سودانايل:
2024-07-11@23:30:30 GMT

صلف الجنجويد !

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

1
الكذب المتواصل و تغبيش الوعى

عندما قامت ابنة شقيقتى العاملة فى الأمم المتحدة فى " جنيف " بسؤال المستشار السياسى لميليشا الجنجويد و بتهذيب مطبوعة عليه ( متى يخرجون من منازل أسرتها الممتدة فى أمدرمان ، الخرطوم و بحرى و التى ما زالو يقطنونها )..... رد عليها فى صلف و زهو ( انهم لن يطلعوا من الخرطوم و لن يطلعوا من منازلهم أبدا )!
بالطبع رد المستشار السياسى لآل دلقو، تنقصه الحصافة و النضج السياسي، الضعف فى قراءة الواقع الأجتماعى فى السودان يرافق كل ذلك عنجهية بائنة للعيان.

حديثه أيضا يعكس أن الجنجويد بعد الاستيلاء عنوة على منازل المواطنين فى العاصمة، عقدوا العزم على البقاء فيها كما أشار هو فى رده البائس على السؤال !!
لكن للدهشة ان اعلام الجنجويد تتباين مواقفه حول هذه المسألة و لديه أكثر من موقف و توضيح حول مسألة سكن منازل المواطنين:
- فى بعض الحالات هو النفى الكامل لسكنهم بيوت المواطنين و سرقتها و العبث بمحتوياتها
- فى بعض المرات هو الاعتراف الخجول بأن هنالك متفلتين من الدعم السريع يقومون بذلك الفعل
- و فى أحيان أخر الادعاء بأن هنالك قوات أخرى تساند الجيش و هى التى ترتكب تلك التجاوزات
- و فى حالة متفردة كما فى حالة المستشار السياسى مع ابنة شقيقتى هو الاعتراف المغلظ و أنهم سيمكثون فى تلك المنازل.
و كما يقولون و حتى لا نلغى الكلام على عواهنه سأقوم بايراد أمثلة لبعض منازل الأسرة فى الموردة التى يحتلها الجنجويد.
- منزل الاسرة أو منزل زاهر سرور السادات و منزل شقيقتى و هو محتل، و يقيمون فيه ، منذ الأسبوع الثانى لبداية الحرب ليس ذلك فقط بل يجلسون فى الأمسيات فى الكراسي التى نجلس عليها أمام المنزل و مسترخين ( يعنى ماخدين راحتهم ) !
بل الأدهى عندما أتى المستأجر لمنزل شقيقتى لأخذ بعض أشيائه و جدهم مستلقين على الأسره بعد أخذوا حمامهم و " شادين كمان حلة " !!....ينطبق هذا السلوك الهمجى على كل منازل حى " ريد " الذين خرجوا أهلها منها بعدما تعرض الحى للقذف المتبادل بين الجيش و الجنجويد لقرب الحى من اذاعة و تلفزيون جمهورية السودان !..... أما منزل شقيقاتى د. خالده زاهر و د فهيمة زاهر فى الخرطوم فقد تم سرقتهما و تحطيم محتويات المنزلين.

- تسبيب المضايقات للمواطنين و التجار فى سوق الموردة و استفزاهم و أمرهم بقفل دكاكينهم و بدون ابداء أسباب. قبل اسبوعين و بالقرب من حديقة الموردة أطلقوا النار على أمراة و من مسافة قريبة على بطنها و منعوا المواطنين من اسعافها، و بعد موتها غطوا جسدها بقطعة من الكرتون و ذهبوا. ناس الحى الهميمن اخذوا المرأة بعربة كاروا ثم قامت نسوة من الحى بغسلها و تكفينها و تم دفنها بالقرب من خور أبوعنجه فالجنجويد يمنعون الدفن فى مقابر حمدالنيل .....لقد أرسل لى صديق الرسالة التالية ( أحوالنا... البلد خربت.....كل الموردة سرقت و نهبت..منازل...دكاكين....و سوق الموردة أصبح خرابة )

