سودانايل:
2025-02-06@22:54:13 GMT

كل الناس أهل

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

عادل سيد احمد

جاءتني حاجة حليمة في الدكان وهي حانقة، يمنعها الغضب من الحكي، وقالت والكلمات تخرج من فمها كالرصاص:
- شوف البقت علي آخر الزمن!؟
وحاولت تهدئتها لافهم منها أصل الحكاية، وبعد ان هدأت قليلا، قالت:
- شوف البقت علي من ولاد الخرتوم...
- مالهم؟ ان شاء الله خير...
- نهزروني!
- ليه؟
- مشيت بيت ناس صالح كعادتي دوما لحش شجر الحنة المزروع امام البيت، قلت رمضان قرب اخير أخلص منها، شلت منجلي ومشيت، دفرت الباب وقلت سلام! جاني وليد ناطي ذي القدر قاللي الدخلك شنو؟ قُتلو جاي لي ناس البيت ديلا قاعدي احش لهم الحنة.

.. قاللي كان تدقي الباب ونقولك اتفضلي حتين تدخلي... وقعد ينهر فيني لمن قرب يكاتلني...
- أها وبعدين...
- بعدين جات أخيتو، هديي ورضيي، قالت لي اتفضلي، وجابت لي موية، حتين شوية شعرة جلدي انطلقت.
- وحشيتي الحنة؟
- أيي! لكن الولد هجمني.
وجاء الولد (احمد) للدكان في المغرب لشراء اللبن، فسألته:
- مالك شاكلت المرة الطيبة حاجة حليمة؟
- أنا قاعد في البرندة، شفت مرة منقبة وشايلة سكين (المنجل)، دفرت الباب وتوجهت نحو حوش النسوان، فارتعبت منها وتوجست شرا، فأوقفتها وسألتها عمن تكون؟ ولماذا لم تطرق الباب وتنتظر حتى نأذن لها...
وكنت اريد ان اشرح له الكثير عن الفرق بين القرية والمدينة، ولكني تذكرت عنوان كتاب كنت قد لمحته في مكتبة أحد الاصدقاء اسمه (صراع الحضارات)، فاكتفيت بان ضحكت وقلت له:
- كل الناس هنا، كل الناس صحاب... كل الناس أهل!

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کل الناس

إقرأ أيضاً:

منازل وزلازل

كان من السهل النظر إلى تصريحات رئيس أميركا الجديد على أنها فصل آخر من تصفية القضية الفلسطينية بتوطين أهل غزة في مصر والأردن. لكن دونالد ترمب كان قد قال قبل ذلك، وهو يوزع أراضي العالم، ويضم البعض الآخر، إنه سوف يستعيد بنما قريباً، ومن ثم كندا، والبقية تأتي.

فما الدنيا إلا عقار يوزع على الناس، أو توزع الناس عليه. وما الدول والأوطان والهويات التاريخية إلا حديث خرافة يا أم عمرو. وكذلك العائلات والأملاك والحقوق والقلوب.

اختار ترمب لعملية النقل البشري أكثر الدول فيضاً باللاجئين: مصر والأردن. الأولى فيها 1.8 مليون سوري مسجل، والثانية 1.5 مليون لاجئ «رسمي»، أي أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير. كما أنه اختار، بشطحة قلم، دولتين محاصرتين بالمخاوف والأخطار، من ليبيا إلى الضفة الغربية. الغريب أن يطلب ترمب تحمل هذا العبء الرهيب من دولتين حليفتين للولايات المتحدة، ولهما موقعان أساسيان في استراتيجية العرب عامة.

هل هذه طلائع الشرق الأوسط الجديد؟ هل هذا شيء من «الوطن البديل»، الذي كنا نعتقد أنه مجرد تهويل يلوِّح به بين خضة وأخرى؟ إن المتحدث الآن هو رئيس أميركا، الرجل الذي يبعد المكسيكيين بالآلاف في قوافل. وهو أمر لم يحدث من قبل؛ فاللاجئون كانوا عادة يذهبون في الاتجاه الآخر. هل سوف يتغير الاتجاه مع ترمب في صورة دائمة؟

المشكلة مع الرجل أنه جدّي، ويعني ما يقول، في حين بدا أول الأمر كأنه يمزح بسبب غرابة مطالبه. فأي قضية فتح الآن إلى جانب بنما وكندا وغرينلاند، التي قال إن أهلها (75 ألفاً) متبرمون بالحياة في بلدهم، ويريدون الانضمام إلى أميركا. تخيل أن كل من تضايق من الحياة في بلده يحمله على كتفه، ويضعه في بلد آخر.

يطرح دونالد ترمب قضية من حجم نقل بعض غزة إلى سيناء والأردن. قضية من هذا النوع – إذا طُرحت – بحاجة إلى حكومات وبرلمانات، واستفتاءات، ومنظمات دولية. للرئيس الأميركي أسلوب آخر.

يُغبط الرئيس ترمب على رغبته في سرعة الإنجاز؛ فالمعروف أن الناس تلقى مشقة في الانتقال من منزل الى آخر.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • مصر.. قتلت والدتها خنقاً وصرخت وسط الشارع: تخلصت منها
  • نواب: الحروب التجارية تفتح الباب أمام الاستثمارات في مصر
  • الزجاجة انكسرت.. والملامح ارتسمت!
  • صحفي بارز يكشف عن ظاهرة خطيرة تستهدف النساء في عدن
  • منازل وزلازل
  • أم الولد
  • حرمان ثقافي
  • لص يثير الرعب في حدائق الأهرام.. فيديو يكشف تفاصيل الواقعة
  • حاول اقتحام شقة خلف سيدة.. أمن الجيزة يفحص فيديو لص حدائق الأهرام
  • "العناية بالأطفال وزرع القيم الأخلاقية بهم".. ندوات بأوقاف الفيوم