على ضوء فتوى خامنئي.. ما موقف إيران من تطوير الأسلحة النووية؟
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
تحدث القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، عن سياسة بلاده المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية، وذلك في معرض سؤاله عن فتوى المرشد الإيراني علي خامنئي حول حرمة إنتاج أسلحة الدمار الشامل، وعلى رأسها السلاح النووي.
جاء ذلك خلال حوار لباقري مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، حيث طرح عليه سؤال حول ما إذا سياسة الحكومة الإيرانية هي أن تطوير الأسلحة النووية محظور بموجب فتاوى من كلا الزعيمين الخميني وخامنئي ضد هذا النوع من الأسلحة.
وقال المسؤول الإيراني، إن "هذه فتوى أصدرها المرشد الأعلى لإيران وسماحته هو أعلى سلطة دينية، وفي نفس الوقت السلطة السياسية في البلاد. لذا فإن تعليمات سماحته كما نسميها فتوى ملزمة لجميع الأعضاء في البلاد، لا يمكننا مخالفتها".
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي أفتى في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بتحريم الأسلحة النووية.
كما قال في عام 2019، إن "بناء وتخزين القنابل النووية أمر خاطئ واستخدامها حراما. على الرغم من أن لدينا التكنولوجيا النووية، فقد تحاشت إيران ذلك تماما".
على الرغم من الفتوى، إلا أن العديد من المسؤولين الإيرانيين سبق لهم أن لوحوا بـ"تغيير العقيدة النووية" في حال تعرضت طهران لخطر وجودي.
والشهر الماضي، شدد كمال خرازي، مستشار المرشد الإيراني، على أن طهران قد تغير من عقيدتها النووية في حال تعرضت لتهديد وجودي، موضحا أن بلاده لا تمارس في الوقت الراهن تطوير الأسلحة النووية.
وقال خرازي، الذي يشغل أيضا منصب رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الدولية، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن "لا رغبة طهران في حرب بالمنطقة، ولا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، ولكن إذا ما تعرضت البلاد لخطر وجودي فإنها ستغير عقيدتها النووية".
وأوضح خرازي في حديثه للصحيفة البريطانية، أنه في حال "أعاد الغرب فرض العقوبات التي تم رفعها بعد انضمام إيران إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وفرض القيود على البرنامج النووي الإيراني، فسيتبع ذلك حتما رد فعل جدي من طهران يتعلق بتغيير الاستراتيجية النووية".
ولفت المسؤول الإيراني إلى أن بلاده "لا ترغب في إنشاء أسلحة نووية"، وتابع: "حتى الآن لم نتخذ قرارا بتخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 60 بالمئة. لكننا نحاول توسيع تجربتنا باستخدام وسائل وطرق مختلفة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإيراني خامنئي السلاح النووي إيران خامنئي السلاح النووي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسلحة النوویة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات روما.. كيف تقرأ الأوساط الإيرانية التقدم في المباحثات النووية؟
طهران- على وقع المواقف الأميركية بعيد مفاوضات مسقط، التي تراوحت بين التلويح بالخيار العسكري وحثّ الترويكا الأوروبية على تفعيل آلية الزناد والدعوة إلى الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم في إيران، أحرزت الجولة الثانية من المحادثات النووية في روما تقدما ملحوظا تمثل في إعطاء الضوء الأخضر لبدء المباحثات التقنية.
ورغم تباين المواقف عقب مفاوضات مسقط، حيث دعا كبير المفاوضين الأميركيين ستيفن ويتكوف إلى وقف برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم، ورفضها على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي الذي اعتبره "غير قابل للتفاوض"، رسم تفاؤل الجانبين الإيراني والأميركي بعيد مفاوضات روما علامات استفهام كثيرة لدى الأوساط الإيرانية.
وبينما ذهب بعض المراقبين الإيرانيين بعيدا في تفسيرهم لنتائج الجولة الثانية من المباحثات النووية، التي عقدت السبت الماضي في العاصمة الإيطالية، يبحث طيف آخر عما يدور خلف الكواليس للعثور على سبب مقنع للتقدم السريع في مفاوضات "العدوين اللدودين"، في حين تستغرب شريحة ثالثة التطورات المتسارعة في هذا الملف بعد جلب حاملات الطائرات وقاذفات القنابل الأميركية إلى المنطقة.
تساؤلات
من ناحيته، يستغرب الناشط السياسي الإصلاحي أحمد زيد آبادي، التقدم السريع في المفاوضات النووية خلال فترة وجيزة جدا، موضحا أن ثمة تحديات تحيط بالمفاوضات عادة، لا سيما أن الهوة كانت كبيرة في مواقف الجانبين الإيراني والأميركي.
إعلانوفي تعليق تحت عنوان "ما القصة؟" نشره في قناته على منصة تلغرام، تساءل زيد آبادي عما إذا كان الطرفان يتباحثان على الخطوط العريضة فحسب ولم ينتقلا إلى التفاصيل الدقيقة، أم إنهما لم يستوعبا مطالب الطرف المقابل ويفسرانها كما يحلو لهما.
وبينما يرى الناشط السياسي الإصلاحي في تعديل أحد طرفي المفاوضات أو كلاهما في مواقفه وإظهارهما "مرونة غير متوقعة" من أجل التوصل إلى اتفاق سريع، يرسم علامة استفهام كبيرة عما إذا اتفق الجانبان الإيراني والأميركي سرا بتسهيل من الوسطاء قبيل إطلاق المفاوضات الجارية.
