خلال يومي 21 و 22 من الشهر الجاري، تابع كثيرون جولة المحادثات الثانية التي رعتها بكين على مدى يومين للمصالحة الفلسطينية بمشاركة ممثلين من جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها “فتح وحماس”، أملاً في إنها الانقسام العاصف بالشعب الفلسطيني منذ 17 عاماً، بالرهان على الميزات الجديدة التي تملكها الصين لحلحلة هذا الملف والتغيرات التي فرضتها الحرب الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة، ولا سيما بعد قرار الكنيست الإسرائيلي منع إقامة الدولة الفلسطينية.

الثورة /تحليل / أبو بكر عبدالله

 

البيانات الصادرة عن حركتي «فتح وحماس» التي أعلنت فيها المشاركة في محادثات المصالحة والتعاطي الإيجابي مع جهود الصين لتوحيد الصف وإنهاء الانقسام الفلسطيني أشاعت الأمل بانفراج وشيك للأزمة، سيما في ظل الزخم الدولي المؤيد للقضية الفلسطينية وما أفرزته حرب الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة من تحديات وجودية جعلت جميع الفصائل الفلسطينية هدفا لمشاريع الكيان في التدمير الشامل والتهويد والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

ويُنتظر أن تشهد بكين جولة حوار سياسي ثانية تواصلا لجهود سابقة رعتها بكين في أبريل الماضي وتناولت وفقا لبكين ملفي المصالحة السياسية واليوم التالي لانتهاء حرب غزة، على أمل أن يتم خلال هذه المحادثات إحراز اختراق في نقاط الخلاف التي حالت دون تحقيق المصالحة في العديد من المؤتمرات واللقاءات التي رعتها دول عربية وأجنبية خلال السنوات الماضية.

وقد أثارت هذه الجولة من المحادثات التساؤلات عن إمكانية نجاحها في تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني خصوصا وأن نبرة التفاؤل الصيني التي سادت محادثات الجولة الأولى في أبريل والتي قالت الصين إن الفصائل أجرت خلالها «حواراً معمقاً وصريحاً» لم تنعكس على مواقف حركتي «فتح وحماس» اللتين التزمتا الصمت حيالها وسط اتهامات متبادلة ظهرت بشأن عدم الجدية، ما عزز التكهنات لدى الشارع الفلسطيني بأن الجولة الجديدة لن تكون أكثر من إجراء بروتوكولي دون نتائج ملموسة.

مع ذلك، ثمة آمال في أن تلعب الدبلوماسية الناعمة للصين دورا محوريا خلال هذه الجولة بانتزاع التنازلات وتعزيز أجواء الثقة والتأسيس لمسارات جديدة تهيئ المناخ لمصالحة وطنية فلسطينية بعد أن صار هذا الهدف متصدرا أولويات جميع الفصائل الفلسطينية في ظل التعنت الإسرائيلي الرافض لأي تسويات تحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية وتصعيده الخطير بمصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون منع إقامة الدولة الفلسطينية.

ما يدعو لذلك أن بكين المتفائلة كثيرا في هذه الجولة تبدو قد استخلصت معطيات مهمة في اللقاء الذي استضافته في أبريل الماضي وجمع ممثلين من حركتي «فتح وحماس» وتسعى اليوم عليها للدفع قدما باتجاه تفاهمات مشتركة تقود إلى مصالحة مستقبلة، خصوصا وأن احتفاظ الصين بعلاقات مع الكيان قد يمنحها فرصا إضافية لإنجاح أي توافقات باتجاه إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على أسس الحوار.

أكثر من ذلك فإن الجهود الصينية الحالية تتمتع بمزايا جيدة في جانبي التوقيت ومستوى التمثيل، ناهيك بالميزة المضافة المتمثلة بقدرة الوسيط الصيني على سد الفجوات سيما وأن اللقاء المرتقب للفصائل الفلسطينية سيتيح للمسؤولين الصينيين إدارة حوارات ثنائية مباشرة مع كبار قادة الفصائل في قضية هي في الواقع موضع إجماع وفي ظل رغبة أكثر الفصائل عدم الخوض في التفاصيل المعززة لحالة القطيعة والانقسام الذي تعانيه الساحة الفلسطينية بوجود حكومتين الأولى في الضفة الغربية تقودها السلطة الوطنية الفلسطينية والثانية في قطاع غزة تقودها «حماس».

