رغم أنّه كان متوقَّعًا في ظلّ الضغوط التي سبقته في صفوف الحزب الديمقراطي، خلط إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن تنحّيه عن الترشح لسباق الانتخابات الرئاسية المقرّرة في شهر تشرين الثاني المقبل، الكثير من الأوراق، راسمًا العديد من علامات الاستفهام عن مسار المرحلة المقبلة، بدءًا من اختيار "البديل" لخوض الاستحقاق، وصولاً إلى "رسم" معالم المواجهة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي تبدو أسهمه في أعلى المراتب.


 
لكنّ الأوراق التي خلطها انسحاب بايدن، المتوقَّع والمفاجئ في آن واحد، لا تبدو محصورة بالداخل الأميركي، وبالسباق المحموم إلى البيت الأبيض، في ظلّ مخاوف من أشهر "مجنونة" قد تشهدها الولايات المتحدة، وإنما تشمل أيضًا الوضع "الساخن" في المنطقة، وسط علامات استفهام تُطرَح عن انعكاسات خطوة الرئيس الأميركي عليها، ولا سيما مع التغيّر المحتمل في "أولويات" إدارة بايدن، الذي كان يسعى لـ"تصفير المشاكل" للتفرّغ لحملته الانتخابية.
 
من هنا، قد يبدو التساؤل مشروعًا عمّا إذا كان تنحّي بايدن عن خوض السباق إلى البيت الأبيض يمكن أن "يحرّره" من قيود المعركة الانتخابية وحساباتها الدقيقة والصعبة، ولا سيما أنّ قراره جاء بالتزامن مع زيارة توصَف في بعض الدوائر بـ"المفصلية" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط رهانات على نتائجها لتحديد الاتجاه العام للمفاوضات المرتقبة، فهل يؤثر خروج بايدن الانتخابيّ على الحرب الدائرة في غزة، وبالتالي على "ترتيبات" ما بعدها؟!
 
"أولوية" الانتخابات
 
في المبدأ، يقول العارفون إنّ "أولوية" الانتخابات الرئاسية الأميركية على سائر الاستحقاقات في المنطقة والعالم بأسره، لا تتغيّر بفعل انسحاب الرئيس جو بايدن من المشهد الانتخابي، بدليل الضجة التي أحدثها إعلانه قرار الانسحاب، وما تبعها من أسئلة عن السيناريوهات والمسارات المتوقعة للمرحلة المقبلة، وانعكاسات قرار التنحّي على السباق إلى البيت الأبيض بصورة عامة، وكلّها عوامل تؤكد أنّ السباق للبيت الأبيض بات الشغل الشاغل للعالم بأسره.
 
على العكس من ذلك، يقول بعض المتابعين إنّ الغموض البنّاء الذي أحدثه قرار بايدن الانسحاب عزّز موقع الانتخابات في صدارة الاهتمامات، بما سجّله من سابقة تاريخية لجهة تنحّي مرشح رئاسي بعد تجاوز الانتخابات التمهيدية، ما زاد أيضًا من عنصر التشويق لمعرفة البدلاء المحتملين للرجل لتمثيل الحزب الديمقراطي، وإن كانت نائبته كامالا هاريس الأوفر حظًا وفق بعض المعطيات، خصوصًا بعدما حازت على دعمه وتأييده.
 
وفي السياق، ثمّة من يشير إلى أنّ انسحاب الرئيس الأميركي من السباق، لا يعني أنّ المعركة الانتخابية لم تعد "أولوية" بالنسبة إلى إدارته، ولا سيما أنّ التنحّي جاء أصلاً بسبب ضعف حظوظه في "هزيمة" الرئيس السابق دونالد ترامب، وبالتالي فيفترض أنّ معركة أيّ مرشح آخر ستكون معركته بشكل أو بآخر، لأنّ فوز ترامب سيكون بمثابة خسارة له، ما يتطلب منه توفير الظروف المناسبة للمرشح "البديل"، كما لو كان لا يزال في السباق.
 
