أين يقف الحوثيون على خارطة التوترات بعد هجماتهم ضد الاحتلال؟.. مصر تطلب الوساطة
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
تصدرت جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن صدارة الأحداث المتسارعة في المنطقة على خلفية هجومها الأسبوع الماضي على "تل أبيب" وما أعقب ذلك من عدوان إسرائيلي على محافظة الحديدة اليمنية، الأمر الذي يخلق حاجة لدى الغرب لتعزيز معرفتهم بهذا التنظيم عبر الوقوع على مواقف أطراف كانت على مواجهة مع الجماعة مثل السعودية والإمارات، حسب تقرير لصحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله اللبناني.
ولفت التقرير إلى أن رغبة الغرب في تعزيز معرفته بجماعة الحوثي "لا تقتصر الأمر على مهتمين بالمجالين السياسي والعسكري، بل يشمل أكاديميين يُصابون بالإحراج عندما يُسألون عن ماهية هذا التنظيم".
وأشار إلى أن "هناك أيضا حاجة إلى معرفة مواقف أطراف تعرفت أكثر إلى الحوثيين خلال العقد الأخير، مثل السعودية والإمارات العربية على وجه التحديد"، اللتين خاضتا حربا طويلة ضد الجماعة اليمنية. قبل أن تتوجه الرياض نحو إجراء مفاوضات مع الحوثيين، تقدمها وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان.
وكانت السعودية استضافة العام الماضي جولة من المفاوضات بين قادة سعوديين ووفد من جماعة الحوثي على مدى 5 أيام، إلا أن التطورات الأخيرة ساهمت في تصاعد التوترات مجددا حيث هدد زعيم الحوثيين النظام السعودي في حال تعاون مع الولايات المتحدة، وذلك قبل العدوان الإسرائيلي على اليمن الذي أشارت تقارير إلى فتح الرياض مجالها الجوي أمام المقاتلات الإسرائيلي، وهو ما نفته وزارة الدفاع السعودية.
وفي السياق، قالت صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله، إن عن بعض المشاركون في جلسات تفاوض تجري في عواصم إقليمية حول جماعة الحوثي، يصرحون بأن الولايات المتحدة لا تسمح لهم بعقد اتفاق لإعلان انتهاء الحرب في اليمن، ولا تقبل أن تنطلق عملية التطبيع في العلاقات بين اليمن ودول الخليج العربية.
وزعمت الصحيفة أن "الجانب السعودي هو أقل طرف فوجئ بفشل عمليات واشنطن ولندن تحت عنوان حارس الازدهار في البحرين الأحمر والعربي".
وذكرت أن "أحد الوسطاء تندر برواية تقول إنه عندما قرر الأميركيون إقامة حلف ضد الحوثيين، اجتمعوا مع قيادات سعودية لإقناعها بالدخول في التحالف. لكن خالد بن سلمان، بعدما أنهى المندوب الأميركي مداخلته، قال له: خذ مني هذه النصيحة، لا تتورطوا في معركة مع الحوثي، فلن تقدروا عليهم"، حسب ما أوردته الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "المندوب الأميركي رد بابتسامة صفراء فيها ما فيها من فوقية، على قاعدة أنه لا يمكن للسعودية أن تقارن نفسها بأميركا، وأن فشل السعودية في القضاء على الحوثيين سببه الإدارة السعودية للحرب وليس قدرة الجماعة على الصمود".
وشنت الولايات المتحدة العديد من الهجمات ضد مواقع في اليمن، منذ الضربة الأولى التي وجهتها واشنطن بالتعاون مع لندن في 12 كانون الثاني/ يناير الماضي؛ بهدف ردع الجماعة اليمنية، التي أعلنت أن المصالح الأمريكية والبريطانية هي أهداف مشروعة لها عقب الاستهداف.
والأسبوع الماضي، استهدف الحوثيون بالمسيرة "يافا" موقعا في "تل أبيب"، ما أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين بجروح، وذلك في أول عملية للجماعة اليمنية تصل إلى هذا العمق من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وردا على الهجوم الحوثي، شن الاحتلال الإسرائيلي، السبت الماضي، غارات على منشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة غربي اليمن.