هذا المعطى على ما يبدو شجع الوسيط الصيني على اعتماد آلية جديدة بتوسيع دائرة الحوار ليشمل سائر الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا «فتح» و«حماس» أملا في التأسيس لتفاهمات مشتركة تحظى بإجماع وتتخطى إمكانية التأثير عليها من أي فصيل وتحصينها من الوقوع في خندق الخلافات الذي طالما عرقل مسار المصالحة في سائر المبادرات الإقليمية الدولية السابقة.

وقد عبّرت عن هذا التوجه تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان الذي أكد أن بكين «تدعم كل الأطراف الفلسطينية في هدف تحقيق المصالحة والوحدة عن طريق الحوار والتفاوض وأنها مستعدة لتوفير الفرص لتحقيق هذا الهدف».

سقف منخفض

خلافا لجولة الحوار الأولى التي احتضنتها الصين في أبريل الماضي بدت القيادة الصينية هذه المرة متفائلة تجاه الهدف الصعب الذي وضعته لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي «فتح وحماس» خصوصا بعد إعلان بكين استعدادها لتهيئة الأجواء اللازمة لتحقيق التوافق والمصالحة.

ورغم التمثل الرفيع المستوى المعلن عنه لوفدي حركتي « فتح وحماس» في هذه الجولة وتأكيدهما الجدية في الوصول إلى تفاهمات تنهي حالة الانقسام وتعزز الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات، إلا أن التقديرات تقلل من سقف التوقعات من هذه الجولة في ظل القيود التي تكبل الفصيلين في الوصول إلى تفاهمات نهائية لإنهاء الانقسام.

لكن الحديث عن خطوات جدية لمصالحة نهائية تنهي الانقسام على أرض الواقع ليس أكثر من أمنيات بعيدة المنال في الوقت الراهن على الأقل، فالتركة الثقيلة للخلافات وحالة انعدام الثقة القائمة تقلل سقف التوقعات بما يجعل من هذه الجولة خطوة مهمة لخفض التوتر بين الجانبين، بعد أن شهدت العلاقات بينهما تصعيدا خطيرا خلال الشهور الماضية للحرب الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة.

والثابت أن تعقيدات المشهد السياسي الفلسطيني وتباين الرؤى والمواقف والبرامج السياسية بين حركتي «فتح وحماس» يكفي بحد ذاته للتقليل من فرص إحراز أي تقدم في هذا الملف الشائك خلال جولة المباحثات الجديدة، غير أن استئناف اللقاءات والتصريحات الإيجابية التي ظهرت حتى الآن تشير إلى إمكانية حدوث اختراق ما في جدار الأزمة قد يؤسس لخطوات جديدة لترتيب البيت الفلسطيني.

يشار في ذلك إلى عقبات داخلية عدة تتصدرها حالة التوتر المرتفعة بين حركتي فتح « و»حماس» والاتهامات المتبادلة والتهديدات التي ظهرت إلى السطح خلال الشهور الماضية على خلفية الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والشحن الإعلامي والسياسي بين الفصيلين بما أحدثه من انقسام في الشارع الفلسطيني الذي يعيش حالة إحباط من إمكانية التوصل لاتفاق بين حركتي فتح وحماس بشأن تحقيق المصالحة.

وعلاوة على العقبات الداخلية ثمة عقبات دولية قد تحول دون تحقيق الهدف، ولا سيما في ظل الضغوط الأمريكية المنزعجة من التحركات الصينية والروسية في ملف القضية الفلسطينية الذي تحتكره واشنطن منذ عقود في ظل انحيازها الأعمى للاحتلال الإسرائيلي.

تاريخ حافل

يسود الانقسام الساحة الفلسطينية منذ أن سيطرت حركة «حماس» على قطاع غزة في العام 2007م، بعد فوزها في الانتخابات عام 2006، في حين تصاعدت حدة الانقسام خلال السنوات الأخيرة لتبلغ حدا عجز فيه الفصيلان عن إيجاد أي قواسم مشتركة تقود لحلحلة الأزمة.

