“إسرائيل” أخطأت التقدير في اليمن.. مرحلة جديدة قد بدأت
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
عندما اتّخذت صنعاء قرار الارتقاء درجة وازنة في عملياتها التصعدية دعمًا وإسنادًا للمقاومة في فلسطين، ولرفع مستوى الضغط على نتنياهو وشريكه الأميركي لوقف العدوان، وقع الخيار على جعل “تل أبيب” المحتلة منطقة غير آمنة، وأرسلت المسيرة “يافا” لتضرب هناك.
منطقيًّا، إن توسيع الضربات نحو “تل أبيب” خضع لحسابات دقيقة في صنعاء، وربما بالتشاور مع حلفائها في المنطقة، وعليه إن كافة الاحتمالات والتداعيات وضعت على الطاولة، وتم الإعداد للتعامل معها، فمن الطبيعي أن تضع صنعاء احتمال إقدام الكيان “الإسرائيلي” على رد فعل ضمن اعتباراتها.
من هنا، فإن رد الفعل “الإسرائيلي” قد عُمل مسبقًا على الإعداد لإفراغه من أهدافه، إن بمواصلة عمل جبهة الإسناد اليمنية أو الرد العسكري وفق الرد “الإسرائيلي” وطبيعته.
من هنا فإن ما أقدمت عليه الطائرات الحربية “الإسرائيلية” في غرب اليمن لم يكن مفاجئًا، لكن خطأ في التقدير ارتكبه من يقف خلف قرار ضرب خزانات نفطية ومحطة كهرباء في مدينة الحديدة، فهو قدّر أن ذلك سيزيد الضغط على صنعاء إنسانيًّا ما سيدفعها إلى التراجع عن عمليتها، لكن واقعيًّا هو ارتكب عدة أخطاء أبرزها وأعمقها أنه عمل على استهداف منشآت مدنية (خزانات وقود في ميناء الحديدة ومحطة الكهرباء).
الأهداف:
إن خطوة “تل أبيب” والتي تأتي بعد تسعة أشهر من تلقي الضربات، وبغضّ النظر عن حجمها، تحاكي عدة أهداف:
– محاولة استعادة بعض الردع، وهو ما قاله صراحة رئيس الكيان “الإسرائيلي” “هيرتسوغ” عندما اعتبر أن الهجوم “الإسرائيلي” للردع ورسالة للشرق أوسط كله.
– محاولة للتعويض عن فقدان الردع إلى حدود كبيرة في جبهة شمال لبنان، وعليه يمكن التعويض في اليمن.
– محاولة إنعاش الجمهور “الإسرائيلي” بجرعة معنوية بعد تعمق الثقة بينه وبين قيادتيه السياسية والعسكرية.
– توظيف نتنياهو الهجوم في رحلته إلى واشنطن، كي لا يذهب محملًا بوزر مسيرة “يافا”.
واقعًا إن الأهداف “الإسرائيلية” ومن خلال الوقائع وحجم الهجوم وشكله، وما رافقه من استعراض للطاقمين السياسي والعسكري، ورفع سقف الأهداف من ورائه، من الصعب أن تتحقق لاعتبارات عدة:
– عزم صنعاء على الرد، وهو ما عبر عنه البيان العسكري متوعدًا بأهداف حيوية ومكرّرًا أن منطقة “تل أبيب” غير آمنة ما يعني مواصلة استهدافها.
– أن انزلاق الأمور سيعني توسع الحرب من البوابة اليمنية، وهو أمر يفهم من خلال عدة بيانات صدرت أبرزها بيان حزب الله الذي رأى أن للحماقة “الإسرائيلية” تأثيرها على المنطقة.
– أن جبهة المقاومة ووحدة ساحاتها من الصعب تفكيكها وأن استبعاد “الإسرائيليين” وانخراط قوى أخرى إلى جانب اليمنيين تقدير خاطئ.