في المقابل، شدد الحوثيون على أن الهجوم الإسرائيلي على اليمن" لن يمر دون رد مؤثر". وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن الجماعة اليمنية "تؤكد أنها سترد على العدوان السافر على الحديدة"، مشددا على أنهم "لن يترددوا في ضرب الأهداف الحيوية للعدو الإسرائيلي".
مساع مصرية لوقف التصعيد
بالتزامن مع ذلك، ذكرت صحيفة "الأخبار" أن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، أجرى اتصالا مع سلطان عمان، هيثم بن طارق، من أجل طلب وساطته في وقف ما وصفه "مبالغة" الحوثيين في هجماتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة، أن السيسي حذر من تفجر الأوضاع في المنطقة جراء الهجمات الحوثية على أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية، ما يدفع بالمزيد من التوتر الإقليمي.
ولفتت إلى أن السيسي ناقش مع في الاتصال الذي جرى بينهما، يوم السبت الماضي، ما يمكن للوساطة العمانية فعله مع إيران واليمن لوقف التصعيد، موضحة أن رئيس النظام المصري شدد على أن التصعيد في المنطقة سيكون له عواقب وخيمة على النشاط الاقتصادي، وسيكون من الصعب احتواء آثاره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الحوثي اليمن السعودية الاحتلال المصري مصر السعودية اليمن الاحتلال الحوثي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
اشتباكات واعتداءات إسرائيلية تنتهي باتفاق مبدئي في صحنايا.. إليك خارطة ما جرى
هدأت الاشتباكات الدامية في منطقة أشرفية صحنايا في ريف دمشق بعد توصل الحكومة إلى اتفاق "مبدئي" مع وجهاء من الطائفة الدرزية وأهل المنطقة لإنهاء التوترات، التي اشتعلت على مدى الأيام القليلة الماضية.
وشهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق اشتباكات بين قوات الأمن و"مجموعات خارجة عن القانون"، قبل أن تتوسع رقعة التوتر لتشمل صحنايا وأشرفية صحنايا، ما أسفر عن سقوط 16 قتيلا على الأقل، وفق بيانات رسمية.
وجاء التوتر الذي عصف في المناطق التي تسكنها غالبية درزية بعد تداول تسجيل صوتي يحمل إساءات بالغة للنبي محمد، "تلاه تلاه تحريض وخطاب كراهية على مواقع التواصل الاجتماعي"، حسب وزارة الداخلية.
ومساء الأربعاء، أعلنت السلطات السورية انتهاء الحملة الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا بعد دخول قوات الأمن إلى المدينة وانتشارها من أجل تأمين الأحياء والسكان المحليين.
وقال محافظ ريف دمشق عامر الشيخ، إن "مجموعات خارجة عن القانون تسللت إلى الأراضي الزراعية في منطقة أشرفية صحنايا (ليل الثلاثاء/ الأربعاء)، واستهدفت كل تحرك مدني أو أمني، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين ومن عناصر قوات الأمن العام (لم يذكر عددهم)".
وأضاف في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الإعلام في دمشق، "قمت مع محافظي السويداء والقنيطرة بزيارة أشرفية صحنايا اليوم (الأربعاء)، والتقينا بالفعاليات الاجتماعية، وأكدنا ضرورة عودة مؤسسات الدولة".
وشدد الشيخ على "عدم التسامح أو التهاون مع الإساءة للمقدسات الدينية وعلى رأسها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم"، لافتا إلى أن "الأمن العام اعتقل عددا من الخارجين عن القانون في أشرفية صحنايا". كما شدد المسؤول السوري على "ضرورة حصر السلاح بيد الدولة".
اعتداءات إسرائيلية
وفي السياق، شنت دولة الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على مناطق في أشرفية صحنايا تحت مزاعم حماية الدروز، ما أسفر عن سقوط قتيل في صفوف الأمن وإصابة آخرين.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في بيان مشترك مع وزير الحرب يسرائيل كاتس، أن "الجيش الإسرائيلي نفذ ضربة تحذيرية ضد متطرفين كانوا يستعدون لمهاجمة الدروز في بلدة صحنايا السورية".
