هجوم مسجد عُمان.. بيان جديد لمفتي السلطنة وتوضيح عن غمز أهالي مطلقي النار
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أصدر المفتي العام لسلطنة عُمان، أحمد الخليلي، بيانا جديدا عقّب فيه على مهاجمة مسجد شيعي نفذه 3 مواطنين بالسلطنة وخلّف 6 قتلى.
وقال المفتي في بيان نشره على صفحته بمنصة أكس (تويتر سابقا): "الجرأة على سفك الدماء وإزهاق الأرواح، وانتهاك حرمات بيوت العبادة؛ أمر لا يقره الإسلام.
وأوضح المفتي في بيان سابق نشره، الاثنين: "لا يُدان أحد بما اقترف قريبه ولو كان أبا أو ابنا كما لا يؤجر بحسناته.. وما اقترفه الجناة الثلاثة في الجريمة الشنعاء لا يُدان به غيرهم، وليس من الشرع ولا العدل في شيء غمز أهليهم بهذا أو التشهير بهم؛ فنرجو الكفاف عن تعنيفهم".
ويذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف باسم "داعش" أعلن مسؤوليته عن الهجوم على المسجد، قائلا في بيان في وقت متأخر، الثلاثاء، إن ثلاثة من "المهاجمين الانتحاريين" التابعين لها أطلقوا النار على المصلين في المسجد وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن العُمانية حتى الصباح، حسبما ذكرت رويترز، ونشرت الجماعة أيضًا ما أدعت أنه مقطع فيديو للهجوم على تطبيق المراسلة "تيليغرام".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإسلام السنة الشيعة تغريدات داعش فتاوى مساجد
إقرأ أيضاً:
مواقف مُشرِّفة لا تتزعزع
محمد بن رامس الرواس
تميزت سلطنتنا الحبيبة عُمان بمواقفها المشرفة والثابتة على الصعيدين الإقليمي والدولي سابقاً ولاحقاً مما جعلها تحظى باحترام وتقدير دولي واسع، وهذه المواقف في تكوينها تستند إلى أصول مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وقرآننا الكريم ورسالة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في منهجه وإرشاداته الداعية إلى السلام والحوار والتعايش السلمي.
كل هذه المبادي عكستها السلطنة عبر سياساتها الخارجية من خلال خمس مواقف متزنة ومستقلة وحيادية:
أولها: الحياد الإيجابي والدبلوماسي الحكيم؛ حيث ترفض الانحياز لأي طرف في النزاعات الإقليمية والدولية وتعمل على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، ومن ذلك أنها قامت بدور أساسي في الوساطة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة عندما طلب منها ذلك؛ مما ساهم في التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني عام 2015.
ثاني هذه المواقف العُمانية هي جهود السلام التي تبذلها لدعم جمع الفرقاء باليمن منذ اندلاع الأزمة اليمنية، حيث التزمت السلطنة بدور الوسيط المحايد ساعيةً لتحقيق تسوية سياسية شاملة وعليه استضافت لقاءات بين الأطراف المتنازعة وقدمت تسهيلات لإجراء المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.
ثالث هذه المواقف؛ العمل على سياسة تقريب وجهات النظر وتعزيز التعاون الخليجي والإقليمي؛ فبرغم اختلاف وجهات النظر داخل مجلس التعاون الخليجي في بعض القضايا المصيرية، حافظت السطنة على سياسة قائمة على تقريب وجهات النظر وتعزيز التعاون المشترك كما رفضت الانخراط في النزاعات الإقليمية بين الأشقاء، لذا امتنعت عن المشاركة في التحالف العسكري في اليمن، مؤكدةً أن الحلول الدبلوماسية هي الأفضل ولقد اتضح بعد ذلك حقيقة صواب موقفها.
رابعًا: دعم القضية الفلسطينية العادلة ودعم حقوقها المشروعة؛ حيث تقف السلطنة بثبات إلى جانبها، مؤكدة باستمرار على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، داعية إلى حوار بناء بين الفصائل الفلسطينية من جهة، وبين الفلسطينيين والإسرائيليين من جهة أخرى؛ لتحقيق سلام عادل وشامل بينهم.
خامسًا: حافظت السلطنة على استقلالية قرارتها؛ فهي تتخذ قراراتها الخارجية بعيدًا عن الضغوط السياسية، مما جعلها نموذجاً للدولة المستقلة في قرارها السياسي، كما رفضت الانخراط في التحالفات الإقليمية التي تؤدي إلى تصعيد التوترات، وفضلت لعب دور الوسيط وصانع السلام وتقارب وجهات النظر ونزع فتائل الحروب الحروب.
سادسًا: القيام بالدور الإنساني والإغاثي؛ حيث لم تتوانَ حكومة السلطنة عن تقديم المساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة من النزاعات والكوارث الطبيعية والمتضررين من الحروب، فهي تقدم التسهيلات الإنسانية للمدنيين في مناطق الأزمات، مثل اليمن وسوريا، وفلسطين عبر توفير ممرات آمنة للمساعدات بدون مقابل أو طلب أثمان سياسية.
ختامًا.. إن مواقف سلطنة عُمان المشرفة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وحكومته الرشيدة وشعبه الوفي، ليست مجرد سياسات خارجية راسخة؛ بل هي انعكاس لرؤية حكيمة اسستها حضارة عُمانية عظيمة وانتهجها سلاطينها العظام؛ مفادها أن السلام والاستقرار هما الأساس لتحقيق مبادى العدل والصلاح حتى أصبحت السلطنة اليوم نموذجًا يحتذى به في المنطقة، ووجهةً موثوقة للحوار وحل النزاعات؛ مما دفع الحاقدون والمتآمرون للعمل على ممارسة الضغوط الدولية عليها للتراجع عن هذه القيم الأصيلة والمواقف المشرفة الموروثة؛ سعيًا منهم لجر السلطنة إلى تيارات الصراعات الإقليمية والدولية، ولكن حاشا لله لبلد مثل عُمان الأبية أن تغير أو تبُدل مواقفها الصلبة الراسخة، وستظل تفخر بدورها الدولي وتحظى باحترام المجتمع الدولي لها متمسكةً بقيمها الأصيلة.