المسجد اليعقوبي.. مبنى تاريخي بالقدس صادر الاحتلال أوقافه
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
مسجد أثري يقع في البلدة القديمة لمدينة القدس، يعود تاريخ تشييده إلى القرن الـ12، كان كنيسة صليبية قبل تحويلها إلى زاوية (خلوة صوفية) في القرن الت15 الميلادي، ثم مسجد تؤدى فيه الصلوات الخمس.
تعرضت الأوقاف التابعة له للبيع بذريعة إعماره إلى أن تقلصت مساحته ولم تعد تتعدى 100 متر مربع، وظل مهملا لمدة طويلة قبل أن يخضع لترميم شامل في ثمانينيات القرن العشرين من طرف إدارة أوقاف القدس، التي عينت مشرفا عليه، ومنذ ذلك الحين وهو مفتوح لإقامة الصلوات الخمس.
والمسجد اليعقوبي واحد من أهم الآثار الإسلامية في هذه المنطقة التي صادرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بيوت سكانها العرب بعد حرب 1967.
الموقعيقع المسجد في حارة العسلية بمنطقة باب الخليل إلى الشرق من ساحة عمر بن الخطاب مقابل قلعة القدس، تجاوره من الناحية الغربية كنيسة تابعة للبروتستانت، وهي مرتبطة بالتاريخ المبكر للكنيسة الأسقفية في القدس، أي القرن الـ19.
وقبالته فندق صغير في منزل قديم كتب عليه اسم "تسيون باشا"، وحوله منازل لعائلات من طوائف السريان والبروتستانت واللاتين والأرمن.
المسجد اليعقوبي يقع غرب البلدة القديمة قرب باب الخليل (الجزيرة نت) التاريخيرجع تاريخ المبنى إلى الفترة الصليبية في القرن الـ12، كان كنيسة صليبية وحولت إلى زاوية في القرن التاسع الهجري/الـ15 الميلادي، في زمن صلاح الدين الأيوبي، وحملت اسم الشيخ يعقوب العجمي.
بعد وفاة الشيخ تفرق أتباعه وهجرت الزاوية وتحولت إلى خراب قبل تجديدها وتعميرها في فترة الدولة العثمانية.
عرفت أيضا باسم زاوية الشيخ شمس الدين بن الشيخ عبد الله البغدادي، وهو أحد العدول بمدينة القدس، حيث كان سكنه بها ثم تلاشت أحوالها بعده، كما عرف المبنى أيضا باسم مسجد العسلي، نسبة إلى حارة العسلية التي يوجد بها وتحمل اسم إحدى العائلات المشهورة في المنطقة، وكان من أبنائها تجار وعلماء وجنود.
يتجه المبنى من الغرب إلى الشرق حيث الحنية الصليبية (المحراب المسيحي) في شرق المبنى، تمت إزالة الحنية ووضع المحراب في منتصف الجدار الجنوبي عندما تم تحويل المبنى إلى مسجد.
تعرض المسجد للخراب بسبب الإهمال وعدم الصيانة، وتم ترميمه جزئيا في الأربعينيات من القرن العشرين، وفي عام 1966 طالبت دائرة أوقاف القدس بربطه بالكهرباء وتم تحويله إلى مدرسة ليلية لمحو الأمية.
بعد حرب 1967 صادرت إسرائيل البيوت المحيطة به من سكانها العرب، وفي عام 1988 رممته إدارة الأوقاف ترميما واسعا، وعينت مشرفا عليه، وفتحته لأداء الصلوات الخمس.
مرافق المسجديتألف من بيت للصلاة مستطيل الشكل، تبلغ مساحته 98 مترا مربعا، وارتفاعه 6 أمتار، وله محراب في الحائط الجنوبي وساحة مكشوفة تتقدمه في الجهة الغربية مساحتها 5×12م، وليست له مئذنة.
