شبكة انباء العراق:
2025-01-29@21:54:42 GMT

أوراق امتحانية متطايرة

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

مازلت استعرض في مخيلتي اللقطات الامتحانية القديمة التي ظلت راسخة في ذهني حتى الآن، أتأملها من وقت لآخر. أحياناً أجد نفسي غارقاً في متاهات ذاكرتي المعطوبة بحثاً عن تفاصيل طواها النسيان. . .
دخل علينا معلم مادة التاريخ في الثالث الابتدائي، وكان يحمل هراوة غليظة. والشر يتطاير من عينيه.

كنا خائفين مذعورين. لم يكن لدينا كتاب (مقرر) لمادة التاريخ، بل لم نكن نفهم ما هو التاريخ. وجه إلينا المعلم سؤالا عن اسم الفوهة الجبلية التي تندفع منها الحمم النارية نحو الفضاء ؟. ثم أخذ يجلدنا بالتعاقب. وكان صراخنا يتعالى ويتعالى، حتى وصل عويلنا إلى المنازل والدكاكين القريبة من مدرستنا الريفية المبنية بالقصب والبردي. ثم اكتشفنا فيما بعد انه كان يسألنا عن (البركان). . .
كان مدرس الرياضيات في المرحلة الدراسية المتوسطة يتصرف معنا وكأنه برترناند رسل، أو كارل فريدريك غاوس. قال لنا ذات يوم: سوف أجلب لكم أسئلة عن المتواليات الهندسية لو يجي (ر ب ك م) ما يحلها. اسئلة من خارج المقرر الدراسي، وابن ابوه اللي يشوف درجة النجاح. كان خطابه في الفصل أقرب للتهديد منه إلى الاختبار والتهذيب. لم نكن وقتها مستعدين لخوض هذا النوع من الامتحانات التعجيزية المتفرعنة. كنا نشعر ان ذلك المدرس من بقايا التتار والمغول. . .
كان مدرس مادة اللغة الانجليزية الاستاذ (ضياء القاروني) يتعاطف معنا وكأننا نتلقى منه دروساً خصوصية، ويتصرف بمنتهى الود والتسامح، يحرص أشد الحرص على تحسين مستوياتنا نحو الأفضل بطريقته المشوقة وأسلوبه الراقي، وكان له الفضل الكبير في تشجيعنا على قراءة الروايات الإنجليزية المبسطة. . .
في الموانئ كنت اتلقى تدريبي العملي على يد الكابتن (؟؟؟؟). كنت اعمل معه على متن سفينة واحدة. سألته عن تعقيدات قيادة السفن المحرجة بغاطسها بين منعطفات شط العرب. فرجع خطوة إلى الوراء، ثم قال لي مستهجناً: تريدني أنا اعلمك ؟. يعلمك زمانك، ثم تركني أضرب أخماساً بأسداس. . .
قبل بضعة أيام قرأت سؤلاً خليجياً في مادة الأحياء. كانت صيغة السؤال بالشكل التالي:-
س – يعتبر مؤسس علم الجراثيم هو:-

حسين الجسمي لويس باستور ليونيل ميسي الدكتور يوسف الاحمد صباح فخري . . .
في احدى السنوات، وأثناء اداءنا امتحان الفيزياء للصف الخامس العلمي، جاء السؤال الثالث بالصيغة التالية: (سؤال تمنيته، ولم يأت، اكتبه، وأجب عنه). لاقى السؤال استحسان الجميع، واذكر اننا طالبنا بتكراره وتعميمه بكل الامتحانات. لكن مطالبنا ذهبت أدراج الرياح. . .
نجح (محسن) في اجتياز الامتحانات الوزارية لمرحلة الثالث المتوسط، وكان يسكن مع اهله على مسافة قريبة من بيتنا. قال والده في اليوم التالي ان أبنه (محسن) لم ينجح (راسب). ثم تبين لنا فيما بعد ان اهله يخشون عليه من العين والحسد. وهم الذين أطلقوا خبر رسوبه خوفاً من عيون الناس. . ماذا لو كان ابنهم (محسن) هو (آلان ماتيسون تورنغ) ؟. . .
ختاما: كانت لدى بعض الطلاب مشكلة موسمية تتكرر كل عام. فقد دأبوا على مراقبة تحركات مراقب القاعة الامتحانية، أكثر مما هو يراقبهم. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

