الثورة نت:
2025-04-30@21:58:42 GMT

اليمن أصبح دولة طوق

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

 

 

يضيق الخناق أكثر فأكثر على كيان العدو؛ فهناك توسيعٌ لدائرة النار شمالًا، حيث عَمَد حزب الله لإدخال مستوطناتٍ جديدة في دائرة الاستهداف، بعد تعمّد الاحتلال استهداف مدنيين، وتصديقًا لتوعّد الأمين العام لحزب الله يوم العاشر، بأنّ استهداف المدنيين يعني دخول مستوطنات جديدة إلى قائمة الاستهداف، وهذا يعني المزيد من المهجّرين، وزيادة في مساحة السيطرة النارية للحزب شمال فلسطين المحتلة.

كذلك هناك المفاجأة الصادمة لصلافة العقل الصهيوني، باستهداف أنصار الله في اليمن لـ”تل أبيب”، بما ينذر بالمزيد من توسعة الاستهدافات لبقرة “إسرائيل” المقدسة، مركز الثقل السياسي والاقتصادي، والأهم مركز الثقل المعنوي للمستوطنين، الذين يعتقدون أنّ “عاصمتهم” خارج نطاق قدرة أيّ طرفٍ ليس على استهدافها، بل مجرد التجرؤ على التفكير بذلك.

إنّ قرار استهداف”تل أبيب” قرارٌ يكتنز شجاعة هائلة، وحكمة راسية، وهو بالتالي قرارٌ استراتيجي غير قابل للمساومة، أيّ أنّه ليس مجرد تكتيكٍ حربي أو حتّى تكتيكٍ تفاوضي، وإقراره يشبه الطلقة التي لا يمكن التراجع عنها، كما شبّه محمد حسنين هيكل الثورة الإيرانية يومًا ومطلقُها “بالطلقة التي انطلقت من القرن السابع، واستقرت في قلب القرن العشرين”، وهو يعني الاستئناس بكربلاء، وهذا تشبيهٌ صالحٌ لقرار الأنصار في اليمن بضرب “تل أبيب”.

ولنا أن نتصوّر قادم الأيام، في حال إصرار الولايات المتحدة على مواصلة العدوان على غزّة، وعدم الذهاب سريعًا إلى صفقةٍ تلبي شروط المقاومة في غزّة، وإضاعة فرصة التوقف عند هذا الحدّ، حيث ستصبح “تل أبيب” منطقة غلاف بالنسبة لحجم المسيّرات والصواريخ الذي ستستقبله من اليمن، وكذلك لا نستبعد دخول الحشد الشعبي في العراق على خط استهدافها أيضًا، وذلك نظرًا لسابقة قيام الحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله في اليمن، بعمليات مشتركة في البحر والبرّ، وهذا ما سيؤدي إلى أن يكون الاستهداف يوميًا.

بالإضافة لذلك، هناك التوسعة النارية التي يقوم بها حزب الله في لبنان، ما سيزيد من الضغط على الوسط، وهو ضغطٌ عسكريٌّ واقتصاديٌّ ومعنويٌّ، على الحكومة الصهيونية كما على المجتمع الاستيطاني، وكذلك على وعيه، في عملية كيٍّ غير مسبوقة في تاريخ الكيان المؤقت،

ثمَّ جبهة غزّة وهي الجبهة الرئيسية حتّى اللحظة، والتي رغم جراحها الغائرة، لا زالت تُثخن في العدو، وتجعل من جنوده وآلياته شواخص رماية، كلمّا أصرّوا على البقاء كما يمنّي نتنياهو نفسه.

وهذا السيناريو المخفف رغم قتامته في الوعي”الإسرائيلي”، إلى أنّه لا يدفع صاحب قرار الحرب في واشنطن لاتّخاذ قرار وقفٍ فوريٍ للحرب، رغمّ أنّه الطريق الأقصر لحماية الكيان من هذا السيناريو القاتم، والسيناريوهات الأشدّ قتامةً، وهذا يأخذنا لاستنتاجٍ قطعيٍّ بأنّ الإدراك في واشنطن وكذلك في “تل أبيب”، أنّها النهاية، ولن يفيد أيّ استدراك لإعادة إحياء مشروع الكيان الوظيفي، وإن كان تأخير النهاية ممكنًا عبر الرضوخ لشروط غزّة ومقاومتها في مفاوضات الهدنة.

حين اتّخذ كُماة اليمن قرارهم بضرب”تل أبيب”، كانوا يضعون بيدّ المفاوض الفلسطيني درعًا من فولاذٍ وسيفًا غير مثلّم، ليضرب به على الرؤوس المتيبسة بفعل الصدمة، صدمة العقل الاستعماري بسرعة انهيار مشروعهم الوظيفي في فلسطين، وهو درعٌ وسيفٌ لا يُستردان، حتّى تحقيق أهداف الطوفان التكتيكية والاستراتيجية، فاليمن أصبح دولة طوق، بكلّ ما لذلك من تداعيات.

