عندما اتّخذت صنعاء قرار الارتقاء درجة وازنة في عملياتها التصعدية دعمًا وإسنادًا للمقاومة في فلسطين، ولرفع مستوى الضغط على نتنياهو وشريكه الأميركي لوقف العدوان، وقع الخيار على جعل “تل أبيب” المحتلة منطقة غير آمنة، وأرسلت المسيرة “يافا” لتضرب هناك.

منطقيًّا، إن توسيع الضربات نحو “تل أبيب” خضع لحسابات دقيقة في صنعاء، وربما بالتشاور مع حلفائها في المنطقة، وعليه إن كافة الاحتمالات والتداعيات وضعت على الطاولة، وتم الإعداد للتعامل معها، فمن الطبيعي أن تضع صنعاء احتمال إقدام الكيان “الإسرائيلي” على رد فعل ضمن اعتباراتها.

من هنا، فإن رد الفعل “الإسرائيلي” قد عُمل مسبقًا على الإعداد لإفراغه من أهدافه، إن بمواصلة عمل جبهة الإسناد اليمنية أو الرد العسكري وفق الرد “الإسرائيلي” وطبيعته.

من هنا فإن ما أقدمت عليه الطائرات الحربية “الإسرائيلية” في غرب اليمن لم يكن مفاجئًا، لكن خطأ في التقدير ارتكبه من يقف خلف قرار ضرب خزانات نفطية ومحطة كهرباء في مدينة الحديدة، فهو قدّر أن ذلك سيزيد الضغط على صنعاء إنسانيًّا ما سيدفعها إلى التراجع عن عمليتها، لكن واقعيًّا هو ارتكب عدة أخطاء أبرزها وأعمقها أنه عمل على استهداف منشآت مدنية (خزانات وقود في ميناء الحديدة ومحطة الكهرباء).

الأهداف:

إن خطوة “تل أبيب” والتي تأتي بعد تسعة أشهر من تلقي الضربات، وبغضّ النظر عن حجمها، تحاكي عدة أهداف:

– محاولة استعادة بعض الردع، وهو ما قاله صراحة رئيس الكيان “الإسرائيلي” “هيرتسوغ” عندما اعتبر أن الهجوم “الإسرائيلي” للردع ورسالة للشرق أوسط كله.

– محاولة للتعويض عن فقدان الردع إلى حدود كبيرة في جبهة شمال لبنان، وعليه يمكن التعويض في اليمن.

– محاولة إنعاش الجمهور “الإسرائيلي” بجرعة معنوية بعد تعمق الثقة بينه وبين قيادتيه السياسية والعسكرية.

– توظيف نتنياهو الهجوم في رحلته إلى واشنطن، كي لا يذهب محملًا بوزر مسيرة “يافا”.

واقعًا إن الأهداف “الإسرائيلية” ومن خلال الوقائع وحجم الهجوم وشكله، وما رافقه من استعراض للطاقمين السياسي والعسكري، ورفع سقف الأهداف من ورائه، من الصعب أن تتحقق لاعتبارات عدة:

– عزم صنعاء على الرد، وهو ما عبر عنه البيان العسكري متوعدًا بأهداف حيوية ومكرّرًا أن منطقة “تل أبيب” غير آمنة ما يعني مواصلة استهدافها.

– أن انزلاق الأمور سيعني توسع الحرب من البوابة اليمنية، وهو أمر يفهم من خلال عدة بيانات صدرت أبرزها بيان حزب الله الذي رأى أن للحماقة “الإسرائيلية” تأثيرها على المنطقة.

– أن جبهة المقاومة ووحدة ساحاتها من الصعب تفكيكها وأن استبعاد “الإسرائيليين” وانخراط قوى أخرى إلى جانب اليمنيين تقدير خاطئ.

– أن الردع “الإسرائيلي” تلقى ضربات عميقة من الصعب ترميمها عبر غارتين في ساحل الحديدة.

وعليه، إن المنطقة دخلت مرحلة جديدة وقد تتضح معالمها مع دخول الرد اليمني حيز التنفيذ ومشاهدة طبيعته وسعته وشكله، ورد الفعل عليه، ومن هنا حتّى تبيان شكل الرد اليمني فإن الكيان “الإسرائيلي” يدخل حالة من الانتظار مشابهة لتلك التي سبقت الرد الإيراني في الثالث عشر من إبريل.