وقد فشلت العديد من المبادرات المحلية والدولية في مساعيها لرأب الصدع الفلسطيني خلال السنوات الـ 17 الماضية، حيث انخرطت حركتا «فتح وحماس» منذ العام 2007 في العديد من اللقاءات والمؤتمرات التي أثمرت عن اتفاقيات للمصالحة وإنهاء الانقسام، بدءاً من لقائي مكة والقاهرة ثم الدوحة والقاهرة وصولا إلى محادثات الجزائر في 2022 ولقاء العلمين المصرية في يونيو2023، وأخيراً محادثات موسكو وبكين 2024م، دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادّة لتحقق هدف المصالحة وإنهاء الانقسام.

واستنادا إلى معطيات الداخل الفلسطيني وتعقيداته فإن القول بإمكانية نجاح الصين في قيادة مصالحة حقيقية بين الفصيلين تنهي الانقسام لا يزال أمرا بعيد المنال فحجم الخلافات لا يزال كبيرا للغاية، وقد فشلت معه جميع المبادرات الإقليمية والدولية السابقة لتصل مؤخرا إلى حالة القطيعة الكاملة.

وخلال جولات الحوار السابقة، لم تتمكن الفصائل الفلسطينية الرئيسية من إيجاد أرضية مشتركة في قضايا رئيسية كمقررات اتفاق أوسلو وخطط تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإصلاحات منظمة التحرير الفلسطينية، وأضيف إليها اليوم الخلافات الحاصلة بشأن مرحلة ما بعد حرب غزة، في ظل الضغوط الأمريكية التي تطالب بإنهاء حكم «حماس» على قطاع غزة شرطا لإنهاء الحرب والتآم البيت الفلسطيني تحت قيادة حركة «فتح» المقبولة دوليا لإدارة خطة ما بعد الحرب.

تقاطعات وفرص

رغم كل الميزات التي وفرتها الصين لجولة الحوار الحالية فإن التفاؤل الفلسطيني والعربي بشأن نجاحها لا يزال حذرا للغاية، بالنظر إلى حجم القضايا الخلافية وفي الصدارة قبول حماس بإقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين والذي لا يزال حتى اليوم من أهم القضايا الخلافية في مسار جهود المصالحة.

ذلك أن حركة «حماس» ، اعتمدت منذ تأسيسها، استراتيجية عدم الاعتراف بإسرائيل وانتهاج الكفاح المسلح ومعارضة اتفاقات السلام الموقعة في أوسلو عام 1993، في حين لم يكف قادة «حماس» عن التأكيد في مناسبات عدة أن هذه الأمور محسومة وغير مطروحة للنقاش.

يضاف إلى ذلك الخلافات بشأن التسويات الانتخابية وتشكيل الحكومة وإدارة الحرب مع العدو الإسرائيلي وغيرها من القضايا الخلافية التي لا يمكن حلها في الوقت الراهن إلا بقبول الطرفين بالواقع الجديد الذي فرضته الحرب، والعمل من أجل الشراكة السياسية الحقيقية في القرار والحكم سواء في الضفة أو القطاع في حين أن ارتهان بعض الأطراف للمواقف الخارجية، وللمصالح الخاصة بحلفائهم الإقليميين لا يزال يمثل عائفا كبيرا أمام تحقيق المصلحة.

وفقا لذلك فإن التقديرات الواقعية تذهب إلى أن جولة المحادثات الثانية في بكين ستكون محطة مهمة على مسار تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية في ظل تعاظم دور الصين على المستوى العالمي وتبني بكين مواقف مؤيدة للدولة الفلسطينية المستقلة على قاعدة «حل الدولتين» في المحافل الدولية.

ذلك أن هدفاً كبيراً لتحقيق المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني يحتاج بالضرورة إلى كثير من المحادثات التي يصعب التكهن بأنها ستمضي قدما دون إسناد دولي، في ظل الصعوبات التي ستوجهها «فتح وحماس» لحسم خلافاتهما في ظل المناخ السياسي والأمني المضطرب على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية ولا سيما في قضايا مرحلة ما بعد حرب غزة وإصلاح منظمة التحرير وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

وأكثر ما يؤمل الوصول إليه من محادثات بكين الثانية، هو أن تفتح الطريق لمسار جديد من المفاوضات يمكن أن تقود إلى توافقات مستقبلية من غير أن يكون لها صدى على أرض الواقع في الوقت الراهن.

