الثورة نت:
2025-03-29@15:36:24 GMT

اليمن يربح بالنقاط ضربة قاضية

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

 

قام اليمن بعملية نوعيّة قلبت كثيراً من معايير الحرب الدائرة، رغم كونها عملية واحدة بطائرة مسيّرة لم تسفر سوى عن قتيل واحد وعدد من الجرحى، وإحداث حريق، لكن هذه العملية أكبر وأضخم وأهم من هذه النتائج بكثير، لأن المنطقة المستهدفة هي عاصمة الكيان السياسية والاقتصادية، رغم الحديث عن القدس كعاصمة .

تل أبيب هي قلب الكيان وروحه، وتجمّع شركاته ومؤسساته السياحية، ومقرّ إقامة المصارف والشركات العالمية والاستثمارات الأجنبية وشركات البورصة، والنجاح باستهدافها يقول إن لا مكان خارج الاستهداف في الكيان، ولا مكان حصين وعصيّ على المقاومة، وإن التجمعات السكانية الكبرى التي تحتشد في تل أبيب لم يعد بمستطاعها الوثوق بأنها تحت حماية نظام أمني يتباهى بأنه خيرة ما أنتج الغرب وأفضل ما تملك جيوشه.

حتى أمس كان كيان الاحتلال يبيع منظومات صواريخه المضادة للطائرات والصواريخ، مقلاع داود وحيتس والسهم والقبة الحديدية بصفتها الأفضل عالمياً، وكانت أحد أهم موارده الاقتصادية.

وها هي هذه المنظومة قيد الاختبار العملي في درّة التاج الإسرائيلي، تل أبيب، حيث حشدت كل وسائل المراقبة والمتابعة والرادارات والصواريخ، وتنجح الطائرة اليمنيّة باختراق هذه المنظومات المكثفة والمركبة والمعقدة، على أكثر من دائرة حماية، كما هو الحال في كل عواصم الدول، التي توضع لها دوائر حماية مضاعفة، قياساً بالمدن الأخرى، وسائر المناطق.

الطائرة اليمنيّة الآتية من مسافة أكثر من ألفي كلم، والتي قطعت هذه المسافة بساعات، كانت خلالها تحت مجسّات المتابعة المفترضة الأمريكية والإسرائيلية وسواها من مجسّات كانت شريكة في المواجهة يوم 14 أبريل الماضي خلال الردّ الإيراني الرادع.

ونجاح اليمن ببلوغ الهدف المقرر، يعني فشلاً ذريعاً لكل هذه المنظومات المفترضة، وفي طليعتها المنظومات الأمريكية التي تباهت ببيان قالت إنها أسقطت أربع طائرات يمنية، لكنها لم تقل إن الطائرة المقرّر أن تصل إلى الهدف قد وصلت ولم تستطع أميركا منعها، فماذا لو أرسل اليمن سرباً من عشرات الطائرات؟

بينما يتحدث بنيامين نتنياهو عن النصر المطلق في غزة، بعدما ابتلع لسانه الذي كان يتحدّث عن القدرة على خوض حرب على عدة جبهات، متهرّباً من مخاطر المواجهة مع جبهة لبنان التي تصبّ حممها على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، وتصيب المنشآت العسكرية وتتسبّب بتهجير المزيد من المستوطنين، تأتي الطائرة اليمنيّة لتقول للكيان بالفم الملآن، إنه فعلاً أوهن من بيت العنكبوت.

الرسالة التي حملتها طائرة اليمن الميمون هي أن حديث نتنياهو عن المرحلة الثالثة المفترضة سوف يحمل المزيد من التهدئة في جبهات القتال، وخصوصاً جبهات الإسناد، يكمل ما قاله السيد حسن نصرالله، لجهة إسقاط كذبة نتنياهو، والقول إن المقاومة غير معنية بأسماء وأرقام ومراحل يطلقها الاحتلال على حربه، وإن المقاومة معنية بشيء واحد هو المزيد من الضغط على الكيان حتى يقبل بشروط المقاومة في غزة، بالتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بشروط المقاومة.