- أتت مجموعة من الجنجويد الى منزل فى الموردة و سألوا عن ضابط قيل انه يسكن المنزل، للحقيقة الضابط يحمل رتبة اللواء و هو قد تقاعد بالمعاش منذ سنين عدة، و عندما أجاب شقيقه بأنه لا يسكن المنزل و قد رحل الى مكان آخر منذ فترة طويلة، قام الجنجويد بدم بارد بافراغ ثلاث رصاصة فى جسده و تركوه بعد أن فارق الحياة !
- أحد أقربائى عندما رفض اعطاءهم الموبايل الذى يملكه باعتباره الوسيلة الوحيدة للاتصال بأهله قاموا باطلاق عدد من الرصاصات فى رأسه .هذه بعض العينات من قصص كتيرة حدثت و تحدث كل يوم.

2
للتاريخ و للتوثيق

- ابتداء أريد أن أوضح أشياء لا يدركها الجنجويد رغم اقتناعى انهم غير حريصين على معرفتها، و ذلك أن كل مناطق هذه العاصمة ساهمت فى بناء تاريخ السودان....الفتيحاب التى عسكرت بها جيوش المهدى قبل اجتياح الخرطوم، الكلاكلة و الثغرة التى تسللت بها جنود المهدية للخرطوم، أحياء الخرطوم و الخرطوم بحرى العريقة ، أمدرمان بقعة المهدى و اشعاع الثقافة و الفكر.أحاول الكتابة عن بعض تاريخ منازل اسرتى التى استولى عليها الجنجويد لأنه بشكل أو آخر يعكس و يعبرعن تاريح منازل أدرمان القديمة و ينطبق و بشكل جزئى على سكان منازل الخرطوم و بحرى وهى جزئية لا تخل بالمضمون.
- ان تاريخ معظم منازل أمدرمان خاصة أمدرمان القديمة يرجع الى أكثر من مائة عام و هى منازل من الطين و الجالوص، تم ترميمها ثم أضيف اليها بعض الغرف عند زيادة أفراد الأسرة ،كما أن هذه المنازل بنيت بعرق و جهد ساكنيها منهم من عمل فى الحكومة و قام بدفع سعرها أقساطا و منهم من أغترب و ساهر الليالى و قسوة البعد عن الأسرة و الأهل ليبنى سقفا يقى " يلم " ابناءه.
أيضا منهم من وفر من مرتبه المتواضع و هم يقومون بالتدريس فى نيالا ، الفاشر و الجنينه و ينشرون الوعى و المعرفة ليس فقط فى الغرب بل فى أرجاء كل بقاع السودان.
هل يعرف الجنجويد و مستشاريهم ما قدمه هؤلاء المواطنون الى السودان و هم يعيشون فى منازلهم المتواضعة التى يصر الجنجويد بعدم الخروج عنها ؟!
- ساهموا مع آخرين بنشر الوعى السياسى و بأحقية شعوب السودان فى المشاركة فى السلطة و الثروة و ذلك منذ زمن بعيد، و تحملوا تبعات رأيهم سجنا ، تعذيبا و شنقا.
- هم من ساهموا بتضحية و بعد نظر، فى محاولات ارساء الديمقراطية فى السودان و فى البحث عن طرق ووسائل لرفع و سيادة راية القومية السودانية بين شعوبها المختلفة.
- هم عملوا مع احزابهم و المنظمات الأنسانية المهتمة بحقون الأنسان و قوانينه لايصال ما يحدث فى دارفور من انتهاكات فى ذلك الجزء العزيز من الوطن.
- يحاول الأعلام الجنجويدى بجهد واضح تغبيش الحقيقة الموجودة على أرض الواقع بنفى تجاوز مليشاتهم فى الخرطوم و فى مدن السودان المختلفة. يتم ذلك بشكل ساذج، و نفى واقعة سكنهم منازل المواطنين كما انهم لا زالوا يرهبون من تبقى فى منازلهم بالقتل،الضرب و التعذيب بل أكثر من ذلك سرقة محتويات المنازل " بالدفارات " و الأستيلاء على العربات....أنا لا أتحدث عن أحوال الجميع بل عن تجربة شخصية يعيشها من أهلى من تبقى هنالك.
ان محاولة و ممارسة الأستيلاء على منازل المواطنين باعتبارها أسلاب حرب هى قرصنة و تتعارض مع الأفكار التى يحاول الجنجويد تسويقها بين الناس مثل الايمان بالتعدد،الديمقرطية ، الدولة المدنية ...دولة القانون و أحترام حقوق الأنسان.
سؤال يخطر على البال كيف سيحكمون أو يمارسون العمل السياسى و هم يقومون باغتيال المواطنين كالغزاة ؟!

