يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، زيارة لواشنطن في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تغيرات سياسية كبيرة، بالتزامن مع جدل حول أسلوب حكومته في إدارة الحرب في غزة.

وتهدف الزيارة إلى إلقاء خطاب في اجتماع مشترك للكونغرس، إضافة إلى لقاءات مع مسؤولين في الإدارة الأميركية الحالية، لبحث جهود الوساطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر بين إسرائيل وحماس.

وتشهد المنطقة توترات متزايدة مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في غزة إلى ما يقرب من 40 ألف شخص جراء الضربات الإسرائيلية، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

وأدت الحرب إلى مقتل رهائن إسرائيليين وأميركيين ممن تحتجزهم حماس في قطاع غزة منذ هجومها على مناطق إسرائيلية في السابق من أكتوبر.

زيارة جدلية

وخطط نتنياهو لهذه الزيارة قبل أن تشهد السياسة الأميركية تقلبات جذرية هذا الصيف، بما في ذلك محاولة اغتيال المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وقرار الرئيس، جو بايدن، التراجع عن حملته الانتخابية، ودعم نائبته كامالا هاريس، للترشح لخوض سباق الرئاسة.

وكان من المأمول أن تعزز هذه الزيارة صورة نتانياهو كزعيم عالمي مرحب به من جانب حليف إسرائيل الأقرب وأقوى دولة في العالم، وفق الوكالة.

من المتوقع أن يلتقي نتنياهو بالرئيس بايدن ونائبته هاريس في اجتماعات منفصلة، الخميس. 

بايدن كان قد زارة إسرائيل بعد أيام من هجوم حماس على إسرائيل والتقى نتانياهو

وأكد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، أن بايدن سيركز على العمل لإنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وتتزامن الزيارة مع انتقادات متزايدة لنتانياهو في إسرائيل لتأخره في التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

ويواجه نتانياهو أيضا شكاوى في الولايات المتحدة بشأن تعامله مع الحرب، مما أدى إلى احتجاجات واعتقالات في الجامعات الأميركية.

وتعتبر هذه الزيارة الأولى لنتانياهو إلى الخارج منذ اندلاع الحرب في أكتوبر، وأول زيارة له منذ إعلان المحكمة الجنائية الدولية أنها تسعى لاعتقاله بتهم جرائم حرب محتملة في هجوم إسرائيل على غزة، وهي اتهامات تنفيها إسرائيل.

كما تأتي زيارة نتنياهو في وقت حساس بالنسبة للسياسة الأميركية والإسرائيلية، حيث يسعى لإظهار أنه مدعوم دوليا في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية المتزايدة.

ولم يتردد نتنياهو في انتقاد الإدارات الديمقراطية، بما في ذلك إدارة بايدن. في عام 2015، استخدم خطابا أمام الكونغرس لمحاولة نسف دعم الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأسبق، باراك أوباما، مع إيران، مما أثار غضب مسؤولي الإدارة حينها. 

توقيت الزيارة

يبدو توقيت الزيارة سيئا، وفق أسوشييتدبرس، حتى عندما توجه نتانياهو إلى واشنطنأ الاثنين، كان السياسيون والناخبون الأميركيون ما زالوا يتكيفون مع التحول المفاجئ في التركيز من بايدن إلى هاريس في السباق الرئاسي الديمقراطي. وكان بايدن لا يزال في ديلاوير يتعافى من كوفيد-19.

وعادة ما تجلس هاريس، بصفتها رئيسة مجلس الشيوخ، خلف الزعماء الأجانب، لكنها ستكون بعيدة، الأربعاء، في رحلة إلى إنديانابوليس مقررة قبل أن تصبح المرشحة الرئاسية الديمقراطية خلال عطلة نهاية الأسبوع. 

ووافق ترامب على لقاء، الجمعة، مع نتانياهو، وأعلن عن ذلك على موقع Truth Social، مستخدما الفرصة للترويج لأجندة "السلام من خلال القوة".

احتاجات ضد الزيارة

وجرى التخطيط لاحتجاجات ضد خطاب نتانياهو أمام الكونغرس، الأربعاء، حيث يواجه انخفاضا في شعبيته في إسرائيل، بحسب وكالة أسوشييتدبرس. 

وقفة احتجاجية في الكونغرس لناشطين يعارضون زيارة نتانياهو

سيبدو خطاب نتنياهو المشترك أمام الكونغرس مختلفا بعض الشيء عن الخطابات السابقة، ويرجع ذلك جزئيا إلى المعارضة الديمقراطية لإدارته للحرب في غزة. 

ومع غياب هاريس، فإن عضوة مجلس الشيوخ، باتي موراي، عن واشنطن، هي من يفترض أن تشغل المقعد خلف نتانياهو، لكنها من بين المشرعين الذين رفضوا الحضور. 