مع ذلك فإن وقائع الحرب الإسرائيلية المروعة في قطاع غزة بما أحدثته من خراب شامل ونزوح الملايين وامتداد الحرب الإسرائيلية إلى الضفة الغربية بما فرضته من معاناة شاملة للشارع الفلسطيني، يمكن أن تدفع بالفرقاء إلى خطوات متقدمة على طريق المصالحة وهو أمر تراهن الصين عليه بتقديم الطرفين تنازلات من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة الحرب الإسرائيلية التي تسعى للاستفراد بكل فصيل على حدة بما يحقق مشروعها في إنهاء الوجود السياسي الجغرافي والبشري الفلسطيني بصورة عامة.

يزيد من ذلك إدراك قيادات الفصائل أن استمرار الانقسام قد يؤدي إلى خسارة الدولة الفلسطينية للزخم الدولي الذي أحدثته المجازر الوحشية للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، سميا وأن أكثر الدول المؤيدة للقضية الفلسطينية تريد أن ترى فلسطين موحدة وليس مناطق جغرافية تحكمها أو تسيطر عليها فصائل، كما تدرك أن عدم الوصول إلى مصالحة وطنية في الوقت الراهن قد يزيد من تعقيدات أزمة فرض الوصاية الخارجية على قرار ومصير الدولة الفلسطينية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

معلمات في الدورات الصيفية لـ”الأسرة” :السلاح أمام حرب العدو الناعمة هو التربية الإيمانية والرجوع إلى الثقافة القرآنية

سبب تفوق اليمن في مواجهة أمريكا هو امتلاك اليمن وشعبها قضية حقّة تنطلق من مشروع قرآني

 

على ضوء ما تمر به غزة من عدوان صهيوني أمريكي طيلة عام ونصف، أثبتت أحداثه أنه ليس مجرد حرب للسيطرة على الأرض وإنما أيضاً حرب دينية عقائدية على الإسلام وقيمه وأهله، قابلتها أمتنا الإسلامية بصمت وخذلان في دلالة على الذل والتبعية اللذين وصلت إليهما الأمة، ظنا أن صمتها سيجعلها بمنأى عن خبث الأعداء وما علمت أن غزة هي المنطلق لبقية الأرض العربية إذا ما سقطت.

وبالبحث عن السبب الذي أوصل الأمة لهذا الحال سنجد أنه نتيجة الحرب الناعمة التي شنها الأعداء عليها وسلبتها الروح الإيمانية والجهادية وغيبت وعيها فلم تعد تقف عند حرمة التولي للأعداء وخطر اليهود وحقدهم، الذي ذكره الله في كتابه الكريم، بل أبعدوها عن تعاليم دينها وجعلها لاهثة وراء معتقداتهم باسم التحضر وكان تركيزهم بشكل خاص على الجيل الناشئ الذي لا يزال عقله غضا طريا يسهل عليهم استهدافه وتدجينه وتغييبه عن واقع الأحداث والمخططات التي تحاك ضده وهذا ما ركز عليه السيد عبدالملك الحوثي الذي يحرص على تزكية مجتمعنا وانتشاله من براثن الفكر الوهابي والثقافات الدخيلة علينا، ووضح أن معركتنا مع العدو هي معركة وعي سلاحنا فيها القرآن الكريم وقيم وتعاليم الإسلام المحمدي لانتشال أمتنا من براثن الفكر الوهابي، وعليه دعا لخوض هذه المعركة لتحصين الجيل الناشئ من مغبة هذه الحرب عبر الدورات الصيفية التي يتم فيها تحفيظ القرآن الكريم ويتلقى فيها الطالب الثقافة القرآنية بالإضافة إلى تنمية المواهب الذهنية والجسدية والحرف والصناعات اليدوية التي تعود على المتلقي بالفائدة، وبحمد الله فقد لاحظنا مدى الإقبال الكبير عليها وعاماً بعد عام يزداد عدد الوافدين إليها نتيجة الأثر العظيم الذي لاحظته الأسر في أبنائها، وبإذن الله سيكون حجم الأقبال هذا العام أكبر رغم حملات التشويه التي يقوم بها الأعداء عليها لأنهم لاحظوا مدى إفشالها لمخططاتهم داخل مجتمعنا اليمني.

