الثورة نت:
2025-02-01@17:57:19 GMT

اليمن أصبح دولة طوق

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

 

 

يضيق الخناق أكثر فأكثر على كيان العدو؛ فهناك توسيعٌ لدائرة النار شمالًا، حيث عَمَد حزب الله لإدخال مستوطناتٍ جديدة في دائرة الاستهداف، بعد تعمّد الاحتلال استهداف مدنيين، وتصديقًا لتوعّد الأمين العام لحزب الله يوم العاشر، بأنّ استهداف المدنيين يعني دخول مستوطنات جديدة إلى قائمة الاستهداف، وهذا يعني المزيد من المهجّرين، وزيادة في مساحة السيطرة النارية للحزب شمال فلسطين المحتلة.

كذلك هناك المفاجأة الصادمة لصلافة العقل الصهيوني، باستهداف أنصار الله في اليمن لـ”تل أبيب”، بما ينذر بالمزيد من توسعة الاستهدافات لبقرة “إسرائيل” المقدسة، مركز الثقل السياسي والاقتصادي، والأهم مركز الثقل المعنوي للمستوطنين، الذين يعتقدون أنّ “عاصمتهم” خارج نطاق قدرة أيّ طرفٍ ليس على استهدافها، بل مجرد التجرؤ على التفكير بذلك.

إنّ قرار استهداف”تل أبيب” قرارٌ يكتنز شجاعة هائلة، وحكمة راسية، وهو بالتالي قرارٌ استراتيجي غير قابل للمساومة، أيّ أنّه ليس مجرد تكتيكٍ حربي أو حتّى تكتيكٍ تفاوضي، وإقراره يشبه الطلقة التي لا يمكن التراجع عنها، كما شبّه محمد حسنين هيكل الثورة الإيرانية يومًا ومطلقُها “بالطلقة التي انطلقت من القرن السابع، واستقرت في قلب القرن العشرين”، وهو يعني الاستئناس بكربلاء، وهذا تشبيهٌ صالحٌ لقرار الأنصار في اليمن بضرب “تل أبيب”.

ولنا أن نتصوّر قادم الأيام، في حال إصرار الولايات المتحدة على مواصلة العدوان على غزّة، وعدم الذهاب سريعًا إلى صفقةٍ تلبي شروط المقاومة في غزّة، وإضاعة فرصة التوقف عند هذا الحدّ، حيث ستصبح “تل أبيب” منطقة غلاف بالنسبة لحجم المسيّرات والصواريخ الذي ستستقبله من اليمن، وكذلك لا نستبعد دخول الحشد الشعبي في العراق على خط استهدافها أيضًا، وذلك نظرًا لسابقة قيام الحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله في اليمن، بعمليات مشتركة في البحر والبرّ، وهذا ما سيؤدي إلى أن يكون الاستهداف يوميًا.

بالإضافة لذلك، هناك التوسعة النارية التي يقوم بها حزب الله في لبنان، ما سيزيد من الضغط على الوسط، وهو ضغطٌ عسكريٌّ واقتصاديٌّ ومعنويٌّ، على الحكومة الصهيونية كما على المجتمع الاستيطاني، وكذلك على وعيه، في عملية كيٍّ غير مسبوقة في تاريخ الكيان المؤقت،

ثمَّ جبهة غزّة وهي الجبهة الرئيسية حتّى اللحظة، والتي رغم جراحها الغائرة، لا زالت تُثخن في العدو، وتجعل من جنوده وآلياته شواخص رماية، كلمّا أصرّوا على البقاء كما يمنّي نتنياهو نفسه.

وهذا السيناريو المخفف رغم قتامته في الوعي”الإسرائيلي”، إلى أنّه لا يدفع صاحب قرار الحرب في واشنطن لاتّخاذ قرار وقفٍ فوريٍ للحرب، رغمّ أنّه الطريق الأقصر لحماية الكيان من هذا السيناريو القاتم، والسيناريوهات الأشدّ قتامةً، وهذا يأخذنا لاستنتاجٍ قطعيٍّ بأنّ الإدراك في واشنطن وكذلك في “تل أبيب”، أنّها النهاية، ولن يفيد أيّ استدراك لإعادة إحياء مشروع الكيان الوظيفي، وإن كان تأخير النهاية ممكنًا عبر الرضوخ لشروط غزّة ومقاومتها في مفاوضات الهدنة.

