الجزيرة:
2024-09-07@06:06:55 GMT

رندة الأندلسية.. مدينة التاريخ والآثار والحصون

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

رندة الأندلسية.. مدينة التاريخ والآثار والحصون

رغم أن 6 قرون مضت على رحيل العرب والمسلمين من الأندلس، فإن مئات المعالم العمرانية والمدن التاريخية ما زالت تُذكر بالحضارة الإسلامية العريقة في تلك البلاد ومنها مدينة رندة التي تقع في منطقة جبال الأندلس الجنوبية إلى الشمال من الجزيرة الخضراء وإلى الغرب من مالقة، وترتفع (750 مترا) فوق سطح البحر.

تتمتع رندة بموقع طبيعي رائع، وتحيط بها الوديان السحيقة والجبال.

وجاء في الروض المعطار لعالم البلدان محمد بن عبد المنعم الحميري (ت 900هـ/1445م) "رندة بالأندلس من مدن تاكرنا، وهي مدينة قديمة بها آثار كثيرة، وهي على نهر يُنسب إليها، واجتلب الماء إليها من قرية بشرقيها ومن جبل طلويرة بغربيها".

ووصفها العلامة الأندلسي لسان الدين ابن الخطيب (1313-1374م) قائلا "أم جهات وحصون، وشجرة ذات غصون، وجناب خصيب وحمى مصون، بلد زرع، وأصل وفرع، وهي بلد أعيان وصدور، وفي أهلها فضاضة وغضاضة، ما في الكلف بها غضاضة".

وقال عنها الرحَّالة المسلم ابن بطوطة (1304-1377م) إنها "من أمتع معاقل المسلمين وأجملها وضعا". وكانت رندة من أهم مدن مملكة غرناطة في الحقبة الإسلامية، وهي اليوم كذلك من أجمل المدن الإسبانية.

المكان والإنسان والعمران

تُعدّ مدينة رندة القديمة -ذات الطابع الأندلسي- من أشهر المعالم السياحية والتاريخية في الأندلس، إذ يعود تاريخها إلى العصر الحجري الثاني، وكان لوجود رندة في مفترق الطرق بين أقاليم مالقة وإشبيليا وقاديس، أن منحها ذلك القيام بأدوار تاريخية كثيرة على مر العصور، مرّ على رندة واحتلها الكثير من الإمبراطوريات، وأول من استقر بها القبائل الإيبيرية، ثمَّ تعاقبت العصور فاحتلها الفينيقيون والإغريق والرومان والقوط والمسلمون.

خضعت رندة لبنو يفرن وبنو عباد والمرابطين والموحدين وبني الأحمر، وكان لها نصيب أيضا ضمن فترة صراع ملوك الطوائف. وفي عهد بني الأحمر أصبح لمدينة رندة، شأن عظيم، حيث أصبحت من أهم المراكز الدفاعية الرابطة بين المغرب والأندلس.

المدينة التاريخية لرندة (شترستوك) عصر محاكم التفتيش

كان من نتائج سقوط الحكم العربي/الإسلامي للأندلس عام 1492م أن تضرر المسلمون من محاكم التفتيش الإسبانية، حيث لم يبق للمسلمين وجود في شبه الجزيرة الإيبيرية إلاّ في منطقة غرناطة. حينها أصدر حكامها الجدد مرسوما يقضي بتنصير جميع المسلمين واليهود أو أن يغادروا الأراضي الإسبانية دون أخذ أملاكهم. وبسبب تلك الإجراءات عانى مسلمو رندة من محاكم التفتيش الإسبانية، وتمّ إطلاق اسم المورسكيين على المسلمين الذين بقوا في الأندلس، وأُجبروا على التنصر (اعتناق المسيحية).

كما أُجبروا على وضع هلال أزرق فوق قبعاتهم وعمائمهم، مما جلب لهم السخرية والأذى من السكان المتعصبين. وكانت العربية اللغة الرسمية في رندة إبّان الحكم الإسلامي حتى أصدر فيليب الثاني (1527-1598م)، مرسوما يحظر استخدامها تحدثا أو كتابة، وأمر جميع المسلمين بإبقاء أبواب منازلهم مفتوحة يوم الجمعة كي لا يؤدوا صلاة الجمعة، وفرض ضرائب باهظة عليهم. تلك الإجراءات القاسية دفعت المسلمين إلى الثورة في مدينة رندة، حيث تمكن المسلمون من تشكيل جيش "الفهري" وهزيمة القوات الإسبانية، لكنهم تعرضوا بعد ذلك لمذبحة جماعية قُتل فيها معظم المسلمين، ومن بقي حيا تمت معاملته "كعبد" يُباع في أسواق النخاسة.