قراءة مستقبلية للصديق الراحل منصور محمد خير
كنت أجلس مع منصور محمد خير المتوفى قبل عام فى دكان يواجه شارع الموردة،عندما مر بالشارع أسطول من عربات الجنجويد محملة بالمدافع الرشاشة و هم يسيرون فى سرعة فائقة مطالبين كل العربات اخلاء الطريق مع اشارات للراجلين بالتنحى....كان ذلك ابان شهر عسلهم مع البرهان و كان الغرض ارهاب المواطنين مع توصيل رسالة انهم فوق القانون...القيم و الأخلاق السائدة. كان كل المواطنين فى المناطق التى انتشر فيها الدعم السريع غاضبين و متضجرين و رافضين لما يقوم بفعله الجنجويد.
قال لى منصور و هو ينظر الى عربات الجنجويد المسرعة كطائرات الميج ( انت عارف يا عدنان،الجنجويد ديل " ما حيجيبوها على البر " لكن، لو فعلوا ذلك.... بعدين شوارع العاصمة و خاصة أمدرمان دى بتبقى ليهم أضيق من " خرم الأبرة ".....ما حيعرفو يمشوا وين و مافى زول حيرجع الحته الجه منها تانى )!
أضاف منصور الذى عركته التجارب و العمل السياسى ( الشعب السودانى شعب صبور لكنه شعب مكار و ما برضه الحقارة و قلة الأدب ).
توفى منصور قبل عام و لم يشاهد الحرب و الدمار الذى ألحقه الجنجويد بالعاصمة فهل يتحقق الأستقراء الذى تنبأ به........أعتقد ذلك و قريبا.

عدنان زاهر
5 اغسطس 2023

elsadati2008@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: منازل المواطنین

إقرأ أيضاً:

خلال 15 يوما.. السودان يطالب كل الأجانب بمغادرة الخرطوم

ناشد العيد شرطة نزار خليل، مدير إدارة الأجانب والضبط الهجري، كل الأجانب بمغادرة بولاية الخرطوم التابعة لدولة السودان، خلال 15 يومًا، حفاظًا علي أرواحهم خلال فترة الحرب،  وذلك بناءا علي قرار لجنة تنسيق شئون أمن ولاية الخرطوم.

الحرب السودانية

التهمت نار الحرب المستعرة بين الأشقاء فى السودان، نحو 150 ألف قتيل وفقا للمبعوث الأمريكى .

15 شهرا كانت كفيلة بتدمير البلد الذى مزقته نزاعات تلو نزاعات انتهت به من عرش البلد الأكبر مساحة فى أفريقيا والعالم العربى حتى 2011، إلى دويلات صغيرة حالياً .

كلنا نعرف بداية الصراع الأخير المستعر بين الجيش وقوات الدعم السريع، والذى بدأ بتمرد قوات الدعم السريع ومحاصرتها قاعدة مروى العسكرية .

كلنا نعرف البداية، لكن لا أحد يعرف إلا الله متى تنتهى الحرب؟

150 ألف قتيل ونحو 10 ملايين فارين ومهجرين من المنازل، بعضهم هنا فى مصر .

