انسحاب بايدن من السباق الرئاسي.. هل يؤثّر على ترتيبات المنطقة؟
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
رغم أنّه كان متوقَّعًا في ظلّ الضغوط التي سبقته في صفوف الحزب الديمقراطي، خلط إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن تنحّيه عن الترشح لسباق الانتخابات الرئاسية المقرّرة في شهر تشرين الثاني المقبل، الكثير من الأوراق، راسمًا العديد من علامات الاستفهام عن مسار المرحلة المقبلة، بدءًا من اختيار "البديل" لخوض الاستحقاق، وصولاً إلى "رسم" معالم المواجهة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي تبدو أسهمه في أعلى المراتب.
لكنّ الأوراق التي خلطها انسحاب بايدن، المتوقَّع والمفاجئ في آن واحد، لا تبدو محصورة بالداخل الأميركي، وبالسباق المحموم إلى البيت الأبيض، في ظلّ مخاوف من أشهر "مجنونة" قد تشهدها الولايات المتحدة، وإنما تشمل أيضًا الوضع "الساخن" في المنطقة، وسط علامات استفهام تُطرَح عن انعكاسات خطوة الرئيس الأميركي عليها، ولا سيما مع التغيّر المحتمل في "أولويات" إدارة بايدن، الذي كان يسعى لـ"تصفير المشاكل" للتفرّغ لحملته الانتخابية.
من هنا، قد يبدو التساؤل مشروعًا عمّا إذا كان تنحّي بايدن عن خوض السباق إلى البيت الأبيض يمكن أن "يحرّره" من قيود المعركة الانتخابية وحساباتها الدقيقة والصعبة، ولا سيما أنّ قراره جاء بالتزامن مع زيارة توصَف في بعض الدوائر بـ"المفصلية" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط رهانات على نتائجها لتحديد الاتجاه العام للمفاوضات المرتقبة، فهل يؤثر خروج بايدن الانتخابيّ على الحرب الدائرة في غزة، وبالتالي على "ترتيبات" ما بعدها؟!
"أولوية" الانتخابات
في المبدأ، يقول العارفون إنّ "أولوية" الانتخابات الرئاسية الأميركية على سائر الاستحقاقات في المنطقة والعالم بأسره، لا تتغيّر بفعل انسحاب الرئيس جو بايدن من المشهد الانتخابي، بدليل الضجة التي أحدثها إعلانه قرار الانسحاب، وما تبعها من أسئلة عن السيناريوهات والمسارات المتوقعة للمرحلة المقبلة، وانعكاسات قرار التنحّي على السباق إلى البيت الأبيض بصورة عامة، وكلّها عوامل تؤكد أنّ السباق للبيت الأبيض بات الشغل الشاغل للعالم بأسره.
على العكس من ذلك، يقول بعض المتابعين إنّ الغموض البنّاء الذي أحدثه قرار بايدن الانسحاب عزّز موقع الانتخابات في صدارة الاهتمامات، بما سجّله من سابقة تاريخية لجهة تنحّي مرشح رئاسي بعد تجاوز الانتخابات التمهيدية، ما زاد أيضًا من عنصر التشويق لمعرفة البدلاء المحتملين للرجل لتمثيل الحزب الديمقراطي، وإن كانت نائبته كامالا هاريس الأوفر حظًا وفق بعض المعطيات، خصوصًا بعدما حازت على دعمه وتأييده.
وفي السياق، ثمّة من يشير إلى أنّ انسحاب الرئيس الأميركي من السباق، لا يعني أنّ المعركة الانتخابية لم تعد "أولوية" بالنسبة إلى إدارته، ولا سيما أنّ التنحّي جاء أصلاً بسبب ضعف حظوظه في "هزيمة" الرئيس السابق دونالد ترامب، وبالتالي فيفترض أنّ معركة أيّ مرشح آخر ستكون معركته بشكل أو بآخر، لأنّ فوز ترامب سيكون بمثابة خسارة له، ما يتطلب منه توفير الظروف المناسبة للمرشح "البديل"، كما لو كان لا يزال في السباق.