"انعكاسات" على المنطقة
 
بهذا المعنى، يستبعد العارفون أن يكون لانسحاب الرئيس جو بايدن انعكاسات على ملفات واستحقاقات المنطقة، ولو أنّ الرجل أكّد أنه يريد أن يركّز فقط على أداء واجباته كرئيس للفترة المتبقية من ولايته، حيث يقولون إنّه سيستكمل ما كان قد بدأه في سياق حملته الانتخابية، فالمطلوب توفير فرص النجاح لأيّ مرشح آخر، وبالتالي فإنّ المطلوب سيبقى التركيز على إنهاء السخونة التي طبعت المرحلة الأخيرة خصوصًا على مستوى المنطقة.
 
على النقيض، ثمّة من يقول في هذا الإطار، إنّ بايدن قد يجد نفسه مندفعًا أكثر من أيّ وقت مضى، لتسجيل "إنجاز" من نوع إنجاز "التسوية" في المنطقة قبل انتهاء ولايته، وذلك لأكثر من سبب واعتبار، من بينها عدم السماح للرئيس السابق دونالد ترامب بمواصلة الحديث عن أنه قادر على "إنهاء الحروب"، وأنّ "السلام" سيأتي على يده، وهذا غيض من فيض الشعارات الانتخابية التي بدأ يطلقها في سياق إطلالاته المكثّفة، خصوصًا بعد محاولة اغتياله.
 
ولا شكّ أنّ بايدن سيحاول الاستفادة من زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، لتحقيق "تقدّم" في هذا السياق، ولو أنّ نتنياهو يسعى من خلال هذه الزيارة إلى رفع السقف، وهو الذي يُعتقَد أنه من الداعمين لترامب أكثر من "بديلة" بايدن المحتمل، لكنّ هناك من يعتقد أنّ الرئيس الأميركي سيحاول أن يجرّ نتنياهو إلى طاولة المفاوضات بصورة جدية، ولو بسقف تفاوضي مرتفع، من أجل تحقيق الإنجاز الذي قد "ينقذ" ولايته بصورة أو بأخرى.
 
لا انعكاسات كبرى إذاً لانسحاب بايدن من المشهد الانتخابي على استحقاقات المنطقة، انطلاقًا من المعادلة المعروفة والثابتة أنّ هوية الرئيس الأميركي لا تؤثر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فالاختلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين محصورة بالشؤون الداخلية إلى حدّ بعيد. لكن، هل يفوّت بايدن فعلاً فرصة التوصّل إلى تسوية في ما تبقى من ولايته، ويكتفي بتهيئة الأرضية لخلفه، الذي قد يكون ترامب، لتحقيق "الإنجاز"؟! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

بعد اعتراض إسرائيل.. حماس تلجأ إلى تغيير ترتيبات تسليم المحتجزين

بعد أن اعترضت دولة الاحتلال الإسرائيلي على طريقة تسليم المحتجزين الإسرائيليين خلال الدفعات الثلاث الماضية، لجأت حركة حماس إلى تغيير ترتيبات تسليم المحتجزين خلال إطلاق سراح 3 منهم اليوم من قطاع غزة، حيث تم تنفيذ العملية بانضباط أكبر من المرات السابقة، وفق ما نقلت قناة القاهرة الاخبارية.

حماس تغير ترتيبات تسليم المحتجزين

وكانت إسرائيل عبرت للوسطاء عن اعتراضات شديدة على كيفية تسليم المحتجزين خلال الدفعات الثلاث الماضية، وزعمت أن تلك الإجراءات «تشكل خطرا على حياتهم».