وحتّى حينه، وجب الانتظار والترقب، ويومها سيتبين أكثر حجم الخطأ الذي ارتكبه من وقف خلف قرار ضرب منشآت مدنية بل وتنفيذ عدوان عند الساحل الغربي لليمن.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب

إسرائيل – تتواصل الحركة الاحتجاجية في إسرائيل المطالبة بالتوصل إلى اتفاق مع حركة الفصائل الفلسطينية وإطلاق الرهائن، واتخذت منحى عنيفا بعد اندلاع مواجهات مع الشرطة.

وأغلق آلاف المتظاهرين حركة المرور في شارع بيغن في تل أبيب، خارج المقر العسكري للجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، حيث احتشد الناس في جميع أنحاء البلاد لليوم الثالث على التوالي مطالبين باتفاق الرهائن مقابل وقف إطلاق النار.

وامتدت الحركة الاحتجاجية إلى شوارع مدن وبلدات مثل تل أبيب وقيسارية ورحوفوت والقدس، وقد أعرب المتظاهرون عن أسفهم لفشل الحكومة الإسرائيلية في التوصل إلى اتفاق.

وقال المتظاهرون إن نتنياهو لم يفعل ما يكفي لحماية الرهائن، حملوا لافتات كتب عليها شعارات مناهضة لنتنياهو، والبعض الآخر حمل مشاعر تتعلق بالرهائن.

وقد انتشرت مقاطع مصورة عبر منصة “إكس” تظهر اندلاع اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة التي حاولت تفريقهم بالقوى.

هذا وتجمع حوالي 1000 شخص في رحوفوت لإظهار الدعم لعائلة الجندي الرهينة نمرود كوهين. وتجمعت حشود من عشرات إلى عدة مئات من الأشخاص في تقاطعات أخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في الجليل الأسفل في شمال إسرائيل وعند مفترق شعار هنيغف في الجنوب، حيث جلس المتظاهرون متربعين على الطريق وهم يلوحون بالأعلام الصفراء.

وفي القدس، اصطف المتظاهرون في الشوارع المحيطة بساحة باريس، حاملين لافتات عليها صور الرهائن، ورددوا هتافات “الجميع! الآن!”.

وبحسب هيئة البث العامة منعت قوات الشرطة المتظاهرين من السير نحو شارع عزة.

ويعتقد أن 97 من بين 251 رهينة ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 33 على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

وأطلقت حركة الفصائل سراح 105 خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما تم إطلاق سراح أربعة رهائن قبل ذلك.

وأنقذت القوات ثمانية رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 37 رهينة، من بينهم ثلاثة قتلوا عن طريق الخطأ على يد الجيش أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.

المصدر: “تايمز أوف إسرائيل”

مقالات مشابهة

  • “بلدي إسرائيل تحاول قصـ.ـفي دون توقف”.. آخر كلمات “هيرش غولدبرغ” الأسير الإسرائيلي قبل مقتله
  • بيان مسيرات “مولد نبي الهدى.. دعوة لنصرة غزة والأقصى” في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء (إنفوجرافيك)
  • حشود مليونية بالعاصمة صنعاء في مسيرة “مولد نبي الهدى.. دعوة لنصرة غزة والأقصى”
  • شاهد| بيان مليونية “مولد نبي الهدى.. دعوة لنصرة غزة والأقصى” في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء
  • شاهد| صور جوية للطوفان البشري والحشود المليونية في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء في مسيرة “مولد نبي الهدى.. دعوة لنصرة غزة والأقصى”
  • في رسالة قبيل مقتله.. الأسير الإسرائيلي “ألموج ساروسي”: الاستهدافات الإسرائيلية كان هدفها أنا والمخطوفين الآخرين
  • توقعاته أخطأت مرة واحدة فقط.. بروفيسور أمريكي يتنبأ بالفائز بالانتخابات الأمريكية وفق “13 مفتاحا”
  • إصابات خلال اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب
  • “حماس”: العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة جرائم حرب
  • الشرطة الإسرائيلية تفرق المتظاهرين بالقوة في تل أبيب