yousufeissa79@gmail.com
تحتضن مدينة جدة السعودية هذه الأيام اجتماعات و مفاوضات لكسر الجمود الدبلوماسي بين روسيا و أوكرانيا بغرض التوصل الى اتفاق ينهي اكبر حرب يشهدها العالم في الوقت الحالي وبذلك تكون السعودية قد رمت شباكها في بحر معالجة الازمات العالمية و الذي يعني ان تطورا كبيرا قد شهدته الدبلوماسية السعودية و الذي سينصب في اتجاه سعي المملكة لتمكين نفسها كقوة اقتصادية وسياسية في المنطقة تماشيا مع رؤيتها 2030 .

و يحسب للمملكة انها تلعبت الان دورا رئيسا في محاولة التوصل الي اتفاق ينهي الازمة السودانية التي دخلت شهرها الرابع منذ اندلاعها .حيث شهدت مدينة جدة جولات ماكوكيه بين اطراف الصراع في السودان . و بتفويض مباشر من الولايات المتحدة افردت السعودية مساحة وافرة من جهدها الدبلوماسي بغرض إنجاح ملف الازمة السودانية و منبر جدة تحديدا الا ان الأطراف السودانية كانت وما زالت تعول على الحسم العسكري السريع في الميدان و ليست راغبة في التوصل لاي اتفاق ملزم يفضي لوقف الحرب في هذه المرحلة.
ولان منطق السياسية والعلاقات الدولية يقوم على مبدأ مصالح الدول فان المملكة وجدت فرصة سانحة لتعزيز وضعها عالميا وذلك بإلقاء ثقلها الدبلوماسي لحل الازمة الروسية / الأوكرانية والتي باتت عصية على المشهد الدولي مستفيدة من موقعها كلاعب أساسي في نادي النفط العالمي .
وما يعنينا هنا نحن السودانيين هو اثر دخول السعودية في خط الازمة الروسية / الأوكرانية و تداعيات ذلك على ملف الازمة السودانية . حيث ان تركيز السعودية على الملف الروسي / الاوكراني حتما سوف يكون خصما على الاهتمام بالملف السوداني . فمنبر جدة الذي ظل متصدرا للأخبار باعتباره المنبر التفاوضي الإقليمي الوحيد الساعي لحل الازمة في بلد يعاني من مشاكل سياسية و اقتصادية ولا يمثل أي وزن على الخارطة الدولية قياسا بالنفوذ الروسي والموقع الجيوسياسي لأوكرانيا فاذا ما قاست السعودية الفوائد التي سوف تعود عليها من إدارة الملف الروسي / الاوكراني فإنها قطعا ستكون اكبر من ما ستجنيه من تركيزها على الملف السوداني لذا يتوقع ان ينصرف اهتمامها نحو ملفها الجديد مما يعني ان فصل شتاء طويل بات ينتظر الازمة السودانية و جمود كبير اصبح يعتري المفاوضات ربما يستدعي الانتظار طويلا حتى يظهر وسيط اقليمي اخر مؤهل لتحريك المياه الراكدة واذابة جبل الجليد بين طرفي الصراع لإعادة ملف الازمة السودانية مرة أخرى لطاولة التفاوض و يدعم ما ذهبت اليه من تحليل خبر عودة السفير الأمريكي في السودان الى واشنطن بعد ان جاء الى جدة قبل أيام لدعم المفاوضات و تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة و لكنه ربما قد وجد ان الأولويات قد تبدلت و الاتجاهات قد تغيرت في جدة . وان الوقت لم يعد في مصلحة الملف السوداني فرجع خائبا .
يقيني ان حل الازمة السودانية يجب ان يكون سودانيا خالصا و بمبادرات سياسية سودانية تنزع فتيل الازمة وتحقن الدماء وتوقف اطلاق النار و تدعو لحل يضع البلاد على طريق السلام الشامل . طالما ان كلا الجنرالين وحسب ما رشح من تواصلهما مع قوى الحرية والتغيير قد اكدا على التفاوض كحل للازمة اذا فليتقدم الصف أبناء السودان من طرق صوفية وادارات أهلية و قيادات أحزاب و أساتذة الجامعات و قيادات مجتمع مدني و منظمات طوعية و صحفيين و مثقفين و رجال اعمال و كل شرائح المجتمع و كل من يحمل هم هذه البلد الى عمل اختراق في جدار الازمة . افتحوا عقولكم وابحثوا عن حل ينقذ هذا البلد .  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كيف ومتى ستُكسَرْ الاسوار !؟

بقلم : عمر الناصر ..