وفي هذا الإطار، أجرى المركز الإعلامي بالهيئة النسائية -مكتب الأمانة استطلاع رأى لـ”الأسرة” مع عدد مع الإعلاميات والقائمات على هذه المدارس، اللاتي أكدن فيه على أهمية الدور الذي تلعبه الدورات الصيفية ..اليكم الحصيلة:

الأسرة/خاص

 

بداية تقول سكينة عبدالحميد المهدي- رئيس قسم المتابعة والتقييم بإدارة تعليم الفتاة بمكتب التربية بالأمانة والعمليات التدريبية للصيف/ فرع الإناث: الأعداء ركزوا في حربهم الناعمة على الجيل الناشئ، لأنه من سيقود الأمة في المستقبل وبالتالي فنشأته هي من تحدد مصير الأمم.

وأوضحت ان الأعداء عملوا على استهداف الجيل الناشئ إعلاميا وثقافيا وحتى اجتماعيا باستخدام الإعلام والسوشيل ميديا والألعاب الالكترونية والثقافات المغلوطة.

سلاحنا للمعركة

وأكدت المهدي أن السلاح الناجع أمام حرب العدو الناعمة هو التربية الإيمانية الصحيحة والرجوع إلى الثقافة القرآنية (القرآن الكريم) وان نربط أبناءنا بكتاب الله وتوجيهاته وربطهم بواقعنا الذي حوله الأعداء لواقع مليء بالحروب والمآسي.

كما أكدت سكينة المهدي على ضرورة إيجاد القدوة الحسنة ليرتبط الطفل بها ويحاول محاكاتها وهي أفضل طريقة لبناء شخصية الطفل، موضحة أن هذه القدوة الحسنة تتمثل برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك القدوات من آل بيته مثل السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي والحسن والحسين الذين تربوا في بيت النبوة وأفضل من يمثلها.

وأشارت المهدي إلى أنه بفضل المسيرة القرآنية والقيادة الربانية الحكيمة متمثلة بالسيد القائد، فقد توجه أبناء اليمن التوجه الصحيح في مواجهة الأعداء لتحصين أبنائهم ضد الحرب الناعمة وهذه هي ثمرة الرجوع إلى ثقافة القرآن الكريم وترجمتها عمليا في واقعنا.

واختتمت سكينة المهدي حديثها بالقول: إن اللبنة الأولى التي يضعها الوالدان لأولادهما وتحصينهم من أخطار العالم الذي يحوم من حولنا هو الدفع بهم إلى الدورات الصيفية لتعليمهم القرآن الكريم وغرسه في وجدانهم، مثل ما أمرنا الله سبحانه وتعالى وكذلك تنمية مهاراتهم ومواهبهم كي يفيدوا بها مجتمعهم ويبنوا مستقبلهم وشخصيتهم.

خطط العدو.

فيما ذكرت الكاتبة صفاء العوامي ان العدو يملك بالاً طويلا وخططاً استراتيجية بعيدة المدى لاستهداف الأمة الإسلامية ولذلك فهو يركز على الجيل الناشئ، لأنه يعلم أن الصغير اليوم سيكبر غدا ويصبح سيفا موجها في وجهه، لذلك فقد عمل على تدجينه واستهدافه لكي يستطيع السيطرة عليه مستقبلًا، مستخدما الحرب الناعمة بشتى أنواعها .

وأضافت العوامي: لكل فعل ردة فعل ولذلك لا بد أن نحصن أولادنا إزاء ما خطط له أعداؤنا وأن نضع خططاً عكسية تحقق أهدافاً تختلف عما خطط له العدو، فنبني جيلا متثقفا بثقافة القرآن متسلحا بالإيمان بالله والثقة به وهذا هو السلاح القوي الذي سيحبط كل مخططات العدو ويهزم حربه الناعمة.

ونوهت العوامي إلى الأحداث الراهنة التي جعلت اليمن تقف بوجه أمريكا وتتفوق عليها، مؤكدة ان السبب في ذلك هو الإيمان الراسخ في قلوب اليمنيين والثقة بالله والتوكل عليه وحمل قضية عادلة يؤمن بها اليمنيون شعبا وقيادة.

وعن سؤالنا عن الأهمية التي تمثلها الدورات الصيفية في هذه المرحلة التي دعا اليها السيد عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- أوضحت صفاء العوامي أن لها أهمية كبير في بناء جيل متسلح بالقرآن الكريم والثقافة القرآنية العظيمة وبناء القدرات والخبرات المختلفة وكذلك لها دور كبير في بناء جيل خطط العدو فبدلا من أن يكون جيلاً مدجناً سيكون بفضل الله وما تقدمه الدورات الصيفية جيلاً واعياً يدرك من هو عدوه وكيفية مواجهته.