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إجلاء 3 سوريين من أبناء الطائفة الدرزية لتلقي العلاج الطبي داخل دولة الاحتلال، لافتا إلى أنه "تم نقل المصابين إلى المركز الطبي زيف في تسفات بعد أن أصيبوا في سوريا".
وأضاف جيش الاحتلال على لسان المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، أنه "يتابع التطورات في منطقة سوريا حيث تبقى القوات مستعدة للدفاع وللتعامل مع سيناريوهات مختلفة".
في المقابل، شددت وزارة الخارجية السورية على رفض دمشق "القاطع لجميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية"، معتبرة أن "الدعوات الأخيرة التي أطلقتها جماعات خارجة عن القانون، شاركت في أعمال عنف على الأراضي السورية، للمطالبة بما يسمى حماية دولية، دعوات غير شرعية ومرفوضة بشكل كامل".
وأكدت الخارجية السورية، في بيان، "التزام سوريا الراسخ بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية الكريمة، التي كانت ولا تزال جزءا أصيلا من النسيج الوطني السوري".
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي، تتصاعد تحذيرات من داخل وخارج سوريا من محاولات دولة الاحتلال استغلال الدروز لترسيخ انتهاكاتها للسيادة السورية، بينما تؤكد دمشق أن لجميع الطوائف في البلاد حقوق متساوية دون أي تمييز.
"كل دم سوري محرم"
علق المفتي العام للجمهورية العربية السورية، الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي، على التوترات المتسارعة في ريف دمشق، مشددا على أن "كل دم سوري محرم".
وقال الرفاعي في تسجيل مصور، "كل قطرة دم من أبناء هذا البلد غالية على قلوبنا"، مضيفا أن "هذه الفتنة يشعلها أعداء الوطن الذين لا يريدون الخير بل تخريبه وتدميره".
وشدد على أنه "لن يكون هناك أي رابح من وراء الفتنة"، مؤكدا أن على "السوريين عدم التفكير بالثأر والانتقام وترك العدالة كي تأخذ مجراها".
وتابع الشيخ الرفاعي: "أقول للسوريين إن عليهم ألا يسمعوا لأصوات الفتنة"، مشددا على ضرورة "التعقل والعمل على تهدئة النفوس حتى يعم الأمن".
من جهتها، أعلنت محافظة السويداء، عن التوصل إلى اتفاق وصفته بأنه "مبدئي" لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، وتشكيل لجنة مشتركة لحل أزمة التوترات الأمنية بالمنطقتين.
وقالت المحافظة في بيان عبر منصة "تلغرام"، إنه "خلال الجلسة التي عُقدت في دمشق بحضور محافظي ريف دمشق، والسويداء، والقنيطرة إلى جانب عدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية، تم التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا".
دروز لبنان
وفي السياق، دعا الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، إلى إجراء "تحقيق شفاف" في الحادثة، محذرا في الوقت ذاته من محاولة دولة الاحتلال الإسرائيلي استغلال الدروز.
وقال جنبلاط في كلمة له خلال اجتماع استثنائي للمجلس المذهبي الدرزي في العاصمة اللبنانية بيروت، إن "أتباع الشيخ موفق طريف (زعيم الطائفة الدرزية في دولة الاحتلال) يريدون توريط دروز لبنان وسوريا لمحاربة جميع المسلمين".
وأضاف أنه "مستعد للقيام بكل الخطوات، كما فعلتُ سابقا مع دروز إدلب، لكن لا بد من برنامج واضح وإسكات البعض في الداخل الذين يستنجدون بإسرائيل"، داعيا تشكيل لجنة للاتصال بجميع الأطراف للعمل على حل الأزمة في سوريا.
كما حذر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز بلبنان سامي أبو المني، من "مخططات لضرب أبناء الوطن الواحد في سوريا"، موضحا أن "ما حصل في سوريا مشروع فتنة، وعلى الدولة أن تحفظ حقوق الشعب بكل أطيافه".
وأضاف "تواصلنا مع القيادة السورية والمسؤولين في تركيا وقطر والسعودية ومع مفتي الجمهورية العربية السورية سماحة الشيخ أسامة الرفاعي، ومفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان".