وصلت بالونات محملة بالنفايات أرسلتها كوريا الشمالية إلى المجمع الرئاسي الكوري الجنوبي في سيئول.

وهذه المرة الأولى التي يتعرض لها مقر الرئاسة الكورية الجنوبية في وسط سيئول الذي يحظى بحماية من جانب عشرات الجنود وبمنطقة حظر طيران، مباشرة لأحد آلاف البالونات المحملة بالنفايات التي تطلقها بيونغيانغ منذ مطلع أيار/ مايو في إطار حرب دعاية بين البلدين.



وقال جهاز الأمن الرئاسي لوكالة فرانس برس: "أزال فريق التدخل في حال الحروب الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية، البالونات المحملة نفايات بطريقة آمنة".

North Korean trash balloons have fallen on the compound of South Korea's presidential office:#NorthKorea #SouthKorea #TrashBalloons pic.twitter.com/daQ0C7uw68 — The Munsif Daily (@munsifdigital) July 24, 2024

وأضاف: "بعد التحقيق، أكدت النتائج عدم وجود أي خطر أو تلوث".

وكانت هيئة أركان الجيوش الكورية الشمالية حذرت من دفعة جديدة من البالونات الكورية الشمالية وكذلك فعلت سلطات سيئول الأربعاء.

وقالتا: "إذا عثرتم على بالونات على الأرض لا تلمسوها وبلغوا الوحدة العسكرية أو مركز الشرطة الأقرب إليكم".

اظهار أخبار متعلق


وهذه عاشر دفعة من البالونات ترسلها كوريا الشمالية باتجاه الجنوب هذه السنة وتؤكد بيونغيانغ أنها تأتي ردا على إرسال بالونات محملة رسائل دعائية ضد نظامها من جانب ناشطين كوريين جنوبيين.

ردا على ذلك، عاودت كوريا الجنوبية الأحد بث الدعاية "على نطاق واسع" وعبر مكبرات الصوت على طول الحدود مع الشمال.

وأعلن الجيش الكوري الجنوبي، الجمعة الماضي، شن حرب كلامية عبر مكبرات الأصوات "السمّاعات" على الجارة الشمالية، التي ترد عادة بأكوام من النفايات.

ما هو المهم في الأمر؟

◼ توقفت حرب مكبرات الصوت التي بدأت منذ الحرب الكورية في الخميسينات، لعدة سنوات، حيث قررت سيئول إغلاقها على فترات متقطعة لسنوات طويلة، لكنها عادت لتستأنف الصراخ عبر الحدود من جديد، ما يدل على تدهور العلاقات المتوترة أصلا بين البلدين.

◼ وفي أعقاب وصول بالونات النفايات إلى الجنوب قبل أسابيع، علقت سيئول بشكل كامل الاتفاق العسكري للحد من التوتر بين البلدين، وحذرت في ‏حزيران/ يونيو الماضي من استئناف بث الدعاية المناهضة لبيونغيانغ.

ماذا تبث مكبرات الصوت؟

◼ قالت هيئة الأركان الكورية الجنوبية، الجمعة، في بيان لها: "حذرنا كوريا الشمالية مرارا من إطلاق النفايات علينا، وقامت قواتنا المسلحة ببث رسائل دعائية عبر مكبرات الصوت باتجاه الشمال".

ما هي الرسائل الدعائية؟

الدعاية الكورية الجنوبية موجهة في الأساس للقوات الشمالية؛ لأنها الأقرب إلى الحدود، ويبدأ البث عبر السماعات الكورية الجنوبية بأخبار الطقس، ما يجذب أذن السامع، ثم تبدأ الرسائل السياسية التي تحرض الجنود على الانشقاق عن النظام في بيونغيانغ.

وتتضمن الرسائل الدعائية أيضا نشرات إخبارية تتناول الشمال، ونقاشات حول الديمقراطية، والرأسمالية، والحياة في كوريا الجنوبية، وبعض الأعمال الدرامية، خصوصا تلك الممنوعة من العرض في الشمال.

Embed from Getty Images

إلى جانب ذلك، تبث السماعات الجنوبية تقارير عن الفساد، وسوء الإدارة في الشمال.

ولم يغفل الجنوبيون الجانب الفني، فيبثون أيضا موسيقى البوب الكورية الجنوبية الشهيرة، التي تعدّ ممنوعة أيضا في الجارة الشمالية.

وأحيانا، إذا كانت الرياح مواتية، يطلق الجنوبيون منشورات مناهضة للنظام الكوري الشمالي، وأقراصا مدمجة "CD" وحافظات "USB"، وأوراقا على شكل الدولار الأمريكي، عبر البالونات باتجاه الشمال.

