اكتشف علماء جامعة جنوب كاليفورنيا طريقة لتحويل الخلايا البائية في الجسم إلى آلات مراقبة صغيرة ومصانع للأجسام المضادة يمكنها ضخ أجسام مضادة مصممة خصيصا لتدمير الخلايا السرطانية أو فيروس نقص المناعة البشرية، وهما من ألد أعداء الطب.

ويصف البحث، الذي نشر في مجلة "نيتشر بيوميديكال إنجينيرينغ"  (Nature Biomedical Engineering) وكتب عنه موقع يوريك أليرت، تقنية لتحرير جينات الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا البائية، وشحنها لمحاربة حتى الغزاة الأكثر تسللا.

يعد هذا العمل تقدما مهما في تسخير قوة الأجسام المضادة لعلاج حالات تتراوح من مرض ألزهايمر إلى التهاب المفاصل.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة باولا كانون، الأستاذة في علم الأحياء الدقيقة الجزيئية والمناعة في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا: "في بعض الأمراض أو الحالات، تكون الأجسام المضادة الطبيعية التي تصنعها الخلايا البائية ليست جيدة بما فيه الكفاية".

وأضافت "فيروس نقص المناعة البشرية هو مثال جيد جدا على ذلك. إنه يتحور باستمرار، ويظل متقدما بخطوة واحدة على أي أجسام مضادة يتم إطلاقها عليه. لقد اعتقدنا أن خطوة كش ملك قد تكون مقنعة للخلايا البائية لإنتاج جسم مضاد واسع للغاية في قدرته على "رؤية" فيروس نقص المناعة البشرية بحيث لا يمكن لفيروس نقص المناعة البشرية أن يتحور بسهولة حوله".

وتنتج الخلايا البائية الأجسام المضادة، وهي بروتينات تتعرف على الأجسام الغريبة مثل الخلايا التي تم غزوها من الفيروسات وخلايا البكتيريا وتلتصق بها.

وتتم برمجة الخلية البائية لإنتاج جسم مضاد واحد محدد، عندما تصادف الخلية البائية الفيروس أو البكتيريا، التي برمجت لها (تسمى مولد الضد)، فإن هذا يؤدي لإنتاج الأجسام المضادة.

يطابق الجسم المضاد مولد الضد مثلما يتطابق المفتاح مع القفل، وعندما يحدث ذلك يتم تمييز الجسم الغريب بغرض تدميره، وعندها تتعرف عليه الخلايا التائية التي تهاجمه وتقتله.

مجموعة واسعة من الأجسام المضادة

وقال الباحثون إن جمال هذه التقنية هو أنه يمكن تكييفها لإنتاج مجموعة واسعة من الأجسام المضادة المختلفة.

وقال الباحث جيفري روجرز، "إنها تقنية لإعادة برمجة الخلايا البائية التي يمكن تطبيقها على أي شيء تقريبا يمكنك تخيله يتعامل مع جسم مضاد.. نعتقد أننا سنكون قادرين على تخصيص كل شيء يتعلق بالجسم المضاد بشكل كامل".

وتعمل الخلايا البائية كنظام أمني ومصنع للأجسام المضادة، حيث تتواجد لفترة طويلة في نخاع العظم والغدد الليمفاوية والطحال، وتنشط عند الحاجة.

ولتصنيع هذه المقاتلات الصغيرة، استخدم كانون وروجرز أساليب تحرير الجينات كريسبر لوضع تعليمات الأجسام المضادة المخصصة في الموقع المحدد في الحمض النووي للخلية البائية حيث يتم تصنيع الأجسام المضادة بشكل طبيعي.

وتعني هذه الخدعة أنه يمكن إعادة برمجة الخلايا البائية كمصانع حيوية تصنع الأجسام المضادة المخصصة. وكما تستجيب الأجسام المضادة العادية للتطعيم، يمكن أيضا تحفيز الخلايا البائية المعاد برمجتها لزيادة إنتاجها.

