لجريدة عمان:
2025-04-07@11:22:21 GMT

نصان قصصيان

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

نصان قصصيان

1-الوصفة السحرية

«لا يجرؤ بعض الناس أن يكونوا ملوكا حتى في أحلامهم»

أمين معلوف

صار له أكثر من أسبوع وهو يعيش حالة تيه لم يستطع التخلص منها. لكنه أقسم واعدا نفسه أن تكون الليلة هي ليلة التحرر تلك، قال: «ليل الخميس، والكل في العادة خارج الشقق». سيخلع ملابسه كلها وسيغني ويرقص.

من ماذا أريد أن أتحرر؟ يسأل نفسه ويجيب: التردد والخوف والخجل.

ثم يسأل ثانية: كيف لي أن أفعل ذلك؟ فيرد: أخرج إلى الشارع من دون أن أضع على رأسي مصرا أو كمة، أريد أن أخرج بقميص وبنطلون جينز كما يفعل الآخرون. يتساءل: لماذا المسألة سهلة عند السفر إلى الخارج؟!

لا يفهم لماذا أبوه لا يرفع المصر عن رأسه إلا حين يذهب للنوم؟ يظل بين أولاده وبناته رابطا رأسه، حتى أنه يرفض ارتداء الكمة وهم حوله.

قرر كخطوة أولى للتحرر التدريجي من كل ما اكتسبه من عادات -التي يجزم أنه لو خُيّر فيها منذ البداية لرفضها- أن ينام ليلته عاريا على سريره الصغير في غرفته المقفلة عليه. سيكون الأمر سهلا، فلا أحد يشاركه الغرفة، ولن تتمكن عين أحدهم من مشاهدته. سيبدأ وستكبر في داخله الشجاعة ومعها ستبدأ الأشياء المتكدسة في عقله بالتشظي والتلاشي. ابتسم ابتسامة قصيرة.

لكنه فشل، كما حصل في كل الليالي الماضية. شعر بأن ثمة مراقبا يتربص به، يتحين الفرصة لزلته وفضحه. كم ممن يعرفهم فضحوا وشُهرّ بهم!

لم يستطع كذلك رفع صوته في الغناء خشية أن يسمعه أحد. قال: «غدا الجمعة، وكل من يسكن البناية من أبناء جلدته سيكونون في بلدانهم، وعندها أستطيع أن أفعل ما أريد».

مساء الجمعة استطاع خلع إزاره، على الأقل لدقائق معدودة، لكنه لم يشعر بالراحة النفسية التي كان يتمناها، فالإحساس بالخجل وأن هناك من يراقبه لم يبرح كاهنه.

أعاد لف الإزار حول خاصرته. حاول الغناء مجددا، لكنه خشي مرة أخرى أن يسمعه أحد، ويتهمه بالميوعة والتفسخ.

قرر أن يسافر ليفعل ما يشاء وهو بعيد عن كل تلك الهواجس. فتح الجهاز وحجز تذكرة وابتسم من جديد. فكر في البداية أن يتصل بصديق له ليوصله إلى المطار قبل أن يتراجع خشية أن يحكي الصديق عن سفرته للآخرين، هو يريدها سرية للغاية، أسماها بينه وبين نفسه «سفرة التحرر الكبير»، سيطلب تاكسي في الصباح. ذلك أسلم. عاد إلى السرير، هذه المرة كانت ابتسامته واسعة جدا، فلقد عثر أخيرا على «الوصفة السحرية».

2-الجرعة

الأب السبعيني المريض لا يتوقف عن تكرار جملته لابنه «لعنة الله عليك». يُخرج زفيرا بائسا يسمعه كل من في الجناح. يتنهد محاولا النهوض من استلقائه. «الممرضات يقلن: لازم ما تتحرك حتى يخلص الدواء»، ينصحه الابن. فيثور الأب، يرتفع صوته أكثر «لعنة الله عليك وعلى الممرضات وعلى الطبيبة، خليتوني أمرض وأنا ما فيّ شي، ما أريد هذا الدواء، بيقتلني وأنا بخير».

يستمر في لعناته، بينما يحاول الابن تهدئته، وحين ييأس من محاولاته، كما يفعل في كل مرة، يتركه يقول ويفعل ما يشاء «على راحتك باه».

مشهد يتكرر كل أسبوع تقريبا، لأكثر من شهرين على الأقل، منذ أن بدأت في أخذ الجرعة الأسبوعية، مثله، مرة كل أسبوع، أقضي الليلة على مضض تحت الأضواء التي لا تطفأ، وعلى سماع الشخير والسعال وأحاديث الممرضات وحركتهن التي لا تتوقف وهن يستجبن لنداءات المرضى وأجراسهم المزعجة التي يصعب النوم معها.

لكنه كان الأكثر إزعاجا من بين كل الأشياء المزعجة حولي، تضايقت بسببه كثيرا بداية الأمر، خصوصا وأنه ينام في السرير الذي على يميني مباشرة، ضمن ستة أسرة لا يفصل بينها سوى ستائر قماشية خفيفة هرمت وبهتت ألوانها، فصوته دائما مرتفع وحديثه لابنه بالكاد يتوقف دقائق طوال الليل. لكنني بعدها شعرت بالشفقة عليه، وصرت أتضايق لأجله خصوصا حين يشتكي من تأثير الكيماوي «أيش هذا بو يعطوني إياه؟ أحسه كما النار تحرق عروقي»، «بنعطيك دوا يخفف الألم» ترد عليه الممرضة، فيتأفف ويعاود اللعنات.