"انعكاسات" على المنطقة
بهذا المعنى، يستبعد العارفون أن يكون لانسحاب الرئيس جو بايدن انعكاسات على ملفات واستحقاقات المنطقة، ولو أنّ الرجل أكّد أنه يريد أن يركّز فقط على أداء واجباته كرئيس للفترة المتبقية من ولايته، حيث يقولون إنّه سيستكمل ما كان قد بدأه في سياق حملته الانتخابية، فالمطلوب توفير فرص النجاح لأيّ مرشح آخر، وبالتالي فإنّ المطلوب سيبقى التركيز على إنهاء السخونة التي طبعت المرحلة الأخيرة خصوصًا على مستوى المنطقة.
على النقيض، ثمّة من يقول في هذا الإطار، إنّ بايدن قد يجد نفسه مندفعًا أكثر من أيّ وقت مضى، لتسجيل "إنجاز" من نوع إنجاز "التسوية" في المنطقة قبل انتهاء ولايته، وذلك لأكثر من سبب واعتبار، من بينها عدم السماح للرئيس السابق دونالد ترامب بمواصلة الحديث عن أنه قادر على "إنهاء الحروب"، وأنّ "السلام" سيأتي على يده، وهذا غيض من فيض الشعارات الانتخابية التي بدأ يطلقها في سياق إطلالاته المكثّفة، خصوصًا بعد محاولة اغتياله.
ولا شكّ أنّ بايدن سيحاول الاستفادة من زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، لتحقيق "تقدّم" في هذا السياق، ولو أنّ نتنياهو يسعى من خلال هذه الزيارة إلى رفع السقف، وهو الذي يُعتقَد أنه من الداعمين لترامب أكثر من "بديلة" بايدن المحتمل، لكنّ هناك من يعتقد أنّ الرئيس الأميركي سيحاول أن يجرّ نتنياهو إلى طاولة المفاوضات بصورة جدية، ولو بسقف تفاوضي مرتفع، من أجل تحقيق الإنجاز الذي قد "ينقذ" ولايته بصورة أو بأخرى.
لا انعكاسات كبرى إذاً لانسحاب بايدن من المشهد الانتخابي على استحقاقات المنطقة، انطلاقًا من المعادلة المعروفة والثابتة أنّ هوية الرئيس الأميركي لا تؤثر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فالاختلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين محصورة بالشؤون الداخلية إلى حدّ بعيد. لكن، هل يفوّت بايدن فعلاً فرصة التوصّل إلى تسوية في ما تبقى من ولايته، ويكتفي بتهيئة الأرضية لخلفه، الذي قد يكون ترامب، لتحقيق "الإنجاز"؟! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی
إقرأ أيضاً:
وزير الإسكان: توجيهات الرئيس تشدد على سرعة الانتهاء من المشروعات التي تمس حياة المواطنين
عقد المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مساء أمس الخميس، اجتماعه الدورى لمتابعة موقف تنفيذ وحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" بمحاور منخفضى ومتوسطى الدخل وفوق المتوسط، وبعض مشروعات وحدات سكن مصر وجنة، بعدد من المدن الجديدة، والمحافظات، وذلك بحضور مسئولي الوزارة، وهيئة المجتمعات العمرانية، ورؤساء أجهزة المدن الجديدة، وأعضاء المكتب الفنى للوزير.
واستهل وزير الإسكان، الاجتماع، باستعراض الموقف التنفيذي والتفصيلي لوحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"، ومنها موقف عمارات منطقة عرب العليقات مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، ووحدات المبادرة بمدينة برج العرب الجديدة، ومدينة أسيوط الجديدة، ومحافظة كفرالشيخ، ومدينة ٦ أكتوبر بجانب وحدات جنة بالمدينة، وسكن مصر بمدينة غرب قنا.
