سودانايل:
2024-11-08@12:28:56 GMT

حاميها .. حراميها

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

عصب الشارع -
نحن بكل تأكيد نرفض الإساءة إلى قوات الجيش ونرغب أن نراها قوية عزيزة جبارة مهابة كما هو مرسوخ في أذهاننا عن الجندي السوداني النظيف المهندم المنضبط أخلاقاً وسلوكاً الأمر الذي جعله مضرب مثل بين جنود العالم ونتقطع أسفاً عندما نسمع أو نشاهد ما يسيء إليه بأي شكل من الأشكال ونبكي دماً عندما نرى الحال الذي أوصل الكيزان (جنوده) من ذل وهوان والحالة المزرية التي يعيشونها بملابس متسخة وتصرفات أقرب إلى التسول والسرقة.

.
يحكي جار لنا أنه ذهب إلى سوق (صابرين) بمنطقة الثورة لشراء مواد تموينية لأسرته فقد أصبح ذلك السوق سوقاً مركزيا بعد نقل تجار سوق ام درمان بضائعهم إليه ومن الطبيعي أن تكون هناك قوة إسناد لحمايته من السرقة والحرق خاصة أنه يعتبر من المناطق الآمنة بعد السيطرة الكاملة للجيش عليه
إلا أن القوة الموجودة هناك و المطعمة بقوات من حركات (تحرير) السودان - الحركة الشعبية جناح عقار هي بكل أسف من صارت تبتز المواطنين، يقول جارنا هذا أن مجموعة من تلك القوات اعترضته بعد إنتهاءه من التسوق وحاولت اخذ تلك المواد التي إشتراها منه بحجة أنه قام بسرقتها إلا أن بعض التجار وقفوا إلى جانبه وأشاروا له بعد تخليصه من تلك المجموعة بأن بعض أفراد القوة الموجودة صاروا يتاجرون بالمواد التي يقومون بإنتزاعها من المواطنين ويواصل وهو في غاية الأسف..كان معظمهم لايشبه الجيش الذي نعرفه منتعلين (سفنجات) متسخي الملابس ويطلقون عبارات بذيئة يعف اللسان عن ذكرها.
في أكثر مجازر التأريخ وحشية وعندما كان التتار أو المغول يكتسحون المدن كانوا يستبيحونها لثلاثة ايام ولم يحدث أن إستباحت جيوش أحد المدن لأكثر من أربعة أشهر مثل ما يحدث بالخرطوم ودارفور اليوم وحتى لا يعتبر الأمر هجوماً على القوات المسلحة ك (عادة البلابسة) فإنني أود التأكيد أن الحكاية نموذج لحال تعامل المقاتلين من الطرفين مع المواطن البسيط الذي لاحول ولا قوة له في استباحة محمية بقوة السلاح لمنازله وماله وعرضه
المشكلة أننا سنحتاج لزمن طويل وقانون طواريء رادع لإيقاف هذه الإستباحة والبلطجة التي انتشرت حتى وسط بعض ضعاف النفوس والذين لا علاقة لهم بالقوات النظامية، مع الانتشار الواسع للزي العسكري والسلاح والأعداد الكبيرة من الأرزقية الذين تم تجنيدهم أو إستنفارهم و إستقطابهم من الجانبين خلال فترة الحرب بالاضافة للأعداد الكبيرة من المجرمين الفارين من السجون ومن المتوقع ان تستمر حالة الفوضي هذه حتى بعد تكوين الحكومة المدنية إلا اذا ماتم الاستعانة بلجان المقاومة الثورية بالأحياء ومنحهم صلاحيات واسعة لضبط هذه الفوضى ..
وبكل تاكيد حينها لكل حادث حديث..
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص لا تراجع عنه
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

فراغ الكون هو الذي يعطي حياتنا المعنى

أخطأ نيتشه حينما قال: إذا ما حملقت في الهاوية لوقت طويل فإن الهاوية سوف تبادلك حملقة بحملقة. فالحق أن الفراغ يبقى على صمته، بلا هوادة، ويبقى مفزع الجسامة. ولكننا حينما نشخص إلى السواد اللانهائي الذي يحدد شسوع كوننا، نجد خيارا مطروحا أمامنا. فبوسعنا إما أن نتراجع خائفين منصرفين عن مواجهة إنسانيتنا لذلك الرعب الكوني الخالص، أو أن بوسعنا أن نحوِّل سواد الكون إلى نور يضيء التفرُّد في كل شيء مما نعرفه هنا على الأرض.

