الاتحاد الأوروبي يتحرك لتهدئة المخاوف الأمريكية بشأن قرض لأوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن الاتحاد الأوروبي يدرس تمديد عقوباته على أصول الدولة الروسية إلى أجل غير مسمى، في خطوة من شأنها تهدئة المخاوف الأمريكية بشأن خطط استخدام عائدات أموال البنك المركزي الروسي لتمويل قرض بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا.
وأفادت الصحيفة وفقا لوثيقة أطلعت عليها بأن سفراء الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي سيجتمعون في وقت لاحق من اليوم لمناقشة اقتراح المفوضية الأوروبية بشأن "تجميد أصول البنك المركزي الروسي بشكل مفتوح".
وقالت "إن مثل هذه الخطوة، التي ستنطبق على الحصة الأوروبية من أصول البنك المركزي المجمدة خارج روسيا بقيمة 260 مليار يورو، من شأنها أن "توفر لشركاء مجموعة السبع أعلى درجة من القدرة على التنبؤ" فيما يتعلق بسداد قرض بقيمة 50 مليار دولار قدمه زعماء مجموعة السبع الشهر الماضي. وتتمثل الخطة في سداد القروض بالأرباح الناشئة عن الأصول".
وأوضحت الصحيفة أنه يتم في الوقت الحاضر تطبيق العقوبات بشكل متكرر كل ستة أشهر، الأمر الذي يثير المخاوف بين حلفاء الاتحاد الأوروبي من عدم سداد القرض بالكامل، وذكرت أن الافتقار إلى مثل هذه القدرة على التنبؤ ظل يمثل حجر عثرة كبير في إتمام التوقيع على القرض من الولايات المتحدة، التي تريد ضمانات أقوى من أوروبا بأنها ستبقي على الأصول البالغة قيمتها 190 مليار يورو العالقة في الوديعة المركزية للأوراق المالية البلجيكية يوروكلير مجمدة حتى يتم سداد القرض، أو توافق روسيا على تعويضات تغطي تكلفة الاقتراض.
وتأتي هذه الخطوة، حسبما اعتبرت الصحيفة، قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة في شهر نوفمبر المقبل، حيث شكك المرشح الرئيسي والرئيس السابق دونالد ترامب في استمرار مساعدات واشنطن لأوكرانيا، مما دفع حلفاء مجموعة السبع إلى زيادة الدعم لكييف.
كذلك، اتفق زعماء مجموعة السبع في يونيو الماضي على منح أوكرانيا قرضا يصل إلى 50 مليار دولار سيتم سداده من تدفق الأرباح المستقبلية الناشئة عن أصول البنك المركزي الروسي المجمدة بموجب العقوبات. ومن المتوقع أن تحقق تلك المحتفظ بها في يوروكلير أرباحا تبلغ حوالي 3 مليارات يورو سنويا.
وتابعت الصحيفة البريطانية أنه في حين أن الخيار الثاني، وهو إطالة أمد تمديد العقوبات من ستة أشهر إلى نحو ثلاث سنوات، مذكور أيضا في الوثيقة، إلا أن المسئولين يعترفون بأن الخيار الأول فقط المتمثل في تجميد أصول البنك المركزي الروسي هو الذي من المرجح أن يحظى بموافقة واشنطن.
وسيتطلب كلا الخيارين موافقة بالإجماع من دول الاتحاد الأوروبي ال27، وهو أمر صعب بالنظر إلى أن مبعوث المجر أشار في الماضي إلى ضرورة إثارة هذا الأمر على مستوى زعماء الاتحاد الأوروبي خاصة وأن المجر منعت بشكل روتيني القرارات بالإجماع بشأن أوكرانيا، بما في ذلك سداد حوالي 6.5 مليار يورو من المساعدات العسكرية.