جزء من ايدلوجية الجماعات الراديكالية المتطرفة تطبيق سياسة ” الهيمنة ولعبة الاوراق ” عن طريق استغلال حاجة الافراد والمجتمعات، ودق الاسفين وتوسيع الفجوة بينهم وبين الحكومات التي تقع على عاتقها مسؤولية خاصية “الاشباع ” كونها تأخذ دور “الدولة الحارسة” او ” الدولة المعيلة ” والذهاب لدغدغة مشاعر الفئة المستهدفة التي تشعر بالغبن والحيف والمظلومية بطريقة عاطفية وعقائدية ، لاجل رفع منسوب السخط والحنق تجاه الدولة بغية فتح ثغرات مجتمعية تستطيع تحوّيل الافراد الى “حشوة دافعة ” داخلية سهلة الاقناع والاستقطاب والتجنيد ، تهدم اركان البنية الفوقية من خلال اتباع سياسة عصى الخيزران و ” النخر من الداخل ” وتقسيمهم وتصنيفهم حسب طبيعة الولاءات المذهبية والعرقية والانتماءات الطائفية والتعصب الاعمى كوسيلة فاعلة للتوغل والانتشار وتحقيق الغاية، ولو اخذنا مثال بسيط واستعرضنا ايدلوجية وعمليات تنظيم “داعش” بكشكل عام والتخطيط المبرمجة له في انتقاء اهدافه بين زمن وفرة الموارد وزمن ترشيد الجهاد ، سنجد بأن الحاضن والناقل الذي يستخدمهم وتمكن من استمالتهم من الطبقات الفقيرة والمغرر بهم التي تفتقد لابسط مقومات الوعي والتعليم ، ابتداءاً من افغانستان ومروراً بموزمبيق والصومال وانتهاءاً بولاية غرب أفريقيا ” الذي لديه تمترس وتمركز بشكل أساسي في نيجيريا وجنوب شرق النيجر” وأفريقيا الوسطى وتحديداً في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ولا ننسى شمال أوروبا والسويد حصراً التي أصبحت محوراً لتجنيد المقاتلين الأجانب المتجهين إلى الصومال وسوريا في اوقات لاحقة.

ووفقاً للمصادر فأن مستوى تهديد تنظيم داعش في الشرق الاوسط ، اصبح اليوم اكثر خطورة وصعوبة وتعقيد بعد ان اوعز التنظيم لعناصره من العراقيين ومن بقية الجنسيات المتواجدين في تركيا بتزوير هويات سورية والدخول لاراضيها من خلال الشريط الحدودي لمحافظة ادلب، كونه يعتمد على اعداد العراقيين التابعين له والبالغة اعدادهم مابين ٣٠٠٠ الى ٤٠٠٠ عنصر في تركيا عدا الذين هم متواجدين في السجون. والذين يعتبرهم الكورد في سوريا بمثابة “غول داخل قفص” قد يعملون يتم استخدامهم كورقة ضغط للتلويح بها لاسقاط حلم ” الدولة الكوردية ” والقضاء على قسد يكون من خلال تسهيل انتقال عناصر داعش من تركيا الى سوريا والعمل على اعادة تموضع وتجميع اعدادهم، لاجل تكوين قوة كبيرة ضاربة هدفها الرئيسي الانطلاق باتجاه السجون وكسرها ، حيث نجحت الحكومة العراقية بعد الضغط على قسد والتحالف الدولي وبحركة استباقية ذكية تبنت فيها ثلاث ملفات مهمة لقطع الطريق امام هكذا سيناريوهات مرعبة وهي :

– الملف الاول : الاسراع باستلام عوائل مخيم “الهول وروج ” وحسم مصيرهم بالسرعة القصوى. الملف الثاني : البدء بإستلام المعتقلين المتواجدين في سجون” قسد ” البالغ عددها ٢٠ سجن تحتوي على مايقارب ٢٠٠٠ عراقي، بعد استلام وجبة منهم متكونة من ١٠٠ معتقل خلال ٣ ايام و ١٠٠ معتقل اخرين مازالوا لدى قبضة قوات سوريا الديموقراطية . الملف الثالث : العمل على انهاء تواجد العوائل العراقية في القرى والارياف خارج المخيمين اعلاه ، تحسباً لفرضية انهيار قسد في اي لحظة، مما يعني انهم اصبحوا مقاتلين إضافيين في صفوف داعش يزيد من خطر احداث خلل امني وفوضى وكسر للسجون.

انتهى …

خارج النص / تصريح السفير البريطاني بأن ٩٩٪؜ من التهديد القادم للعراق سيكون من سورياً يجب ان يؤخذ على محمل الجد.

عمر الناصر

مقالات مشابهة

  • ملف السودان يتصدر مباحثات قمة القادة الأفارقة بإثيوبيا
  • وزير المالية الروسي يزور السعودية قبيل قمة بين ترامب وبوتين
  • لماذا فشلت كل المبادرات الإفريقية في تحقيق أي اختراق لحل الأزمة السودانية؟
  • المغرب يدعو بأديس أبابا لتغليب الحلول الدبلوماسية في نزاعي السودان والكونغو الديموقراطية
  • الحكومة السودانية: مشاركة غوتيريش وموسى فكي في مؤتمر الإمارات بأديس أبابا محاولة تبييض صفحة أبوظبي الملطخة بدماء أهل السودان
  • استمرار الحرب يفاقم الازمة الانسانية في السودان .. حماية المدنيين من مبادئ القانون الدولي
  • الملف الأوكراني يهيمن على مؤتمر ميونخ للأمن
  • رحيل “الرمح الملتهب”.. ايقونة الهلال وأسطورة الكرة السودانية علي قاقرين
  • كيف ومتى ستُكسَرْ الاسوار !؟
  • خبير إسرائيلي : ترامب يستخدم غزة كورقة مساومة دبلوماسية للتطبيع مع السعودية