كانت للمسجد أوقاف كثيرة تمتد على مساحة تقدر بحوالي 10 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع)، تم بيعها في نهاية القرن الـ19 بذريعة الاستبدال لإعمار المسجد.
ومن ضمن الأوقاف التي كانت تابعة له وفق سجلات محكمة القدس الشرعية حاكورة اليعقوبي الممتدة أمامه بين دور يسكنها آل الديسي وشارع سان جيمس، والأرض التي تقوم عليها كنيسة البروتستانت المجاورة وعقارات أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر الأقصى مع اقتراب عيد الأنوار اليهودي؟
القدس المحتلة- تنطلق مساء الخميس المقبل 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري احتفالات اليهود بما يُسمى عيد الأنوار (الحانوكا)، وتنتهي يوم الثاني من يناير/كانول الثاني المقبل، وسيقتحم المستوطنون المسجد الأقصى على مدار 6 أيام منه.
ومع اقتراب هذا العيد يصرّ قادة وأنصار "جماعات الهيكل" المتطرفة على الاحتفال به داخل ساحات الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وعلى تنفيذ الطقوس الخاصة به، خصوصا في الساحات الشرقية للمسجد، وفي المقابل تشتد الهجمة على المقدسيين وتفرض قيودا على دخولهم إليه.
ووفق مصادر فلسطينية، فإن مخابرات الاحتلال استدعت اليوم الاثنين 10 من حراس المسجد الأقصى وأخضعتهم للتحقيق، في مشهد يتكرر قبيل المناسبات والأعياد اليهودية.
استدعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، عددا من حراس المسجد الأقصى للتحقيق بمركز القشلة بالقدس المحتلة..
والحراس هم: محمود أبو غزالة، وأحمد السلايمة، ومحمد بشير، ومحمد بدران، وحسن غوشة، وحسن بركة.
يذكر أن قوات الاحتلال تمنع حراس المسجد الأقصى من الاقتراب من مجموعات… pic.twitter.com/sIBbPpN4e4
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) December 23, 2024
ما علاقة الأقصى؟خلال هذا العيد يشعل اليهود الشموع احتفالا بذكرى ما يسمى "انتصار الحشمونيين" (142-63 قبل الميلاد) في التمرد ضد الإغريق والاستعاضة عن الحكم اليوناني للقدس باليهودي في سنة 164 قبل الميلاد، وفق روايتهم.
إعلانوتقول الأسطورة اليهودية إن الحشمونيين عندما دخلوا الهيكل المزعوم لم يجدوا إلا علبة زيت صغيرة لإشعال الشمعدان، لكن معجزة حدثت ودامت الإضاءة 8 أيام، ولذلك حاول المستوطنون في الأعوام الماضية إضاءة الشمعدان داخل المسجد الأقصى باعتباره المكان الذي سيبنى فيه المعبد الثالث، حسب مخططاتهم. كما أنهم نصبوا الشمعدانات وتمت إضاءتها عند حائط البراق وكذلك حول أبواب المسجد، خاصة بابي الأسباط والمغاربة.
ويفضل اليهود إشعال النار في الشمعدان الثُماني عند غروب الشمس أو شروقها لمدة لا تقل عن نصف ساعة، ويشترك هذا العيد مع عيد المساخر اليهودي رغم أن التوراة لم تفرضه وإنما ابتدعه الكهنة احتفالا بحدث تاريخي، وتصر الجماعات المتطرفة على اقتحام الأقصى خلال الاحتفال به.
ورغم أن هذا العيد لا يعد من مواسم الاقتحامات الكبرى للمسجد الأقصى، لكن وفقا لإحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس اقتحم 1795 متطرفا ومتطرفة المسجد خلال عام 2022، واقتحمه 1332 في عام 2023 الذي أضيئت خلاله 4 شمعات داخل المسجد.