Embed from Getty Images

هل تصل الرسالة؟

يزعم الجنوبيون أن أصوات البث يمكنها أن تصل إلى عمق 10 كيلومترات عبر الحدود خلال النهار، وإلى 24 كيلومترا خلال الليل، ما يجعلها مسموعة من القوات الشمالية، والمدنيين أيضا.

وذكرت تقارير عدة انزعاج نظام بيونغيانغ من مكبرات الأصوات، وهددت ذات مرة بقصفها، ما يراه الجنوبيون نجاحا في إيصال الرسالة.

كيف ترد الجارة الشمالية؟

أحيانا، ترد سيئول بالطريقة نفسها، وتضع بعض مكبرات الصوت، في الأماكن نفسها التي تنطلق منها الدعاية الجنوبية، وإن كانت لا تصل إلى الجنوب، إلا أنها تنجح على الأقل بالتشويش عليها.

لكن الطريقة الأخرى الأكثر فعالية في الشمال، هي النفايات التي يطلقها الشمال مستعينا بالرياح والبالونات نحو مدن الجنوب.

وتحمل البالونات التي تسقط في الجنوب، نفايات، وبراز حيوانات، وبطاريات تالفة، وكلها من شأنها أن تقلق السكان في الأماكن التي تسقط فيها، خوفا من الأمراض التي يمكن أن تنقلها.

ماذا قالوا؟

◼ قال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية؛ إن البث الجمعة هو الأول من حزيران/ يونيو، بعد توقف لست سنوات، وهو ‏رد على بالونات النفايات.‏

◼ قال مسؤول كوري جنوبي لوكالة يونهاب الرسمية في وقت سابق؛ إن الشمال وسع عمليات البث عبر المكبرات، لتشمل كل الأماكن التي يبث منها الجنوب.

◼ قالت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ردا على الدعاية الجنوبية؛ إن "حثالة" كوريا الجنوبية يجب أن تكون مستعدة لدفع "ثمن شنيع وعزيز".

ماذا ننتظر؟

◼ يبدو أن الشماليين سيسمعون الكثير من البرامج الدعائية الجنوبية لفترة لا بأس بها، فيما سيتحسس الجنوبيون رؤوسهم كلما رأوا بالون نفايات في الأجواء إلى وقت غير معلوم.

◼ وربما يتخلى الجيران عن حرب السماعات والنفايات كما فعلوا سابقا عدة مرات، من أجل تشجيع جهود التقارب بين البلدين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية كوريا الشمالية كوريا الجنوبية كوريا الجنوبية كوريا الشمالية كيم جونغ اون سيؤول بيونغ يانغ المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکوریة الجنوبیة کوریا الشمالیة مکبرات الصوت بین البلدین

إقرأ أيضاً:

هل تشارك قوات كوريا الشمالية في جبهات القتال الروسية؟

في الوقت الذي تؤكد فيه أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون وجود آلاف الجنود الكوريين الشماليين على الأراضي الروسية، تلتزم روسيا وكوريا الشمالية الصمت حيال هذا الأمر.

وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وأفريقيا في مدينة سوتشي بإقليم قازان الروسي، يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعض السخرية في البداية، ثم أجاب أن "الأمر متروك للبلدين لاتخاذ قرار بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق".

من جانبه، نفى مندوب كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة كيم سونغ وجود أي جندي كوري على الأراضي الروسية، ووصف التقارير التي تتحدث عن إرسال جنود كوريين شماليين إلى روسيا بأنها "شائعات لا أساس لها".

مشاركة قوات كورية شمالية في حرب روسيا سيمنحها خبرة في ساحة المعركة والتدريب الفني (رويترز-أرشيف) فما حقيقة مشاركة قوات كورية شمالية إلى جانب روسيا في أوكرانيا؟

خلال مؤتمر سوتشي علق بوتين على صور الأقمار الاصطناعية التي نشرتها كوريا الجنوبية، وتدّعي فيها وجود عسكريين من كوريا الشمالية في روسيا، بأنها "أمر خطير"، لكنه أشار إلى أن قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) شاركت منذ مدة طويلة بشكل مباشر في الصراع الأوكراني.

أما المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف فقد أشار -في تصريحات صحفية- إلى أن المسؤولين الأميركيين الذين يتحدثون عن وجود قوات كورية شمالية في منطقة العملية العسكرية الخاصة "يعترفون بأنفسهم بأنه ليس لديهم تأكيد نهائي لهذه المعلومات".

