سودانايل:
2024-09-07@08:01:09 GMT

أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (30)

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

نقاط بعد البث
حسن الجزولي
أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان (30).
***********************
* خلال الأيام القريبة الماضية ظهر شريط فيديو يظهر ضابط من القوات المسلحة السودانية برتبة عسكرية عالية وهو يحمل شنطة جلد يدوية كبيرة ويوزع رزما مربوطة من أوراق مالية على الناس في الشوارع, موضحا لهم أنها بمثابة منحة من الجيش للجماهير المتضررة وتعيش المعاناة والضنك جراء الحرب.


* وتبرز عدة علامات استفهام وأسئلة تتعلق بهذا المشهد المصور:-
* من اي ميزانية تم اقتطاع هذه الاموال؟.
* كيف يتم ضبط الصرف ومراجعته طالما أنه يتم دون إشراف مالي مسؤول. حيث لا كشف تتم فيه امضاءات من المستلم للمسلم بعناوين واضحة أو اسماء معلومة وخلافه من ما هو متبع في مثل هذه الضوابط المالية في جوانب الصرف؟.
* لماذا لم يتم الإعلان مسبقا عن هذه ( العطية) المقدمة من الجيش وكم من قادة الجيش الذين يشاركون مثل هذا الضابط الرفيع الرتبة في توزيع عطاياهم على المحتاجين بالشوارع؟
* اوليس في كل ذلك شبهة تتعلق بالمال العام ( السائب) وهو مال خارج ولا بد من الخزينة العامة وهو بالتالي مال الشعب وملكه العام؟.
* وهل هذه طريقة ناجحة وناجعة في كيفية تقليل معاناة الجماهير المكتوبة بنار الحروب؟!. الا توجد طرق أخرى أكثر انضباطا في توزيع المال العام ؟.
* كيف نتفهم حسن نوايا قيادات الجيش ونثق في ذممها المالية وهي تقود دفة الحكم بوضع اليد وتمثل سلطة الأمر الواقع، بينما أمة محمد تشهد وتقسم أن المساعدات الإنسانية التي تم تقديمها من المجتمع الدولي للسكان في المناطق التي يسيطر عليها الجيش لم تصل مطلقا لمستحقيها ، بل تسربت للاسواق حسب شهادة الأمم لمتحدة!؟.
* وكيف يثق الناس بحسن نوايا هولاء القوم وهم الذين كانوا بالأمس القريب العقبة الكؤود أمام مناشدات العالم لهم من أجل ضرورة فتح المعابر لمرور المساعدات الإنسانية وقيادة الجيش تتعنت وترفض الا بشروط تعجيزية، ولم يتسن لها أن ترأف على مصير " نزوح عشرة مليون شخص داخل وخارج السودان، واقتراب خمسة مليون شخص من حافة الجوع بينهم 700 الف شخص يعانون من الجوع الحاد حسب إحصائية الأمم المتحدة" كيف يثق الناس بهؤلاء الذين تراهم يوزعون مبالغ مالية طائلة على ناس بقارعة الطريق هكذا كيفما اتفق؟!. وهل الذين توزع عليهم هذه الأمول تصل نسبتهم لاحصائية الأمم المتحدة من لذين يواجهون المسغبة وشبح المجاعة، أم أن الأمر ليس سوى ذر للرماد على الأعين فقط؟!.
* ثم آخيراً تعالوا هنا نسألكم بحيرة حول ملاحظة جديرة بالتركيز. وتتعلق بتصوير مثل هذه المشاهد على الشارع والجيش يوزع عطاياه على المحتاجين ثم يبثها عبر وسائط الميديا، بينما تعاليم الإسلام السمحاء أوصت ـ فيما أوصت ـ المسلم بأن ينفح الشحاذ وابن السبيل ما يجود به من مساعدة دون أن تعلم يده اليسرى ما قدمت اليمنى .. ( ولا فكاك)!.
ــــــــــــــــــــــــ
* هذا زمن التكاتف، فالنعزز الدعوة له بشعار ثوار كميونة أعتصام القيادة " لو عندك خت ،، لو ما عندك شيل"!.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