معركة وعي

بدورها عفاف فيصل- مدرسة بأحد المراكز الصيفية تقول في بداية حديثها: من ينظر في واقع الأحداث التي تعيشها امتنا الإسلامية يرى ان الأعداء قد استهدفوها بحرب ناعمة، استهدفوا من خلالها العقول والروح الإيمانية وكان تركيزهم فيها على الشباب والجيل الناشئ والشباب، لانهم حاضر الأُمة ومستقبلها ودعامة قوتها.

وذكرت عفاف فيصل أن الأعداء بواسطة الحرب الناعمة عملوا على الغزو الفكري والتضليل وهو سلاح قوي حرفوا فيه الدين والمعتقدات وجعلوا أبناء الأمة بعيدين عن دينهم وقيمه وأصوله .

العودة للقرآن

وأكدت عفاف فيصل ان السلاح الذي يجب نسلح به أنفسنا وأبناءنا لمواجهة الحرب الناعمة هو ثقافة القرآن الكريم وانه من الضروري التزود بهذا السلاح من خلال العودة القوية إلى القرآن الكريم ونقرأ القرآن الكريم ونتدبر معانيه ونركز عليه و نصغي إلى هُداه ونتحرك بهذا النور ونعمل بما امرنا الله به وننتهي عما نهانا الله عنه في القرآن الكريم.

وأكدت أنه من خلال الثقافة القرآنية نحصل على الوعي والبصيرة التي تحصن أجيالنا من أي استهداف سواء فكري أو عسكري.

وعن سؤالنا عن السبب الذي جعل اليمن في مواجهة مع أمريكا وتفوقت عليها، أجابت عفاف: إن أول سبب هو الثقة بالله والتوكل على الله والتمسك بتعاليم الله العظيم وأوامره وهذا من خلال القرآن الكريم صدقنا وآمنا بوعد الله ووعيده لنا، تحركنا من خلال التوكل على الله والثقة به، وكل هذا بفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة وعلى رأسها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، سلام الله عليه.

المشروع القرآني

وأشارت فيصل إلى أن الشعب اليمني له مشروع قائم ينطلق من الهوية الإيمانية والتحرر من التبعية للأعداء، ولا يعيش حالة فراغ كما هي الحالة المؤسفة التي تعاني منها أكثر شعوب الأمة التي ليس لديها مشروع حضاري إسلامي وهي في مرحلة تعطيل وتجميد في هذا الجانب”، ولذلك فاليمن عملت على مواجهة الحرب الناعمة من خلال المشروع القرآني الذي غرس في أبنائها الوعي حول خطر التولي للأعداء وخطرهم على دينهم وأرضهم وبالتالي، فدعوة السيد القائد للإلتحاق بالمراكز الصيفية لمواجهة حرب الأعداء الناعمة التي اعتبرها معركة وعي كانت خطوة هامة رأينا اثرها الكبير في مجتمعنا وأطفالنا الذين نراهم اليوم يحملون ثقافة دينية ووطنية ووعياً ومن خلال عدائهم لليهود وأمريكا نتأكد من نجاح معركتنا في تحصينهم من كل استهدافات الأعداء وبالتالي فالأهمية للدورات الصيفية تكمن في أنها تأتي في إطار مشروع حضاري إسلامي وتعتمد على التعليمات والمبادئ الإلهية والانتماء للهوية الإيمانية، وهي ميزة مهمة تعطي لكل شيء قيمته وإيجابيته وثمرته.

دائرة الاستهداف

ختاما ذكرت الكاتبة هنادي محمد أن الأعداء يركزون في حربهم الفكرية والثقافية على استهداف فئة الشباب، الجيل الناشئ بشكل خاص، لعلمهم أنهم الفئة الأكثر أهمية من بين فئات المجتمع وإدراكهم أن اكتساب الشباب والنشء للوعي الصحيح لن يحقق لهم النتائج التي يرجونها في تحديد ورسم المسار الثقافي العام للأمة؛ باعتبارهم الفئة الأكثر قوةً وقدرةً على مواجهتهم.