وفي بداية القرن الـ19، لم تسلم رندة من الغزو الفرنسي بقيادة القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت (1769-1821م)، الذي غزا إسبانيا أواخر عام 1808م، وقد تضررت رندة جراء ذلك الغزو ويُقال إن عدد سكانها انخفض من 15 ألفا و600 إلى 5 آلاف نسمة في غضون 3 سنوات.

مصدر إلهام للكتّاب والفنانين

والجدير بالذكر أن عددا من الأدباء والكتّاب والفنانين تفاعلوا مع مدينة رندة والأحداث التي مرّت بها حيث شكّلت مصدر إلهام للكثير منهم، واتخذ بعضهم رندة مقرا له وقاعدة أطلق أولئك الكتّاب منها إبداعاتهم الأدبية مثل الكاتب الأميركي إرنست هيمنغوي (1899-1961م)، الذي يصف الفصل العاشر من رواية "لمن تقرع الأجراس" (1948م)، مشهدا يحاكي الأحداث الفعلية التي جرت في رندة، والكاتب الأميركي جورج أورسن ويلز (1915-1985م)، حيث قضيّا، همينغوي وويلز فترة طويلة في الجزء القديم من رندة، وكتبا عن عاداتها في مصارعة الثيران.

كما أصبحت رندة قاعدة لحرب العصابات والعديد من قطاع الطرق الذين ألهمت أفعالهم بعض الفنانين والكتّاب مثل المؤرخ الأميركي واشنطن إيرفينغ (1783-1859م)، الذي عَمل سفيرا لأميركا في إسبانيا، وعالم الآثار الفرنسي بروسبير مرميمي (1803-1870م)، والرسّام الفرنسي غوستاف دوريه (1832-1883م). وكذلك الشاعر الألماني راينر ماريا ريلكه (1875-1926م)، كان هو الآخر من الذين أقاموا في رندة تأثرا بجمال طبيعتها وآثارها، ويقول عن مدينة رندة "بحثت عن مدينة أحلامي ووجدتها أخيرا في رندة، ولا يوجد مكان أكثر روعة من هذه المدينة الجبلية الجامحة". وكانت مدينة رندة قد تأثرت كثيرا بالحرب الأهلية الإسبانية التي تسببت بهجرة العديد من السكان.

معالم أثرية وعمرانية

وضعت العديد من الإمبراطوريات بصمتها على طراز رندة المعماري، فضمّت المدينة بعض المعالم الرومانية وأشهرها الجسر الروماني، وفي بداية الحكم الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية (711م) طُبعت المدينة بطابع إسلامي، وانتهى بسقوط غرناطة في سنة (800هـ/1492م)، وعلى الرغم من ذلك ما زالت رندة تحتفظ بطائفة مهمة من الآثار الأندلسية، وأكثر ما يميز المدينة هي منازلها المزدانة باللون الأبيض تأثرا بالعمارة المغاربية في شمال أفريقيا.

وتضم المدينة بين أركانها أثارا ومواقع عمرانية قديمة، ويمكن مشاهدة معالم رندة ابتداء من ساحة الثيران التي تعود إلى القرنين الـ13 و14، وهي أقدم ساحات الثيران في إسبانيا، وفيها متحف مصارعة الثيران وهو أشهر متاحف إسبانيا. وكذلك قصر ماركس سالباتييرا، الذي يتميّز بواجهته الفنية وشرفته الرائعة وعليها تماثيل بيروفية، ويمثل هذا المنزل الفن الرندي، وبه فناء على الطراز الأندلسي، تزينه من جوانبه الأربعة عقود أندلسية بديعة. وصولا إلى بوابة فيليب الخامس التي بُنيت على البوابة العربية القديمة وتم إنشاؤها عام 1741م.

نقوش وزخارف إسلامية

ويلفت نظر زوار رندة من السياح قصر الأمير أبي مالك، وهو أثر أندلسي مغربي رائع يقع في طرف المدينة، لا تزال خواصه ونقوشه الإسلامية باقية في أروع مظاهرها. وتوجد كنيسة سانت ماري أو "كنيسة رندة الكبرى" التي بُنيت على أنقاض مسجدها القديم الذي يتميّز باتساعه الواضح، والذي لم يتبقَ منه سوى المحراب داخل الكنيسة. كما توجد القنطرة القديمة التي تعود إلى ملوك بني الأحمر في القرن الـ14.