هذا الرقم الضخم من الضحايا الذى وصلت إليه السودان فى 15 شهرا، يتجاوز 5 أضعاف ضحايا الحرب الأهلية فى ليبيا التى شهدت 25 ألف قتيل و4 آلاف مفقود .

كما يقنرب من 4 أضعاف عدد الشهداء فى غزة.

وبالطبع الأعداد فى السودان مرشحة للزيادة، دون أمل قريب فى إبرام اتفاق هدنة .

حتى هذi اللحظة لايزال السودان واحدا من أكبر ثلاث بلدان فى القارة الأفريقية من حيث المساحة، بعد أن كان الأول بلا منازع . كما لا تزال لديه مساحات شاسعة من الأراضى الصالحة للزراعة بما يمثل نحو ثلث المساحة تجعله بحق سلة غذاء العالم.. وتتوافر فيه بالطبع مياه أنهار النيل وعددها 7 أنهار قبل أن تتجمع فى مجرى النيل الرئيسى بالخرطوم قبل دخولها مصر.

وحتى هذه اللحظة أيضا، تمتلك السودان 130 مليون رأس ماشية، مقابل 7.5 مليون رأس ماشية فى مصر، اى أكثر من 17 ضعفا .

بخلاف البحيرات والمصائد النيلية والبحرية التى تتيح مخزونا من الثروة السمكية.

قبل انفصال الجنوب، كانت الثروة المعدنية والنفط، تضعان السودان فى مراتب متقدمة .. لكن الآن اختلف الوضع.

بلد ممزق ينشب فيه الفقر، بينما يجلس ابناؤه على عرش الزراعة والثروة الحيوانية.

سلة غذاء العالم، يتضور فيها ملايين الأشخاص جوعا، وينشرون فى دول الجوار هربا من الموت.

فى الفترة الليبرالية المصرية قبل 1952 كان الوفد يرى فى السودان وحدة تاريخية مع مصر. فقد وحدهما نهر النيل الذى يقطعهما ويروى عطش المصريين والسودانيين على حد سواء، كما يروى اراضيهما .

كانت مفاوضات الوفد مع الانجليز حول الجلاء، تتحطم على صخرة السودان، وكان النحاس باشا يقول: «تقطع يدى ولا يفصل السودان عن مصر».

رفض الوفد كل محاولات فصل السودان عن مصر .. وليتهما ما انفصلا .

فالسودان بثرواته الطبيعية من أراضٍ ومياه ومخزون من البترول والمعادن، ومصر بثرواتها البشرية وخبراتها فى الإدارة والتخطيط، كانا فى وحدتهما يمثلان تكاملا طبيعيا لوادى النيل .

ولو استمرت الوحدة ربما لأصبحت مصر والسودان أغنى بلد فى المنطقة العربية والقارة الأفريقية .

الآن لم يعد ممكنا سوى الدعاء للسودان، ثم إعداد خطة اقتصادية لتحقيق التكامل معها..  فربما تتحقق المعجزة وتنطفئ نار الحرب فى وقت قريب .

مقالات مشابهة

  • خلال 15 يوما.. السودان يطالب كل الأجانب بمغادرة الخرطوم
  • جرائم قتل الهوية.. من يحمي آثار السودان التاريخية من حرب الجنجويد؟
  • رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الامريكي يعلن عن دعمه لمشروع قرار يصنف أفعال قوات الدعم السريع في ‎دارفور على أنها إبادة جماعية
  • الحديث عن إنسحابات لمليشيا الجنجويد من الخرطوم مجرد أكاذيب
  • راشد عبد الرحيم: مطار بورتسودان
  • «أطباء بلا حدود» تُعلن إجلاء فريقها من المستشفى التركي بالخرطوم
  • استرداد ثقة الشعب
  • سينما‭ ‬التمرد‭ ‬السياسى‭ ‬فى‭ ‬بريطانيا
  • الاحتلال يداهم عدة منازل في بيت أمر شمال الخليل
  • الاحتلال يداهم منازل المواطنين في الخليل دون اعتقالات