سفين كوبمانز.. المبعوث الأوروبي للسلام في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
دبلوماسي وسياسي هولندي ومحامٍ دولي مختص في مفاوضات السلام، عمل مستشارا سياسيا وقانونيا في عمليات السلام والوساطة تحت رعاية الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، وعُيّن مبعوثا خاصا للاتحاد الأوروبي لعملية السلام بالشرق الأوسط في الأول من مايو/أيار 2021.
الولادة والنشأةوُلِد سفين مايكل جورج كوبمانز في أمستردام شمالي هولندا يوم 20 يونيو/حزيران 1973.
التحق كوبمانز بجامعة ليدن عام 1991، وتخصص في القانون والعلاقات الدولية، وتخرج منها عام 1997، كما درس بمعهد سيانس بو الفرنسي عام 1993، وكان طالبا زائرا في جامعة هارفارد عام 1994، وبعدها درس الماجستير في القانون الدولي والسياسة والقانون الأوروبي في جامعة أكسفورد عام 1997، ومنها حصل على الدكتوراه في القانون الدولي عام 2007.
ويُتقن سفين كوبمانز اللغات الهولندية والإنجليزية والفرنسية والألمانية.
التجربة المهنيةبدأ كوبمانز مساره المهني محاميا، وعام 2001 كان يقدم المشورة للبوسنة والهرسك في الأمم المتحدة بنيويورك في ما يخص المفاوضات في المحكمة الجنائية الدولية، وبدأ العمل في شركة المحاماة العالمية "كليفورد تشانس إل إل بي" المتخصصة في الدعاوى القضائية الدولية بين عامي 2001 و2008.
عمل كوبمانز ممثلا دوليا في كوسوفو عام 2008، ثم مستشارا للممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في السودان وجنوب السودان حتى عام 2013، وبعدها عمل خبيرا في الوساطة لدى مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا من عام 2014 إلى 2016.
انتخب كوبمانز عضوا في البرلمان الهولدني عن حزب الشعب الحاكم عام 2017، وعمل متحدثا خاصا باسم الشؤون الخارجية والمهمات العسكرية، ورئيسا لوفد الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وعمل أيضا رئيسا لمجموعة الاتصال الهولندية الفرنسية، ورئيسا للجنة البرلمانية المعنية بالطلبات ومبادرات المواطنين، وكان عضوا في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية.
عُيّن بعدها مبعوثا خاصا للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط في الأول من مايو/أيار 2021، ومهمته تتلخص في محاولة تقديم مساهمة في التسوية النهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 2334.
ومن مهامه أيضا الحفاظ على اتصالات وثيقة مع جميع الأطراف في عملية السلام، إضافة إلى الأمم المتحدة ومنظمات أخرى ذات صلة، منها جامعة الدول العربية، إضافة إلى دعم الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية.
المناصب والمسؤولياتعمل كوبمانز في عدة مناصب أممية وسياسية منها:
ضمن بعثة الأمين العام للمساعي الحميدة في قبرص عام 2003 و2004. محام في القانون الدولي والتحكيم والدعاوى القضائية والقانون الهولندي حتى عام 2008. مستشار سياسي وقانوني في عمليات السلام والقانون الدولي والعلاقات الدولية عام 2009. أستاذ زائر في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة إكس مرسيليا من 2009 إلى 2010. مستشار أول وقائد فريق تنفيذ برنامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بشأن اتفاقية السلام الشامل عام 2005 في السودان (2010-2011). مستشار تصميم آلية لتسوية المنازعات الحدودية لأفريقيا (2011-2012). المستشار السياسي للممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في السودان وجنوب السودان (2011-2013). عضو في البرلمان الهولندي عام 2017. مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط عام 2021.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات للاتحاد الأوروبی القانون الدولی فی القانون
إقرأ أيضاً:
ترامب وحقبة الشرق الأوسط الجديد
تتردد شائعات حول انسحاب الولايات المتحدة من سوريا منذ سنوات في أجندة الرأي العام الدولي. وفي فبراير الماضي، كشفت تقارير استخباراتية أن واشنطن تعمل هذه المرة على تسريع العملية بشكل جاد. ورغم أن الانسحاب يتم بشكل تدريجي بحجة مخاوف أمنية تتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلا أن السبب الحقيقي مرتبط مباشرة بالمخاطر والضغوط التي يمارسها الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي في أمريكا. فالكيان الصهيوني يخشى من التزام قسد بالاتفاقيات مع حكومة دمشق، ويشعر بقلق بالغ من تزايد نفوذ تركيا، التي تُعتبر الفاعل الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار في سوريا.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان على دراية بالخطط القذرة، فقد كان مصمما على عدم الانجراف لهذه اللعبة. فاللوبي الصهيوني يسعى إلى تحريك مسلحي «داعش» والميليشيات الشيعية، وتنظيم وحدات حماية الشعب (YPG) والأقليات الدرزية، أو العلوية في المنطقة، لتحويل سوريا إلى «لبنان جديدة»، ثم جر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إلى هذه الفوضى. لكن يبدو أن إدارة ترامب تقاوم هذا السيناريو بقوة.
حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع
فعندما أراد ترامب الانسحاب من سوريا في 2019 خلال ولايته الرئاسية الأولى، تمت إعاقة هذه الخطوة من قبل المحافظين الجدد الموالين للكيان الصهيوني، واللوبي اليهودي المؤثرين في الدولة العميقة الأمريكية. وشملت الضغوط على ترامب حججا عدة مفادها، أن الانسحاب سيعود بالنفع على إيران وروسيا، ويعرض أمن الكيان الصهيوني للخطر، بالإضافة إلى مخاطر تدخل تركيا، ضد أي «دولة إرهاب» قد تقام في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب. في ذلك الوقت، لم يكن ترامب يتمتع بالقوة الكافية لمواجهة هذه الضغوط، فلم يستطع تنفيذ استراتيجية الانسحاب، لكن اليوم، اختفت معظم المبررات التي حالت دون الانسحاب، فقد تم احتواء تهديد «داعش»، وأقامت تركيا توازنا جديدا على الأرض عبر عملياتها العسكرية، كما أصبحت مكاسب إيران وروسيا في سوريا قابلة للتوقع، ولم يتبق سوى عامل واحد، وهو استراتيجيات الكيان الصهيوني المعطلة. حتى الآن، تشكلت خطة «الخروج من سوريا» لصالح ترامب سياسيا داخليا وخارجيا، وقد أضعف ترامب بشكل كبير نفوذ المحافظين الجدد، واللوبي الصهيوني مقارنة بفترته الأولى. كما أن مطالب الكيان الصهيوني المفرطة، يتم تحييدها بفضل الدور المتوازن الذي يلعبه الرئيس أردوغان.
وهكذا، حصل ترامب على الفرصة لتنفيذ خطته الاستراتيجية للانسحاب ليس كـ»تراجع»، بل كإعادة تموضع تتماشى مع الاستراتيجية العالمية الجديدة للولايات المتحدة. لأن «الاستراتيجية الكبرى» لأمريكا تغيرت: فالشرق الأوسط والكيان الصهيوني فقدا أهميتهما السابقة. يعتمد ترامب في سياسة الشرق الأوسط للعصر الجديد على نهج متعدد الأقطاب، لا يقتصر على الكيان الصهيوني فقط، بل يشمل دولا مثل تركيا والسعودية وقطر والإمارات ومصر وحتى إيران. وهذا النهج يمثل مؤشرا واضحا على تراجع تأثير اللوبي اليهودي، الذي ظل يوجه السياسة الخارجية الأمريكية لسنوات طويلة. وإلا، لكانت الولايات المتحدة قد تخلت عن فكرة الانسحاب من سوريا، وعززت وجودها على الأرض لصالح الكيان الصهيوني، ما كان سيؤدي إلى تقسيم البلاد وتفتيتها إلى خمس دويلات فيدرالية على الأقل. لكن ترامب، خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض في 7 أبريل بحضور رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، أعلن للعالم أجمع أن تركيا والرئيس أردوغان هما فقط الطرفان المعتمدان في سوريا. كانت هذه الرسالة الواضحة بمثابة رسم لحدود للكيان الصهيوني واللوبي الصهيوني في أمريكا.
ينبغي عدم الاستهانة بخطوات ترامب، ليس فقط في ما يتعلق بالانسحاب من سوريا، بل أيضا في تحسين العلاقات مع إيران بالتنسيق مع تركيا وروسيا. هذه الخطوات حاسمة، وقد تم اتخاذها، رغم الضغوط الشديدة من اللوبي اليهودي الذي لا يزال مؤثرا في السياسة الأمريكية. ولهذا السبب، يتعرض ترامب اليوم لانتقادات حادة من الأوساط الصهيونية والمحافظين الجدد، سواء داخل أمريكا أو خارجها.
المصدر: القدس العربي