Mugheira88@gmail.com
المغيرة التجاني علي
ليس من سبيل لإيقاف تمدد هذه الحرب و توسع رقعتها و احتمالات إعادة انتجها كل مرة , سوي إعمال العقل و تسخير قدرات المثقفين و اصطفاف التربويين لتحسين صورة الخطاب الثقافي القائم في بلادنا السودان و لقطع الطريق أمام تنامي خطاب الكراهية و وقف الشعارات التي تكرس الانقسام المجتمعي الاثني و الجهوي بصورة حاسمة وبوعي كاف بمخاطر لغة ( نحن أو أنتم ) و محاولة محو الآخر و استحضار صور الوهم المتخيلة المليئة بالمشاحنات و المولدة لمزيد من الأحقاد .
إن بؤس الخطاب الثقافي و الذي سيطر علي المشهد الجيوسياسي , وساد لفترة من الزمن , ينذر بشر مستطير و عواقب وخيمة و مألات عظام قد تجر البلاد الي منزلق الفوضى و الضياع و الدخول في أتون حرب أهلية لا تبقي و لا تذر و يعود علي الأرض و الشعب بالبؤس و الشقاء و خيبة الرجاء و يحيل كل جميل فيه الي تعيس و كل أخضر الي يابس و يبدل حسنه و نعيمه الي قبح و جحيم .
فتحسين صورة الخطاب الثقافي صارت ضرورة ملحة , لأن الثقافة والفكر و التربية هي العوامل الاساسية التي تقوم علي أساسها عمليات البناء و النهضة و التطور و ترتقي بالحياة الاجتماعية لإنسان هذا البلد العامر بالتنوع و التعدد الثقافي و الاثني و تعمل علي حل المشكلات و تحصين المجتمع من الصراعات و تمنع نشؤ الكوارث و الحروب ضمن منظومة من القيم و الضوابط الاجتماعية والقانونية والسياسية . و البشرية , من خلال رحلتها التاريخية الطويلة , مدينة , ولا مندوحة , الي العديد من الفلاسفة والعلماء و المفكرين و المثقفين و المصلحين الاجتماعيين الذين قاموا بأدوار محورية في ميادين التنظير و الترشيد والتنظيم, ضمنت بقاء و سلامة أفراد المجتمع و أحدثت كثيرا من اجراءات التغيير و التحديث و صياغة قوانين النظام الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي و الثقافي في توازن منضبط نقلته من حياة البداوة و الحروب الي حياة التقدم المدني و التطور الحضاري و التعايش السلمي .
فللثقافة و التربية أدوار هامة و عظيمة في تربية النفوس وصقل العقول و تهذيب السلوك السوي الذي يحصن المجتمعات من شرور الكراهية ونبذ التباغض و تأجيج المشاحنات كما لها من آثار في تهيئة الأجيال المتعاقبة لقبول المخالف و التعايش السلمي و التعاون المثمر و التراضي المجتمعي لمواجهة متطلبات الحياة و العيش الكريم في كنف بلد واحد يسع جميع ابنائه .
فالمثقف الأصيل مكانه قلب المعركة الاجتماعية التي تفرض عليه الالتزام بقضايا الناس و الانخراط في الفعل المجتمعي السياسي لينتح الرؤي و الأفكار و يطرح المبادرات و يقدم المشاريع الجماعية الهادفة و يقوم بعمليات الرصد و التحليل و اجتراح الحلول و المساهمة في صياغة القرارات السياسية و يقود مبادرات الاصلاح لقطع الطريق علي ممارسات التمييز والتهميش و الازدراء بالفقراء و حمايتهم من أساليب القهر لدفع المجتمع نحو المصالحة و منع القمع البنيوي الذي يمارسه الأقوياء تجاه الضعفاء و الأثرياء تجاه أصحاب العوز .
وللمثقفين و المفكرين دور باين في التدخل لهزيمة النوايا المشحونة بالحقد بما قد يسهم في بلورة مشاريع توافقية سلمية في مواجهة رغبات الانزلاق في متاهات البغض المؤدية الي التناحر و الحروب .
و علي المثقفين والتربويين والدعاة وقادة الرأي المساهمة في تحسين الخطاب الثقافي و تعزيز قيم التسامح و التواصل الاجتماعي و ادارة الحوار بين اطياف المجتمع علي أسس سليمة و عادلة و مجابهة خطاب الكراهية و حسن ارشاد الشباب علي الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي و تقوية أواصر المحبة بينهم .
وديننا الحنيف يدعونا الي الألفة والمحبة والسلام و صياغة خطابنا للآخر المختلف بعناية و ذلك لصلاح المجتمع و لنبذ الفرقة و تعزيز سبل السلام و تجنب اثارة الكراهية والبغضاء و تحقير وازدراء الغير ، قال تعالى:" لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيما". صدق الله العظيم .
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الخطاب الثقافی
إقرأ أيضاً:
إعلام النواب: ضوابط البرامج الدينية خطوة ضرورية لتعزيز الوعي وتصحيح الخطاب الديني
أكد عصمت زايد، عضو لجنة الثقافة والآثار بمجلس النواب، أن الضوابط الجديدة التي أصدرها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بشأن البرامج الدينية، تمثل خطوة محورية نحو ضبط أداء هذه البرامج، بما يحقق الهدف الأساسي منها في نشر الوعي الديني الصحيح وتعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية.
ضمان خطاب ديني رشيدأوضح زايد في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن هذه الضوابط تضمن تقديم محتوى ديني متزن وموجه نحو بناء مجتمع مستنير دينيًا، بعيدًا عن أي انحرافات فكرية أو مغالطات قد تؤدي إلى تشويش المفاهيم الدينية لدى المواطنين.
تنظيم المحتوى والإعلاناتوأشار عصمت زايد، عضو لجنة الثقافة والآثار بمجلس النواب الى أهمية القرارات المتعلقة بتحديد مدة البرامج الدينية، والتي تساهم في التركيز على الرسالة الأساسية دون إطالة غير مبررة، كما أن منع الإعلانات خلال البث يعزز من مصداقية البرامج ويحافظ على قدسية المحتوى الديني المقدم.
دور الضوابط في مواجهة التحدياتأكد زايد أن هذه الإجراءات تهدف إلى مواجهة التحديات التي قد تواجه الخطاب الديني، مثل استغلال بعض البرامج للترويج لأفكار مغلوطة أو الانحراف عن القيم الدينية السمحة.
وختم زايد تصريحاته بالإشارة إلى أن هذه الضوابط تعد جزءًا من جهود الدولة لتصحيح الخطاب الديني، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال، بما ينعكس إيجابًا على المجتمع ككل.
وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أصدر مجموعة من الضوابط الجديدة لتنظيم البرامج الدينية في القنوات التلفزيونية والإذاعات المختلفة، بهدف تقديم محتوى يساهم في نشر الثقافة الدينية الرشيدة وتعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية.
ضوابط زمنية وإعلانية
تحديد مدة البرامج:
لا تتجاوز مدة البرنامج الديني 30 دقيقة على القنوات والإذاعات العامة.
في القنوات والإذاعات الدينية المتخصصة، يُسمح بمدة تصل إلى 45 دقيقة.
يُستثنى من هذه القاعدة: شيخ الأزهر، بابا الإسكندرية، وزير الأوقاف، ومفتي الجمهورية.
منع الإعلانات أثناء البث:
تُحظر جميع أشكال الإعلانات أثناء بث البرامج الدينية.
يُسمح بالإعلانات فقط قبل بداية البرنامج أو بعد نهايته.