القيادةُ الربانية

 

عدنان عبدالله الجنيد

الحمد لله القائل: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْـمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، آل عمران- آية (121).
في ذكرى المولد النبوي الشريف “على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، ما أحوجنا لمعرفة الرسول المعرفة الصحيحة، وأن نتعرف على رسالته ومنهجه، ونقتدي ونتبع ونسترشد بالشخصية القيادية والجهادية للرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، التي تعتبر الركيزة الأَسَاسية للتغلب على دول قوى الاستكبار العالمي؛ لأَنَّ الرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم كان عظيماً بعظمة الإسلام الذي أتى به، وبعظمة القرآن والهدي الذي أنزل عليه، ولم يكن ضعيفاً أبداً، فوضحت الآية الكريمة المذكورة أعلاه دور القيادة واستشعارها للمسؤولية، وأعطت الصورة الحقيقية لشخصية الرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم بالقيادة الربانية والجهادية والعسكرية.
تبوأ المؤمنين مقاعد القتال: أي منحه الصلاحية المطلقة والكاملة في إدارة المعركة ورسم الخطة في تقسيم الأدوار وتوزيع المهام (استطلاع، استبيان، تحرٍّ، هجوم، اقتحام، دفاع، رماة….)، وما تحتاج إليه من عدة وعدد، وتأمين سير المعركة والمجاهدين طائفة تصلي معك وطائفة تؤمن وتحرس (ودوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أسلحتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ)، وغيرها من الإجراءات اللازمة لتهيئة المجاهدين لخوض المعركة كالبنيان المرصوص، والتنكيل بأعداء الله.
وهذا ما تبينه التوجيهات والأوامر الإلهية في القرآن الكريم (جاهد – اغلظ عليهم – فقاتل في سبيل الله – حرّض المؤمنين)، وهذه التوجيهات خير دليل وأكبر شهادة على المؤهلات القيادية للرسول محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، قيادة على مستوى التكليف وعلى أرقى مستوى ممكن وأعلى جهوزية لا نظير لها ولم يسبق لها مثيل، وتدل هذه التوجيهات على قيادة الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم لجميع المعارك، حَيثُ أدار أكثر من ثمانين واقعة من المعارك والسرايا في حروبه مع تلك الفئات التي تحَرّكت بعدوانية شديدة ضده وضد الإسلام، بدأها ببدر وختمها بحنين بالنسبة للواقع العربي، ومع اليهود (بني النظير، بني قينقاع، بني قريظة، يهود خيبر، يهود فدك، يهود تيماء، يهود وادي القرى)، والصراع مع الروم والنصارى (مؤتة وتبوك)، أدارها بإدارة جهادية وعسكرية لا نظير لها ولم يسبق لها مثيل.
وهذا ما أكّـده أمير المؤمنين الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، مهندس استراتيجية الحروب، أشجع طاعن وضارب، مذل المشركين، مفرق الأحزاب، مدمّـر حصون اليهود، سيد العرب والعجم قائلاً (إذا اشتد القتال لُذنا برسول الله؛ أي إذَا اشتد بنا الوطيس احتمينا برسول الله)، وهذه المقولة من أشجع فارس تدل على المؤهلات وحنكة رسول الله وتمكّنه من قيادة المعارك.
حياة الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم ، كلها جهاد ضد النافذين والمستكبرين حتى وهو على فراشه، وهو يعاني من سكرات الموت، وهو يقول: أعدوا جيش أسامة.