وتشتهر رندة بوجود الحمامات العربية والتي تعود إلى القرن الـ13 في العهد الناصري، وهي من أكثر المواقع التي حافظت على طابعها الإسلامي الأصلي في إسبانيا، وتتميز باحتوائها على مجموعة كبيرة من التفاصيل والنقوش المذهلة والزخارف الفريدة من نوعها. ومن الآثار الدالة على تاريخ المسلمين المُوغل بالقدم كنيسة "دي لا كابيثا" التي يعود تاريخها إلى القرن الـ19، خلال فترة الحكم الإسلامي والتي بقيت شاهدة على مدى احترام المسلمين لأتباع الديانات السماوية الأخرى.

تأثير ثقافي وفكري

تعتبر رندة إحدى مدن الحقبة الإسلامية في الأندلس وُلِدَ وعاش بين طياتها الكثير من الشخصيات التي أثّرت في العالم وفي التاريخ الإنساني، ومن الذين اشتهروا في مجالات العلم والأدب والفلسفة والتصوف: الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي وُلد وعاش في رندة في الفترة من 1204 إلى 1285، وإليه تُنسب واحدة من أشهر المرثيات في التاريخ وهي مرثية الأندلس. ويرثي بها ما ضاع من بلاد الأندلس فيقول:

لكل شيء إذا ما تم نقصان *** فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول ***من سره زمن ساءته أزمان

أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ *** فقد سرى بحديثِ القوم رُكبانُ

وكذلك العلامة الشاعر الصوفي وأحد أعلام السُنّة ابن عباد النفزي الرندي وُلِد وعاش في رندة في الفترة من 1333م إلى 1390م، وبها ألّف العديد من الدرر الإسلامية مثل الرسائل الكبرى والرسائل الصغرى وغيرها من المؤلفات. وهناك العالِم أبو القاسم عباس بن فرناس، وُلد في مدينة رندة وعاش بها في الفترة من 810 إلى 887م، في زمن حكم الدولة الأموية، وهو المعروف بمحاولة الطيران الشهيرة، ويُعرف أيضا بأنه شاعر وعالم في الرياضيات والفلك والكيمياء.

سقوط مدينة أندلسية

بعد تفكك الحكم الأموي في قرطبة أصبحت رندة عاصمة لمملكة صغيرة من البربر يحكمها بنو يفرن أو (الإيفرنيون). خلال هذه الفترة كثف الإسبان من هجماتهم على القواعد والحصون الإسلامية المحيطة بغرناطة من أجل إضعاف قوة المسلمين وإحباط معنوياتهم في المقاومة والدفاع مستغلين في ذلك الجو العام السائد في البلاط وخارجه، حيث كانت الاضطرابات السياسية والفتن المتواصلة على أشدها، وخصوصا في عهد الغالب بالله محمد بن نصر الأمير 1198-1273(مؤسس دولة بني نصر بالأندلس) الذي خُلع عن عرشه 4 مرات.

وكان ملك قشتالة خوان الثاني/تراستامارا (1405-1454م)، يعمل على تأجيج هذه الاضطرابات بمختلف الأساليب، وذلك كي يتسنى له بسط سيطرته على مملكة غرناطة. وفي عام 1485م، انتهى الحكم الإسلامي في رندة بعد حصار قصير من ملك قادس، وفي هذه الفترة تم تجديد معظم مباني المدينة أو تكييفها لتناسب الطراز المسيحي، وتمَّ أيضا إضافة أحياء جديدة للمدينة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحکم الإسلامی

إقرأ أيضاً:

إندبندنت: تقرير حريق برج غرينفيل بلندن يكشف التعامل بعنصرية مع المسلمين

نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا أعدته نادين وايت قالت فيه، إن الناجين المسلمين من حريق برج غرينفيل في لندن حرموا من الأكل الحلال.

وكشف التحقيق في ظروف احتراق البرج في عام 2017 والذي قتل فيه 72 شخصا أن المجلس المحلي تخلى عن المسلمين وحرمهم من حقهم في الطعام الحلال بعدما تم إسكانهم في مساكن وفنادق بشكل مؤقت.

تقرير #غرينفيل: عقود من فشل الحكومة و "خيانة الأمانة المنهجية" للشركات

خلُصت التحقيقات التي استمرت سبع سنوات إلى أن كارثة حريق برج غرينفيل عام 2017 كانت نتيجة "عقود من الفشل" من قبل الحكومة المركزية في وقف انتشار كسوة المباني القابلة للإحتراق جنبا إلى جنب مع "خيانة الأمانة… pic.twitter.com/yax5hSFKW3 — Arab-London عرب لندن (@arablondon4) September 4, 2024
وجاء التقرير النهائي في الحادث هذا الأسبوع بعد تأخر طويل، حيث  توصل إلى أن الحريق كان نتيجة "عقود من الفشل" الذي تتحمل مسؤوليته الحكومة المركزية وشركات الإنشاءات التي لم تتحرك لمعالجة مخاطر كسوة واجهة المبنى القابلة للاشتعال.