 

*كاتب فلسطيني

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

دور اليمن في تعزيز محور المقاومة.. كيف يشكل أنصار الله ركيزة لفلسطين؟

يمانيون../
في ظل الصراعِ الفلسطيني “الإسرائيلي” المُستمرّ، تتعدَّدُ أشكالُ الدعم التي تتلقاها حركاتُ المقاومة الفلسطينية من دول ومنظمات في المنطقة.

من أبرز هذه القوى التي تقدِّمُ دعمًا فاعلًا هو اليمن -قيادةً وشعباً وجيشًا- التي ترى في دعمِ فلسطين جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها العقائدية والسياسية في مواجهة الهيمنة الغربية والصهيونية. هذا الدعم -الذي يتجاوز البُعدَ السياسي ليصلَ إلى التعاوُنِ العسكري والتقني- يعكس مدى التزام اليمن بالقضية الفلسطينية، ويشكِّلُ جزءًا من محاورِ استراتيجيةٍ أوسعَ.

الأَسَاسُ الفِكري والديني لدعم القضية الفلسطينية:

ينبعُ الدعمُ اليمني، وتحديدًا من حركة أنصار الله، من أُسُسٍ دينيةٍ وعقائدية عميقة تجمع بين الشعبَين العربيين في اليمن وفلسطين. اليمن ترفُضُ اعتبارَ القضية الفلسطينية مُجَـرّد نزاع سياسي، بل هي جزءٌ من صراع طويل ضد الاستعمار الغربي والهيمنة الصهيونية، وهو ما يتقاطعُ مع مفهوم الجهاد الذي تتبناه اليمن. في هذا السياق، ترى أن الدعم للمقاومة الفلسطينية هو واجب ديني وأخلاقي، حَيثُ يعتقد اليمنيون أن الصراعَ في فلسطين هو جزء من معركة أوسع ضد الظلم والاحتلال في المنطقة.

اليمنُ ترى في فصائل المقاومة الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، تجسيدًا للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

الدعم السياسي والدبلوماسي:

منذ اندلاع ثورة 21 سبتمبر 2014م، أكّـدت اليمنُ مواقفَها الثابتةَ تجاه القضية الفلسطينية. فقد ظلت تساند حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية والعربية، مجدِّدةً دعواتها لوقف العدوان الإسرائيلي، ورفضها لأي تطبيع مع الاحتلال. كان المجلس السياسي الأعلى -أعلى سلطة سياسية في صنعاء- من أبرز الأصواتِ التي ترفُضُ أيةَ تسوية أَو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

في الدبلوماسية العربية والإسلامية، تحرصُ حكومةُ صنعاءَ على التأكيدِ على موقفها الرافض للاحتلال الإسرائيلي ودعمها الكامل للمقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي. من خلال هذه المواقف، تسعى إلى الضغط على الدول العربية والإسلامية لتفعيل مواقفها السياسية والدبلوماسية لصالح القضية الفلسطينية.

الدعم العسكري والتقني:

يعد الدعم العسكري والتقني جزءًا من الاستراتيجية التي تتبناها اليمنُ في دعم المقاومة الفلسطينية. على الرغم من التحديات التي تواجهُها؛ بسَببِ الحرب المُستمرّة والحصار المفروض عليها، فَــإنَّ اليمنَ لم تتوانَ عن تقديمِ الدعم العسكري للمقاومة الفلسطينية. هذا الدعم يشمل توفير تقنيات متطورة في مجال الصواريخ والطائرات المسيَّرة، وهي التقنياتُ التي طورَّتها اليمن خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.

التعاون بين القوات المسلحة اليمنية التابعة لـحكومة صنعاء والفصائل الفلسطينية في مجالات التدريب العسكري وتبادُل الخبرات في حربِ العصابات يعد من أبرز أشكال الدعم. هناك تقاريرُ تشيرُ إلى أن اليمنَ قدمت للمقاومة الفلسطينية صواريخَ وطائراتٍ مسيَّرة لتعزيز قدرتها على مواجهة الهجمات الإسرائيلية الجوية، وهي تقنياتٌ يمكن أن تكونَ لها تأثيراتٌ استراتيجيةٌ كبيرة في ميدان المعركة.

إضافة إلى ذلك، نفَّذت القواتُ المسلحةُ اليمنية عملياتٍ عسكريةً في البحر الأحمر استهدفت السفنَ الإسرائيليةَ أَو التابعة لحُماة كيان الاحتلال، في خطوة لتعزيزِ الضغط على “إسرائيل” وتحقيق الردع العسكري. هذه العمليات تكشفُ عن قدرة اليمن على تنفيذ هجمات معقَّدة باستخدام تقنيات متطورة مثل الطائرات المسيَّرة؛ مما يساهمُ في تعزيزِ محور المقاومة في المنطقة.

