موقع النيلين:
2024-12-24@02:49:01 GMT

مزاج الجماهير وحرب السودان

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

الشق الأول من عنوان المقال (مزاج الجماهير) مستعار من مقالة قديمة تعود إلى عام 2003، كتبها الأستاذ الراحل كمال الجزولي، سنستعرض ملخصاً لها في ثنايا هذا المقال.

إن مزاج الجماهير هو الحالة العاطفية والاجتماعية العامة التي تسود بين أفراد المجتمع في فترة زمنية معينة. يتأثر هذا المزاج بمجموعة من العوامل الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، والثقافية،ويمكن أن يكون له تأثير كبير على سلوك الجماهير وقراراتهم.

و يشير مفهوم مزاج الجماهير إلى المواقف والآراء المشتركة التي تتبناها فئة كبيرة من الناس تجاه قضية أو موضوع معين.

لمزاج الجماهير تأثير سياسي كبير، حيث يمكن أن يوجه سياسات الحكومات ويؤثر على القرارات التي يتخذها السياسيون. لذلك يجب على متخذي القرار السياسي أن يكونوا واعين لمزاج الجماهير وأن يأخذوه بعين الاعتبار عند صياغة سياساتهم. تجاهل هذا المزاج قد يؤدي إلى فقدان الدعم والسند الشعبي.

الأستاذ العلامة الراحل كمال الجزولي تناول في مقاله تأثير المزاج الشعبي على الوعي الاجتماعي والسياسي في السودان، واستعرض تاريخ البلاد ليظهر الفجوة بين المزاج الشعبي ومواقف الأحزاب السياسية. ودعا الأحزاب إلى فهم المزاج الشعبي وأخذه بعين الاعتبار في قراراتها واستراتيجياتها محذراً من أن تجاهله قد يؤدي إلى تباين يؤثر سلباً على الاستقرار والتقدم.

في السياق السوداني الحالي، يعبر مزاج الجماهير بوضوح عن رفض واسع للتقارب أو التعامل مع مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية. هذا المزاج نابع من الأعمال الوحشية والانتهاكات التي ارتكبتها هذه المليشيا بحق الشعب السوداني، مما أدى إلى فقدان الثقة بها ورغبة جماهيرية عامة في عدم وجودها في المستقبل. و لايزال المواطنون يغادرون قراهم ومدنهم فور دخول مليشيا الدعم السريع إليها، متجهين إلى أماكن تواجد الجيش السوداني. هذه الظاهرة تجسد مدى الرعب وعدم الثقة الذي يشعر به المواطنون تجاه مليشيا الدعم السريع، وتعكس في الوقت نفسه ثقتهم بالجيش السوداني كحامٍ ومؤتمن على أمنهم.

إن فهم هذا المزاج الجماهيري هو أمر بالغ الأهمية للقوى السياسية في السودان، إذ يتعين عليها أن تعكس في سياساتها وقراراتها تطلعات ورغبات الشعب السوداني، والعمل على تلبية تطلعاته لضمان استقرار واستمرارية النظام السياسي في البلاد. و مخالفة القوى السياسية لمزاج الجماهير يمكن أن تؤدي إلى عدة أضرار جسيمة، تشمل فقدان الدعم الشعبي، وإنخفاض الشعبية بالتالي عندما تتجاهل القوى السياسية مشاعر وتوجهات الجماهير، فإنها تخاطر بفقدان دعمهم. الجماهير التي تشعر بأن آراءها ومشاعرها غير محترمة قد تتخلى عن دعم هذه القوى. وفي حالة السودان، تجاهل القوى السياسية لمزاج الجماهير الذي يرفض التعامل مع مليشيا الدعم السريع يمكن أن يؤدي إلى كل هذه الأضرار. لذا على القوى السياسية أن تتعامل بحذر وذكاء مع تطلعات ومشاعر الجماهير لضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.

الآن هناك مؤشرات وشواهد عديدة تشير إلى أننا نقترب من مفاوضات قد تكون حاسمة. هذه رسالة نوجهها إلى قيادة الدولة والمجتمع الدولي والقوى السياسية من الضروري أن تأخذوا بعين الاعتبار مزاج الجماهير وأن تسعوا إلى التوصل إلى اتفاق يكون مرضياً ومقبولاً لديهم.

عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٣ يوليو ٢٠٢٤م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع القوى السیاسیة هذا المزاج

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع تطلق سراح رئيس اتحاد ألعاب القوى السوداني بعد ستة أشهر من الاعتقال

عبر رئيس وأعضاء مجلس إدارة اللجنة الأولمبية السودانية والعاملون باللجنة، في بيان عن ارتياحهم وسعادتهم لخطوة إطلاق المعز عباس..

التغيير: الخرطوم

أطلقت قوات الدعم السريع سراح المعز عباس، رئيس اتحاد ألعاب القوى السوداني وعضو اللجنة الأولمبية السودانية، بعد اعتقال دام ستة أشهر منذ يونيو 2024.

وكانت اللجنة الأولمبية السودانية قد طالبت بإطلاق سراحه، مؤكدة أنها خاطبت جهات رياضية دولية كالأولمبية الدولية و”أنوكا” لإدانة اعتقاله.

كما اعتبر الاتحاد السوداني لألعاب القوى اعتقال عباس دون مبرر “ضد الإنسانية”، مطالبًا بإطلاق سراح كافة المعتقلين.

وعبر رئيس وأعضاء مجلس إدارة اللجنة الأولمبية السودانية والعاملون باللجنة، في بيان عن ارتياحهم وسعادتهم لخطوة إطلاق المعز عباس.

ويشغل عباس منصبي عضوية المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية، ورئاسة الاتحاد السوداني لألعاب القوى.

وقال بيان اللجنة أن عباس ظل حبيسا داخل معتقلات الدعم السريع لعدة أشهر، مع التمنيات بأن يتم الأيام القادمة إطلاق سراح كل المعتقلين داخل سجون الدعم السريع.

وعقب اعتقاله منتصف العام الحالي، طالبت اللجنة الأولمبية السودانية بإطلاق سراح المعز دون قيود. وأكدت أنها خاطبت اللجنة الأولمبية الدولية واتحاد اللجان الأولمبية الوطنية الأفريقية (الأنوكا).

وأدان الاتحاد السوداني لألعاب القوى اعتقال رئيسه، المعز عباس من منزله بالخرطوم بحري بواسطة قوات الدعم السريع، وطالب بإطلاق سراحه فوراً، وقتذاك.

وفي مطلع يونيو 2024 اقتادت قوة من الدعم السريع رئيس الاتحاد السوداني لألعاب القوى عضو الاتحاد العربي لألعاب القوى، المعز عباس من منزله بضاحية الخرطوم بحري إلى جهة غير معلومة.

وقال الاتحاد السوداني لألعاب القوى، أن قوات الدعم السريع اعتقلت المعز، دون أن توضح لأسرته أو للرأي العام أسباب ومكان اعتقاله.

من جهتها، أدانت اللجنة الأولمبية السودانية عبر بيان، سلوك الدعم السريع وصفته بأنه “ضد الإنسانية”.

وحملت اللجنة الدعم السريع مسؤولية سلامة رئيس الاتحاد السوداني لألعاب القوى المعز عباس عضو المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية.

وطالبت بإطلاق سراحه دون قيود مؤكدة أنها خاطبت اللجنة الأولمبية الدولية واتحاد اللجان الأولمبية الوطنية الأفريقية (الانوكا)، وكدت أنهما أدانا سلوك قوات الدعم السريع.

كما خاطبت الأولمبية السودانية الجهات الدولية والأممية المعنية بهدف التدخل المباشر من أجل سلامة المعز.

الوسوماتحاد ألعاب القوى السوداني اللجنة الأولمبية السودانية المعز عباس

مقالات مشابهة

  • عميد كلية الإعلام السابق: الرياضة تؤثرعلى المزاج العام المصري أكثر من الأحداث السياسية
  • السودان: ثورات تبحث عن علم سياسي (2-2)
  • رؤية النخب السودانية حول الحراك الثوري والتحولات السياسية
  • من التضخم إلى البيتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024
  • من التضخم إلى البتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024
  • الدعم السريع في دارفور يفقد حاضنته السياسية والاجتماعية ويتفكك إلى عناصره الأولية
  • الدعم السريع تطلق سراح رئيس اتحاد ألعاب القوى السوداني بعد ستة أشهر من الاعتقال
  • خطاب الداخل
  • السودان وحرب الأمر الواقع
  • الامارات: هل سيصدق مسيلمة؟