وسيجلس رئيس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بن كاردين، هناك بدلا موراي. وقال لوكالة أسوشيتد برس إنه يأمل أن يستخدم نتانياهو الخطاب لرسم مستقبل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

ونقلت صحيفة "ذا هيل" عن موراي قولها: "لا أخطط لحضور خطاب، الأربعاء"، مشددة على أن  "تأمين وقف دائم ومتبادل لإطلاق النار له أهمية قصوى في الوقت الحالي، وسأواصل الضغط من أجل التوصل إليه في أقرب وقت ممكن"، في إشارة إلى حرب إسرائيل على غزة.

وأضافت قولها :"آمل أن يغتنم رئيس الوزراء نتانياهو هذه الفرصة للحديث عن خططه لتأمين وقف إطلاق النار والسلام الدائم في المنطقة. ويظل التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل صارما".

وأكدت أن "التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار أمر بالغ الأهمية حتى نتمكن من رؤية إطلاق سراح الرهائن المتبقين أخيرا، وزيادة المساعدات الإنسانية، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وإعادة بناء غزة، وفي نهاية المطاف، السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء الذين يعيشون جنبا إلى جنب في دولتين".

تواجه حكوةمة نتانياهو انتقادات بسبب الحرب على غزة

ومن المتوقع أن يقاطع عدد من الديمقراطيين خطاب نتانياهو بسبب انتقاداتهم بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية مسؤول عن الأزمة الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، ويشكل عقبة أمام السلام وحل الدولتين في نهاية المطاف، وفق ما نقلت صحيفة "ذا هيل".

وكان كاردين قال في وقت سابق إنه ليس لديه أي معارضة لإلقاء نتانياهو كلمة أمام الكونغرس.

وقال: "ليس لدي أي اعتراض في أن يلقي رئيس وزراء إسرائيل كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس".

ووفق إحصاء أجرته مجلة بولتيكو فإن "ما لا يقل عن 18 عضوا ديمقراطيا في مجلس النواب، وتسعة ديمقراطيين في مجلس الشيوخ قالوا علنا إنهم لم يحضروا خطاب نتانياهو".
وقالت المجلية إن العديد من التقدميين يعبرون عن غضبهم من دعوة نتانياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس.

وقال السيناتور البارز، بيرني ساندرز، إنه لن يحضر، مضيفا أنه "لم يكن ينبغي توجيه الدعوة في المقام الأول"، وفق بوليتيكو. 

تأمين الزيارة

وأقيم سياج أمني حول نقاط الدخول إلى مبنى الكابيتول والفندق الواقع على طول نهر بوتوماك حيث يقيم نتانياهو. 

وانتشرت شرطة الكابيتول والخدمة السرية بأعداد أكبر، وكثفت عمليات الفحص والحماية للزيارة. كما أعلنت إدارة شرطة العاصمة عن سلسلة موسعة من إغلاق الشوارع ستستمر معظم أيام الأسبوع.

تأتي الزيارة في وقت يتعرض فيه جهاز الخدمة السرية، الذي يتولى حماية الزعماء الأجانب الزائرين، لانتقادات سياسية مكثفة من كلا الحزبين بسبب الإخفاقات الأمنية في الهجوم على ترامب. واستقالت، كيمبرلي تشيتل، مديرة الخدمة السرية، الثلاثاء، بسبب هذه الإخفاقات.

وزيارة نتنياهو إلى واشنطن تأتي في وقت حساس، حيث يسعى لإظهار دعمه الدولي وسط تحديات داخلية وخارجية متزايدة. ومع ذلك، تظل الانقسامات والانتقادات تحيط بهذه الزيارة، مما يضع تحديات كبيرة أمام الجهود الدبلوماسية والسياسية الحالية التي يبذلها لكسب مزيد من الدعم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أمام الکونغرس هذه الزیارة إطلاق النار مجلس الشیوخ فی وقت

إقرأ أيضاً:

بدون إسرائيل.. عائلات الرهائن الأميركيين تضغط على بايدن لعقد صفقة مع حماس

ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، أن عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى حماس تضغط على البيت الأبيض للنظر بجدية في إبرام صفقة مع المنظمة المصنفة إرهابية لتأمين إطلاق سراح أقاربهم، دون إشراك إسرائيل فيها.

وأوردت الشبكة، نقلا عن 5 أشخاص مطلعين على المناقشات أن الخيار "قيد المناقشة" حاليا لدى إدارة الرئيس جو بايدن.

