بي بي مصر" في صفقة قيمتها 850 مليون دولار خلال 2020، لتصبح شريك الهيئة المصرية العامة للبترول، بدلًا من شركة "بي بي" البريطانية في كل امتيازات إنتاج واكتشاف النفط في خليج السويس.
كما وقّعت الشركة مع مصر مؤخرًا اتفاقية التسويق التجاري لكميات من إنتاج حقل شمال صفا والوصل بخليج السويس، لتصدير حصّتيهما من النفط الخام الإضافي المنتج من الحقلين، الذي يمثّل أحد مكونات خليط خليج السويس في السوق العالمية، معًا لأول مرة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الذکاء الاصطناعی النفط والغاز شمال صفا مشروع ا
إقرأ أيضاً:
محمد مغربي يكتب: النصب بالذكاء الاصطناعي.. احذروا فخ المحتالين
كان السؤال الذى طرأ على ذهنى: ماذا لو جلس جليل البندارى ليكتب اليوم سيناريو فيلم «العتبة الخضراء» الذى قدّمه للسينما فى عام 1959، هل يحتاج إلى مكتب يجلس فيه أحمد مظهر لينصب شِباكه حول الضحية، هل سيتم الاستعانة بصباح كوجه أنثوى قادر على استدراج المنصوب عليه، وهل سيكون هناك أدوار لمحمد صبيح وغيره ليقوموا بدور الموظفين لحبك القصة وإقناع «المغفل»؟
الحقيقة، إن جليل البنداري لن يحتاج حشو السيناريو بجمل كثيرة، ولن يحتار فطين عبدالوهاب، مخرج العمل، فى اختيار الممثلين، واختيار مواقع الكاميرات التى تنقل بها بين ميدان العتبة ومكتب أحمد مظهر، ففى عصر الذكاء الاصطناعى باتت الأمور أبسط من ذلك، وبات النصب لا يحتاج سوى إلى أجهزة متطورة تؤدى الغرض منها.
يؤكد ذلك وقائع الاحتيال خلال الأشهر الماضية، والتى تم استخدام تقنية «نسخ الصوت» القائمة على الذكاء الاصطناعى للإيقاع بالضحايا الذين وقعوا فى هذا الفخ، ففى الإمارات مثلاً، استطاع أحد اللصوص، استخدام صوت المدير التنفيذى لأحد البنوك الإماراتية، وطلب من أحد موظفى البنك، تحويلات مالية بملايين الدولارات إلى حسابات وهمية وصلت قيمتها إلى أكثر من 35 مليون دولار بسبب دقة تطابق الصوت المزيف مع الصوت الأصلى.
الأمر لا يقتصر على ذلك، فكثير من اللصوص، ينسخون أصوات مديرين تنفيذيين فى شركات الاستثمار، لإقناع موظفى الشركات بتحويل مبالغ كبيرة إلى حسابات خارجية غير معروفة، ومن أبرز الأمثلة أن إحدى شركات الاستثمار الأوروبية تعرضت لعملية احتيال بملايين الدولارات، بعد أن تلقّى مدير الحسابات اتصالاً بصوت مطابق لصوت المدير التنفيذى الذى كرر نفس اللعبة.
أيضاً، ضمن أبرز مظاهر النصب عبر الذكاء الاصطناعى، هو ما بات يُعرف بمكالمات «الجد والجدة»، والمقصود احتيال يستهدف كِبار السن، ويتم استخدام صوت مُقلّد لأحد أفراد الأسرة مثل الحفيد، لإقناع الجد أو الجدة بأنهم فى أزمة ويحتاجون إلى أموال بشكل عاجل، هذه الحوادث كثرت خلال الفترة الماضية فى أمريكا وكندا، ويستخدم فيها المجرمون التأثير العاطفى للوصول إلى غرضهم، كذلك الأمر بالنسبة لخدعة «الشركات الصغيرة» التى تُستخدم فيها الأصوات المقلدة لتقديم طلبات عاجلة تتضمن شراء معدات أو خدمات، مع وعد بتحويل الأموال لاحقاً، وخسرت شركات كثيرة مبالغ تُقدر بعشرات الآلاف من الدولارات.
ويتبقى النوع الأخير، وهو احتيال شركات الخدمات القانونية، إذ يتم استخدام صوت مقلّد لأحد العملاء لإجراء مكالمات مع مكاتب محاماة، وطلب خدمات قانونية عاجلة مع وعود بتسديد الأتعاب لاحقاً، وكالعادة وقعت المكاتب فى الفخ وخسرت أموالاً كثيرة.
تلك الوقائع مع اختلاف أنواعها، هى ما دفعت وكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية «إف بى آى» إلى تصعيد تحذيراتها حول عمليات الاحتيال المتطورة تلك، كاشفة كيف يتم هذا، ومن خلال أى تقنية، على أمل أن يسهم ذلك فى الحد منها أو تحذير الضحايا.
وعلى العموم، فإن تجنب الوقوع ضحية لتقنيات الذكاء الاصطناعى الخاصة بنسخ الصوت، يحتاج إلى مجموعة من الاحتياطات، أولها، التأكيد على الهوية باستخدام قنوات مختلفة، ففى حالة تلقى مكالمة من شخص يطلب تحويلات مالية عاجلة، من الأفضل التحقق من هوية المتصل من خلال التواصل معه عبر قنوات أخرى مثل «البريد الإلكترونى، مكالمة عبر هاتف آخر»، فهذا يساعد فى التأكد من صحة الطلب.
كما تعد المصادقة الثنائية والمتعددة ضمن الطرق الوقائية أيضاً، إذ تعتمد على إضافة طبقة إضافية من الأمان، فيُطلب من المستخدمين إدخال رمز، أو تأكيد إضافى عند إجراء معاملات مالية، أو الوصول إلى الحسابات الحساسة، هذا يعزز إجراءات الأمان، كذلك تدريب وزيادة الوعى بين الموظفين على كيفية اكتشاف وتجنب الاحتيالات، خاصة التى تتضمن طلبات مالية مستعجلة، ويمكن تخصيص دورات تدريبية حول أساليب الهندسة الاجتماعية وتقنيات الاحتيال الحديثة.
تضم قائمة إجراءات الوقاية أيضاً، اعتماد بعض الشركات، خاصة الكبرى، على تقنيات متطورة لاكتشاف الأصوات المزيفة من خلال الذكاء الاصطناعى، وهى أدوات يمكنها تحليل نبرة الصوت وكشف التزييف، بالإضافة إلى تقليل المعلومات الشخصية المتاحة علناً، إذ يستقصى المحتالون عن الضحايا من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، ويبقى الإجراء الأخير هو التحقق المسبق للمعاملات المالية الكبيرة، من خلال فرض بروتوكولات داخل المؤسسات، تتطلب موافقات متعددة أو وقتاً للتأكد قبل تنفيذ أى تحويل مالى كبير، مما يُعطى فرصة لكشف عمليات الاحتيال.