حين اتّخذ كُماة اليمن قرارهم بضرب”تل أبيب”، كانوا يضعون بيدّ المفاوض الفلسطيني درعًا من فولاذٍ وسيفًا غير مثلّم، ليضرب به على الرؤوس المتيبسة بفعل الصدمة، صدمة العقل الاستعماري بسرعة انهيار مشروعهم الوظيفي في فلسطين، وهو درعٌ وسيفٌ لا يُستردان، حتّى تحقيق أهداف الطوفان التكتيكية والاستراتيجية، فاليمن أصبح دولة طوق، بكلّ ما لذلك من تداعيات.

 

*كاتب فلسطيني

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تل أبيب تشن حربًا على المنظمات الإنسانية فى فلسطين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعتبر منظمات الإغاثة فى فلسطين من الأعمدة الأساسية التى تقدم الدعم والمساعدات الإنسانية فى ظل الظروف الصعبة التى يعانى منها الشعب الفلسطينى نتيجة الاحتلال الإسرائيلي، الذى بدأ حربا ضد هذه المنظمات خلال طوفان الأقصى، ورغم وقف إطلاق النار فى غزة إلا أن التضييق على هذه المنظمات لازالت مستمرة.

من أبرز هذه المنظمات هى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، التى تأسست لتقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة ديارهم بعد عام ١٩٤٨.

كما توجد العديد من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية التى تقدم المساعدات، مثل جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى ومؤسسة بيت أطفال الصمود، وغيرها.

تواجه هذه المنظمات تحديات كبيرة فى عملها، بما فى ذلك القيود المفروضة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، التى تحد من حرية الحركة والإمدادات، فضلًا عن نقص الموارد والتعرض للهجمات فى بعض الأحيان.

بالرغم من هذه الصعوبات، تظل منظمات الإغاثة الفلسطينية محورية فى تقديم الخدمات الأساسية لسكان المناطق المتضررة، سواء كانت هذه الخدمات تتعلق بالاحتياجات الإنسانية الطارئة أو المشاريع التنموية المستدامة.

ونشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية تقرير عن حظر إسرائيل لمنظمتين غير حكوميتين تعملان فى الشمال بسبب علاقاتهما بحماس وبمنظمة محظورة منذ عام ٢٠١٥.

وفقًا لبيان صادر عن جهاز الشاباك «وكالة الأمن الإسرائيلية» ووزارة الدفاع فى حكومة الاحتلال، وبعد نشاط طويل الأمد، تم حظر "لجان إفشاء السلام" التابعة للجناح الشمالى المحظور للحركة الإسلامية، وأُغلقت مكاتبها يوم الثلاثاء.

وأضاف البيان الرسمى أن وزير الدفاع الإسرائيلى السابق يوآف جالانت، وقع على أمر بحظر «لجان إفشاء السلام» «بعد تقديم معلومات استخباراتية موثوقة وواضحة حول أنشطتها».

تم تصنيف الجناح الشمالى للحركة الإسلامية كجمعية غير قانونية فى عام ٢٠١٥ بسبب علاقاته الاقتصادية والأيديولوجية مع حماس، بالإضافة إلى أنشطته التحريضية فى القدس وعلى جبل الهيكل.

أما نظيره، الجناح الجنوبي، فيُعتبر أكثر اعتدالًا وبراغماتية، حيث يشارك حتى فى السياسة الإسرائيلية من خلال حزب «القائمة العربية الموحدة» «راعام».

واتهم البيان رائد صلاح الذى اعتُقل عدة مرات بتهمة التحريض على العنف بأنه بنى صورته العامة على مر السنين كـ«مدافع عن الأقصى والقدس» ضد ما وُصف بالاستيلاء اليهودي، «بينما كان يحرض ويؤجج المشاعر مستخدمًا تعبيرات جهادية، مما ترجم إلى أعمال عنف واضطرابات على الأرض».

تم تأسيس لجان «إفشاء السلام» من قبل رائد صلاح فى عام ٢٠١٧، بعد عامين فقط من حظر جمعيته السابقة.

وتزعم اسرائيل فى بيان لها "أنه على الرغم من أن الهدف المعلن لهذه اللجان هو التعامل مع قضية العنف فى المجتمع العربى بإسرائيل، إلا أنها فى الواقع أُنشئت كغطاء لاستمرار أنشطة الجناح الشمالى «للترويج لأجندة حماس المناهضة لإسرائيل».

كجزء من أنشطتها، قام ناشطو اللجان، بقيادة رائد صلاح، بزيارة المؤسسات التعليمية فى المجتمع العربى بهدف نشر تعاليم الجناح الشمالى المحظور.