ويعمل الباحثون لترخيص التكنولوجيا للاستخدام التجاري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نقص المناعة البشریة الأجسام المضادة

إقرأ أيضاً:

باحثون يطورون سواراً ذكياً لاختبار اللياقة عبر العرق

البلاد : وكالات

طوّر فريق دولي كبير من الباحثين سواراً يمكن ارتداؤه على المعصم أو الكاحل، لقياس التغيرات في التركيب الكيميائي للعرق على مدى فترة قصيرة من الزمن.

وذكر موقع “روسيا اليوم” أن أبحاثاً سابقة وجدت أن العضلات تبدأ في إنتاج مادة كيميائية تسمى اللاكتات أثناء بذل الجهد، ومع استمرار التمرين، يتم إنتاج المزيد من هذه المادة الكيميائية.

وأظهر الباحثون من خلال دراستهم، التي نشرت في مجلة Science Translational Medicine، أنه يمكن استخدام قياس مستويات اللاكتات لمراقبة القدرة البدنية، لأنه كلما كان الشخص أكثر لياقة، كلما استغرق الأمر وقتاً أطول لتراكم مستويات اللاكتات.

ويخضع الرياضيون المحترفون لاختبار مستويات اللاكتات من خلال أخذ عينات الدم عبر وخز الأصبع، لتحديد قدرتهم على التحمل، ولكن الدراسة الجديدة لاحظت أن هذا الاختبار مؤلم ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعدوى، لذا توصل فريق البحث إلى طريقة مختلفة لاختبار مستويات اللاكتات أثناء التمرين، لا تتضمن اختبار الدم، ولكن اختبار العرق.

ووجد الفريق أنه بمرور الوقت ومع استمرار الجهد، ينخفض مستوى الرقم الهيدروجيني (أو درجة الحموضة) للعرق وتظهر كمية معينة من اللاكتات، لذلك طور طريقة لاستخدام العرق لقياس مستويات اللاكتات أثناء التمرين، من خلال سوار يشبه إلى حد كبير ساعة اليد، يحتوي على عدة خزانات صغيرة تجمع العرق على فترات زمنية محددة أثناء التمرين.

وتتفاعل المواد الكيميائية الموجودة داخل الخزانات مع العرق، ما ينتج لوناً يتعلق بمستويات الرقم الهيدروجيني واللاكتات، ويمكن معالجة نتائج التفاعلات بواسطة جهاز مراقبة على سوار المعصم أو عبر تطبيق الهاتف الذكي.

وأثناء الاختبار مع مجموعة من المتطوعين، وجد فريق البحث أن مستويات اللاكتات في العرق لا تتعلق بمستوياتها في الدم، وبالتالي لم تكن ذات فائدة، ولكن تغيرات مستوى الرقم الهيدروجيني تتوافق مع درجة التغير في مستويات اللاكتات في عينات الدم، ما يوفر طريقة بديلة لقياسها بمرور الوقت.

مقالات مشابهة

  • علماء ينجحون بتدمير 99% من الخلايا السرطانية
  • باحثون يطورون سواراً ذكياً لاختبار اللياقة عبر العرق
  • كروس يمازح نجوم الميرنغي بطلب خدمة صغيرة
  • روسيا تخوض «دورة صغيرة» مع فيتنام وتايلاند
  • باحثون يكتشفون صبغة غذائية تجعل الجلد "شفافاً"
  • "كرة نارية خضراء متوهجة".. ماذا حدث لكويكب اقترب من الأرض؟
  • ورشة شاملة لتشغيل وصيانة آلات الرش الزراعي بمحافظة الظاهرة
  • تعرف على ساعات النوم التي يحتاجها الجسم مع اختلاف العمر
  • اختراق ثوري قد ينهي عقبة إنتاج خلايا بشرية!
  • كيف يمكن التغلب على التحديات التي تواجه الشركات عند توظيف المواهب المستقلة؟