إن أنبياء الله ورسله هم حلقة وصل بيننا وبين الله، وهم مصدر العلم والهداية والهدف من بعثتهم هو هداية البشر إلى معرفة الله، ونشر التوحيد، وتحقيق العدالة بين الناس، وتجسيد الكمال الإنساني من القوة إلى الفعل، وإزاحة الظلمات، وإصلاح المجتمعات، وإقامة القسط والعدالة، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وتربية الناس، وبناء الإنسان، وخدمة المظلومين والمضطهدين والمحرومين، وتعريف الناس سبل مقارعة الظلم وإزالته، ومواجهة القوى الكبرى.
ومهام الأنبياء هو تدمير ودك عروش ومعاقل الظالمين، وبناء جيل مجاهد ومناهض للاستكبار وتحرير الناس من العبودية للطواغيت الذي يعتبر الدم الأحمر فيها أشهى من العسل.
تعتبر مناسبة إحياء المولد النبوي الشريف محطة للأُمَّـة للعودة إلى تاريخ وسيرة الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم، ومعرفة شخصيته الجهادية من القرآن الكريم، ومعرفه كُـلّ ما بذله من جهدٍ وجهاد، وما قدمه من تعليمات، وإرشادات، الاقتدَاء بخير قُدوة وثمرة الإيمان به ورسالته نستلهم منها الدروس في مواجهة قوى الاستكبار العالمي التي أتت إلى البر والبحر وعملت قواعد عسكرية وأساطيل لفرض ثقافتها بقوة الصواريخ والطائرات والغواصات، ونهب ثروات الشعوب واستعبادهم، والإساءَات إلى القرآن والرسول صلوات الله عليه وآله وسلم ، ولا يمكن التغلب عليهم إلا بالعودة إلى رسول الله.
النبي لا يأتي لعصره فقط، النبي يربي أُمَّـة، ويرشد أُمَّـة، ويثقف أُمَّـة لتكون مستبصرة وحكيمة قابلة لأن يستمر في دورها وتقبل قيادات هي امتداد لنبي؛ لأَنَّ كُـلّ ما يمنحه الله للرسل والأنبياء من مؤهلات لحمل المسؤولية هو لصالح الناس ولخيرهم.
ومن نعم الله ورحمته على الأُمَّــة إذَا بعث فيهم عَلَمَ هدي إلهي تجسدت فيه مؤهلات القيادة الربانية، ألا وهو قائد الثورة السيد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”، وذلك بدعوته للأُمَّـة العودة إلى الولاية الإلهية والعودة إلى نبيها، ومقارعة دول الاستكبار العالمي المتمثلة باللوبي اليهودي الصهيوني وفق طرق الأنبياء، وتبني القضية المركزية للأُمَّـة، وعليه خرج اليمنيون إلى الساحات احتشاداً وإعداداً.
مفتاح اللغز الوعي وثقافة القرآن في إحياء فعاليات المولد النبوي الشريف التي ميزت اليمن عن غيره من شعوب المنطقة، وبفضل من الله والقيادة يأتي الفرج والنصر والتمكين الإلهي على دول قوى الاستكبار العالمي بعد كُـلّ فعالية يحييها شعب الإيمان والحكمة، وإن شاء الله إحياء فعالية المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، في هذا العام سيكون بعدها فرج ونصر وتمكين للشعب الفلسطيني المظلوم.

مقالات مشابهة

  • مكافحة التزوير واغلاق المراكز الاحتيالية
  • في المسألة خلاف
  • الدرميش: هناك ارتباك لدى عامة الناس خصوصًا مع أزمة السيولة
  • مصطفى ميرغني: جنازة الخوف
  • القيادةُ الربانية
  • مجتمع النفايات الفكرية «١»
  • ما ترميش بلاك علينا!!
  • قالمة: تعليمات صارمة للتكفل بالطلبة الأجانب الذين لم يتمكنوا من العودة لأوطانهم
  • عاجل | القسام تبث تسجيلين للأسيرين الإسرائيليين ألكسندير لوبنوف وكارميل غات وهما من الأسرى الـ6 الذين عثر على جثثهم
  • الأمم المتحدة: الجيش الإسرائيلي منع وصول بعثة تقييم إلى مدينة جنين