أنا عالم فلك، من العلماء الذين يدرسون نشأة الكون وتاريخه وتطوره. وقد أنفقت عمري بحثا في جزء خاص من الكون يطلق عليه الفراغات الكونية، وهي تلك المساحات الشاسعة من اللاشيء التي تمتد بين المجرات. وأغلب كوننا فراغ، فقرابة 80% من حجم الكون مصنوع من لاشيء على الإطلاق.

وفقا للحساب الدقيق للوفرة الكونية، فإن كوكبنا والحياة التي نجدها عليه تساوي في الأساس صفرا. فيا لمنتهى الضآلة. إن هي إلا ذرة من الأزرق والأخضر عالقة في محيط من الليل، وإن هي إلا نتفة ضئيلة من الصخر والماء تدور في فلك نجم من النجوم. وقد عملت القوى الكبرى التي تشكل كوننا على إنماء هذه الفراغات على مدار مليارات السنين، فإذا بوحشيتها الراهنة تبرز هذه الضآلة وتزيدها وضوحا. ودعكم من الكواكب والنجوم، فعلى هذه النطاقات الهائلة، تبدو حتى المجرات العظيمة نفسها محض نقاط من الضوء.

وثمة غواية عند مواجهة النطاق الحقيقي للكون الفارغ تدعونا إلى أن ننظر إلى عالمنا الضئيل نظرة عدمية، وإلى أن نشعر بأن أعظم إنجازاتنا لا يرقى إلى شيء، وأن تاريخنا أهون من أن يترك أثرا، وأن همومنا ومخاوفنا جميعا عديمة الشأن، وأن إنسانيتنا نفسها شديدة الهوان.

لقد أنفقت سنين أعمل على فهم ما يمكن أن تعلَّمه لنا الفراغات الكونية عن الكون الأوسع وتاريخه. وفي مسار دراستي، تعلمت أن أرفض تلك الغواية العدمية.

نعم، الكون يغلب عليه الفراغ، ولكننا عثرنا على كثير من الأعاجيب في تلك المساحات العظيمة. فالفراغات ببساطة غير موجودة، إنما هي تحدد المجرات وتبرز التباين بينها. وخصائص تلك الفراغات ـ أي أشكالها وأحجامها وما إلى ذلك ـ تعكس القوى الغامضة التي تحكم تطور الكون. وداخل هذه الفراغات نعثر بين الحين والآخر على مجرة متقزمة معتمة كأنها واحة في صحراء. وقد تبين لنا أن الفراغات تفيض بطاقات كونية قد تطغى في يوم من الأيام على بقية الكون.

صحيح أن كوكب الأرض ـ من الناحية الكونية ـ ليس بالضخم ولا بطويل العمر. ولكن ما تلك إلا وسيلة واحدة من وسائل قياس الأهمية. فبالمقارنة مع الفراغات، ثمة شيء خاص يجري على كوكبنا. وبرغم عقود من البحث، لا تزال الأرض هي المكان الوحيد المعروف في الكون كله الذي ترفع فيه كائنات عاقلة أعينها إلى السماء في عجب.

كوكب الأرض هو المكان الوحيد المعروف الذي توجد فيه الإنسانية، والذي (يمكن) أن توجد فيه الإنسانية. وهو المكان الوحيد المعروف الذي يوجد فيه الضحك والحب والغضب والبهجة. وهو المكان الوحيد المعروف الذي يمكن أن نعثر فيه على الرقص والموسيقى والفن والسياسة وعلم الفلك.