وأوضحت أن الأسلحة التي يستخدمونها في حربهم منها ما هو ظاهر كالترهيب والقمع وعرض القدرة العسكرية لهم، ومنها ما ليس ظاهراً، كتخدير العقول وحالة الإلهاء غير المباشرة من خلال إثارة الصراعات الداخلية لحرف إبرة البوصلة المركزية عن القضية الرئيسية والعدو الأول.

خطر الحرب الباردة

وأضافت : كما لا ننسى السلاح الأفتك والأشد ضررًا وهو سلاح الحرب الناعمة او ما تسمى بـ’’الباردة‘‘ والتي من أسوأ نتائجها تدمير الروح المعنوية الوثّابة وإخماد مشاعر الإباء والحمية، والغرق في وحل هذه الحرب من حيث يشعر الغريق أو لا يشعر.

وهنا أكدت على أن السلاح الذي يجب أن نتسلح به نحن وأبناؤنا في مواجهة الحرب الناعمة هو سلاح الإيمان الذي يعتبر أقوى من كل الأسلحة والوسائل التي يستخدمها الأعداء، وسيستخدمونها مستقبلًا مع التطور التكنولوجي الذي نلاحظه، مشيرة إلى أن سبيل التزود بسلاح الإيمان هو الارتباط الوثيق بالله سبحانه وتعالى وبكتابه الكريم ورسوله العظيم، واتباع الهُداة والأعلام الذين يرشدوننا إلى سواء السبيل وصراط الله المستقيم.

اليمن تهزم العدو

ونوهت إلى أن سبب تفوق اليمن في مواجهة أمريكا هو امتلاك اليمن وأبنائها قضية حقّة، وامتلاكهم مشروعاً قرآنياً يقاتلون ويتحركون على ضوء التوجيهات الإلهية المندرجة فيه، حيث أن المشروع القرآني يقدم ثقافة سليمة بعيدًا عن مغالطات الفكر وشوائب العقائد التي تقدم تبريرًا للقعود والتخاذل والرضوخ وتفنّد كل الرؤى التي تقدم بعناوين زائفة كالسلام والتطبيع.

وتضيف: أيضا سر تفوق اليمن كذلك يعود إلى الحصانة الكبيرة والوعي العالي الذي يمتلكه أبناؤه فكانوا دائمًا بإيمانهم وثقتهم الكبيرة بالله يفشلون كل المؤامرات.

وعن أهمية الدورات الصيفية في المرحلة الراهنة، ذكرت هنادي محمد انها لا تقل أهمية عن الصاروخ الذي يُطلق نحو الإسرائيلي ويضرب به مصالح الأمريكي؛ قائلة انه وأمام خطر حربهم الناعمة التي تحدثت عنها في البداية كان لا بد من الإتيان بعنصر وقاية منها، فكانت ’الدورات الصيفية‘ خير وقاية وعلاج من ضياع أبنائنا والتهائهم في عطلتهم الصيفة، وتعبئة هامة لوقت فراغهم.

واختتمت حديثها بالقول: إن ما تقدمه هذه المراكز يمكن أن نؤكد تأثيرها من خلال مشاهدة تصريحات الأشبال والشباب في المسيرات التي تخرج كل يوم جمعة نصرةً لغزة الأبية، وعدد الملتحقين بهذه الدورات الصيفية خير دليل على عظمة ما تقدمه وإلا لما حرص الأهالي على إلحاق أبنائهم بها، والعاقبةُ للمتقين.

 

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية: المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية بما في ذلك استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
  • المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية
  • “الخارجية”: المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية
  • في ضربة للصين... "آبل" تخطط لنقل تجميع "آيفون" إلى الهند
  • معلمات في الدورات الصيفية لـ”الأسرة” :السلاح أمام حرب العدو الناعمة هو التربية الإيمانية والرجوع إلى الثقافة القرآنية
  • كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
  • الرئيس الفلسطيني: نثمن موقف مصر الرافض لتصفية القضية الفلسطينية
  • توقعات الأبراج حظك اليوم.. كل تجربة صعبة تحمل درسًا مهمًا لك
  • في اليوم الثاني لاجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني .. مقاطعات وانسحابات
  • حركة فتح: مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية بحرص تام والقرار الفلسطيني يجب أن يظل مستقلًا