جريدة الحقيقة:
2024-12-22@20:54:23 GMT

رمال القيروان تُحيي شاطئ «الحمامات»

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

تتولى جرافات تسوية أكوام من الرمال البيضاء لإحياء شاطئ تقلصت مساحته في مدينة الحمامات (شرق)، إحدى الوجهات السياحية الرئيسية في تونس، حيث تسارع انجراف السواحل في السنوات الأخيرة بفعل تزايد عمليات البناء الحضري، مع تفاقم تداعيات التغير المناخي. وقبل أيام من انطلاق هذا الصيف، جرت عملية إعادة جلب الرمال وتسطيحها بوسط «الحمامات»، الواقعة على بُعد 60 كلم من العاصمة، وفي يونيو الماضي، جلبت شاحنات نحو 750 حمولة من الرمال، من القيروان (وسط)، على بُعد أكثر من 100 كيلومتر، ووُضِعَت على هذا الشاطئ، الذي يمثل رمزاً سياحياً أساسياً للبلاد.

وخلال المواسم الجيدة يمكن أن تمثل السياحة نحو 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لموازنة تونس، كما توفر عشرات الآلاف من فرص العمل. ويقول الكاتب العام لجمعية التربية البيئية بالحمامات، شهاب بن فرج، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، نشرته أمس: «يمثل هذا الشاطئ رمزاً لمدينة الحمامات منقوشاً في خيالنا منذ الطفولة». ويُظهر تقرير صادر عن البنك الدولي عام 2020، أن «التآكل الساحلي في الحمامات أفقد الشاطئ 24 ألف متر مربع بين عامي 2006 و2019، مع اختفاء ثلاثة إلى ثمانية أمتار من الشاطئ سنوياً».

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

سوق شاطئ الحافة التراثي.. تجسيد حي للأصالة والمعاصرة (1- 2)

 

 

خالد بن سعد الشنفري

سوق شاطئ الحافة التراثي أصبح اليوم في أبهى حُلله، يزين واجهة شاطئ الحافة بجماله التراثي الفريد. لقد تجاوز التوقعات، ليقدم مزيجًا ساحرًا من الأصالة والمُعاصرة، ويتحول إلى أيقونة معمارية وثقافية تشد الأنظار وتُدهش الزوار.

هذا السوق يمثل المرحلة الأولى من مشروع تطوير منطقة الحافة، التي نزعت ملكيتها للمنفعة العامة بموجب المرسوم السلطاني رقم 83/2006. بتكلفة إجمالية بلغت 8.4 مليون ريال حتى الآن، أصبح السوق أيقونة تجمع بين الأصالة والمعاصرة في أروع صورها.

ومما زاد ذلك تجليا إقامة النصب التذكاري للتاجر والرحالة الصيني الشهير تشنغ خه، الذي زار ظفار في حقب تاريخية غابرة، والممول من قبل سفارة جمهورية الصين الصديقة. يتربع النصب التذكاري بفخر أمام السوق والمنطقة التراثية الجاري تخطيطها وإحياؤها بكل عناية ودقة؛ حيث وصفت شبكة تلفزيون الصين الدولية بأنَّ النصب يقع في المنطقة المحورية للثقافة والسياحة والتجارة التي أنشأتها محافظة ظفار.

مع قرب بدء التشغيل الكامل لمحلات سوق شاطئ الحافة التراثي الجديد، الذي شيد بفخامة على واجهة شاطئ بحر الحافة، تزداد التكهنات والتساؤلات حول مصير سوق أكشاك بيع اللبان والبخور الظفاري ومُشتقاته الحالي.

كان ولا يزال من أقدار الحافة أنها عُرفت تاريخيًا بأنها سوق ظفار قديمًا وحديثًا، كونها تتوسط الشريط الساحلي لظفار وأكثر كثافة سكانية بها وتتوسط مدينة البليد التاريخية وقصر الحصن العامر، فقد عرفت الحافة قديمًا باسم "الحرجاء"، وكانت تُعد أحد الأسواق المتخصصة الواقعة في الناحية الغربية لسور البليد العظيم. هذا السور الضخم، الذي لا تزال شواهد بقايا أبراجه قائمة بحجارتها الضخمة وارتفاعه الذي يصل إلى 4 أمتار، يُعتبر رمزًا للتراث الحضاري.

مدينة البليد، المعروفة أيضًا باسم "المنصورة"، كانت تُعتبر جوهرة العصور الماضية. شهدت زيارة العديد من الرحالة المشهورين، من بينهم ماركو بولو الذي وصفها بأنها: "أشهر مدينة في المنطقة كلها في عصرها عمرانًا وتجارة وحضارة واقتصاد."