وقال بيسكوف إن كوريا الشمالية "جارة قريبة"، وإن الدولتين "تطوران العلاقات في جميع المجالات، وهذا التعاون ليس موجها ضد دول ثالثة".

بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول، إن التعاون الإستراتيجي بين موسكو وبيونغ يانغ أمر عادي "على الرغم من محاولات الغرب شيطنته".

وفي بيونغ يانغ، قالت وزيرة الخارجية تشوي سون هوي إن القيمة الإستراتيجية لعلاقات بلادها مع روسيا تحمل أهمية أكبر في المشهد السياسي الدولي الصعب.

في المقابل، نقل مسؤول عن وكالة المخابرات الكورية الجنوبية أن نحو 11 ألف جندي كوري شمالي تم نشرهم في منطقة كورسك غربيّ روسيا كجزء من وحدة محمولة جوا ومشاة البحرية، وشارك بعضهم بالفعل في الحرب.

وأضاف أن الوكالة لا تزال تحاول تحديد العدد الدقيق للقتلى من هذه القوات، وإن كان أي منهم استسلم، وسط معلومات متضاربة.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فقد جزم، في حديثه للصحفيين في قمة المجتمع السياسي الأوروبي التي عقدت في بودابست بالمجر في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، بوجود 11 ألف جندي كوري شمالي على أراضي الاتحاد الروسي على الحدود مع أوكرانيا في منطقة كورسك، وقال إن بعض هذه القوات شارك بالفعل في القتال ضد الجيش الأوكراني.

كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين كبار في الولايات المتحدة وأوكرانيا أن عددًا من أفراد القوات الكورية الشمالية قُتلوا في اشتباك محدود مع القوات الأوكرانية، ويأتي الإعلان عن استخدامها في القتال في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها كيفية الرد على الشراكة العسكرية المتصاعدة بين موسكو وبيونغ يانغ.

هل تقدم بيونغ يانغ أسلحة ومعدات لموسكو؟

تنص اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين روسيا وكوريا الشمالية على أنه "إذا تعرض أحد الطرفين لهجوم مسلح من قبل أي دولة أو دول عدة ووجد نفسه في حالة حرب، يقدم الطرف الآخر على الفور المساعدة العسكرية وغيرها وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ووفقا للمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة".

ورغم المعاهدة التي وقعها زعيما البلدين أثناء زيارة الرئيس الروسي إلى بيونغ يانغ في 19 يونيو/حزيران الماضي، فإن كلا من كوريا الشمالية وروسيا تنفيان أي نقل للأسلحة والمعدات العسكرية إلى ساحات المعارك في الحرب مع أوكرانيا، في مقابل اتهامات غربية وكورية جنوبية متواترة لبيونغ يانغ بأنها قامت بشحن أسلحة إلى روسيا.

بدوره، نقل نائب كوري جنوبي عن جهاز المخابرات الوطني أن كوريا الشمالية شحنت أيضا أسلحة إضافية للحرب في أوكرانيا، ومن ذلك مدافع هاوتزر وقاذفات صواريخ متعددة.

كذلك نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين في الولايات المتحدة ودول أخرى أن موسكو ربما تزود بيونغ يانغ بتكنولوجيا عسكرية رئيسية لبرامج الصواريخ الكورية، في مقابل الذخائر التي تحتاجها روسيا في أوكرانيا، بما في ذلك ملايين قذائف المدفعية.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن كوريا الشمالية باعت إلى روسيا، بالإضافة إلى القذائف والصواريخ، مدفعية ذاتية الدفع من عيار 170 ملم، وقاذفات صواريخ متعددة من عيار 240 ملم، وهي أسلحة لا يعرفها الجيش الروسي.

في المقابل، طالب دبلوماسي أوكراني كبير برفع الحظر عن صادرات كوريا الجنوبية من السلاح لأوكرانيا، وقال دميترو بونومارينكو -في تصريحات صحفية في سول- إن كوريا الجنوبية يجب أن ترد برفع حظرها على توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.

كيف يؤثر التقارب العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية على حلفاء واشنطن بشرق آسيا؟

أعربت كل من كوريا الجنوبية واليابان، وهما الحليفان البارزان للولايات المتحدة الأميركية في شرق آسيا، عن قلقهما البالغ بشأن التقارير الاستخبارية والصحفية التي تشير إلى مشاركة جنود كوريين شماليين في الحرب إلى جانب القوات الروسية ضد أوكرانيا.

وقالت كوريا الجنوبية إنها تدرس الآن رفع مستوى دعمها لأوكرانيا من المساعدات غير الفتاكة إلى الأسلحة الدفاعية، وربما الهجومية، بينما أعلنت حكومة اليابان، وهي حليف آخر للولايات المتحدة يهدده بشكل مباشر برامج الأسلحة الكورية الشمالية، أنها تراقب الوضع "بقلق بالغ".