26 كانون الثاني 2025...سجّلوا هذا التاريخ

ما أقدم عليه أهل الجنوب عندما واجهوا جيش العدو بصدورهم العارية في البلدات والقرى الحدودية، التي لم ينسحب منها على رغم انقضاء مهلة الستين يومًا على اتفاق وقف إطلاق النار، ليس جديدًا على اللبنانيين، الذين يشهد لهم التاريخ في مراحل مشرّفة من تاريخ نضالهم ضد كل الجيوش، التي حاولت فرض سيطرتها على أجزاء واسعة من الأراضي اللبنانية. ولا تزال المشانق التي علقها جمال باشا السفاح في ساحة البرج شاهدة على أن "العين تستطيع أن تقاوم المخرز"، وأن العكس هو من بين الأمثلة اللبنانية غير المتطابقة مع الواقع ومع طبيعة الشعب اللبناني، الذي قاوم وانتصر في مراحل كثيرة من نضالاته ضد كل أنواع الاحتلالات.
فكما أن أهل الجنوب يسطّرون اليوم ملاحم بطولية على أرضهم الغالية كذلك فعل من قبلهم جميع اللبنانيين الذين صمدوا في مواقعهم من الاشرفية إلى عين الرمانة والحدث وكفرشيما وزحلة وديربلا وشناطا وقنات. هذه هي حكاية اللبنانيين، إلى أي طائفة أو مذهب أو منطقة انتموا، مع بطولات المجد، والتي أجبرت العالم على تغيير جذري في المخططات الدولية والإقليمية.
هذا المشهد الجنوبي الذي كان متوقعًا أحدث صدمة مدّوية لدى المجتمع الدولي، الذي وقف مذهولًا أمام هذه الإرادة الفولاذية لشعب "إذا أراد يومًا الحياة فلا بد من أن يستجيب القدر ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ". وأمام هذه المشهدية وقف هذا المجتمع مندهشًا ومبهورًا، وأعاد إليهم مشاهد مماثلة عبر التاريخين القديم والحديث، سواء أكان في الجزائر أو في براغ أو في أي مكان آخر كان المحتل يفرض ارادته على الشعب، فكان له النصر، على رغم أن التضحيات كانت كبيرة.
لم يستهب أهل الجنوب الرصاص الإسرائيلي ولا دباباته ولا مدافعه ولا قنابله المسيلة للدموع؛ ولم تكن النسوة الجنوبيات في حاجة إلى تلك القنابل لتسيل دموعهن، إذ يكفيهن مشاهدة الدمار الذي أحدثه الحقد الإسرائيلي بمنازلهن وحقولهن وبساتينهن لتمتلئ عيونهن بالدموع والحسرات والآهات.
ومع دخول الأهالي إلى بلداتهم وقراهم المحتلة أعاد إلى الذاكرة ما سبق أن حذّر منه الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم من أن الصبر على الخروقات الإسرائيلية قد ينفد قبل انتهاء مدة الستين يومًا لاتفاق وقف إطلاق النار. وخاطب المنتقدين لصمت "الحزب" على الخروقات الإسرائيلية، وقال قاسم إن قيادة حزبه "هي التي تقرر متى تقاوم، وكيف تقاوم، وأسلوب المقاومة والسلاح الذي تستخدم"؟
وأضاف: “لا يوجد جدول زمني يحدد عمل المقاومة، وصبرنا على الخروقات الإسرائيلية مرتبط بالتوقيت المناسب لمواجهة العدو".
فما أقدم عليه الجنوبيون بالأمس هو نوع جديد من العمل المقاوم. ويعتقد كثيرون أنه لولا وقوف "حزب الله" وراء هذا التحرّك السلمي والمدني لما استطاع الأهالي أن يقدموا على هكذا خطوة، متكلين أيضًا على عناصر الجيش، الذين آزروا تحركهم الشجاع، مع مراعاتهم دقة الموقف وخطورة أي خطوة غير محسوبة وغير مدروسة. وبذلك يكون "حزب الله" قد فرض معادلته الثلاثية "الذهبية" "جيش وشعب ومقاومة"، ولو بلباس مدني، على أرض الواقع، وهو الذي بات متيقنًا أن هذه المعادلة لن تمرّ في البيان الوزاري للحكومة العتيدة، التي لا تزال توضع في طريق تشكيلها مطّبات كان البعض يعتقد أنها قد أصبحت من الماضي.
ولكن، وعلى رغم ما في هذا التحرّك الجنوبي من مواقف بطولية فإن فيه مخاطرة كبيرة كان يُفترض على "حزب الله" أن يتداركها قبل تشجيع الأهالي على اقتحام بلداتهم وقراهم باللحم الحيّ. هذا ما يقوله الذين يراقبون ماذا يجري في المنطقة من متغيّرات تتخطّى بأبعادها إرادة الشعوب والمطالبة بما هو حقّ مطلق. أمّا إذا استطاع الأهالي العزّل من فرض ارادتهم على هذا الواقع، وأجبروا جيش العدو على الانسحاب ليحل مكانه الجيش فسيسجّل لهم أنهم استطاعوا فرض اراداتهم على الآلة العسكرية. ولكن إذا بقي الوضع على ما كان عليه، وقد سقط من بين الأهالي المزيد من الشهداء والجرحى، يكون ما قاموا به مجردّ محاولة جريئة وشجاعة تُكتب وتُعلّم في كتب التاريخ ليس إلاّ.
فالساعات الفاصلة بين إرادة العودة وبين تجبّر الجيش الإسرائيلي كفيلة بوضع الأمور في نصابها الصحيح، خصوصًا أن قيادة الجيش مصممة على حماية أمن أهل الجنوب قبل أي أمر آخر. وهذا هو الأهمّ من المهم في تراتبية الأولويات. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • دياب يطرح أحدث أغانيه بعنوان "رقصة الوداع"
  • ترقبوها بعد ساعات.. رابط نتيجة الصف الثالث الإعدادي في الجيزة برقم الجلوس
  • دراما رمضان 2025.. أحمد العوضي «عريس» في مسلسل فهد البطل (صور)
  • منة الله محسن. رحلة ملهمة لرسامة موهوبة من ذوي الهمم
  • المخرج خالد الحلفاوي: والدي علمنا احترام النفس.. وكان يختار أدواره بعناية
  • برلماني: تصريحات ترامب بتهجير الفلسطينيين لمصر والأردن خيالات لا يمكن تنفيذها
  • صلاح محسن يقود الهجوم أمام إنبي في الدوري
  • مسلسلات رمضان 2025.. المطربة الشعبية رحمة محسن تبدأ تسجيل أغنيتها بـ «فهد البطل»
  • رحمة محسن تكشف تفاصيل أغنيتها في مسلسل فهد البطل خلال رمضان 2025
  • 26 كانون الثاني 2025...سجّلوا هذا التاريخ