بتجرد:
2024-12-29@02:09:33 GMT

الخطيئة تلاحق مستقبل التائب في “رحلة 404”

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

الخطيئة تلاحق مستقبل التائب في “رحلة 404”

متابعة بتجــرد: تدور أحداث الفيلم المصري “رحلة 404” للمخرج هاني خليفة حول سيدة تُدعى “غادة” التي تستعد للسفر إلى مكة لأداء فريضة الحج، وقبل أيام قليلة من رحلتها تجد نفسها متورطة في مشكلة طارئة تضطرها للجوء إلى أشخاص من ماضيها الملوث قد قطعت علاقتها بهم من زمان، حيث تسعى “غادة” لجمع مبلغ مالي كبير من أجل حل مشاكلها النفسية والأسرية.

الفيلم من إخراج هاني خليفة وسيناريو محمد رجاء، وبطولة كل من منى زكي، محمد ممدوح، محمد فراج، شيرين رضا، خالد الصاوي، وحسن العدل.

تدور الحبكة الأساسية للسيناريو حول سيدة ذات ماضٍ أسود، قررت أن تتوب وتعود إلى الله، وبعدما تابت وتحجبت، كتب الله لها فرصة الذهاب لأداء فريضة الحج، ولكن تبدأ “غادة” بالدخول في صراعات ومشاكل مستمرة، وهي عراقيل خارجة عن إرادتها تضعها في موقف صعب جداً، بينما أمها موجودة في المستشفى بسبب حادث سير، تجد “غادة” نفسها في موقف صعب بين تدبير الأموال وتوفير مصاريف العمليات الغالية لأمها التي في المستشفى وبين ارتباطها برحلة الحج التي أخذت كل أموالها.

ويتضمن عنوان الفيلم الرقم 404، وهو مرتبط بشكل شائع بصفحات الإنترنت، ويشير إلى رمز حالة 404 وهي عندما تحاول زيارة صفحة غير موجودة، تظهر لك رسالة خطأ “404 لم يتم العثور على الصفحة”، وهذه الرسالة تعني أن الصفحة التي تبحث عنها غير موجودة في الموقع المحدد، يمكن أن يحدث هذا الخطأ لأسباب متعددة، وهذا ما حصل مع  شخصية “غادة” عندما قررت التوبة من ممارسة البغاء، بقيت في نفس البيئة التي ارتكبت فيها الخطيئة، والتوبة عادة لا تجد طريقها في نفس البيئة التي أنتجت فيها الذنوب والمعاصي أي حسب الرمز صفحتك ليست هنا يا “غادة”، وهذا عنوان ذكي من كاتب السيناريو يتناسب مع أحداث الفيلم بأسلوب متكامل.

ويشكل السيناريو والحوار النقطة القوية الأساسية التي يعتمد عليها العمل بشكل كامل، إذ يتميز الحوار بالواقعية والعمق ويسمح للمشاهدين بالدخول إلى عالم الاضطرابات النفسية للشخصيات بطرق غير مباشرة، وهذا الأسلوب يبعد عن استخدام التلقين التقليدي  في إعداد الممثلة منى زكي بل هو استخراج لكبث عميق في النفوس البشرية، وهذا ما بخلق الإحساس بالواقعية ويتيح فرصة للتعرف على الشخصية من خلال تصرفاتها وقراراتها بدلاً من الشروحات المباشرة.

وينجح الفيلم في فتح نافذة على حياة شخصية “غادة” إذ نشاهد تقلبات حياتها وظروفها وعن ماضيها وتجاربها يأسلوب غير معلن، وهذه التقنية تزيد من جاذبية المتابعة، إذ يدفع المشاهدين للتفكير في مدى تعقيد وتلوث ماضي الشخصية الفاسد كبائعة هوى، والعلاقات التي تربطها بالشخصيات الأخرى، كما يعزز من عمق التجربة البصرية ويشجع على تحليل كل مشهد والحوار بدقة لإعادة تشكيل الصورة الكاملة للقصة.

ويتميز الفيلم بتصاعد درامي محبوك وإيقاع زمني متدرج يُبقي المشاهدين في حالة ترقب دائم، كما يخلق تكوين اللقطات انطباعاً مستمراً بأننا بلغنا ذروة الدراما مع كل مشهد، ليتحول بعدها إلى تصاعد درامي جديد، خاصة عندما تبدأ القصة بمشهد من الدراما العائلية العميقة، إذ يعيش معها المتلقي تجارب العلاقات المعقدة بين الشخصية الرئيسية وأفراد عائلتها، ويعكس تفكك الأسرة ومعاناتها، لأن افتتاحية الفيلم تقدم لنا مشهداً واسعاً يظهر التوتر بين أفراد العائلة، مع لقطات مقربة توضح التعبيرات وملامح الشخصيات وتفاصيل الصراعات من جهة، وتتنقل الكاميرا بين مشاهد التفاعلات اليومية من جهة أخرى.