وتناقش دول مجموعة السبع أيضا كيفية تقسيم المسئولية عن القرض البالغ قيمته 50 مليار دولار، ومن المقرر أن تثار هذه القضية مرة أخرى في اجتماع لوزراء مالية السبع على هامش اجتماع مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.. حسب قول الصحيفة.
أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 570 ألفا و120 جنديا منذ بدء العملية العسكريةأعلن الجيش الأوكراني اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس إلى 570 ألفا و120 جنديا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير 2022.
ونقلت وكالة أنباء (يوكرين فورم) الأوكرانية الرسمية عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية قولها "إن الجيش الروسي خسر خلال الساعات الـ24 الماضية، 1140 جنديا ما بين قتيل وجريح".
وأشارت الهيئة إلى أن روسيا فقدت أيضا منذ بدء العملية العسكرية "8 آلاف و302 دبابة و16 ألفا و13 من المركبات المدرعة و15 ألفا و759 من النظم المدفعية و1125 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق و902 من أنظمة الدفاع الجوي و12 ألفا و544 من صواريخ كروز و362 طائرة مقاتلة و326 مروحية و28 سفينة حربية، فضلا عن 2650 من المعدات الخاصة وغواصة واحدة و21 ألفا و279 من المركبات وخزانات الوقود و12 ألفا و544 طائرة بدون طيار".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي أوكرانيا المخاوف الأمريكية البنك المركزي الروسي البنک المرکزی الروسی أصول البنک المرکزی الاتحاد الأوروبی مجموعة السبع ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
"كفى من الدجل"... مسؤول إسباني يفند المخاوف بشأن "مسيرة خضراء جديدة" من المغرب إلى سبتة ومليلية
انتقد خوان خوسيه إمبرودا، رئيس مدينة مليلية (المحتلة)، بشدة تقريرًا نشرته صحيفة « إل إسبانيول »، الذي أشار إلى وجود قلق في مليلية بشأن احتمال تحرك مغربي تجاه المدينة بدعم من دونالد ترامب.
وصف إمبرودا العنوان بأنه يعادل القول: « لقد رأيت دبًا قطبيًا يطير »، معتبرًا المعلومات التي نشرتها الصحيفة مجرد « اختراع ». وأضاف بحزم: « كفى من الاختراعات »، مؤكدًا أنه لا توجد أي مخاوف في مليلية بشأن هذه التهديدات المزعومة.
لا وجود لمخاوفشدد إمبرودا: « أنا رئيس المدينة ولست قلقًا على الإطلاق ». وأوضح أنه لم يتلق أي تعليقات تعكس القلق من سكان المدينة، سواء من زملائه أو من المواطنين في المقاهي والمطاعم.
وتساءل إمبرودا: « لماذا يتم نشر مثل هذه المعلومات إذا كانت لا تعكس الواقع؟ »، مؤكدًا أن أولويات الحكومة المحلية تتمثل في معالجة القضايا اليومية التي تؤثر على السكان وليس الانشغال بمخاوف غير واقعية.
استشهد التقرير بتصريحات أمين أزماني، ممثل حزب Somos Melilla، الذي قال إن سكان مليلية « يتابعون بانتباه تداعيات التحالف الأمريكي المغربي »، رغم أن العلاقات بين إسبانيا والمغرب تمر بفترة جيدة.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصدر مجهول في سبتة، وصفته بأنه « مسؤول سياسي »، يعبر عن « عدم الثقة وبعض التوجس » تجاه التحركات الأمريكية.
وكشفت صحيفة « Ceuta Actualidad » أن « إل إسبانيول » حاولت الحصول على تصريحات من رجال أعمال في سبتة لدعم التقرير، لكنها لم تنجح. بل إن أحد رجال الأعمال شارك محادثته مع الصحفية، حيث أكد أن محتوى المقال بعيد تمامًا عن الواقع.
يأتي هذا الجدل بعد إعادة فتح الجمارك التجارية في سبتة، في خطوة وصفت بأنها تاريخية وتساهم في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، ما يعود بالنفع على المدينتين المستقلتين.