نصب شمعدان "الحانوكا" خلال عيد سابق في ساحة حائط البراق (مواقع التواصل) حلم وفرصةبدوره، قال الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق في المسجد الأقصى عبد الله معروف، للجزيرة نت، إن عيد الأنوار (الحانوكا) يركز على فكرة إضاءة الشمعدان كل ليلة، والذي تحلم الجماعات بتنفيذه داخل المسجد الأقصى، "وهنا يكمن الاعتداء".
وحسب معروف "تتم طقوس إضاءة الشمعدان الرسمية في ساحة البراق الملاصقة لجدار الأقصى الغربي كل عام، وتحرص الجماعات المتطرفة على نصب شمعدان كبير أمام باب الأسباط في الزاوية الشمالية الشرقية من الأقصى وإضاءته كل ليلة، في محاولة لمحاصرته من جهة الشمال الشرقي والجنوب الغربي المتمثل بساحة البراق، في محاولة لتثبيت أن الأقصى هو المركز الأساسي للعبادات لدى هذه الجماعات".
إعلانوعلى الرغم من أن عيد الأنوار لا يعتبر ضمن مواسم الاقتحامات الجماعية الكبرى للأقصى -وفقا لمعروف- فإنه وبالنظر إلى الأوضاع الحالية التي تمر بها المنطقة، قد نشهد محاولات لجعل الاقتحامات في هذه المرحلة نوعية من خلال إقامة طقوس دينية خاصة بهذا العيد، كأداء أنواع معينة من الصلوات وتمرير دروس وشروحات دينية خاصة به.
ويتوقع أن تحاول هذه الجماعات تركيز وجودها في المسجد بهذه المرحلة، خاصة أن هذا العام والعام القادم يعتبران عامين مصيريين في قضية الأقصى، لذلك هناك تخوف كبير من طبيعة الاقتحامات التي ستحدث خلال الأيام المقبلة ومن كيفية وأماكن إشعال الشمعدان.
الشمعدان الخاص بما يسمى عيد الأنوار اليهودي أمام باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى (مواقع التواصل) قبضة حديديةوتساءل المحاضر الجامعي المقدسي: هل ستحاول الجماعات المتطرفة نصب شمعدان كبير داخل الأقصى وإشعاله كل ليلة؟
وأجاب أن ذلك مطروح على أجندتها وإن كان مستبعدا في هذه المرحلة، مضيفا أن "هذه الجماعات تسعى لأن تصبح كل طقوسها في الأقصى ذات أولوية، وترتبط بكل ما يتعلق بما يسمى "المعبد" في النصوص الدينية التوراتية والتلمودية، لذلك يجب ألا نستبعد من هذه الجماعات أي شيء أو أي محاولة غير طبيعية داخل الأقصى في هذه المرحلة".
وضمن التحضيرات لعيد الأنوار دعت جماعات الهيكل المزعوم أتباعها إلى المشاركة في مسيرة "المكابيين" في 26 ديسمبر/كانون الأول الجاري إحياء لذكرى القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا في الحرب الحالية، وللمطالبة بطرد الأوقاف الأردنية من القدس (صاحبة الولاية الدينية على الأقصى)، وإلغاء اتفاقية "الوضع القائم" الخاصة بالمسجد المبارك.
ومن المتوقع أن تضيّق شرطة الاحتلال المتمركزة على أبواب المسجد الأقصى على المصلين الوافدين إليه من خلال منعهم من دخوله سوى بعد انتهاء فترتي الاقتحامات الصباحية والمسائية، لضمان اقتحامات هادئة للمستوطنين الذي يتغنون بأنهم يتمتعون بذلك منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع استمرار سياسة القبضة الحديدية المتبعة تجاه المسجد ورواده.
وستُنصب عند مداخل المستوطنات والأحياء الاستيطانية في القدس شمعدانات ضخمة تُضاء مع مغيب شمس كل ليلة، كما يستفز المستوطنون المقدسيين بنصب شمعدانات في قلب الأحياء العربية وعلى أسطح العقارات التي استولوا عليها بقوة الاحتلال.