***

«نفسي في صحن عيش وسمك مقلي ورأس بصل وطماطم»، طلب من ابنه في تلك الليلة. «باه، الساعة وحدة بعد نص الليل، من هين أجيب لك سمك الحين؟ نام والصباح بروح أجيب لك اللي تباه». فيتأفف الأب.

في الثالثة فجرا عاود طلبه، ثم كرره في الخامسة، لكن هذه المرة حدد نوع السمك «ولدي، أريد السمك يكون سمك كنعد طازج» وأردف: «لا تجيب لي من مطعم، ما أريد، أكلهم خايس، خلي أمك تطبخ لي؟»

«باه، كنعد الساعة خمسة الفجر؟!! الله يهديك»

«ما تريد تسمع كلامي، أنا أبوك اللي رباك، أنا قايل، محد حيقتلني غيرك»

ثم نام، ولم يستيقظ بعدها.

يونس الأخزمي كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

سنن الأذان الخمسة والدعاء المستجاب قبل الإقامة.. تعرف عليه

كشفت دار الإفتاء المصرية، عن مستحبات عند الأذان وسنن الأذان الخمسة التي يستحب فعلها عند رفع الأذان للصلوات.

كيفية الأذان والإقامة في أذن المولود .. سنن نبوية لا تتركهاحكم جعل القرآن الكريم أو الأذان نغمات للهاتف المحمول.. الإفتاء توضحسنن الأذان الخمسة

وأوضحت دار الإفتاء ، أن سنن الأذان الخمسة، تتضمن ما يلي: أن يقول المصلي مثل ما يقول المؤذن، وأن يدعو لنفسه ولغيره عند رفع الأذان، وأن يقول "لا حول ولا قوة إلا بالله" عند الحيعلتين، وأن يصلي على سيدنا محمد.

وأضافت دار الإفتاء، أن من سنن الأذان الخمسة، أن يقول المصلي "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته" بعد نهاية الأذان.

سنن الأذان

وقالت دار الإفتاء المصرية، عن سنن الأذان إن الإنصات إلى الأذان والانشغال بترديده وترك الكلام وعدم الانشغال بغيره من أفضل الأعمال؛ لأنَّ الأذان يفوت وغيره من الأعمال باقية يمكن تداركها، إلَّا أن تكون هناك حاجة للكلام فإنَّه يجوز حينئذٍ من غير كراهة.

وأضافت الإفتاء، عبر موقعها، أن الأذان شُرِع للإعلام بدخول وقت الصلاة؛ فقد روى الشيخان في "صحيحيهما" عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ».

وأوضحت الدار، أنه ورد في السنة المطهرة ما يدل على استحباب متابعة المؤذِّن وإجابته بترديد الأذان خلفه لكلِّ من سمعه؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ» متفقٌ عليه.

وتابعت: "يُسَنّ لمَن يسمع الأذان أن يقول مثل ما يقول المؤذِّن إلَّا في الحيعلتين، وهي قول المؤذِّن: "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، فيقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وعند قول المؤذِّن في صلاة الفجر: "الصلاة خير من النوم"، يقول السامع: "صدقت وبررت"، وعند قول المؤذِّن في الإقامة: "قد قامت الصلاة"، يقول السامع: "أقامها الله وأدامها.

دعاء وقت الأذان مستجاب

ويعد دعاء بين الأذان والإقامة من الأدعية المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،، وهو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالْبَصِيرَةَ فِي دِينِي، وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي ، وَالْإِخْلَاصَ فِي عَمَلِي ، وَالسَّلَامَةَ فِي نَفْسِي، وَالسَّعَةَ فِي رِزْقِي، وَالشُّكْرَ لَكَ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي».

وكذلك سيِّدُ الاستغفارِ: « اللَّهمَّ أنتَ ربِّي، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استَطعتُ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ، وأبوءُ لَكَ بذَنبي فاغفِر لي، فإنَّهُ لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، إذا قالَ حينَ يُمسي فماتَ دخلَ الجنَّةَ - أو: كانَ من أَهْلِ الجنَّةِ - وإذا قالَ حينَ يصبحُ فماتَ من يومِهِ مثلَهُ».

مقالات مشابهة

  • تنتوش: تعديل سعر الصرف إجراء اضطراري لكنه ليس الحل الأمثل
  • أخصائي يتحدث عن اكتئاب ما بعد شهر رمضان وكيفية التغلب عليه..فيديو
  • حسام عاشور : زيزو مكسب كبير للأهلي لكنه لا يستحق 100 مليون جنيه
  • صبي فلسطيني يعلن: أريد أن أستشهد
  • سنن الأذان الخمسة والدعاء المستجاب قبل الإقامة.. تعرف عليه
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • بيسيرو : أريد عودة أحمد حمدي لمستواه تدريجياً قبل الاستعانة به في المباريات
  • ترجمة الأدب الأجنبي.. تميّز ثقافي فرنسي تسعى دور نشر للحفاظ عليه
  • دعاء صيام الست من شوال .. واظب عليه قبل الإفطار
  • ( 1.587 ) مليون مؤمّن عليه فعال بالضمان الاجتماعي