وتوصل التقرير إلى أنه كان يجب على مجلس كنزينغتون وتشيلسي بذل المزيد من الجهود لتلبية احتياجات الأشخاص من خلفيات متنوعة.

وكان العديد من المقيمين في البرج يصومون شهر رمضان، ولكن الطعام الحلال لم يكن متاحا في جميع الفنادق، كما لم يكن من الممكن مراعاة شرط تناول الطعام في أوقات محددة.

????????بعد 7 سنوات من التحقيقات.. ظهور التقرير النهائي لأكبر حريق مأساوي مميت في تاريخ بريطانيا الحديث حريق برج غرينفل السكني في غرب لندن في عام 2017 والذي توفي على إثره 72 شخصًا كانوا يعيشون في المبنى الضخم الذي احترق بالكامل pic.twitter.com/CpuXJLF5kn — بريطانيا بالعربي???????? (@TheUKAr) September 4, 2024
وأدت النتائج إلى انتقادات من الممثلين للمسلمين في بريطانيا وبخاصة المجلس الإسلامي البريطاني الذي أشار أن النتائج تعبر عن "قضايا بنيوية ونظامية أوسع" تؤثر على مجتمعات الأقليات.

تهميش متعمد
وقالت زارا محمد، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني إن "معاملة مجتمعات الاقليات والدين من المجلس تعبر عن مشاكل بنيوية ونظامية أوسع" ويجب معالجتها.

وقالت إن برج غرينفيل "لا يزال يشكل تذكيرا صارخا وصدمة لكثيرين، ليس فقط بسبب الحريق، ولكن أيضا بسبب الطريقة التي تم فيها التعامل مع المكونات الأكثر ضعفا في مجتمعنا. يجب أن نتعلم الكثير الآن، وبالنسبة لأولئك الذين كانوا ينتظرون العدالة، فإن تغييرا له معنى كهذا يظل أمرا ضروريا".

وقالت الصحيفة إن قضايا العرق والطبقة ارتبطت وعلى نطاق واسع بحادثة حريق برج غرينفيل، فنحو 85% من المقيمين الذين لقوا حتفهم في الحريق كانوا من الأقليات العرقية وابناء العائلات من ذوي الدخل المنخفض، في حين ينتمي 40% من سكان المباني السكنية الاجتماعية الشاهقة إلى هذه المجتمعات.

وربطت الدكتور شبانة بيغوم، مديرة رانيميد تراست بين العنصرية وحادثة برج غرينفيل والتفاوت الأوسع في الإسكان - وحذرت من أن "الأمر مسألة وقت قبل أن تحدث مأساة بنفس الحجم مرة أخرى".

ومضت قائلة: "كان حريق غرينفيل مأساة أمكن منعها وشابها في كل مرحلة عنصرية بنيوية ومباشرة - بدءا من القتلى إلى معاملة الناجين والثكالى والمجتمع الأوسع، كما يؤكد أحدث تقرير من لجنة التحقيق".

وتابعت "مرت سبع سنوات، وما زال الضحايا بلا عدالة ولا تزال آلاف المباني غير الآمنة قائمة في مختلف أنحاء البلاد. وما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة وكافية، فإن الأمر مسألة وقت قبل أن تحدث مأساة بنفس الحجم مرة أخرى".

وأضافت بيغوم "يشعر الملونون بأشد التأثيرات القاسية الناجمة عن أزمة الإسكان، ويعيشون بشكل غير متناسب في منازل غير آمنة وغير مناسبة، وغالبا ما يتم إسكانهم في أسوأ المساكن الاجتماعية وأقلها جودة. وكحد أدنى، يجب أن يتمتع الجميع بالقدرة على الوصول إلى مساكن آمنة ومناسبة وبأسعار معقولة".


تعامل بعنصرية وتميز 
وأشار تقرير لجنة غرينفيل إلى غياب الدعم للناس من أبناء المهاجرين والذين لا يتحدثون الإنجليزية كلغة أولى. وجاء في التقرير أن "أولئك الذين حصلوا على معلومات حول الدعم المتاح كانوا أول من حصلوا على المساعدة، في حين تم تجاهل أولئك الذين لم يحصلوا على المعلومات".