يتجه السرد الدرامي إلى الغوص في أعماق الماضي وتداعياته على الحاضر، ما يضيف عمقاً للفيلم ويكشف عن أبعاد جديدة  في نفسية “غادة”، حيث تعيش هذه الأخيرة حالة من الاستقرار النسبي بداية، رغم خلفيتها العائلية المضطربة وهو ما يعكس واقعية الحياة، ويعود الفضل الى زوايا التصوير الممتازة التي عرض حياة “غادة” اليومية من خلال لقطات هادئة تعكس الهدوء النسبي الذي تعيشه من جهة، بينما تكوين لقطات والفلاشباك خاصة يستخدم ألواناً باهتة أو تدرجات غامقة ليفصل بين الماضي والحاضر والفوضى النفسية والاضطرابات العقلية التي تمر بها “غادة” ومدى عمق المعاناة والتجارب الصعبة التي مرت بها من جهة أخرى.

ويعد الأداء المذهل لمنى زكي محورياً في هذا السياق؛ فهي ليست فقط البطلة، بل تمثل القلب النابض للحبكة برمتها، من خلال قدرتها على التوازن بين القوة والضعف في أداءها تجذب المشاهدين تلقائيا، وهذا يتيح التفاعل العاطفي مع الشخصية مون خلال التركيز على تفاصيلها الدقيقة نعيش تجربة العاطفة ونرتبط بها دراميا، كما تقدم متتالية الأحداث اللاحقة صراعًا نفسيًا عويصا ومعضلة ليست فقط أخلاقية بل دينية أيضًا، من خلال الظروف التي تواجهها “غادة”، فالعديد من بائعات الهوى اللواتي يعشن صراعات نفسية بعد التوبة، لكن قوة وإصرار “غادة” وإرادتها في التغيير تجعل المشاهد يعيد تقييم علاقته بربه ودينه وأخلاقياته ومبادئه، أي أن جوهر الفيلم يضع المشاهد في هذا الموقف من دون خطابات رنانة أو مواعظ مباشرة وهذا يستحق التشييد.

ويظهر مكياج منى زكي في المشاهد الأولى بشكل مرسوم وفاضح، ويبرز آثار حلق الشارب بشكل ملحوظ، ما يعرقل مصداقية الأداء لأن هذا التباين يجعل المكياج يبدو كطبقة غير متقنة، ويؤثر سلباً على واقعية الشخصية ويضعف التأثير العاطفي الذي يمكن أن يحققه الأداء، إذ أن تحسين جودة المكياج ليظهر بشكل طبيعي ومتناسق مع ملامح الشخصية يعزز التجربة البصرية ويزيد من قوة التجسيد.

ويعتبر أسلوب الإخراج في المشهد الذي تكون فيه “غادة” مع السيدة العجوز التي تساعدها وتدخلها بيتها وتعطيها البخاخ رائعاً، وخاصة عندما تُظهر “غادة” ترددها أمام محوهرات الذهب وبعدما سرقته وعادت للاعتذار، يكتفي المخرج هنا بالإشارة إلى أن “غادة” سرقت الذهب من خلال اعترافها بدون سبب، حينما قالت “أنا أمر بظروف صعبة أوي على فكرة”، وكان من الممكن للمخرج والكاتب أن يخدعا المشاهد بطريقة أكثر تمويهاً، لو أنها لم تقل “أنا أمر بلحظات صعبة” وخرجت دون ذكر اسمها الحقيقي كاعتراف ضمني، لظل المشاهدون في حالة من الشك، خاصة لو كان المشهد الذي تكشف فيه عن الذهب يظهر حينها، لكان المشاهد على نفس الدرجة من المفاجأة، ولكن عندما ذكرت اسمها الحقيقي، أكد لنا المخرج أن السرقة هنا غير مقصودة وستعيد الذهب إلى السيدة بعدما تتحسن ظروفها، وهذا يحدث للكثير من النساء في الحياة اليومية بسبب ظروف خارجة عن إرادتهن.

