الخطيئة تلاحق مستقبل التائب في “رحلة 404”
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
متابعة بتجــرد: تدور أحداث الفيلم المصري “رحلة 404” للمخرج هاني خليفة حول سيدة تُدعى “غادة” التي تستعد للسفر إلى مكة لأداء فريضة الحج، وقبل أيام قليلة من رحلتها تجد نفسها متورطة في مشكلة طارئة تضطرها للجوء إلى أشخاص من ماضيها الملوث قد قطعت علاقتها بهم من زمان، حيث تسعى “غادة” لجمع مبلغ مالي كبير من أجل حل مشاكلها النفسية والأسرية.
الفيلم من إخراج هاني خليفة وسيناريو محمد رجاء، وبطولة كل من منى زكي، محمد ممدوح، محمد فراج، شيرين رضا، خالد الصاوي، وحسن العدل.
تدور الحبكة الأساسية للسيناريو حول سيدة ذات ماضٍ أسود، قررت أن تتوب وتعود إلى الله، وبعدما تابت وتحجبت، كتب الله لها فرصة الذهاب لأداء فريضة الحج، ولكن تبدأ “غادة” بالدخول في صراعات ومشاكل مستمرة، وهي عراقيل خارجة عن إرادتها تضعها في موقف صعب جداً، بينما أمها موجودة في المستشفى بسبب حادث سير، تجد “غادة” نفسها في موقف صعب بين تدبير الأموال وتوفير مصاريف العمليات الغالية لأمها التي في المستشفى وبين ارتباطها برحلة الحج التي أخذت كل أموالها.
ويتضمن عنوان الفيلم الرقم 404، وهو مرتبط بشكل شائع بصفحات الإنترنت، ويشير إلى رمز حالة 404 وهي عندما تحاول زيارة صفحة غير موجودة، تظهر لك رسالة خطأ “404 لم يتم العثور على الصفحة”، وهذه الرسالة تعني أن الصفحة التي تبحث عنها غير موجودة في الموقع المحدد، يمكن أن يحدث هذا الخطأ لأسباب متعددة، وهذا ما حصل مع شخصية “غادة” عندما قررت التوبة من ممارسة البغاء، بقيت في نفس البيئة التي ارتكبت فيها الخطيئة، والتوبة عادة لا تجد طريقها في نفس البيئة التي أنتجت فيها الذنوب والمعاصي أي حسب الرمز صفحتك ليست هنا يا “غادة”، وهذا عنوان ذكي من كاتب السيناريو يتناسب مع أحداث الفيلم بأسلوب متكامل.
ويشكل السيناريو والحوار النقطة القوية الأساسية التي يعتمد عليها العمل بشكل كامل، إذ يتميز الحوار بالواقعية والعمق ويسمح للمشاهدين بالدخول إلى عالم الاضطرابات النفسية للشخصيات بطرق غير مباشرة، وهذا الأسلوب يبعد عن استخدام التلقين التقليدي في إعداد الممثلة منى زكي بل هو استخراج لكبث عميق في النفوس البشرية، وهذا ما بخلق الإحساس بالواقعية ويتيح فرصة للتعرف على الشخصية من خلال تصرفاتها وقراراتها بدلاً من الشروحات المباشرة.
وينجح الفيلم في فتح نافذة على حياة شخصية “غادة” إذ نشاهد تقلبات حياتها وظروفها وعن ماضيها وتجاربها يأسلوب غير معلن، وهذه التقنية تزيد من جاذبية المتابعة، إذ يدفع المشاهدين للتفكير في مدى تعقيد وتلوث ماضي الشخصية الفاسد كبائعة هوى، والعلاقات التي تربطها بالشخصيات الأخرى، كما يعزز من عمق التجربة البصرية ويشجع على تحليل كل مشهد والحوار بدقة لإعادة تشكيل الصورة الكاملة للقصة.
ويتميز الفيلم بتصاعد درامي محبوك وإيقاع زمني متدرج يُبقي المشاهدين في حالة ترقب دائم، كما يخلق تكوين اللقطات انطباعاً مستمراً بأننا بلغنا ذروة الدراما مع كل مشهد، ليتحول بعدها إلى تصاعد درامي جديد، خاصة عندما تبدأ القصة بمشهد من الدراما العائلية العميقة، إذ يعيش معها المتلقي تجارب العلاقات المعقدة بين الشخصية الرئيسية وأفراد عائلتها، ويعكس تفكك الأسرة ومعاناتها، لأن افتتاحية الفيلم تقدم لنا مشهداً واسعاً يظهر التوتر بين أفراد العائلة، مع لقطات مقربة توضح التعبيرات وملامح الشخصيات وتفاصيل الصراعات من جهة، وتتنقل الكاميرا بين مشاهد التفاعلات اليومية من جهة أخرى.