وجاء على لسان الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، في محادثات عقدها مع رئيس الوزراء الياباني إيشيبا شيغيرو يوم السبت الماضي في ليما عاصمة بيرو، على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي، قوله "إن التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية يثير التوترات الإقليمية والعالمية".

وأعرب الزعيمان خلال الاجتماع عن قلقهما البالغ إزاء تطوير بيونغ يانغ أسلحة نووية وصاروخية، فضلا عن تعميق علاقاتها العسكرية مع موسكو.

هل إرسال قوات كورية شمالية للقتال في روسيا مزعج للصين؟

تسعى الصين إلى تصوير نفسها على أنها طرف محايد في حرب أوكرانيا، وسبق أن طرحت خطة للسلام هناك، لكن كييف وواشنطن وحلفاءهما وصفوا تلك المبادرة بأنها منحازة لروسيا.

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، أن الصين تأمل أن يهدأ الصراع في أوكرانيا، وأكد أن موقف بلاده "بشأن الأزمة الأوكرانية ثابت، ولا نريد أن نرى انتشارا للأزمة وتصعيدا في الأعمال العدائية".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بلاده مستعدة للعمل مع روسيا، لتعزيز التعاون بين البلدين وإعطاء دفعة جديدة لتفاعلاتهما، وقال خلال اجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن "الصين مستعدة لمواصلة تعزيز التعاون والارتباط مع روسيا بشكل أكبر، وتعزيز دفعة جديدة للتفاعل الإستراتيجي الشامل بين روسيا والصين".

وقدمت بكين دعما دبلوماسيا واقتصاديا لموسكو، كما تتهمها الولايات المتحدة بتزويد روسيا بتكنولوجيا ذات استخدام مزدوج، وهو ما تنفيه الصين.

لكن من وجهة نظر غربية، فإن الصين ليست مرتاحة للتقارب العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية، وبهذا الصدد يقول إيان بريمير، مؤسس ورئيس مجموعة أوراسيا، وهي شركة استشارية مقرها نيويورك، "أعتقد أن الصينيين غير مرتاحين للغاية لهذا الأمر".

وأضاف بريمير في حديث لشبكة إن بي سي نيوز "إذا كانت كوريا الشمالية ترسل قوات للقتال مع الروس، فمن الواضح أن مستوى استعداد روسيا لدعمها ومساعدتها في الدفاع عن نفسها سيكون معادلا. وهذا يجعل روسيا، من نواح كثيرة، تحل محل الصين كأهم حام لكوريا الشمالية".

لكن المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان، عندما سُئل يوم الخميس الماضي عن نشر القوات الكورية الشمالية المزعوم في روسيا، قال "إن بكين ليست على علم بالوضع"، مضيفا أن موقف الصين بشأن أزمة أوكرانيا ثابت وواضح، وتأمل أن "تعمل جميع الأطراف على تهدئة الموقف والبقاء ملتزمة بالحل السياسي".

ما الفوائد التي تجنيها كوريا الشمالية من إرسال جنودها للقتال في روسيا؟

مع تزايد التصريحات الغربية بشأن وجود قوات كورية شمالية في جبهات القتال الروسية، تطرح أسئلة عن الفوائد التي يمكن أن تجنيها بيونغ يانغ من هذا الأمر.

ويقول المحللون -في تقرير نشرته شبكة سي إن إن الأميركية- إن النظام الكوري الشمالي سيكون لديه الكثير ليكسبه من نشر القوات، ومن ذلك منحها خبرة في ساحة المعركة والتدريب الفني، كما يمكن أن يساعد هذا الترتيب كوريا الشمالية على اكتساب معلومات استخباراتية عملية حول عمل أسلحتها.

وتتطلع بيونغ يانغ إلى مبادلة قواتها على أرض المعركة بتكنولوجيا روسية حديثة لبرامج الصواريخ الباليستية التي تطورها بيونغ يانغ، والقادرة على حمل رؤوس نووية.

كما أن الجنود الكوريين الشماليين سيحظون بالمشاركة في حرب حديثة، إلى جانب جيش عملاق، بعد أن كانت آخر مشاركاتهم في الحرب الأهلية الكورية في خمسينيات القرن الماضي.

ولا شك أن العوائد المالية التي ستجنيها كوريا الشمالية من روسيا سوف تساعد هذا البلد المعزول سياسيا واقتصاديا على حل بعض مشاكله الاقتصادية.

