لجريدة عمان:
2024-09-07@07:20:09 GMT

افتتاحية.. عن النجاة من التطرف

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

افتتاحية.. عن النجاة من التطرف

هذا عصر مزدحم بالأحداث، والمتغيرات والتحولات تحت ضغط وتأثير الثورة التكنولوجية التي وظف جزء منها لمسارات ضارة وأفكار ضالة. ومن بين أهم الأخطار التي تواجه البشرية في الوقت الحالي خطر الفكر المتطرف الذي يقود أصحابه إلى هاويات فردية وجماعية تمس عموم المجتمع وعلاقاته ونسيجه المتماسك.

تجد الأيديولوجيات المتطرفة، التي كثيرًا ما تتخفى تحت ستار الحقيقة المطلقة والحلول التبسيطية لمشاكل معقدة، أرضًا خصبة في عقول المحبطين وخائبي الأمل والجهلة في أحيانا كثيرة، ومن الضروري أن ندرك، كمجتمع، قوة الثقافة والفلسفة في بناء عقول مستنيرة وفي ملء الكثير من الفراغات المتشكلة لدى بعض الشباب والتي تقودهم إلى مسارات التطرف والتشدد.

تبدأ جذور التطرف عند عتبات الجهل، وحول الخوف وفي عمق الشعور بالعزلة وفق ما يذهب إليه الفيلسوف ابن رشد الذي يقول: «الجهل يقود إلى الخوف، والخوف يقود إلى الكراهية، والكراهية تقود إلى العنف.. هذه هي المعادلة». ولتفكيك هذه المعادلة، يجب علينا أن نبني في شبابنا القدرة على فهم وتقدير تعقيدات العالم من حولهم، وهذه العملية البنائية هي جوهر البناء الحضاري والتي تتم عبر المنتج الثقافي والفكري والفلسفي وهي أسس تقوم عليها الحضارة ويمكن عبر الوعي بها تعزيز التفكير النقدي والتعاطف والشعور بالإنسانية المشتركة.

ما زالت كلمات الفيلسوف جون ستيوارت ميل تتردد وهو يقول: «إن من لا يعرف إلا الجانب الخاص به في القضية فإنه لا يعرف سوى القليل»، ولذلك فإن فهم وجهات النظر الأخرى في أي قضية من شأنه أن يفتح الكثير من الآفاق، آفاق الرؤية وآفاق الحوار وكذلك آفاق تقدير الآخر وفهم أفكاره، وتقوم الفنون على اختلافها بالكثير من هذا الدور، وفي العموم فإن مثل هذا الفهم من شأنه أن يكرس فكر التحليل والتساؤل وفي نهاية المطاف مقاومة التبسيط المخل الذي يبنى عليه الخطاب المتطرف.

وتقدم الفنون والثقافة ثراء معرفيا عبر رطنٍ بالتجربة الإنسانية التي تذكرنا بتراثنا الإنساني المشترك والجهود التي بذلها البشر عبر القرون في محاولة تفكيك تعقيدات الحياة عبر الإبداع.

وتوفر الفلسفة إطارا للبحث النقدي والتفكير الأخلاقي.. وتشجع أفكار ابن رشد والفارابي وابن سينا وسقراط وكونفوشيوس العقول الشابة على البحث عن الحكمة والسعي لتحقيق النزاهة الأخلاقية. وكما قال الفيلسوف العربي يعقوب بن إسحاق الكندي: «لا ينبغي لنا أن نخجل من تقدير الحقيقة والحصول عليها أينما جاءت، حتى لو جاءت من أعراق بعيدة وأمم مختلفة عنا».

إن العالم اليوم في أمسّ الحاجة إلى تكريس حضور الفن والثقافة والفلسفة في حياته وتشكيله الفكري من أجل كسر مسارات التطرف، وهذا بدوره يسهم في تمكين الأجيال الشابة من نقد التطرف بشكل منهجي ونبذه والبعد عن طرقه وتوجيه الطاقات نحو مستقبل متمسك بالتسامح والتفاهم والسعي الدؤوب نحو الحقيقة. هذا الأمر في مجمله يكرم الإنسان وإنسانيته المشتركة ويبني عالما ينتصر فيه نور العقل على ظلمة الجهل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بعد تداول فيديو عن سقوط نيزك فوق سوريا والبقاع.. إليكم الحقيقة

تم مساء أمس الجمعة التداول بمقطع فيديو قيل انه عن رصد نيزك فوق سوريا والبقاع، الا انه بعد متابعة وتدقيق تبين ان الفيديو المتداول هو لـ "كويكب" يحترق في سماء الفليبين قبل يومين، وغير صحيح أنه سقط فوق الهرمل او سوريا.  

هذه حقيقة فيديو سقوط نيزك فوق سوريا والبقاع#lebanon24 pic.twitter.com/IfgpvFHTbz

— Lebanon 24 (@Lebanon24) September 7, 2024

مقالات مشابهة

  • بعد تداول فيديو عن سقوط نيزك فوق سوريا والبقاع.. إليكم الحقيقة
  • ”الخطوات نحو الحقيقة: مليونية للكشف عن مصير علي عبدالله عشال والمختطفين”
  • مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة: الحوثيون يجندون عشرات الآلاف من الأطفال ويرسلونهم لجبهات الحرب وغيروا المناهج الدراسية وغرسوا التطرف فيها
  • بابا الفاتيكان يدعو إلى التضامن ضد التطرف الديني
  • عضو التحالف الوطني تسلم 25 مركب صيد لصغار الصيادين بكوم إمبو في أسوان
  • عضو التحالف الوطني تسلم 24 مركب صيد لصغار الصيادين بكوم امبو في أسوان
  • بابا الفاتيكان يوجه تحذيرًا صارمًا ضد التطرف الديني خلال زيارته لإندونيسيا
  • ارتفاع أسعار كروت الشحن.. مصدر يكشف الحقيقة
  • إفتتاح غرفة مبادرة " قدم صحيح "لمرضى السكرى بجامعة أسوان
  • بابا الفاتيكان يدعو إلى الحوار في مواجهة التطرف والتعصب