وكل ما لدينا من خلافات وغيرة وتعقيدات جميلة هي التي تجعل منا بشرا ليست عديمة المعنى. ووجود الفراغات الكونية وهيمنتها هما اللذان يضمنان النقيض، والقصص والتجارب التي نملأ بها حياتنا فريدة لأنها لن تحدث أبدا في الشسوع الخاوي الذي يتألف منه أغلب الكون.

ولقد تعلمت أن الدروس التي نتعلمها من فراغات الكون موجودة أيضا في فراغات حياتنا. فالفراغات تصقل وتحدد، وتنشئ التقابل، وتمتلئ بالإمكانيات. والألم الذي نحس به من جراء خسارة هو آخر تذكرة لنا بهبة الحياة التي نكن لها أعمق الحب. والصمت في مواجهة عرض يتلألأ بالتوقع المحتدم. واختيارنا أن ننصرف عن الأنباء الباعثة للتوتر ضروري ليتيح لنا التركيز على كل ما هو مهم.

لقد فهم الفنانون والفلاسفة منذ أمد بعيد قوة الفراغ. فالشاعر والراهب البوذي في القرن الثاني عشر سايجايو تأمل الفجوات القائمة فيما بين قطرات المطر المتساقطة فلاحظ أن السكتات فيما بين أصواتها مهمة بقدر أهمية القطرات نفسها، إن لم تعلها أهمية. والموسيقي جون كيج تحدانا بمقطوعته (4ʹ33)، وهي مقطوعة مؤلفة كليا من الصمت، تنشئ تجليا للفراغ يسعى الجمهور إلى ملئه بالسعال المحرج والضحك المتوتر، فيصبح ذلك في ذاته موسيقى. والمعماري الهولندي ريم كولهاس احتفى باستعمال الفضاءات السلبية قائلا: «حيث يوجد اللاشيء، يكون كل شيء ممكنا». والفراغ في رأي المحلل النفساني كارل يانج هو فضاء نفسي لا بد أن ندخل إليه لتحقق قدراتنا الكاملة ونصوغ لأنفسنا حياة جديدة.

وبعد مليارات السنين من الآن سوف تتضخم الشمس ويستحيل كوكب الأرض غبارا. أما الفراغات الكونية، وهي حراس اللاشيء العظيم، فسوف تبقى، وتلك الحقيقة العارية، المزعجة في الوهلة الأولى، تمنحنا القدرة على الاعتزاز بما أوتينا من هبات.

قل طرفة لأصدقائك. قاتل من أجل ما تؤمن به. اتصل بوالدتك. أبدع شيئا لم ير الكون مثيلا له من قبل. فما عناد الفراغات الكونية إلا دعوة لك إلى العمل. ولن يفعل الكون من أجلنا شيئا إلا أن يعطينا حرية الوجود، أما ما نفعله بذلك الوجود فمتروك كله لنا، ومسؤوليتنا هي أن نملأ الكون بالمعنى والغرض.

مقالات مشابهة

  • صدور حكم بشأن قاتل طفله الرضيع الذي رماه من الطابق الرابع شرقي اليمن
  • الهجرة إلى أميركا في عهد ترامب.. ما الذي سيتغير؟
  • 4 فئات مستثناة من تطبيق مواعيد غلق المحلات بالتوقيت الشتوي
  • ما هو صاروخ "فاتح 110" الذي قصف به حزب الله تل أبيب؟
  • الداخلية تعلن الثأر لضابط الشرطة الاتحادية الذي استشهد امس
  • أقوى مشروب للحماية من السرطان.. يدمر 7 أنواع ويمنع عودة المرض بعد الشفاء
  • جيل زد السوري الذي دفع الثمن مبكرا
  • السامرائي: وجهة نظرنا هي الذهاب مع الفريق السياسي الذي يحقق النجاح لجمهورنا
  • فراغ الكون هو الذي يعطي حياتنا المعنى
  • حقيبة قرب مدرسة أثارت بلبلة... ما الذي تبيّن بعد الكشف عليها؟