ووفقا للتقرير "كان لهذا أثر على الناس المعرضين لمخاطر أكبر، مثل من يعانون من مشاكل في التحرك أو من لا يستطيعون التحدث باللغة الإنكليزية. وعندما صدرت التعليمات الرسمية في النهاية، كانت باللغة الإنكليزية. وشمل ذلك الرسائل المرسلة إلى أولئك الذين تم وضعهم في الفنادق".

ووصف الناس شعورهم بأنهم لم يكونوا قادرين على الاستفادة من التعليمات لأنهم لم يكونوا في وضع جيد لفهم التعليمات المكتوبة بالإنكليزية. ولهذا واجهوا صعوبات في الحصول على الخدمات والوصول إليها، مما أثار في أنفسهم حسا من غياب العدالة.

 علاوة على ذلك، لم يتم توفير مترجمين في كثير من الأحيان، وفي بعض الحالات، تم توفيرهم، ولكن باللغة الخاطئة، حسب تقرير لجنة التحقيق.

وقال متحدث باسم حركة "حياة السود مهمة" أن ما ورد في التقرير هو "ما نعرفه بالفعل ونعيش في مجتمع يقوم عليه التسلسل الهرمي للحياة الإنسانية وقيمتها بناء على لون بشرتك. ويتم تحديد المنافع الاجتماعية والوصول إليها مثل السكن المناسب حسب فئتك وعرقك".

وبحسب التقرير فالحصول على الدعم للصحة العقلية لأبناء هذه المجتمعات دائما ما يواجه عراقيل. وكان الدعم النفسي متوفرا منذ 16 حزيران/يونيو لكن لم يتم إخبارهم به ولم يستطيعوا الحصول على الاستشارة النفسية بسبب المعوقات اللغوية.


وقالت ميكا بيريسفورد، رئيسة السياسات في منظمة العمل من أجل المساواة العرقية، لصحيفة الإندبندنت إنها تأمل أن تؤخذ الدروس والتوصيات من هذا التقرير على محمل الجد و"كمسألة ملحة للغاية".

 وأضافت: "لقد تم التخلي عن المتضررين من مأساة غرينفيل وفي كل مرحلة". و" التقرير النهائي الذي صدر اليوم واضح، لو كنت أسودا أو بني البشرة أو مسلما أو تحدثت بالإنكليزية كلغة إضافية، فستواجه عقبات حتى للحصول على أبسط أشكال الدعم بعد الحريق".

 ووتابعت "عقود من الفشل التي سبقت المأساة ويجب علينا ألا ننتظر طويلا لوضع حد للعنصرية النظامية المستشرية وإسلاموفوبيا في بريطانيا".

وفي تعليقات لإليزابيث كامبل رئيسة مجلس كنزنغتون وتشيلسي قالت:" نيابة عن المجلس، أعتذر بلا تحفظ ومن كل قلبي للثكالى والناجين وسكان غرينفيل عن فشلنا في الاستماع إليهم وحمايتهم".

 وقالت كامبل إن المجلس "يقبل بشكل كامل" نتائج التحقيق التي تمثل "نقدا لاذعا لنظام محطم من الأعلى إلى الأسفل". وأضافت: "لقد فشلنا في الحفاظ على سلامة الناس قبل وأثناء التجديد وفشلنا في معاملة الناس بإنسانية ورعاية في أعقاب ذلك".

مقالات مشابهة

  • «السياحة» تعقد محاضرة للعاملين بالوزارة الاثنين المقبل
  • التاريخ اليهودي وسياسية إسرائيل.. هذه الدورات التي تلقاها يحيى السنوار
  • السجن 9 سنوات لبريطاني شارك بأعمال شغب ضد المسلمين
  • السجن 9 سنوات في بريطانيا ضد متطرف آذى المسلمين بهذه الطريقة
  • إندبندنت: تقرير حريق برج غرينفيل بلندن يكشف التعامل بعنصرية مع المسلمين
  • البيسري استقبل نقيب المحامين ووفدا من هيئة علماء المسلمين
  • مبادرة قيام الليل من أجل غزة تحث المسلمين على الدعاء للفلسطينيين
  • وهبي يتوعد الفنادق التي ترفض استقبال النساء المقيمات بنفس المدينة: العقوبة في الطريق!
  • حصريًا.. قرارات جديدة تطيح بعدد من قيادات وزارة السياحة والآثار
  • الشيخ صبري: اقتحامات الأقصى تزداد وهذا استفزاز لمشاعر المسلمين