باحثون يحولون خلايا مناعية في الجسم إلى آلات مراقبة صغيرة
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
اكتشف علماء جامعة جنوب كاليفورنيا طريقة لتحويل الخلايا البائية في الجسم إلى آلات مراقبة صغيرة ومصانع للأجسام المضادة يمكنها ضخ أجسام مضادة مصممة خصيصا لتدمير الخلايا السرطانية أو فيروس نقص المناعة البشرية، وهما من ألد أعداء الطب.
ويصف البحث، الذي نشر في مجلة "نيتشر بيوميديكال إنجينيرينغ" (Nature Biomedical Engineering) وكتب عنه موقع يوريك أليرت، تقنية لتحرير جينات الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا البائية، وشحنها لمحاربة حتى الغزاة الأكثر تسللا.
يعد هذا العمل تقدما مهما في تسخير قوة الأجسام المضادة لعلاج حالات تتراوح من مرض ألزهايمر إلى التهاب المفاصل.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة باولا كانون، الأستاذة في علم الأحياء الدقيقة الجزيئية والمناعة في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا: "في بعض الأمراض أو الحالات، تكون الأجسام المضادة الطبيعية التي تصنعها الخلايا البائية ليست جيدة بما فيه الكفاية".
وأضافت "فيروس نقص المناعة البشرية هو مثال جيد جدا على ذلك. إنه يتحور باستمرار، ويظل متقدما بخطوة واحدة على أي أجسام مضادة يتم إطلاقها عليه. لقد اعتقدنا أن خطوة كش ملك قد تكون مقنعة للخلايا البائية لإنتاج جسم مضاد واسع للغاية في قدرته على "رؤية" فيروس نقص المناعة البشرية بحيث لا يمكن لفيروس نقص المناعة البشرية أن يتحور بسهولة حوله".
وتنتج الخلايا البائية الأجسام المضادة، وهي بروتينات تتعرف على الأجسام الغريبة مثل الخلايا التي تم غزوها من الفيروسات وخلايا البكتيريا وتلتصق بها.
وتتم برمجة الخلية البائية لإنتاج جسم مضاد واحد محدد، عندما تصادف الخلية البائية الفيروس أو البكتيريا، التي برمجت لها (تسمى مولد الضد)، فإن هذا يؤدي لإنتاج الأجسام المضادة.
يطابق الجسم المضاد مولد الضد مثلما يتطابق المفتاح مع القفل، وعندما يحدث ذلك يتم تمييز الجسم الغريب بغرض تدميره، وعندها تتعرف عليه الخلايا التائية التي تهاجمه وتقتله.
مجموعة واسعة من الأجسام المضادةوقال الباحثون إن جمال هذه التقنية هو أنه يمكن تكييفها لإنتاج مجموعة واسعة من الأجسام المضادة المختلفة.
وقال الباحث جيفري روجرز، "إنها تقنية لإعادة برمجة الخلايا البائية التي يمكن تطبيقها على أي شيء تقريبا يمكنك تخيله يتعامل مع جسم مضاد.. نعتقد أننا سنكون قادرين على تخصيص كل شيء يتعلق بالجسم المضاد بشكل كامل".
وتعمل الخلايا البائية كنظام أمني ومصنع للأجسام المضادة، حيث تتواجد لفترة طويلة في نخاع العظم والغدد الليمفاوية والطحال، وتنشط عند الحاجة.
ولتصنيع هذه المقاتلات الصغيرة، استخدم كانون وروجرز أساليب تحرير الجينات كريسبر لوضع تعليمات الأجسام المضادة المخصصة في الموقع المحدد في الحمض النووي للخلية البائية حيث يتم تصنيع الأجسام المضادة بشكل طبيعي.
وتعني هذه الخدعة أنه يمكن إعادة برمجة الخلايا البائية كمصانع حيوية تصنع الأجسام المضادة المخصصة. وكما تستجيب الأجسام المضادة العادية للتطعيم، يمكن أيضا تحفيز الخلايا البائية المعاد برمجتها لزيادة إنتاجها.
ويعمل الباحثون لترخيص التكنولوجيا للاستخدام التجاري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نقص المناعة البشریة الأجسام المضادة
إقرأ أيضاً:
ذوبان الصفائح الجليدية في "أنتاركتيكا" يبطئ أقوى تيار محيطي في العالم
اكتشف باحثون أستراليون ونرويجيون، أن ذوبان الصفائح الجليدية في القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" سيؤدي إلى تباطؤ أقوى تيار محيطي في العالم.
وكشفت دراسة، قام بها باحثون من جامعة ملبورن ومركز الأبحاث النرويجي "نورس"، أن التيار المحيطي القطبي الجنوبي قد يتباطأ بنسبة تصل إلى 20% بحلول عام 2050، بسبب ارتفاع الانبعاثات الكربونية.
ويشكل التيار المحيطي القطبي الجنوبي، الذي يزيد قوته على تيار الخليج بأكثر من 4 مرات، جزءاً أساسياً من "حزام المحيطات" العالمي، الذي ينقل المياه حول العالم، ويربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي.
وسيؤدي ذوبان الصفائح الجليدية، إلى تدفق المياه العذبة إلى المحيط الجنوبي، مما يغير من ملوحته ودورته. وقام عالم ميكانيكا السوائل، بيشاخداتا جاين، وعالم المناخ، تيمور سهيل، وعالم المحيطات، أندرياس كلوكر، بتحليل محاكاة عالية الدقة للمحيطات والجليد البحري لتشخيص تأثير تغير درجات الحرارة والملوحة وظروف الرياح.
وقال جاين، إن المحيط معقد للغاية ومتوازن بشكل جيد.
وأضاف جاين، أنه "إذا تعطل هذا "المحرك" للتيار، فقد تكون هناك عواقب وخيمة، من بينها المزيد من تقلبات المناخ، مع زيادة التطرفات في بعض المناطق، وتسارع الاحتباس الحراري العالمي، بسبب انخفاض قدرة المحيط على العمل كمستودع للكربون.