الرحلات البحرية تستعيد شعبيّتها بعد جائحة كورونا، ولكن بأي ثمن؟
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
بعد التّراجع الذي شهده الإقبال على السياحة البحرية خلال جائحة كوفيد19، عادت شعبية الرحلات البحرية إلى الواجهة، لكنّ الدراسات الأخيرة تُؤكّد أنّها من أكثر أشكال السّفر تلويثاً للبيئة.
في العام الماضي، سجّل عدد ركاب الرحلات البحرية في الدنمارك رقماً قياسياً. ومع ذلك، تُظهر دراسة جديدة حتى أنها تتفوق على السفر الجوّي في تلويث البيئة.
كشفت الدراسة التي أجراها خبير لصالح قناة DR News الدنماركية أن متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل راكب على متن سفينة سياحية يبلغ ضعف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تصدرها الطائرة على نفس المسافة وأربعة أضعاف انبعاثات السيارة التي تعمل بالبنزين.
وقد أوضح نيلز بوس كريستنسن، وهو باحث بارز في معهد اقتصاديات النقل في أوسلو، أنّ "انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل راكب على متن السفن السياحية أعلى بكثير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل راكب مقارنةً بالسيارة أو الطائرة".
لكن يبدو أنّ العديد من الركاب الذين وصلوا على متن سفينة سياحية في كوبنهاغن كانوا يجهلون أنّ وسيلة النقل المفضّلة لديهم تنبعث منها غازات ملوّثة للبيئة أكثر من المتوسط.
هيتي دويل، وهي سائحة أسترالية على متن سفينة سياحية في كوبنهاغن، أعربت عن صدمتها حين عرفت بالأمر. نفس الموقف كان لروبرت إيومازو من أمريكا حيث قال: "بصراحة لم أفكر في ذلك". وأضافت دويل: "كنت اعتقدت أنني اخترت سفينة أكثر احتراما للبيئة".
للبواخر السياحيّة بصمة كربونية أكبر من المتوقع، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى وسائل الراحة التي توفّرها هذه البواخر، حيث تعمل بشكل أساسي كفنادق عائمة.
ويوضّح كريستنسن قائلاً: "عليك أن تتوقع ذلك عندما تسافر على متنها مع احتوائها على متاجر ومطاعم وفنادق. وهذا في حد ذاته يجعل الأمر مختلفاً تماماً عمّا إذا كنّا نقود سيّارتنا أو إذا ركبنا في طائرة".
وتعمل معظم السفن السياحيّة بزيت الوقود الثقيل الملوّث بعدد من المواد الكيميائية مثل الكبريت والنيتروجين. كما أنّ زيت الوقود له قوام سميك، ما يجعله خطراً على الحيوانات والبيئة بشكل عام.
طقس حار مع بداية فصل الربيع يفتح الباب أمام موسم السياحة على ضفاف البحيرات والشواطئ الأوروبيةالسياحة في إسبانيا: نعمة أم نقمة؟ احتجاجات في مالقة تطالب بحق السكان المحليين بالسكن اللائقشاهد: مدينة البندقية الإيطالية تضع رسمًا جديدًا على زوارها للسياحةالسياحة المفرطة في أثينا.. دعوات للسيطرة على هذا القطاع في اليونانوأشار المهندس البحري هانز أوتو كريستنسن إلى كميّة الانبعاثات من السفن السياحية، قائلاً: "أنت ترسل ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء، وهو ما يساهم في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري". وللتخفيف من أثر ذلك، يدعو كريستنسن إلى الانتقال إلى الوقود الأخضر في قطاع النقل، بما في ذلك حركة السفن السياحيّة.
وأقر كلاوس بوندام، رئيس شركة كروز الدنمارك، بمساهمة قطاع السياحة في التلوث، قائلاً: "إنّ جميع أشكال السياحة تقريباً، مثلها مثل العديد من الأشياء الأخرى التي نقوم بها في حياتنا، تترك بصمة كربونية. ولا تختلف سفن الرحلات البحرية عن ذلك".
وخلص كريستنسن إلى أنّ الجهود الكبيرة المبذولة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في حركة الملاحة الساحلية تعتمد على شركات بناء السفن والمشغّلين، وأنّ ما يمكن أن يُحدث فرقاً هو المبادرات السياسية التي من شأنها أن تُحفّز الشركات على تبنّي ممارسات أكثر مراعاة للبيئة والمحيط.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كامالا هاريس: هل ستكون المرشّحة الديمقراطية لرئاسة أمريكا صديقة للبيئة؟ عروض شعبية تجوب شوارع البلقان في مهرجان سراييفو الفلكلوري أسعار الإيجار في أوروبا ترهق كاهل المواطن.. المتر في سويسرا ب 18 ألف يورو وصربيا تسجل النسبة الأعلى بواخر سياحة تلوث تغير المناخ كروز - صاروخ موجهالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة فساد دونالد ترامب إسبانيا سياحة باريس غزة فساد دونالد ترامب إسبانيا سياحة باريس بواخر سياحة تلوث تغير المناخ غزة فساد دونالد ترامب إسبانيا سياحة باريس الاتحاد الأوروبي إسرائيل المجر حركة حماس اغتيال مظاهرات السياسة الأوروبية انبعاثات ثانی أکسید الکربون الرحلات البحریة على متن
إقرأ أيضاً:
«إمستيل» تحصد جائزة «رائد استدامة الصلب 2025»
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت «إمستيل»، حصولها على لقب «رائد استدامة الصلب 2025» من قبل الرابطة العالمية للصلب، في خطوة مهمة تعزز من مكانتها باعتبارها الشركة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي حازت اللقب للعام التالي على التوالي.
ويتم تقديم جائزة «رائد استدامة الصلب»، التي أطلقتها الرابطة العالمية للصلب قبل ثماني سنوات كجزء من جوائز ستيلي «The Steelie Awards»، للشركات التي تُظهر التزاماً بالتنمية المستدامة في صناعة الصلب العالمية.
ويكرّم برنامج رواد استدامة الصلب، الشركات التي تستوفي معايير صارمة، بما في ذلك التوقيع على ميثاق الاستدامة العالمي للصلب، وتلبية 20 معياراً للاستدامة، وتوفير بيانات وتقييم دورة حيادية مدخلات ومخرجات العمليات التشغيلية، والمشاركة في مبادرات الرابطة العالمية للصلب مثل جوائز الرابطة أو برنامج تقدير الصحة السلامة.
ويأتي تكريم المجموعة نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلتها «إمستيل» في تعزيز ممارسات الاستدامة في عملياتها التشغيلية خلال العام 2024، حيث أحرزت تقدماً ملحوظاً في هذا الإطار، إذ خفضت كثافة انبعاثاتها في النطاق 1 والنطاق 2 بنسبة 23%، وبدءاً من عام 2023، وصل إجمالي انبعاثات «إمستيل» في النطاق 1 والنطاق 2 إلى 4.5 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقال المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إمستيل»، إنه باعتبارها أول شركة لإنتاج الحديد في العالم، تقوم باحتجاز جزء من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فقد تمكنت المجموعة من العمل بكثافة كربونية أقل بنسبة 45% من المتوسط العالمي، مؤكداً مواصلة العمل الفاعل في إزالة الكربون من هذا القطاع، ومن سلسلة التوريد النهائية.
وأكد أن حصول المجموعة على اللقب يعد شهادة على العمل الدؤوب لتحقيق ممارسات مستدامة، ما يعزز التزامهم بقيادة التحول نحو الحياد المناخي، وتحقيق مستقبل أكثر استدامة ونظافة.