زارت البعثة التابعة للأمم المتحدة، تشادخلال الفترة  من 30 يونيو حتى 18 يوليو الحالي، وقابلت ضحايا وناجين من النزاع في السودان.

التغيير: وكالات

قالت البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان إنها وثّقت أنماطا مقلقة لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال زيارتها لدولة تشاد المجاورة للسودان، ودعت المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود العاجلة لإنهاء الحرب.

وقد زارت بعثة تقصي الحقائق، التابعة للأمم المتحدة، تشاد خلال الفترة من 30 يونيو حتى 18 يوليو الحالي، وقابلت ضحايا وناجين من النزاع في السودان بالإضافة إلى أعضاء في المجتمع المدني السوداني والسلك الدبلوماسي وفريق الأمم المتحدة القُطري.

وقابلت البعثة العديد من اللاجئين الذين “قدموا وصفا تفصيليا ومباشرا لأعمال العنف المريعة” مثل القتل والعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والاحتجاز التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري والنهب وحرق المنازل واستخدام الأطفال للقتال.

وقالت البعثة في بيان صحفي الثلاثاء: “يبدو أن العديد من الانتهاكات تستهدف على وجه التحديد المهنيين مثل المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعلمين والأطباء، وكان التشريد القسري سمة مشتركة”.

شجاعة الأرامل

وقالت الخبيرة وعضوة البعثة جوي نجوزي إيزيلو: “أشيد بشجاعة العديد من الأرامل اللواتي قابلناهن في المخيمات. لا أحد يستحق أن يعيش تجارب قاسية مغيرة للحياة مثل هذه، بالإضافة الى خسارة أزواجهن وشركائهن، هؤلاء النساء وحدهن يتحملن مسؤولية إطعام وتعليم أولادهن والعناية بهم بينما يخسرن بيوتهن وموارد رزقهن، هن بحاجة الى الدعم على جميع المستويات.”

واستمعت بعثة تقصي الحقائق أيضا للآراء حول الخطوات التي يمكن وينبغي اتخاذها للخروج من دوامة العنف المتواصل والتأكد من مساءلة الضالعين في الفظائع بالإضافة الى تحقيق العدل والدعم للضحايا.

العنف الجنسي

الخبيرة وعضوة البعثة منى رشماوي قالت: “كان من المؤسف سماع شهادات ضحايا العنف الجنسي، يبدو أن هذا العنف يحدث أثناء الأَسر وخلال نزوح النساء والفتيات. أحيانا يتم هذا لمعاقبة امرأة تدافع بنشاط عن مجتمعها، وأحيانا يحدث بشكل عشوائي وانتهازي. يجب أن تتوقف هذه الأعمال الوحشية، ويجب تقديم الجناة إلى العدالة. يحتاج الضحايا أيضا دعما بدنيا ونفسيا قويا، وهو أمر غير متاح لهن الآن”.

وقالت البعثة إنها تقر بالجهود الهائلة من قبل سلطات التشادية ومنظمات الأمم المتحدة وغيرها من المستجيبين الإنسانيين الأوائل، إلا انها تؤكد أن الاحتياجات القائمة تتخطى الدعم المتوفر.

دعوة للمجتمع الدولي

من ناحيته قال رئيس البعثة محمد شاندي عثمان: “إن هذه الأزمة بحاجة الى دعم المجتمع الدولي بأسره. منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية غير الحكومية بحاجة ماسة إلى مزيد من الدعم المالي وغيره من أشكال الدعم لضمان تمكين وصول اللاجئين السودانيين واللاجئين التشاديين العائدين إلى المرافق الأساسية بما في ذلك التغذية والرعاية الصحية والاحتياجات الصحية والتعليمية”.

ودعت البعثة المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم الإنساني للمجتمعات التشادية التي تستضيف اللاجئين وأشارت إلى الضغط الهائل عليها، وقالت إن بلدة أدري التشادية الحدودية وحدها تستضيف 200 ألف لاجئ سوداني، وهو رقم يتعدى 5 أضعاف العدد الأصلي للسكان.

وقد أدى القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والذي اندلع في أبريل 2023 إلى قتل آلاف الأشخاص ونزوح الملايين، كما يعاني أكثر من 26 مليون شخص في السودان من انعدام الأمن الغذائي.