وفي اجتماعهم، الأحد، مع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، بعد أن قتلت حماس ستة رهائن، بينهم الأميركي هيرش غولدبرغ-بولين، حث أقارب  الأميركيين المختطفين الإدارة على تقييم خيارات لا تشمل إسرائيل، حسبما ذكرت المصادر ذاتها.

وقال مسؤولو الإدارة للعائلات، إنهم سيستكشفون "كل خيار"، لكن الصفقة مع حماس التي تشمل إسرائيل لا تزال هي النهج الأفضل، وفقا لأشخاص مطلعين على المحادثات.

وتأتي المناقشات بشأن هذه الصفقة الأحادية في وقت يعتقد فيه أفراد العائلات، وبعض مسؤولي الإدارة، بشكل متزايد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لن يلتزم باتفاق مع حماس ينفذ وقفا لإطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن،.

ولا يزال 4 رهائن أميركيين متبقين محتجزين لدى حماس تعتقد الولايات المتحدة أنهم على قيد الحياة، وتسعى الإدارة لاستعادة رفات 3 آخرين يُعتقد أنهم قتلوا.

وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز"، في يونيو الماضي، أن إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض على صفقة أحادية مع حماس لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين في غزة إذا انهارت محادثات وقف إطلاق النار التي تشمل إسرائيل.

غير أن تنفيذ الفكرة لم يتم، مع معارضة بعض كبار مسؤولي الإدارة لها بشدة، واختيار الرئيس جو بايدن مواصلة محاولة التوصل إلى اتفاق أوسع يشمل إسرائيل، ويرسم في النهاية مسارا لإنهاء الصراع.

وكشفت الشبكة أن إدارة بايدن أعدت قائمة بالسجناء في الولايات المتحدة الذين قد ترغب حماس في إطلاق سراحهم مقابل تحرير الرهائن الأميركيين، ما يثبت أنها كانت تدرس  الفكرة داخليا، وفقا لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين مطلعين على الخطة،

وتضم هذه القائمة 5 أشخاص، حسبما أفاد أحد المسؤولين.

ويضيف المصدر ذاته،  أن إدارة بايدن أجرت اتصالات أولية مع حماس، من خلال مسؤولين قطريين، قبل حوالي 6 أشهر، لاستكشاف إمكانية إبرام صفقة أحادية وسط المفاوضات المتعثرة بشأن اتفاق بين إسرائيل وحماس.

وقال جون كيربي، مستشار الاتصالات للأمن القومي في البيت الأبيض، الأربعاء، إن رسالة سوليفان إلى عائلات الرهائن الأميركيين، مؤخرا هي "أننا سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإعادة أحبائهم إلى الوطن حيث ينتمون".

وقال كيربي: "ما زلنا نعتقد أن الخيار الأفضل، والطريقة الأفضل الممكنة، للقيام بذلك هو من خلال هذه الصفقة التي كانت مطروحة على الطاولة حتى الآن"، مشيرا إلى المفاوضات بين إسرائيل وحماس والولايات المتحدة التي توسطت فيها قطر وفشلت لأشهر في التوصل إلى اتفاق.

وعندما سُئل، الثلاثاء، عما إذا كانت إدارة بايدن قد فكرت بجدية في فكرة صفقة أحادية مع حماس، لم يجب المتحدث باسم وزارة الخارجية، مات ميلر، بشكل مباشر.

وقال ميلر: "كان تركيزنا بأكمله على تأمين اتفاق لإعادة جميع الرهائن إلى الوطن. وهذا يشمل، بالطبع، الرهائن الأمريكيين". وعندما تم الضغط عليه مرة أخرى بشأن فكرة اتفاق أحادي، رد ميلر قائلا: "نحن نعمل على صفقة لإعادتهم جميعا إلى الوطن".

مقالات مشابهة

  • مصر: استمرار تعنت نتانياهو عقبة أمام جهود الهدنة
  • صحف عالمية: عمليات إسرائيل بالضفة عبثية وعلى هاريس الابتعاد عن بايدن
  • تقرير واتهام صادم من الكونغرس الأمريكي ورسالة إلى بايدن بشأن العراق
  • نتانياهو يعترف بالخطأ الأكبر مع السنوار
  • زيلينسكي يستعد لتعيين حكومة جديدة في أكبر تعديل وزاري منذ بدء الحرب
  • بدون إسرائيل.. عائلات الرهائن الأميركيين تضغط على بايدن لعقد صفقة مع حماس
  • أمام قادة أفريقيا.. خطاب كاسح لرئيس الصين شمل تعهدات رسمية
  • مصادر مصرية: السلاح يدخل الضفة وغزة من إسرائيل بعلم نتانياهو
  • هل اقتربت نهاية نتانياهو ؟
  • هل اقتربت نهاية نتانياهو؟