انتحار شاب واعتقال شخصين يديران أكثر من 200 صفحة للابتزاز جنوبي العراق.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي جنوبي العراق

إقرأ أيضاً:

نُقطة.. سَطر جديد!

سبعُ دقائق تفصلنِّي عن الأمتحان، أجلسُ في المكتبةِ مُحدقةً بالكِتاب الذي ينتظرُ منِّي أن أُقلِّب صفحاته، صفحةً صفحة حتىٰ أصلِّ إلىٰ آخر واحدة منهنّ وأغلقه، ولكن.. هَا أنا ذِي، أمسكُ بالقَلمِ وأكتبُ علىٰ الدفتر! ما الذي يدفعني للكتابةِ تحديدًا الآن بعد كُل هذا الإنقطاعِ وهَجرِ الدفاتِر والأقلام؟ في حقيقة الأمر.. اللهُ وحده من يَعلم!

مُنذ أيام، أسابيع، شُهور، وأنا خاويَة من كل شيء، الأحلام، الأفكار، التعابير، الطموحات، مُتنكرةٌ، مُتغيرةٌ علىٰ الكُل وعلىٰ نفسي أيضًا، ما عُدت أعرف من أنا؟ ما عُدت أدركُ من أكون؟ تَلابست عليّ الأشياء واختلطت، تاهت بوصلتِي ولكنّي أخيرًا -حمدًا للّٰهِ- أعدَّتُ ضبطها، ثم خلعتُ قناعِي وملابسي التنكرية وألقيتُ بها أرضًا، راكضةً، مُهرولةً، إلىٰ نفسي، أحلامِي، حاملةً على ظهري زادًا من الفِكر والتطلعات.. لقد أدركتُ اليوم أنَّه لا يجبُ علينا دائمًا أن نَقلب صفحةً من حياتنا لنُغير الواقع ونَمسح ما مضىٰ من عجافِ الأيام، يُمكننا فقط -وبِكُل بساطة- أن نَضع "نُقطةً" ثم نبدأ بعزمٍ وحماس "سطرًا جديدًا" مُختلفًا عمَّا قبله من أسطر الحياة.

كم مرةً فَشِلنا؟ كم مرةً سقطنا؟ كم مرة بكينا؟ وكم مرةً طال ليلُنا وطَال حتىٰ حسبنا أنَّ انبلاج الصباحِ أمرٌ مُحال؟ كثيرة، كثيرةٌ جدًا هِي تلكَ المَرات! ولكن أليست سُنةُ الحياةِ أنّ: ما بعد الفشلِ إلّا النجاح، وأنّه دائمًا ما تأتِي الانتفاضاتُ بعد أعتىٰ السقطات، وأنَّ العيونَ الباكية ليلًا غالبًا ما يُضحكها فجرٌ وليد، ثم وإن الليلَ مهما طَال، سيعقبه في نهايةِ الأمرِ انبلاجُ الصباح؟

اليوم وبَعد أن أرقهقنِي التفكير، وتلاطمت فِي عقلي ذكرياتٌ مريرةَ، خَنقت سكينة أيامِي. قررتُ أخيرًا أن أضع نقطة بعد "الصَمت" وأبدء سطرًا جديدًا أولىٰ كلماتِه "قُم" ثُم "اصدح" و"انطَلق" و "إياكَ.. ثُم إياكَ والصَمت"!

قلمِي المكسورُ سأصلحه، أوراقِي المُبعثرة سوف أجمعها، أفكارِي المُتلاطمةَ سوف أُسكِنُها بينَ ثنيا السُطورِ وأدفنها في الوَرق.

نعم، ولَّىٰ عهدُ الصمتِ، علىٰ العالم أن يقرأ، يَعِي، يفهم، يعلم، يُدرك، مَا مررتُ به، ماعِشته، لا يجبُ علىٰ الذكريات أن تموتَ معي، لها الحقُ أيضًا في العيشِ بعدِي، ولها الحقُ أن تُقرأ وتكونَ رُبما شُعاعًا لدَرِب أحدٍ يومًا ما غيري!

لا يقتصرُ الأمرُ عليَّ فقط، فهُنا مئاتُ القصص، قصصُ الكادِحين، الشاردين، النازحين، الصابرين، الصامدين رغم قعقعةِ السلاح، ودوِّي المدافِع، وأزيزِ الطائِرات، جميعهم ينتظرونَ قلمًا ليكتُب معاناتهم، لينقُل حياتهم، ليُوصِل للعالمِ صوتُهم، نعم، الآن أنا صوتُ من لا صوت لَه، عليَّ أن أصدحَ وأُشمِّر عن ساعدِي وأبدأ.

mnasikibrahim413@gmail.com

مناسك إبراهيم
كاتبة سودانية

mnasikibrahim413@gmail.com  

مقالات مشابهة