معلومات عن البعثة

وجاء إنشاء البعثة بقرار مجلس حقوق الإنسان في أكتوبر 2023 حيث يتمركز فريق عملها في مقر الأمم المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي.

تشمل إحدى أهم مهام البعثة “التحقيق في جميع الانتهاكات والتجاوزات المزعومة لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك تلك المرتكبة ضد اللاجئين، والجرائم ذات الصلة في سياق النزاع المسلح المستمر الذي بدأ في 15 أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وغيرهما من أطراف النزاع، وإثبات الوقائع والظروف والأسباب الجذرية لها.”

 

الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة البعثة الأممية لتقصي الحقائق في السودان حرب الجيش والدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الأمم المتحدة حرب الجيش والدعم السريع الأمم المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

دعوة أممية لنشر قوة محايدة بالسودان.. وتقرير بشأن جرائم الحرب

دعا خبراء من الأمم المتحدة، الجمعة، إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان منذ نيسان /أبريل عام 2023.

وخلص الخبراء المكلفون من قبل مجلس حقوق الإنسان في تقرير، إلى أن المتحاربين "ارتكبوا سلسلة مروّعة من انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم دولية، يمكن وصف الكثير منها بأنّها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

قالت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان، إن "طرفي الصراع ارتكبا انتهاكات على نطاق كبير قد تعد جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية"، وأوصت البعثة بحظر الأسلحة وإرسال قوة لحفظ السلام من أجل حماية المدنيين.


وذكر التقرير الصادر عن البعثة والمؤلف من 19 صفحة، مستندا إلى 182 مقابلة مع ناجين وأسرهم وشهود، أن "الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية مسؤولان عن هجمات على مدنيين ونفذا عمليات تعذيب واعتقال قسري".

وقال محمد شاندي عثمان رئيس البعثة، "تبرز خطورة هذه النتائج ضرورة اتخاذ إجراء فوري لحماية المدنيين"، داعيا إلى نشر قوة مستقلة ومحايدة دون تأخير.

وهذا هو أول تقرير تصدره البعثة، المكونة من ثلاثة أعضاء، منذ أن كونها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.


ويواجه المدنيون في السودان المجاعة والأمراض والنزوح الجماعي بسبب الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 17 شهرا.

وقال وسطاء بقيادة الولايات المتحدة الشهر الماضي إنهم حصلوا على ضمانات من كلا الطرفين في محادثات سويسرا لتحسين آليات توصيل المساعدات الإنسانية، لكن غياب الجيش السوداني عن المناقشات عرقل إحراز تقدم.

وكانت الحكومة السودانية، قد جددت الخميس، هجومها على مفاوضات مدينة جنيف السويسرية التي انطلقت بدعوة من الولايات المتحدة لإجراء محادثات حول سبل وقف الصراع المتواصل في السودان، محذرة من تبعات النظر إلى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على أنهما "طرفا صراع" يقتتلان من أجل السلطة.

وقال وزير الخارجية السوداني المكلف حسين عوض، إن "مخرجات اجتماعات سويسرا وما جاء فيها من التزامات قدمتها مليشيا الدعم السريع ورعاتها لحماية المدنيين هي مجرد دعاية كاذبة لا تنطلي على أحد".

مقالات مشابهة

  • بعثة أممية لتقصي الحقائق تتهم طرفي الصراع في السودان بارتكاب انتهاكات
  • خبراء الأمم المتحدة يدعون إلى نشر قوة "محايدة" لحماية المدنيين في السودان  
  • بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان: يجب نشر قوة محايدة من دون تأخير لحماية المدنيين
  • دعوة أممية لنشر قوة محايدة في السودان.. وتقرير بشأن جرائم الحرب
  • دعوة أممية لنشر قوة محايدة بالسودان.. وتقرير بشأن جرائم الحرب
  • الأمم المتحدة تدعو إلى نشر قوة مستقلة ومحايدة في السودان لحماية المدنيين
  • بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق توصي ببحظر الأسلحة وإرسال قوة لحفظ السلام من أجل حماية المدنيين في السودان
  • السودان.. الأمم المتحدة تدعو إلى نشر قوة محايدة لحماية المدنيين
  • السودان.. بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق تشتبه بوقوع جرائم
  • الأمم المتحدة تطالب بنشر "قوة محايدة" لحماية المدنيين في السودان