ويقدم الفيلم تجربة ممتعة وعميقة تستحق المشاهدة، لأن أداء منى زكي كان رائعاً، وقدمت دوراً معقداً  نفسيا واجتماعيا واقتصاديا ودينيا محبوكا، وغير مرتجل أو مبالغ فيه، وهذا جعل الفيلم مقبول من الكل بدون انحياز او تعصب، لانه كشف عن التناقضات والعقد النفسية التي يعيشها المجتمع المسلم أو يدعي الإسلام.

main 2024-07-24 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: منى زکی من خلال من جهة

إقرأ أيضاً:

وزير المالية: 2025 سنة “الإصلاحات الاقتصادية ودعم الاستقرار”

أكد وزير المالية لعزيز فايد أن 2025 ستكون سنة “محورية في مسار تعميق الإصلاحات الاقتصادية ودعم الاستقرار”.

وحسب ما أفاد به بيان للوزارة، اليوم الجمعة، أكد الوزير لعزيز فايد، خلال اجتماع اللجنة الوطنية لتقييم مخاطر تبييض الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار أسلحة الدمار الشامل الذي انعقد أمس الخميس بمقر وزارة المالية. أن 2025 ستكون سنة “محورية في مسار تعميق الإصلاحات الاقتصادية ودعم الاستقرار وستكون سنة توسيع الوعاء الضريبي. مما سيساهم في معالجة أهم مواطن المخاطر المتعلقة بحجم الاقتصاد غير الرسمي ومدى التعامل بالنقد”.

كما تناول الاجتماع -وفقا للمصدر ذاته - “جدول أعمال يتناسب مع الأولويات المسطرة”. من بينها مقترحات تتعلق بـ”إجراءات تكميلية للتخفيف من مخاطر تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ومكافحتهما. وعرضها على اللجنة الوطنية للمصادقة عليها”.

كما تم تسليط الضوء على “مناقشة سير أشغال لجنة التنسيق الوطنية المكلفة بتسيير ملف رفع تحفظات مجموعة العمل المالي”.

وسمح اللقاء لوزير المالية باستعراض “أهم القرارات التي تمت المصادقة عليها خلال الاجتماع الماضي. وأهم الأعمال التي تم إنجازها خلال الفترة الماضية”. مشيرا بالمناسبة إلى “أهم التدابير التي جاء بها قانون المالية لسنة 2025. والمتعلقة بتعميم وسائل الدفع الإلكترونية التي تدعم شفافية التعاملات وتسهل تتبع مسارها. والتي ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من الأول يناير 2025.

وفي الختام، عرض فايد “مشاريع قرارات تتعلق باعتماد خرائط طرق القطاعات غير ذات الأولوية وذات الصلة بالمحضرين القضائيين والمحامين وقطاع الرهانات والألعاب والوكلاء لدى الجمارك ومهنة الخبراء المحاسبين والمحاسبين المعتمدين. وكذا مهنة محافظي الحسابات”.

بالإضافة إلى اعتماد “الآلية المقترحة من طرف اللجنة التقنية الخاصة بمتابعة تنفيذ خرائط الطرق لكل القطاعات المعنية. والتعجيل بتشكيل أفواج العمل المكلفة بالتقييمات الخاصة لكل من الأشخاص الاعتباريين والجمعيات ذات الطابع غير الربحي”.

مقالات مشابهة

  • “تحريض وتشويش وتهديد” .. هذه هي التهم التي تلاحق سارة نتنياهو في المحكمة وقد تدفع بها لدخول السجن
  • “إسرائيل” تسارع لنفي ضلوعها في ضرب “صنعاء” مساء الجمعة.. وهذا ما قالته
  • وزير المالية: 2025 سنة “الإصلاحات الاقتصادية ودعم الاستقرار”
  • شاهد بالفيديو.. رجل سوداني يثير ضحكات الآلاف ببخله الشديد.. قام بإستئجار “كارو حمار” ليحمل عليها أمواله التي اقتربت من الترليون جنيه بدلاً من شحنها على سيارة حرصاً على تقليل التكلفة
  • إقلاع أول رحلة من مطار صنعاء الدولي بعد توقفه نتيجة الغارات “الإسرائيلية”
  • “أرحومة” يجتمع بمدراء بعض الشركات التي قدمت خدماتها للجنة الطوارئ لمدينة سبها ومدن الجنوب الغربي
  • “بن قدارة” يناقش الصعوبات التي تواجه مستخدمي القطاع النفطي
  • بوتين: الأوكرانيون “يعاقبون أوروبا” و”يعضون يدها”
  • باسل العكور يكتب .. لا خلاص ذاتيا للأقطار العربية كل على حدة.. مستقبل الأمة على المحك
  • “مضمار اللبسة” يستقبل ماراثون رحلة الهجن ضمن مهرجان محمد بن زايد لسباق الهجن ومزاينة الأبل