وفي تحقيق صحفي أجرته الأسوشيتد برس في سول بكوريا الجنوبية، قالت الوكالة إنه من المتوقع أن تدفع روسيا جميع التكاليف المتعلقة بنشر القوات الكورية الشمالية، بما في ذلك أجورهم التي يقدر المراقبون أنها ستكون على الأقل ألفي دولار شهريا لكل شخص، سيذهب جزء منها إلى النظام الحاكم.

ويتوقع منشقّون أن عائلات الجنود المنتدَبين للقتال خارج الوطن ستحظى برعاية صحية وتعليمية أفضل، وقد يحصلون على إسكانات مميزة، وفرص للانتقال إلى العاصمة بيونغ يانغ والالتحاق بجامعات أفضل.

ما الدور الذي تراه القيادة الروسية لجنود كوريا الشمالية؟

من المحتمل أن تستخدم روسيا القوات الكورية الشمالية في الخطوط الأمامية، مثلما دفعت في السابق بموجات من الوحدات الروسية، كما ورد في تقرير نشرته الجزيرة نت.

وهؤلاء الجنود الذين يفتقرون إلى الخبرة القتالية هم أصلح للانتشار في المواقع الدفاعية، وذلك يعني تفريغ مزيد من القوات المدربة لشنّ عمليات هجومية لاستعادة الأراضي الروسية التي انتزعتها أوكرانيا.

وبحسب دراسة نشرها المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، فإن روسيا تسعى، من وراء إشراك آلاف الجنود الكوريين الشماليين في الحرب على أوكرانيا، إلى تعويض خسائرها البشرية في أرض المعركة، والاستعاضة عن تجنيد وتعبئة مزيد من الشباب الروس الذين يبدون عدم رغبة في الذهاب إلى الجبهة.

ومن ناحية أخرى، قد تنطوي مسألة استعانة روسيا بقوات عسكرية من كوريا الشمالية على محاولة من جانب الدولتين لعزل الصين عن التطورات في الشراكة الإستراتيجية بينهما، ولا سيما في بعدها الدفاعي. وذلك ما قد يفسر تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، تعليقًا على إرسال كوريا الشمالية قوات عسكرية إلى روسيا، بأن الصين ليست على علم بالوضع.

هل يمكن لقوات كوريا الشمالية أن تغير ديناميكية الحرب؟

قد تتمكن روسيا من تفريغ عشرات الآلاف من جنودها للقتال في دونيتسك، بؤرة الحرب بأكملها، وهو ما يعني تعزيز فرصها في بسط السيطرة على هذه المقاطعة.

ويقول مراقبون غربيون إن تحولا إستراتيجيا كبيرا قد حدث بالفعل بانضمام قوات كورية شمالية للقتال على الجبهات الروسية، لكن هذا التحول منحصر حتى هذه اللحظة بالعلاقات المتنامية بين روسيا وكوريا الشمالية، سواء كان ذلك في المجال العسكري أو التكنولوجي والاقتصادي.

لكن من غير الضروري أن يكون للقوات الكورية الموجودة على الأرض الروسية، كما دأبت جهات إعلامية واستخبارية غربية على الترديد، تأثير فعلي على تغيير مجريات الحرب. فقد صرح مسؤولان سابقان في الحكومة الأميركية بأن هذا لن يكون نقطة تحول كبيرة لأعداد القوات ونوع الأسلحة المستخدمة.

مقالات مشابهة

  • استطلاع رأي: ارتفاع شعبية رئيس كوريا الجنوبية لأول مرة منذ 4 أشهر
  • استطلاع: ارتفاع شعبية رئيس كوريا الجنوبية لأول مرة منذ أربعة أشهر
  • كوريا الجنوبية: قراصنة من كوريا الشمالية سرقت عملات مشفرة بقيمة 58 مليار وون في عام 2019
  • هل تشارك قوات كوريا الشمالية في جبهات القتال الروسية؟
  • كوريا الشمالية وروسيا تتفقان على توسيع التعاون الاقتصادي بينهما
  • رجل كوريا الشمالية الغامض.. كيف يؤثر في معارك أوكرانيا؟
  • الرئيس الأوكراني زيلنسكي: "قد يرتفع عدد القوات الكورية الشمالية إلى 100 ألف عند الحدود مع أوكرانيا"
  • تصفيات كأس العالم.. فلسطين تفرض التعادل على كوريا الجنوبية
  • جمعية تقويم العظام الكورية الجنوبية تكرم جراح عظام بجامعة الأزهر
  • جمعية تقويم العظام الكورية الجنوبية تكرم طبيبا بجامعة الأزهر