يتجه السرد الدرامي إلى الغوص في أعماق الماضي وتداعياته على الحاضر، ما يضيف عمقاً للفيلم ويكشف عن أبعاد جديدة في نفسية “غادة”، حيث تعيش هذه الأخيرة حالة من الاستقرار النسبي بداية، رغم خلفيتها العائلية المضطربة وهو ما يعكس واقعية الحياة، ويعود الفضل الى زوايا التصوير الممتازة التي عرض حياة “غادة” اليومية من خلال لقطات هادئة تعكس الهدوء النسبي الذي تعيشه من جهة، بينما تكوين لقطات والفلاشباك خاصة يستخدم ألواناً باهتة أو تدرجات غامقة ليفصل بين الماضي والحاضر والفوضى النفسية والاضطرابات العقلية التي تمر بها “غادة” ومدى عمق المعاناة والتجارب الصعبة التي مرت بها من جهة أخرى.
ويعد الأداء المذهل لمنى زكي محورياً في هذا السياق؛ فهي ليست فقط البطلة، بل تمثل القلب النابض للحبكة برمتها، من خلال قدرتها على التوازن بين القوة والضعف في أداءها تجذب المشاهدين تلقائيا، وهذا يتيح التفاعل العاطفي مع الشخصية مون خلال التركيز على تفاصيلها الدقيقة نعيش تجربة العاطفة ونرتبط بها دراميا، كما تقدم متتالية الأحداث اللاحقة صراعًا نفسيًا عويصا ومعضلة ليست فقط أخلاقية بل دينية أيضًا، من خلال الظروف التي تواجهها “غادة”، فالعديد من بائعات الهوى اللواتي يعشن صراعات نفسية بعد التوبة، لكن قوة وإصرار “غادة” وإرادتها في التغيير تجعل المشاهد يعيد تقييم علاقته بربه ودينه وأخلاقياته ومبادئه، أي أن جوهر الفيلم يضع المشاهد في هذا الموقف من دون خطابات رنانة أو مواعظ مباشرة وهذا يستحق التشييد.
ويظهر مكياج منى زكي في المشاهد الأولى بشكل مرسوم وفاضح، ويبرز آثار حلق الشارب بشكل ملحوظ، ما يعرقل مصداقية الأداء لأن هذا التباين يجعل المكياج يبدو كطبقة غير متقنة، ويؤثر سلباً على واقعية الشخصية ويضعف التأثير العاطفي الذي يمكن أن يحققه الأداء، إذ أن تحسين جودة المكياج ليظهر بشكل طبيعي ومتناسق مع ملامح الشخصية يعزز التجربة البصرية ويزيد من قوة التجسيد.
ويعتبر أسلوب الإخراج في المشهد الذي تكون فيه “غادة” مع السيدة العجوز التي تساعدها وتدخلها بيتها وتعطيها البخاخ رائعاً، وخاصة عندما تُظهر “غادة” ترددها أمام محوهرات الذهب وبعدما سرقته وعادت للاعتذار، يكتفي المخرج هنا بالإشارة إلى أن “غادة” سرقت الذهب من خلال اعترافها بدون سبب، حينما قالت “أنا أمر بظروف صعبة أوي على فكرة”، وكان من الممكن للمخرج والكاتب أن يخدعا المشاهد بطريقة أكثر تمويهاً، لو أنها لم تقل “أنا أمر بلحظات صعبة” وخرجت دون ذكر اسمها الحقيقي كاعتراف ضمني، لظل المشاهدون في حالة من الشك، خاصة لو كان المشهد الذي تكشف فيه عن الذهب يظهر حينها، لكان المشاهد على نفس الدرجة من المفاجأة، ولكن عندما ذكرت اسمها الحقيقي، أكد لنا المخرج أن السرقة هنا غير مقصودة وستعيد الذهب إلى السيدة بعدما تتحسن ظروفها، وهذا يحدث للكثير من النساء في الحياة اليومية بسبب ظروف خارجة عن إرادتهن.