واعترض الاحتلال الإسرائيلي على الظروف المحيطة بعملية الإفراج عنها، حيث تم تسليمهم للصليب الأحمر وسط حشد كبير من المسلحين والمدنيين، فضلا عن أن أماكن تسليم المحتجزين للصليب الأحمر كان لها النصيب الأكبر من غضب، فخلال عملية التسليم الأخيرة تجمع آلاف الفلسطينيين قرب منزل رئيس المكتب السياسي لحماس، الشهيد يحيى السنوار، لرؤية الأسيرة أربيل يهود، ما أدى إلى تأخير إطلاق سراح المحتجزين الفلسطينيين.

حماس تغيير ترتيبات تسليم المحتجزين

وأعلنت حركة حماس تغيير ترتيبات تسليم المحتجزين الإسرائيليين، من خلال تقديم موعد تسليم الرهينتين ياردين بيباس وعوفر كالديرون للصليب الأحمر، في خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك بهدف تجنب تجمع المواطنين في موقع التسليم.

كما شهدت مواقع التسليم في مدينتي غزة وخان يونس إجراءات أمنية مشددة، حيث فرضت قوات حركة طوقًا أمنيًا منع اقتراب المواطنين من منصة تسليم المحتجزين.

وجرت عملية التسليم بسلاسة وخلال دقائق معدودة، حيث حضر مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووقعوا على الوثائق اللازمة لاستلام المحتجزين قبل أن يغادروا الموقع باتجاه نقطة تسليمهم للجيش الإسرائيلي.

استعراض حماس يغضب إسرائيل

ورغم أن حماس أعلنت تغيير ترتيبات تسليم المحتجزين، إلا أن الغضب الإسرائيلي مستمر بسبب استعراض الحركة العسكري خلال الإفراج عن المحتجزين، ففي خان يونس، استخدمت حركة حماس سيارة دفع رباعي إسرائيلية استولت عليها خلال هجومها في 7 أكتوبر 2023.

كما ظهر أفراد كتائب القسام، أثناء تسليم المحتجزة سيغال وهم يحملون مدافع ياسين 105، التي استخدمها جناحها العسكري بشكل مكثف خلال استهداف آليات الجيش الإسرائيلي أثناء الاجتياح البري لمناطق القطاع.

كما ظهر أفراد الكتائب وهم يحملون بندقية القنص الغول، التي تم استخدامها في عمليات قنص متعددة ضد الجنود الإسرائيليين.

وأطلقت حركة حماس، اليوم السبت، سراح 3 محتجزين، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب الإسرائيلية، وذلك ضمن الدفعة الرابعة من المرحلة الأولى للاتفاق مع إسرائيل، والذي يتضمن الإفراج عن 33 محتجزة إسرائيلية، وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 183 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 111 من قطاع غزة اعتقلوا خلال عمليتها البرية، وهذه هي المرة الأولى التي تفرج فيها إسرائيل عن محتجزين غزيين تم احتجازهم خلال الحرب.

مقالات مشابهة

  • نشأت الديهي: الرئيس السيسي حذر من كل ما يجري في المنطقة الآن
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي أكد لترامب أهمية التوصل إلى سلام دائم في المنطقة
  • تحقيق السلام والاستقرار .. تفاصيل مكالمة ترامب لـ الرئيس السيسي
  • بعد اعتراض إسرائيل.. حماس تلجأ إلى تغيير ترتيبات تسليم المحتجزين
  • الرئيس السيسي يؤكد لـ ترامب أهمية التوصل إلى سلام دائم في المنطقة
  • نقيب الأشراف من بورسعيد: نقف صفا واحدا خلف الرئيس السيسي
  • بايدن والماسونيون السود | حقيقة انضمام الرئيس الأمريكي السابق للجماعة الأخوية بريطانية الأصل
  • الصحفيين والإعلاميين: خلال لقاء محافظ الدقهلية كلنا خلف الرئيس في جميع القرارات السياسية التي تحافظ على الأمن القومي
  • الرئيس الألماني يعتزم زيارة السعودية والأردن وتركيا
  • نائب رئيس مجلس السيادة يطلع على ترتيبات قيام مؤتمر الشباب الأول في السودان