سودانايل:
2025-03-31@07:14:38 GMT

بؤس الخطاب الثقافي

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

Mugheira88@gmail.com

المغيرة التجاني علي

ليس من سبيل لإيقاف تمدد هذه الحرب و توسع رقعتها و احتمالات إعادة انتجها كل مرة , سوي إعمال العقل و تسخير قدرات المثقفين و اصطفاف التربويين لتحسين صورة الخطاب الثقافي القائم في بلادنا السودان و لقطع الطريق أمام تنامي خطاب الكراهية و وقف الشعارات التي تكرس الانقسام المجتمعي الاثني و الجهوي بصورة حاسمة وبوعي كاف بمخاطر لغة ( نحن أو أنتم ) و محاولة محو الآخر و استحضار صور الوهم المتخيلة المليئة بالمشاحنات و المولدة لمزيد من الأحقاد .


إن بؤس الخطاب الثقافي و الذي سيطر علي المشهد الجيوسياسي , وساد لفترة من الزمن , ينذر بشر مستطير و عواقب وخيمة و مألات عظام قد تجر البلاد الي منزلق الفوضى و الضياع و الدخول في أتون حرب أهلية لا تبقي و لا تذر و يعود علي الأرض و الشعب بالبؤس و الشقاء و خيبة الرجاء و يحيل كل جميل فيه الي تعيس و كل أخضر الي يابس و يبدل حسنه و نعيمه الي قبح و جحيم .

فتحسين صورة الخطاب الثقافي صارت ضرورة ملحة , لأن الثقافة والفكر و التربية هي العوامل الاساسية التي تقوم علي أساسها عمليات البناء و النهضة و التطور و ترتقي بالحياة الاجتماعية لإنسان هذا البلد العامر بالتنوع و التعدد الثقافي و الاثني و تعمل علي حل المشكلات و تحصين المجتمع من الصراعات و تمنع نشؤ الكوارث و الحروب ضمن منظومة من القيم و الضوابط الاجتماعية والقانونية والسياسية . و البشرية , من خلال رحلتها التاريخية الطويلة , مدينة , ولا مندوحة , الي العديد من الفلاسفة والعلماء و المفكرين و المثقفين و المصلحين الاجتماعيين الذين قاموا بأدوار محورية في ميادين التنظير و الترشيد والتنظيم, ضمنت بقاء و سلامة أفراد المجتمع و أحدثت كثيرا من اجراءات التغيير و التحديث و صياغة قوانين النظام الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي و الثقافي في توازن منضبط نقلته من حياة البداوة و الحروب الي حياة التقدم المدني و التطور الحضاري و التعايش السلمي .

فللثقافة و التربية أدوار هامة و عظيمة في تربية النفوس وصقل العقول و تهذيب السلوك السوي الذي يحصن المجتمعات من شرور الكراهية ونبذ التباغض و تأجيج المشاحنات كما لها من آثار في تهيئة الأجيال المتعاقبة لقبول المخالف و التعايش السلمي و التعاون المثمر و التراضي المجتمعي لمواجهة متطلبات الحياة و العيش الكريم في كنف بلد واحد يسع جميع ابنائه .

فالمثقف الأصيل مكانه قلب المعركة الاجتماعية التي تفرض عليه الالتزام بقضايا الناس و الانخراط في الفعل المجتمعي السياسي لينتح الرؤي و الأفكار و يطرح المبادرات و يقدم المشاريع الجماعية الهادفة و يقوم بعمليات الرصد و التحليل و اجتراح الحلول و المساهمة في صياغة القرارات السياسية و يقود مبادرات الاصلاح لقطع الطريق علي ممارسات التمييز والتهميش و الازدراء بالفقراء و حمايتهم من أساليب القهر لدفع المجتمع نحو المصالحة و منع القمع البنيوي الذي يمارسه الأقوياء تجاه الضعفاء و الأثرياء تجاه أصحاب العوز .
وللمثقفين و المفكرين دور باين في التدخل لهزيمة النوايا المشحونة بالحقد بما قد يسهم في بلورة مشاريع توافقية سلمية في مواجهة رغبات الانزلاق في متاهات البغض المؤدية الي التناحر و الحروب .
و علي المثقفين والتربويين والدعاة وقادة الرأي المساهمة في تحسين الخطاب الثقافي و تعزيز قيم التسامح و التواصل الاجتماعي و ادارة الحوار بين اطياف المجتمع علي أسس سليمة و عادلة و مجابهة خطاب الكراهية و حسن ارشاد الشباب علي الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي و تقوية أواصر المحبة بينهم .
وديننا الحنيف يدعونا الي الألفة والمحبة والسلام و صياغة خطابنا للآخر المختلف بعناية و ذلك لصلاح المجتمع و لنبذ الفرقة و تعزيز سبل السلام و تجنب اثارة الكراهية والبغضاء و تحقير وازدراء الغير ، قال تعالى:" لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيما". صدق الله العظيم .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الخطاب الثقافی

إقرأ أيضاً:

أنشطة متنوعة لأطفال أهالينا ضمن المشروع الثقافي بالمناطق الجديدة الآمنة

كتب- محمد شاكر:

شاركت الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن برامج وزارة الثقافة لدعم الأنشطة الثقافية بالمجتمعات السكنية الجديدة، في الفعاليات التي نظمتها وزارة التضامن الاجتماعي بمنطقة أهالينا، وذلك في إطار المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنة، بالتعاون مع صندوق تحيا مصر وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان.