وصف البيان اللجان بأنها «نظام كامل يعتمد على البنية التحتية السابقة للجناح الشمالي»، ويهدف إلى خلق صلة بين المجتمع العربى وأيديولوجيته من أجل الحفاظ على مكانة رائد صلاح وأفكاره وتعزيزها.

بالإضافة إلى ذلك، تم إغلاق جمعية أخرى تُدعى «مؤسسة السلم الاجتماعى للإصلاح والتحكيم»، التى وُجد أنها تموّل اللجنة، كما تم تجميد حساباتها البنكية.

الدكتور ناثانئيل أفنيري، المتخصص فى الخطب الدينية والاتجاهات المجتمعية والمشاعر العامة داخل المجتمع العربى فى إسرائيل، أوضح أن حظر هذه المنظمات غير الحكومية يُعد استمرارًا مباشرًا للحملة ضد الجناح الشمالى للحركة الإسلامية، الذى تم حظره فى إسرائيل عام ٢٠١٥ بسبب صلاته بحركة حماس والحركة العالمية لجماعة الإخوان المسلمين.

قال أفنيري: «تم حظر هذه المنظمات غير الحكومية بناءً على أدلة تثبت علاقتها بالجناح الشمالي، الذى تم حظره فى عام ٢٠١٥، بما فى ذلك على المستويين التنظيمى والقيادي».

وأضاف: «هذه الخطوة لها تداعيات اقتصادية وقانونية، لكنها فى الحقيقة مجرد لعبة القط والفأر، ومن المحتمل أن يتم إنشاء منظمة جديدة باسم مختلف لمواصلة أنشطتهم من هناك».

وأوضح أفنيرى أن الحظر استهدف المنظمات وليس قياداتها، الذين يُعتبرون رموزًا محلية مثل رائد صلاح، مما يفسر كيف لا يزال بإمكانهم العمل بحرية نسبية.

وختم بقوله: «قد يشهد المستقبل المزيد من عمليات الحظر المماثلة، لكن الأدوات المتاحة لذلك محدودة».

فى سياق متصل؛ صرح سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، بأن «الأونروا» أمامها مهلة حتى ٣٠ يناير الجارى لمغادرة القدس.

وفى رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أكد السفير الإسرائيلى دانى دانون أن الأونروا مطالَبة بإنهاء عملياتها فى القدس وإخلاء جميع المبانى التى تستخدمها فى المدينة بحلول الموعد المحدد.

تأتى هذه الرسالة بعد أن صادق البرلمان الإسرائيلى فى أكتوبر الماضى على قانون يحظر أنشطة (الأونروا) فى إسرائيل، بما فى ذلك القدس الشرقية التى احتلتها إسرائيل منذ عام ١٩٦٧.

تزعم إسرائيل أن بعض موظفى الأونروا شاركوا فى هجمات ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، وهى مزاعم لم تُثبَت صحتها.

واعتبر دانى دانون أن هذه التطورات تأتى نتيجة «رفض الوكالة التعامل مع المخاوف الجدية والمشروعة التى طرحتها إسرائيل بشأن الوضع»، مدّعيًا أن الأونروا قد خرقت «التزامها الأساسى بالنزاهة والحياد بشكل لا يمكن إصلاحه».
 

مقالات مشابهة

  • قيادي في حزب الله : دور اليمن كان رائداً وقيادياً في إسناد فلسطين ولبنان
  • القيادي في حماس إسماعيل رضوان: التحية إلى اليمن وأنصار الله لما قدموه في معركة طوفان الأقصى
  • اتحاد نقابات عمال اليمن يدين التصنيف الأمريكي لأنصار الله ويؤكد انحياز واشنطن للعدو الصهيوني
  • تل أبيب تشن حربًا على المنظمات الإنسانية فى فلسطين
  • اتحاد نقابات عمال اليمن يدين القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله بقائمة المنظمات الإرهابية
  • تصنيف أمريكا لأنصار الله.. خطوة فاشلة لفرض الهيمنة على اليمن
  • قيادي حوثي يحذر الرياض وابوظبي من استهداف اليمن
  • {أنصار الله}: اليمن سيظل ثابتاً في موقفه الداعم للمقاومة والشعب الفلسطيني
  • سياسي أنصار الله: اليمن سيظل داعماً للمقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني
  • عضو كبار العلماء: القرآن معجزة علمية معنوية تُدرك بالبصيرة.. وهذا تشريف للأمة