ويقدم الفيلم تجربة ممتعة وعميقة تستحق المشاهدة، لأن أداء منى زكي كان رائعاً، وقدمت دوراً معقداً نفسيا واجتماعيا واقتصاديا ودينيا محبوكا، وغير مرتجل أو مبالغ فيه، وهذا جعل الفيلم مقبول من الكل بدون انحياز او تعصب، لانه كشف عن التناقضات والعقد النفسية التي يعيشها المجتمع المسلم أو يدعي الإسلام.
main 2024-07-24 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: منى زکی من خلال من جهة
إقرأ أيضاً:
18.4 مليار درهم أرباح “أدنوك للغاز” في 2024
أعلنت “أدنوك للغاز بي إل سي” اليوم عن تسجيل أرباح قياسية للعام المالي 2024 بقيمة 18.4 مليار درهم وتحقيق أعلى نتائج ربع سنوية للشركة منذ الطرح العام الأولي، حيث بلغت 5 مليارات درهم .
وقالت فاطمة النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة “أدنوك للغاز” إن النتائج المالية في الربع الرابع من عام 2024 تؤكد قدرة الشركة على تنفيذ استراتيجيتها الطموحة للنمو التي تستهدف عبرها زيادة الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك لأكثر من 40% بحلول عام 2029.
وأضافت أن تطور “أدنوك للغاز” لتصبح واحدة من أكبر الشركات المدرجة من حيث الإيرادات في الدولة، دليل على التزامها بخلق قيمةٍ طويلة الأمد ومستدامةٍ لمساهميها من خلال الاستثمار في مشروعات النمو لتلبية الطلب المتزايد محلياً وعالمياً على الغاز منخفض الانبعاثات وغاز البترول المسال والغاز الطبيعي المسال باعتبارها موارد طاقة رئيسة تدعم النقلة النوعية في قطاع الطاقة.
وتمكنت “أدنوك للغاز” خلال العام المالي 2024، من تسجيل زيادة في صافي الدخل المعدل بنسبة 13% على أساس سنوي ليصل إلى 18.4 مليار درهم .
وجاء الأداء المالي القوي للشركة بفضل ازدياد الطلب على الغاز في السوق المحلي المدفوع بارتفاع حجم المبيعات وتحسن الأسعار.
كما سجل إجمالي حجم المبيعات خلال العام ارتفاعاً بنسبة 2% ليصل إلى 3.616 مليون وحدة حرارية بريطانية، وجاءت الزيادة بفضل ارتفاع نسبة العائد من حصة الشركة في المشروع المشترك لشركة أدنوك للغاز الطبيعي المسال حيث بلغت 13%.
وسجلت الإيرادات المعدلة زيادة بنسبة 7% على أساس سنوي خلال العام 2024 لتصل إلى 89.7 مليار درهم بفضل زيادة حجم المبيعات بنسبة 2% وتحسن الأسعار.
وتُرجم الأداء المالي القوي للشركة في العام 2024 إلى نمو قوي في الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 14% لتصل إلى 31.8 مليار درهم محققةً هامش أرباح قوي ومستقر بنسبة تصل إلى 35%.
وسجل التدفق النقدي الحر ارتفاعاً كبيراً بلغ 16.8 مليار درهم بما يؤكد إمكانيات التدفقات النقدية القوية للشركة.
وعكست النتائج المالية القوية للشركة في الربع الرابع من عام 2024 التنفيذ المُحكم والمستدام لاستراتيجيتها المُحدَثة، والتي تم الإعلان عنها عقب النتائج المالية للربع الثالث من العام نفسه.
واستهدفت الاستراتيجية زيادةَ الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك لأكثر من 40% بحلول عام 2029، كما تضمنت مصاريف رأسمالية متوقعة بقيمة 55 مليار درهم خلال الفترة الممتدة بين عام 2025- 2029، شاملةً تكلفة الاستحواذ على حصة “أدنوك” البالغة 60% في مشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات بسعر التكلفة في النصف الثاني من عام 2028.
وحققت “أدنوك للغاز” في الربع الرابع من 2024، إيرادات معدلة بقيمة 22.3 مليار درهم ونسبة أرباح تصل إلى 8.4 ملياردرهم قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، وصافي أرباح وصل إلى 5 مليارات درهم.
تؤكد “أدنوك للغاز” توزيعات أرباحها البالغة أكثر من 12.5 مليار درهم وذلك للعام المالي 2024، حيث قامت بتوزيعات نقدية مرحلية بقيمة نحو 6.3 مليار درهم في سبتمبر 2024 وسيتم دفع نحو 6.3 مليار درهم إضافية في شهر إبريل 2025، بعد موافقة مجلس إدارة الشركة خلال اجتماع الجمعية العمومية. وتتوافق توزيعات الأرباح لعام 2024، مع سياسة “أدنوك للغاز” الرامية لرفع نسبة توزيعات الأرباح السنوية بنسبة 5% للسهم،