من جانبه، عزا محمد مهدي شهرياري عضو لجنة الأمن القومي والسياسة والخارجية بالبرلمان الإيراني، سبب الأجواء الإيجابية التي سادت المفاوضات النووية إلى "ذكاء الخارجية الإيرانية التي سبق أن فعلت قنوات تواصل مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأميركيين منذ عامين، وناقشت معهما القضية النووية دون غيرها".
وتداولت وسائل الإعلام الإيرانية شريطا مصورا لشهرياري وهو يقول إن الجانب الإيراني الذي ارتبط بفريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان ينقل المستجدات -منذ أشهر- أول بأول إلى المرشد الأعلى علي خامنئي والجهات الدبلوماسية، مضيفا أن بلاده تتخذ قراراتها هذه الأيام بناء على المعلومات والبيانات التي جمعتها خلال السنوات الماضية.
في غضون ذلك، ترجع صحيفة "خراسان" الصادرة بالفارسية، سبب التقدم المتسارع في مفاوضات الجانبين الإيراني والأميركي إلى الرياح التي جاءت بما لا تشتهي سفينة ترامب وإطالة الأمد في تحقيق وعوده الانتخابية، لا سيما ما يخص إحلال السلام في الشرق الأوسط وإيقاف آلة الحرب في أوكرانيا، إلى جانب اصطدام حرب الرسوم الجمركية بعقبات جمة.
ملفات خلافيةوفي مقال بقلم الكاتب السياسي صابر كل عنبري، رأت الصحيفة أن ترامب يبدو على عجلة من أمره بشأن التوصل إلى اتفاق مع طهران، وأنه إثر بلوغ الملفات أعلاه طريقا مسدودا يرغب بتسجيل إنجاز كبير لإدارته انطلاقا من اعتقاده بأن حلحلة الملف النووي الإيراني أسهل من الملفات الأخرى، ذلك لأن الجانب الأميركي هو أحد طرفي المفاوضات النووية خلافا للنزاع في أوكرانيا وغزة، مما يشجعه على عدم إثارة قضايا إضافية غير البرنامج النووي وعدم المطالبة بتفكيكه.
إعلانومع ذلك، فإن فئة أخرى من الإيرانيين تعتقد أن الوقت مبكر للحكم على نجاح أو فشل المفاوضات بين طهران وواشنطن، رغم قبول الجانبين بمبدأ الحوار والتخلي عن المواقف السابقة وعدم طرحهما مطالب من شأنها توتير الأجواء وتعيين موعد للجولة الثالثة.
وإن كانت هذه الأمور تبعث رسائل إيجابية عن المسار الدبلوماسي حتى الآن، غير أن السفير الإيراني الأسبق في ليبيا جعفر قناد باشي، يرى أن طريق المفاوضات لا يزال ملغما، وأن ثمة تحديات كبيرة قد تنسف طاولة الحوار بين عشية وضحاها.
وفي مقابلته مع صحيفة "ستاره صبح"، يسلط الدبلوماسي الإيراني السابق، الضوء على الملفات الخلافية بين وفدي التفاوض حول رفع العقوبات والتحقق من الوفاء بالتعهدات وطبيعة البرنامج النووي الإيراني وغيرها، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة لم تتفقا بعد على العديد من النقاط وأن مباحثاتهما خلال جولتي مسقط وروما لا يمكن أن تضمن الوصول إلى النتيجة النهائية.
ولدى إشارته إلى المساعي الإسرائيلية للدفع بالعلاقات الإيرانية الأميركية نحو التصادم العسكري، والتطورات الإقليمية والدولية المعقدة، وتهديد الجانب الأوروبي بتفعيل آلية الزناد في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، يؤكد قناد باشي أن أي اتفاق محتمل سيبقى معلقا حتى التوقيع عليه، وأن الطريق سيبقى ملغما حتى ذلك الحين.
سيناريوهات محتملةفي المقابل، يلمس الأكاديمي مهدي مطهر نيا، رئيس معهد "سيمرغ باريخ" للدراسات المستقبلية، في مفاوضات 2025 تقاربا في المواقف الإيرانية الأميركية من شأنها أن ترتقي بالعلاقات المتوترة إلى "الشراكة الإستراتيجية" خلال السنوات المقبلة.
وفي مقال تحت عنوان "أجواء المفاوضات بين طهران وواشنطن" نشره في صحيفة "آرمان ملي"، يكتب مطهر نيا، أن المسار الدبلوماسي سيستمر حتى التوصل إلى اتفاق أو قناعة لدى كل من الجانبين بضرورة طي ملف المفاوضات، مؤكدا ضرورة استغلال الظروف الواعدة الراهنة تمهيدا لوصول البيت الأبيض إلى تفاهم مع طهران في إطار ما يسمى بالنظام العالمي الحديث.
إعلانوبين متفائل ومتشائم بشأن مستقبل المفاوضات النووية المتواصلة بين طهران وواشنطن برعاية مسقط، يعدد الأكاديمي المختص في التجارة الدولية مصطفى كوهري فر -في مقاله بصحيفة "دنياي اقتصاد"- السيناريوهات المترتبة على المسار الدبلوماسي الجاري وفق التالي:
اتفاق شامل وطويل الأمد يرفع العقوبات عن إيران ويمهد لاستثمار الشركات الأميركية فيها. اللجوء إلى الخيار العسكري إثر تشبث الجانبين بمطالبهما، وهذا ما ترغب به إسرائيل. اتفاق مؤقت على غرار خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي المبرم عام 2015).