ووجه المهندس شريف الشربيني، بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة لسرعة تسليم وإشغال الوحدات التي تم الانتهاء من تنفيذها وكاملة المرافق، وتوفير الخدمات بمواقع العمارات، أو المواقع القريبة منها، وضغط البرامج الزمنية وتكثيف عدد العمالة والمعدات لسرعة الإنتهاء من هذه المشروعات.
كما وجه وزير الإسكان بسحب الأعمال من الشركات المتقاعسة، وسرعة إسنادها إلى شركات أخرى جادة، مؤكداً أن توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، تشدد على سرعة الانتهاء من المشروعات التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، ومنها وحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين"، وتسليم الوحدات لمستحقيها.
وناقش الوزير، خلال الاجتماع، تقارير الزيارات الميدانية لمواقع تنفيذ وحدات المبادرة بعدد من المدن الجديدة، والتى تشهد بعض المواقع بها تأخيراً فى معدلات التنفيذ، والبرامج الزمنية المحددة للانتهاء من التنفيذ، والإجراءات اللازمة والحلول المقترحة لتدارك التأخير وسرعة إنهاء الوحدات وتسليمها.
وكلف وزير الإسكان، رؤساء أجهزة المدن الجديدة، ومسئولي المشروعات بالمحافظات، بوضع توقيتات زمنية محددة لإنهاء وحدات المبادرة بشكل مرحلى ومتكامل، على أن يكونوا مسئولين بشكل مباشر أمام الوزير عن الالتزام بتلك المواعيد، كما وجه مسئولى قطاع التنمية والإنشاءات بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، بمتابعة تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عن اجتماعات المتابعة الدورية، وحسن اختيار شركات المقاولات الجادة للتعامل معها، وعدم التعامل مع الشركات غير الملتزمة بالمواعيد المحددة للتنفيذ.
ووجه المهندس شريف الشربيني، بإنهاء أجزاء مكتملة (الوحدات - المرافق - أعمال تنسيق الموقع) من مواقع مشروعات وحدات المبادرة تباعاً، والتى شارفت على الانتهاء، ويمكن تسليمها فى أسرع وقت، والتركيز على إنهاء الوحدات المخصصة للإعلانات السابقة لسرعة تسليمها، وعقد اجتماعات مع شركات المقاولات لتحديد المستهدفات المطلوب الانتهاء منها سريعاً، مشددا على الالتزام بمعايير الجودة في تنفيذ مختلف مراحل المشروعات، وعدم التهاون في جودة التنفيذ.
من جانبها استعرضت مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، موقف التقديمات بالإعلان الحالي للمبادرة الرئاسية" سكن لكل المصريين ٥"، موضحة أنه تم بيع حوالي ٦٧٠ ألف كراسة شروط، واستقبال حوالي ٣٥٠ ألف مقدم جدية حجز، وتسجيل حوالي ٢٠٠ ألف طلب على الموقع الإلكتروني للصندوق أغلبها بالمدن الجديدة.
وأشارت مي عبدالحميد، إلى أن هناك وحدات سكنية بالمحافظات بمواصفات جيدة وجاهزة للاستلام الفوري مطروحة ضمن الإعلان الحالي يمكن للمواطنين الراغبين في سرعة الحصول على وحدة سكنية التقدم لها، نظراً لزيادة حجم الطلب المتوقع على الوحدات بالمدن الجديدة.
وأكد وزير الإسكان، في ختام الاجتماع، أن توفير المسكن الملائم للمواطنين بمختلف شرائحهم هو بمثابة خطة قومية للدولة المصرية، وهو ما يضع على عاتق وزارة الإسكان الالتزام بسرعة إتمام المشروعات، والبدء في تنفيذ المشروعات الجديدة، ولن يتم السماح بالتقصير في تنفيذ تلك الخطة.