وكانت الحافة تطل على البليد من بوابة سور البليد من ناحية الغرب، المعروفة باسم "باب الحرجاء"، والذي كان يحمل اسم الحافة القديم في ذلك الوقت. وذكر ابن بطوطة في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار" ما يلي: "ولهم سوق بربض يدعى الحرجاء". وفي فترة زمنية متقاربة، زارها الرحالة ابن المجاور وكتب: "والثاني مما يلي الغرب ويسمى باب الحرجاء ينفذ إلى الحرجاء، والحرجاء مدينة لطيفة جدًا اختطت على ساحل البحر بالقرب من البليد".

وفي العصور القريبة، زار الرحَّالان بنت وزوجها الحافة عام 1894؛ حيث ذكرا في كتابهما: "جنوبي جزيرة العرب بعد الكثير من الحركات المتعرجة ورفرفة الأشرعة وصلنا أخيرا للحافة حيث يقع حصن الوالي سليمان على مرمى حجر من الشاطيء". وأضافا في نفس الكتاب: "نزولا بجانب ساحل الحافة يوجد انحباس مربع أو سوق؛ حيث لا يزال من الممكن رؤية أكوام اللبان المُعدَّة للتصدير".

ويبدو أن منظر السوق تحت سعف أشجار النارجيل ظل هو المستمر والمسيطر على مشهد السوق التاريخي بالحافة حتى بالرغم من تأسيس سوق ظفار القديم الذي أُسس بداخل سور قصر الحصن العامر بالحافة، إذ تم تأسيس السوق على شكل بخاخير في عهد السلطان تيمور، رحمه الله، أول سلاطين آل سعيد الذين استقروا في ظفار لفترات طويلة، وأداروا حكم عُمان منها. وتوجد وثيقة متداولة بخط السلطان تيمور وتوقيعه مؤرخة في 28 من شهر صفر سنة 1342 هجري حول موضوع السماح لأحد التجار ببناء بخاخير في هذا السوق، مما يعني أنه تأسس قبل مائة عام تقريبا من اليوم.

قبل ذلك، كانت بعض الدكاكين التي تبيع مواد متنوعة توجد في وسط الأحياء السكنية في كلا من صلالة والحافة والدهاريز وعوقد. تم منع البيع في هذه الدكاكين تدريجيًا خلال ثلاث سنوات من تأسيس سوق ظفار ليقتصر وجودها على هذا السوق ليكون قريبًا من الميناء والفرضة.

وفي أعقاب النهضة المباركة والتوسعات الضخمة التي شهدها قصر الحصن وملحقاته، تم إزالة هذا السوق بالكامل وانتقلت الدكاكين منه إلى أسواق الشوارع الرئيسية الحديثة في الأحياء السكنية أو إلى السوق المركزي الجديد الذي شيد في صلالة في الثمانينيات كبديل عن السوق القديم.

وبالرغم من نشأت سوق ظفار المجاور لقصر الحصن في عهد السلطان تيمور، إلّا أن سوق الحافة التاريخي ظل مستمرًا وتخصص في بيع للاسماك والخضار والفواكه واللحوم إلى أن تم نقلها تمامًا إلى سوق صلالة المركزي، وقد عرف هذا السوق الى فترات قريبة باسم "ماركيت الحافة". وكان هذا السوق معروفًا لكل من هم في نفس عمري من أبناء ظفار، وكان مختصًا ببيع الأطعمة الثلاثة المشار إليها أعلاه بصفة أساسية نظرًا لقربه من شاطئ البحر (حوالي 100 متر فقط)، إضافة إلى بيع أسماك اللخام المجففة وسمك المالح المعمر.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سوق شاطئ الحافة التراثي.. تجسيد حي للأصالة والمعاصرة (1- 2)
  • الإعلان عن فعالية رحّالة في رمال الشرقية
  • بابا نويل.. قصة قديس أصبح رمزا للاحتفال برأس السنة
  • الإبداع يتجلى في تفاصيل الحياة| بين الطقوس والفنون.. جوانب أخرى من الإرث الثقافي السوري
  • طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مواطنين بمخيم الشاطئ غرب غزة (شاهد)
  • طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مواطنين بمخيم الشاطئ
  • استشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسراىيلي على شاطئ بحر غزة
  • السيد ذي يزن يمثل السلطنة في افتتاح كأس الخليج
  • العاصمة .. انقاذ شخصين في عرض البحر بـ شاطئ الحزائر
  • "قيم الموروث".. حاضرة في "خليجي زين 26" بالكويت