التأثيرُ على التوازُن الإقليمي والدولي:

الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية ليس مُجَـرّدَ تعبير عن تضامن شعبي، بل هو جزءٌ من استراتيجية أكبرَ تهدفُ إلى تعزيزِ موقفها في مواجَهةِ التحالفات الدولية والإقليمية التي تدعَمُ “إسرائيل”. من خلال دعمِ المقاومة الفلسطينية، تسعى صنعاء إلى إرسالِ رسالة قوية إلى المملكة السعوديّة ودول الخليج التي تسعى إلى تطبيعِ العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.

الآثار الاجتماعية والثقافية في اليمن:

على الصعيد الداخلي، يعكسُ الدعم اليمني لفلسطين روحًا من التضامُنِ الشعبي. في ظل المعاناة الكبيرة التي يواجهُها الشعب اليمني جراء الحرب والحصار، يصبح الدعم لفلسطين جزءًا من الوعي الشعبي الجماهيري. المسيرات والمظاهرات في اليمن تشكل مِنصةَ تعبير قوية عن التزام الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية، وتُظهِرُ مدى تأثير هذه القضية على الوعي السياسي والاجتماعي في اليمن.

إنَّ هذا الدعم يعزِّزُ من مكانةِ اليمنِ بقيادة السيد عبد الملك الحوثي في العالَمِ العربي، ويجعلُها تمثِّلُ القوةَ الإقليميةَ التي تسعى إلى مقاومةِ العدوان الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة. كما أن هذا الموقفَ يخلُقُ تضامنًا جماهيريًّا في المنطقة مع الشعب الفلسطيني؛ مما يعزِّزُ من قوة حركات المقاومة ضد الاحتلال.

التحدياتُ والتأثيرات المستقبلية:

رغم الدعم المُستمرّ الذي تقدِّمُه اليمنُ للمقاومة الفلسطينية، فَــإنَّ هناك تحدياتٍ كبيرةً تواجه هذا الدعم. من بين هذه التحديات، الضغوطُ الدولية والعربية على اليمن، خَاصَّة من قبل الدول المطبِّعة التي ترفض دعم المقاومة الفلسطينية.

ومع ذلك، فَــإنَّ صنعاء مُستمرّة في موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتعملُ على تعزيز علاقاتها مع فصائل المقاومة الفلسطينية في إطار استراتيجية إقليمية أوسعَ تهدف إلى مقاومة الهيمنة الصهيونية والعدوان الأمريكي. هذا الدعم يعكسُ التزامًا استراتيجيًّا بعيدًا عن الاعتبارات السياسية الضيِّقة، ويشكل رسالةً واضحةً للعدو الإسرائيلي بأن المقاومةَ الفلسطينية ستظلُّ حيةً في كُـلّ زاوية من العالم العربي.

الخُلاصة:

دعم اليمن للمقاومة الفلسطينية هو جزء من رؤية استراتيجية أوسعَ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتصدِّي للهيمنة الغربية. هذا الدعم العسكري، الدبلوماسي، والتقني يعزز من قوة محور المقاومة في المنطقة، ويضعُ اليمن في موقفٍ قوي على الساحةِ الإقليميةِ والدولية. ورغمَ التحديات التي تواجهها، تظل اليمن متمسكة بمواقفها الثابتة، مؤكّـدة أن القضية الفلسطينية ستظل أولوية استراتيجية في السياسة الإقليمية والداخلية للبلاد.

* ثائر أبو عياش كاتبٌ فلسطيني- بتصرُّف يسير

مقالات مشابهة

  • الحوثي تعلن استهداف حاملة طائرات أمريكية وأهداف حيوية في دولة الاحتلال
  • استهداف حاملة الطائرات «فينسون» وتنفيذ عملية مزدوجة في يافا المحتلة
  • القوات المسلحة تعلن استهداف حاملة الطائرات “فينسون” وأهدافا حيوية وعسكرية للعدو الإسرائيلي
  • هجرات ضاعفها الفقر والجفاف والحروب... لماذا أصبح اليمن نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الأفارقة؟
  • الصليب الأحمر: استهداف مركز إيواء بصعدة يسلط الضوء على المأساة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن
  • دور اليمن في تعزيز محور المقاومة.. كيف يشكل أنصار الله ركيزة لفلسطين؟
  • رابطة علماء اليمن: استمرار العدوان الأمريكي يضاعف مسؤولية التصدي ويكشف الوجه القبيح للأعداء
  • رابطة علماء اليمن تُدين استمرار العدوان الأمريكي في استهداف المدنيين والأحياء السكنية
  • أين بتول؟ صرخة زوج تختصر مأساة اليمن وتوحد المشاعر الإنسانية
  • أمريكا تفرض عقوبات جديدة على "أنصار الله" في اليمن