عادل سيد احمد
جاءتني حاجة حليمة في الدكان وهي حانقة، يمنعها الغضب من الحكي، وقالت والكلمات تخرج من فمها كالرصاص:
- شوف البقت علي آخر الزمن!؟
وحاولت تهدئتها لافهم منها أصل الحكاية، وبعد ان هدأت قليلا، قالت:
- شوف البقت علي من ولاد الخرتوم...
- مالهم؟ ان شاء الله خير...
- نهزروني!
- ليه؟
- مشيت بيت ناس صالح كعادتي دوما لحش شجر الحنة المزروع امام البيت، قلت رمضان قرب اخير أخلص منها، شلت منجلي ومشيت، دفرت الباب وقلت سلام! جاني وليد ناطي ذي القدر قاللي الدخلك شنو؟ قُتلو جاي لي ناس البيت ديلا قاعدي احش لهم الحنة.
- أها وبعدين...
- بعدين جات أخيتو، هديي ورضيي، قالت لي اتفضلي، وجابت لي موية، حتين شوية شعرة جلدي انطلقت.
- وحشيتي الحنة؟
- أيي! لكن الولد هجمني.
وجاء الولد (احمد) للدكان في المغرب لشراء اللبن، فسألته:
- مالك شاكلت المرة الطيبة حاجة حليمة؟
- أنا قاعد في البرندة، شفت مرة منقبة وشايلة سكين (المنجل)، دفرت الباب وتوجهت نحو حوش النسوان، فارتعبت منها وتوجست شرا، فأوقفتها وسألتها عمن تكون؟ ولماذا لم تطرق الباب وتنتظر حتى نأذن لها...
وكنت اريد ان اشرح له الكثير عن الفرق بين القرية والمدينة، ولكني تذكرت عنوان كتاب كنت قد لمحته في مكتبة أحد الاصدقاء اسمه (صراع الحضارات)، فاكتفيت بان ضحكت وقلت له:
- كل الناس هنا، كل الناس صحاب... كل الناس أهل!
amsidahmed@outlook.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: کل الناس
إقرأ أيضاً:
الخرطوم حقت أبو منو؟!
الخرطوم حقت أبو منو؟!
في الجزيرة وسنار من قبل والفاشر والخرطوم الآن يحرر الشباب مناطقهم بأنفسهم نعم أخرجوا منها ظلماً وهم عزل ولكنهم عادوا إليها وهم مسلحون بالبنادق والعزيمة ودوافع الانتماء للأرض، عادوا إليها فاتحين منتصرين رأينا كثيرين منهم يقفون أمام منازلهم بعد أن حرروها رجالة وحمرة عين، ظن الجنجويد أنهم اشجع ولكنهم كانوا مجرد جبناء يتفوقون عليهم بالسلاح، الآن وقد تساوت القدرات المادية وامتلك هؤلاء الشباب السلاح مثلهم علم الجنجويد من هو الاشجع ومن هو الأقدر ومن هو الأقوى، حينما تساوت الأسلحة تميزت قوة العزم والبذل والحق والعقيدة وانتصر أصحاب القضية الحقيقية وعلم الجنجويد المارقين أن هؤلاء ما خرجوا إلا ليعودوا منتقمين ثائرين ومحررين لبيوتهم بأيديهم دون انتظار للمجتمع الدولي ولا استجداء لطاولات المفاوضات..
الآن عرف الجنجويد الخرطوم حقت أبو منو والسودان جميعا حق أبو منو وبيوتنا التي وعدوا بها ملاقيطهم عادت إلينا بعزم الرجال وخرجوا منها كالجرذان صاغرين هاربين يتسابقون إلى النجاة بأرواحهم الفاسدة، ولكن أين المفر فالأرض أرضنا والجو جونا.. وهكذا هي النواميس الكونية فصاحب الحق والأرض يعود إليها وإن طال السفر ومحتلها يخرج منها وإن طال الاستبداد.
“وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ أَنتُمۡ قَلِيلٞ مُّسۡتَضۡعَفُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَـَٔاوَىٰكُمۡ وَأَيَّدَكُم بِنَصۡرِهِۦ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ”
Osman Abdelhalem
إنضم لقناة النيلين على واتساب