– أن الردع “الإسرائيلي” تلقى ضربات عميقة من الصعب ترميمها عبر غارتين في ساحل الحديدة.
وعليه، إن المنطقة دخلت مرحلة جديدة وقد تتضح معالمها مع دخول الرد اليمني حيز التنفيذ ومشاهدة طبيعته وسعته وشكله، ورد الفعل عليه، ومن هنا حتّى تبيان شكل الرد اليمني فإن الكيان “الإسرائيلي” يدخل حالة من الانتظار مشابهة لتلك التي سبقت الرد الإيراني في الثالث عشر من إبريل.
وحتّى حينه، وجب الانتظار والترقب، ويومها سيتبين أكثر حجم الخطأ الذي ارتكبه من وقف خلف قرار ضرب منشآت مدنية بل وتنفيذ عدوان عند الساحل الغربي لليمن.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مستشار مرشد إيران يكشف استعدادات الرد على الاحتلال الإسرائيلي
أعلن مستشار المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، أن طهران تدرس خيارات مختلفة "للرد" على الاحتلال الإسرائيلي عقب سلسلة من الهجمات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية.
وصرح مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني، خلال مقابلة مع وكالة "تسنيم" الإيرانية أن الرد الإيراني قيد الإعداد، مشددًا على ضرورة التعامل مع الأمر بدقة وسرية لضمان فعاليته.
التصريحات جاءت بعد غارات إسرائيلية في 26 تشرين الأول / أكتوبر، استهدفت منشآت إيرانية، بينها مواقع حساسة مثل منشأة "بارشن" العسكرية. وهذه الهجمات جاءت بعد إطلاق إيران نحو 200 صاروخ باليستي صوب الأراضي المحتلة خلال الأسابيع الماضية، مما أثار مخاوف من تصعيد أكبر في المنطقة.
ويتهم الاحتلال الإسرائيلي إيران باستخدام منشآتها العسكرية لأغراض تتعلق بالبرنامج النووي وتطوير الأسلحة، بالمقابل، ترى إيران أن الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى تقويض نفوذها الإقليمي وإضعاف حلفائها، وخاصة حزب الله اللبناني، الذي يشكل قوة إقليمية رئيسية في معادلات المنطقة، وجاءت تلك الاتهامات عقب إعلان إيران دعم المقاومة الفلسطينية في غزة، في الحرب التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.
دور حزب الله في التوترات الإقليمية
في سياق متصل، أشار لاريجاني إلى قوة حزب الله في الدفاع عن لبنان ومكانته في المعادلة الإقليمية، مؤكدًا أن الحزب يمتلك قدرات تصنيع صاروخي محليًا وأن استبعاده من المشهد السياسي اللبناني غير وارد. وتعتبر إيران حزب الله عنصرًا رئيسيًا في استراتيجيتها لمواجهة إسرائيل وتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل بشكل ملحوظ مع تزايد الهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا وأحيانًا داخل إيران نفسها، ومنها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وقال مستشار المرشد الإيراني خلال حواره "عندما زرت لبنان، رأيت شباب حزب الله يتمتعون بحيوية وقوة وعزيمة كبيرة، لم أكن أتوقع أبدًا أنهم، بعد الضربات التي تلقوها من الكيان الصهيوني، سيتمكنون من الوقوف مجددًا بهذه السرعة والمقاومة بهذه القوة.
وأضاف أنه على الرغم من أن قائدهم حسن نصر الله وهاشم صفي الدين استشهدا، وهذا ليس بالأمر البسيط. لكن بفضل فكرهم الحسيني، استطاعوا إعادة بناء أنفسهم بسرعة.
وقال "سمعت أن ليلة استشهاد السيد حسن نصر الله، عندما علم شباب حزب الله بالخبر، تأثروا وبكوا كثيرًا في البداية، ولكن في نفس الليلة، تعاهدوا معًا على الثبات والوقوف حتى آخر رمق ضد الكيان الصهيوني، وهذا كان نقطة تحول كبيرة.