ونفى إمبرودا بشكل قاطع وجود أي قلق في مليلية بشأن مسيرة خضراء جديدة، معتبرًا أن مثل هذه التقارير لا تعكس واقع المدينة، بل تهدف إلى إثارة الذعر دون مبرر.
هواجس قديمة-غريبة« خوف في سبتة ومليلية من مسيرة خضراء جديدة للمغرب بدعم من ترامب » – هذا العنوان الذي نشرته صحيفة « إل إسبانيول » يوم الأحد الماضي أثار جدلًا واسعًا، ليس لأن المدينتين تعيشان هذا الشعور الذي تصفه الصحيفة، بل بسبب تناقل وسائل إعلام أخرى للمقال حتى تحول إلى نقاش عام.
المشكلة ليست في وجود مخاوف فعلية في سبتة ومليلية، بل في أن وسائل الإعلام الإسبانية استغلت العنوان لخلق نقاش لا يعكس الواقع على الأرض. لا يوجد خوف في سبتة أو مليلية، ولم تتطرق الطبقة السياسية المحلية لهذا الموضوع. يبدو أن النقاش مدفوع بمصالح معينة أكثر من كونه انعكاسًا للوضع الحقيقي.
بل على العكس، فإن العلاقات الحالية بين المغرب وإسبانيا أفضل من أي وقت مضى، حيث تم افتتاح الجمارك التجارية بين البلدين، وهناك تعاون واضح في قضايا الهجرة. ومع ذلك، فإن هذا الضجيج الإعلامي خلق إحساسًا وهميًا بوجود قلق لم يكن مطروحًا أصلًا.
على الرغم من أن الواقع في سبتة ومليلية هادئ، إلا أن وسائل الإعلام الوطنية الإسبانية قدمت صورة مختلفة تمامًا. فبعد تقرير « إل إسبانيول »، انضمت قنوات مثل « تليسينكو » إلى الجدل، محاولة فرض نقاش حول « الخوف » الذي لم يشعر به أحد في المدينتين.
في البرامج الحوارية، تم التركيز على « العلاقة الممتازة بين ترامب والمغرب »، واستذكار حقبة الحسن الثاني، بالإضافة إلى التغريدات التي نشرها دونالد ترامب عام 2020، مما أدى إلى إثارة جدل مفتعل حول موقف الولايات المتحدة في حال قرر المغرب طرح تساؤلات حول سبتة ومليلية.
أحد العوامل التي أُعيد طرحها في هذا الجدل هو تغريدة سابقة لترامب، قال فيها: « لقد وقعت اليوم إعلانًا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والواقعي والموثوق هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم يحقق السلام والازدهار المستدامين. »
تم استغلال هذا التصريح لإثارة تساؤلات غير واقعية، مثل: « ماذا سيحدث لو قرر المغرب طرح قضية سبتة ومليلية؟ وكيف سيكون موقف الولايات المتحدة؟ »
بعيدًا عن هذا الجدل المصطنع، النقاش الحقيقي في سبتة يدور حول قضايا محلية مثل: التحضيرات لسباق « كُونا دي لا ليخيون » العسكري، والكشف عن تفاصيل النفق السري لتهريب المخدرات (« ناركوتونيل »)، ثم وصول شحنات الأسماك من المغرب.
في نهاية المطاف، فإن الجدل الذي أُثير في وسائل الإعلام حول « خوف » مزعوم في سبتة ومليلية لا يعكس الواقع الحقيقي في المدينتين، بل هو ضجيج إعلامي ناتج عن تأويلات غير دقيقة. العلاقات بين المغرب وإسبانيا في أفضل حالاتها، والتعاون بين البلدين مستمر، في حين أن سكان المدينتين منشغلون بقضاياهم الحقيقية وليس بمخاوف وهمية.
عن (سوتا أكتيياليداد)
كلمات دلالية إسبانيا المغرب حدود سبتة مسيرة مليلية