موقع النيلين:
2025-02-16@14:23:33 GMT

مزاج الجماهير وحرب السودان

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

الشق الأول من عنوان المقال (مزاج الجماهير) مستعار من مقالة قديمة تعود إلى عام 2003، كتبها الأستاذ الراحل كمال الجزولي، سنستعرض ملخصاً لها في ثنايا هذا المقال.

إن مزاج الجماهير هو الحالة العاطفية والاجتماعية العامة التي تسود بين أفراد المجتمع في فترة زمنية معينة. يتأثر هذا المزاج بمجموعة من العوامل الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، والثقافية،ويمكن أن يكون له تأثير كبير على سلوك الجماهير وقراراتهم.

و يشير مفهوم مزاج الجماهير إلى المواقف والآراء المشتركة التي تتبناها فئة كبيرة من الناس تجاه قضية أو موضوع معين.

لمزاج الجماهير تأثير سياسي كبير، حيث يمكن أن يوجه سياسات الحكومات ويؤثر على القرارات التي يتخذها السياسيون. لذلك يجب على متخذي القرار السياسي أن يكونوا واعين لمزاج الجماهير وأن يأخذوه بعين الاعتبار عند صياغة سياساتهم. تجاهل هذا المزاج قد يؤدي إلى فقدان الدعم والسند الشعبي.

الأستاذ العلامة الراحل كمال الجزولي تناول في مقاله تأثير المزاج الشعبي على الوعي الاجتماعي والسياسي في السودان، واستعرض تاريخ البلاد ليظهر الفجوة بين المزاج الشعبي ومواقف الأحزاب السياسية. ودعا الأحزاب إلى فهم المزاج الشعبي وأخذه بعين الاعتبار في قراراتها واستراتيجياتها محذراً من أن تجاهله قد يؤدي إلى تباين يؤثر سلباً على الاستقرار والتقدم.

في السياق السوداني الحالي، يعبر مزاج الجماهير بوضوح عن رفض واسع للتقارب أو التعامل مع مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية. هذا المزاج نابع من الأعمال الوحشية والانتهاكات التي ارتكبتها هذه المليشيا بحق الشعب السوداني، مما أدى إلى فقدان الثقة بها ورغبة جماهيرية عامة في عدم وجودها في المستقبل. و لايزال المواطنون يغادرون قراهم ومدنهم فور دخول مليشيا الدعم السريع إليها، متجهين إلى أماكن تواجد الجيش السوداني. هذه الظاهرة تجسد مدى الرعب وعدم الثقة الذي يشعر به المواطنون تجاه مليشيا الدعم السريع، وتعكس في الوقت نفسه ثقتهم بالجيش السوداني كحامٍ ومؤتمن على أمنهم.

إن فهم هذا المزاج الجماهيري هو أمر بالغ الأهمية للقوى السياسية في السودان، إذ يتعين عليها أن تعكس في سياساتها وقراراتها تطلعات ورغبات الشعب السوداني، والعمل على تلبية تطلعاته لضمان استقرار واستمرارية النظام السياسي في البلاد. و مخالفة القوى السياسية لمزاج الجماهير يمكن أن تؤدي إلى عدة أضرار جسيمة، تشمل فقدان الدعم الشعبي، وإنخفاض الشعبية بالتالي عندما تتجاهل القوى السياسية مشاعر وتوجهات الجماهير، فإنها تخاطر بفقدان دعمهم. الجماهير التي تشعر بأن آراءها ومشاعرها غير محترمة قد تتخلى عن دعم هذه القوى. وفي حالة السودان، تجاهل القوى السياسية لمزاج الجماهير الذي يرفض التعامل مع مليشيا الدعم السريع يمكن أن يؤدي إلى كل هذه الأضرار. لذا على القوى السياسية أن تتعامل بحذر وذكاء مع تطلعات ومشاعر الجماهير لضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.

الآن هناك مؤشرات وشواهد عديدة تشير إلى أننا نقترب من مفاوضات قد تكون حاسمة. هذه رسالة نوجهها إلى قيادة الدولة والمجتمع الدولي والقوى السياسية من الضروري أن تأخذوا بعين الاعتبار مزاج الجماهير وأن تسعوا إلى التوصل إلى اتفاق يكون مرضياً ومقبولاً لديهم.

عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٣ يوليو ٢٠٢٤م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع القوى السیاسیة هذا المزاج

إقرأ أيضاً:

السودان: جيشنا لا يملك أسلحة كيميائية ولا صحة لاتهامه باستخدامها

ألمانيا – نفى وزير الخارجية السوداني علي يوسف، الجمعة، مزاعم أمريكية بامتلاك جيش بلاده أسلحة كيميائية.

وشدد الوزير السوداني على أن الاتهامات الموجهة لبلاده باستخدامها في الحرب “غير صحيحة”.

جاء ذلك في تصريحات للوزير خلال جلسة نقاشية بعنوان “السياسة والأزمة الإنسانية” انعقدت ضمن فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن.

وقال يوسف: “الجيش السوداني لم يرتكب انتهاكات وخروقات في هذه الحرب الدائرة في البلاد (مع قوات الدعم السريع)، ولا يوجد دليل على ارتكابه اتتهاكات”.

وأضاف: “الجيش السوداني لا يملك أسلحة كيميائية، وأي اتهامات موجهة له باستخدامها غير صحيحة”.

وفي 16 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بدعوة “تنفيذ قواته هجمات على مدنيّين”.

وتزامن ذلك مع تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” ادعت خلاله، نقلا عن 4 مسؤولين أمريكيين لم تكشف عن هويتهم، أن “الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية مرتين على الأقل في معارك السيطرة على البلاد”.

ووصفت الخارجية السودانية حينها العقوبات الأمريكية بحق البرهان بأنها “غير أخلاقية”، معتبرة أنها تفتقر “لأبسط أسس العدالة والموضوعية”، وقرار فرضها “لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة”.

وخلال الجلسة النقاشية بمؤتمر ميونيخ للأمن، اتهم زير الخارجية السوداني في المقابل، قوات “الدعم السريع” بـ”ارتكاب انتهاكات وجرائم بحق الشعب السوداني”، فيما عادة ما ينفي الأخير هذه الاتهامات.

وأضاف يوسف: “الدعم السريع أحرق المتحف الوطني الذي يضم تاريخ السودان (…) كما أحرق ودمر دار الوثائق التي بها أرشيف السودان خلال المئة عام الماضية”.

وحذر من أن “هناك من يرغب في تدمير السودان والانتهاء منه”، دون تسمية أي جهة.

ولفت الوزير إلى أن حكومته تسعى إلى السلام، وطرحت في هذا الصدد خارطة الطريق من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد.

وقال: “تم الإعلان مؤخرا (الأحد الماضي) عن خارطة الطريق، التي تشمل تشكيل حكومة من المدنيين لفترة انتقالية من سنة إلى 3 سنوات يرأسها رئيس وزراء مدني، ووزراء من الكفاءات المستقلة، على أن تتوج بانتخابات عامة يشارك فيها الشعب”.

ويخوض الجيش و”الدعم السريع” منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

فيما تتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

 

وكالة الأناضول

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية السودان: نجري مشاورات مع قوى وطنية لإنهاء الأزمة في البلاد
  • السودان: تشظِّي الكيانات وانشطار الهُوية
  • لواء البراء بن مالك.. كيف عادت كتائب الدفاع الشعبي إلى واجهة الصراع في السودان؟
  • أخصائي يوضح أسباب الاستيقاظ بـ مزاج متعكر .. فيديو
  • خالد عبدالغفار: مصر حريصة على دعم الفلسطينيين بتوجيهات القيادة السياسية
  • السودان: جيشنا لا يملك أسلحة كيميائية ولا صحة لاتهامه باستخدامها
  • انقسام وشيك للسودان المنهك
  • تصريح صحفي من الحزب الشيوعي السوداني رفضاً لاتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان
  • سيوثق التاريخ بأن الدعم السريع( شر أهل الأرض)
  • غوتيريش: تدفّق الأسلحة إلى السودان "يجب أن يتوقف"