شهد الفعاليات حضور د. مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والنائب أحمد إسماعيل، والنائب د. شريف الورداني، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية بالوزارة.

تضمنت الفعاليات التي نفذت بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، حوارا ثقافيا توعويا قدمته د. جيهان حسن، مدير عام الإدارة العامة لثقافة الطفل والمشرف على المشروع الثقافي، تناول القيم الاجتماعية المرتبطة بالإفطار الجماعي، وأهمية التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، إلى جانب تعزيز الروح المعنوية للأطفال وتنمية إحساسهم بالانتماء للوطن والمجتمع.

وعلى المستوى الفني، شهد اليوم مجموعة من العروض المتميزة التي تفاعل معها الأطفال بحماس، حيث قدم عرض التنورة للفنانين سمير محمد ومحمد أسامة، إلى جانب عرض للإنشاد الديني أضفى أجواء روحانية على الفعالية، كما قدم فريق عرائس "أجيال" فقرات ترفيهية متنوعة.

وفي الجانب الإبداعي، تم تنفيذ عدد من الورش الفنية التي شارك فيها الأطفال، من بينها ورشة "تصميم السبحة والميداليات" بأشكال فانوس رمضان، والتي تم توزيعها كهدايا للأطفال، إضافة إلى ورشة "ليلة في حب مصر"، التي عبر خلالها الأطفال عن حبهم للوطن من خلال رسومات للنيل والأهرامات وعلم مصر، كما تضمنت الأنشطة ورشا لتصميم الإكسسوارات والماسكات من الفوم، إلى جانب تنفيذ سبح من الخرز بإشراف الفنانين رضوان علي رضوان وسهام محمد عبد السميع، بالإضافة إلى ورش الرسم والتلوين احتفالا بعيد الفطر نفذها وليد سعد ومروة إبراهيم، كما شارك الفنان إبراهيم عبد المنعم في رسم الوجوه بأشكال مبهجة.

نفذت الفعاليات ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وبالتعاون مع جهاز أهالينا برئاسة المهندس عمرو مجدي، وجاءت في إطار حرص وزارة الثقافة على تقديم أنشطة ثقافية وفنية تعزز القيم الإيجابية وتوفر بيئة داعمة لاكتشاف وتنمية مواهب الأطفال في المجتمعات السكنية الجديدة.

اقرأ أيضا:

طرق حجز وسداد ثمن تذاكر القطارات خلال إجازة عيد الفطر

طرح 115 ألف وحدة ضمن مبادرة "سكن لكل المصريين" -تفاصيل

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الهيئة العامة لقصور الثقافة وزارة الثقافة وزارة التضامن الاجتماعي مايا مرسي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة أسماء الفائزين في مسابقة دار الكتب والوثائق الرمضانية أخبار 40 جنيهًا للتذكرة.. مواعيد وأماكن أفلام عيد الفطر بسينما الشعب أخبار "العربي للمسؤولية المجتمعية" يحتفل بختام دورة الذكاء الاصطناعي أخبار بالأسماء.. القائمة القصيرة لجائزة الدولة للمبدع الصغير 2025 أخبار

إعلان

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد دراما و تليفزيون استفتاء مصراوي 2025.. منافسة قوية بين علي البيلي وكريم الحرز على "أفضل طفل" جنة الصائم دعاء ليلة القدر مكتوب 29 رمضان.. أفضل الأدعية الواردة في آخر الليالي الوترية دراما و تليفزيون يشارك بمسلسلين في رمضان 2025.. من هو ضيف مقلب رامز جلال؟ جنة الصائم آخر وقت لزكاة الفطر.. خطيب المسجد النبوي يكشف عن اختلاف فقهي بين الإفتاء دراما و تليفزيون محمد فراج لـ"مصراوي": "منتهي الصلاحية" حدوتة وقضية.. وهناك أعمال تغير قوانين

إعلان

أخبار

أنشطة متنوعة لأطفال "أهالينا" ضمن المشروع الثقافي بالمناطق الجديدة الآمنة

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك دراما رمضان 2025.. صراع المشاهدات يشتعل بين "جوجل، السوشيال ميديا، والمنصات الرقمية" اختَر الأفضل في دراما رمضان 2025.. شارك في استفتاء "مصراوي" الآن أطواق نجاة ولافتات تحذيرية.. كيف استعدت شواطئ الإسكندرية لعيد الفطر؟ 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • السعودية تخلع معطفها القديم
  • مجانا.. اليوم الثقافي الياباني في مكتبة مصر العامة
  • "ليزر الموت" الأمريكي.. سلاح ثوري يغيّر موازين الحروب
  • العيد في العراق بين الماضي والحاضر: ما الذي طرأ على المجتمع
  • "مكة تعايدنا".. تجربة خاصة للاحتفال بالعيد في حي حراء الثقافي
  • الدكتورة رانيا عبد اللطيف: مصر تركز على دعم آليات الاقتصاد الثقافي
  • يوم الأرض.. روان أبو العينين تستعرض نضال الفلسطينيين عبر التاريخ | فيديو
  • مكالمة "تغيير وتيرة الخطاب".. ترامب يهاتف رئيس وزراء كندا
  • أنشطة متنوعة لأطفال أهالينا ضمن المشروع الثقافي بالمناطق الجديدة الآمنة
  • تحديد أولويات ومجالات الخطاب الإسلامي.. رؤية إصلاحية