على ضفة موازية قالت طائرة اليمن إن كل الترسانات العربية العسكرية للدول المتفرّجة على مأساة غزة، بلا قيمة وهي مجرد خردة تم شراؤها بأسعار باهظة لتشغيل معامل الغرب ليس إلا، وليست سلاحاً تم شراؤه لحماية قضية أو لرفع ظلم أو تحرير أرض، وأن الفاعلية العربية لا يقرّرها حجم الدول ولا عدد سكانها ولا حجم ثرواتها ولا مكانتها الاقتصادية ولا كمية السلاح في مخازن جيوشها، بل عقول قادتها وقلوبهم وضمائرهم وإرادتهم، ولهذا يبدو أن الفاعلين العرب اليوم هم العرب الأشدّ فقراً، والأقل حجماً، والمجموعة شعوبهم والمحاصرة والمدمّرة بلادهم، واليمن بينهم في الطليعة، بمثل ما هو في طليعة المعاناة هو في طليعة الشهامة والنخوة.

 

رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

قاضية أمريكية تأمر بوقف ترحيل طالبة دكتوراه تركية مناصرة للشعب الفلسطيني

أصدرت قاضية فيدرالية أمريكية، السبت، أمرا بوقف ترحيل طالبة الدكتوراه التركية رميساء أوزتورك المحتجزة في ولاية بوسطن بعد اتهامها بالتورط بدعم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بسبب موقفها المناصر للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وقالت قاضية محكمة مقاطعة ماساتشوستس، دينيس كاسبر، إن قرارها بناء على طلب تقدم به محامي أوزتورك إلى المحكمة، موضحة أنها قضت وقف ترحيل أوزتورك إلى حين الانتهاء من "طلب المقدم إلى المحكمة، يزعم أن الشخص (أوزتورك) حرم من حريته بشكل غير قانوني".

وطلب القرار الصادر عن القاضية الأمريكية والمكون من صفحتين، من الجانب الحكومي تقديم الدفاع اللازم للمحكمة بحلول نهاية يوم الثلاثاء المقبل، حسب وكالة الأناضول.


وقبل أيام، اعتقلت السلطات الأمريكية الطالبة التركية أوزتورك التي تدرس في جامعة تافتس الأمريكية، بطريقة وصفت بأنها "أشبه بالاختطاف"، لحظة مغادرة منزلها.

وبحسب مقطع مصور متداول على منصات التواصل، فقد باغت 6 أشخاص ملثمين الطالبة رميساء أوزتورك، لحظة خروجها من منزلها، وبدأوا بتقييد يديها بالأصفاد، ونزع حقيبة ظهرها، وهي تصرخ.

وادعى متحدث في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، أن أوزتورك كانت متورطة في "أنشطة" غير مؤهلة للحصول على تأشيرة طالب، وفق للأناضول.

وأشار إلى أن تحقيقات وزارة الأمن الداخلي وإدارة الهجرة والجمارك خلصت إلى أن "أوزتورك متورطة في أنشطة لدعم حماس، وهي منظمة إرهابية أجنبية تسعد بقتل الأمريكيين".

ويأتي اعتقال أوزتورك على وقع تصعيد إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد الطلاب والأكاديميين المؤيدين للفلسطينيين، من خلال التلويح بورقة الترحيل للطلبة الأجانب والضغط على الجامعات.


وفي 9 آذار /مارس الجاري، اعتقلت السلطات الأمريكية الناشط الفلسطيني محمود خليل، الذي قاد احتجاجات تضامنية بجامعة كولومبيا العام الماضي، تنديدا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بغزة.

كما كان الباحث الهندي في جامعة جورج تاون، بدر خان سوري، مطلوبا للترحيل بزعم نشر "دعاية حماس ومعاداة السامية"، لكن القاضية الأمريكية باتريشيا توليفر جايلز أوقفت القرار.

وانتشرت الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والتي بدأت في جامعة كولومبيا إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

مقالات مشابهة

  • قاضية أمريكية تأمر بوقف ترحيل طالبة دكتوراه تركية مناصرة للشعب الفلسطيني
  • رغم اعتقالها..قاضية أمريكية تعلق ترحيل طالبة تركية في جامعة تافتس
  • أمريكا تشن أكثر من 40 ضربة جوية استهدفت بها الحوثيين في اليمن
  • يوم القدس ووفاء جبهات المقاومة بالعهد
  • اليمن يستهدف عمق الكيان وبيان مهم بعد قليل
  • تحليل ثلاث رسائل حساسة من محادثة سيغنال عن ضربة اليمن
  • 15 ضربة جوية أمريكية على مواقع في اليمن
  • في الذكرى الـ10 للعدوان.. اليمن يواجه الأمريكان ويستهدف عمق الكيان
  • مع الذكرى الـ10 للعدوان .. اليمن يواجه أمريكا ويستهدف عمق الكيان الصهيوني
  • قائد أنصار الله: اليمن ماضٍ في موقفه المبدئي الإيماني والإنساني في دعم فلسطين دون تردد أو تراجع