كنا نزهج من كثرة ( طلتهم ) ... لكن اكيد لا نشتاق لرؤيتهم ... أين هم في الزحام ؟! وماذا فعلت بهم الايام ؟! اين المخلوع وتلميذه البرهان وخادم الطرفين حميدتي ؟!

منذ ان توقفت المسرحية السخيفة المسماة المسماة محاكمة مدبري إنقلاب ال ٣٠ من يونيو ١٩٨٩ بسبب الحرب اختفت اللحظات القلائل التي كنا نري فيها المخلوع في قاعة المحكمة في كامل هندامه حتي ليكاد المشاهدون إن يستنشقوا عبير عطره الفواح وهو يعتمر عمامته الابهة ومعها ( الشال ) الموضوع علي الكتفين والنازل الي الصدر بطريقة حصرية علي الكيزان والجلابية البيضاء ومكوية ومركوب النمر .

.. والقاضي يمنحه الوقت الكافي ليلقي علي مسامع الشعب بيانا أشبه بالبيان الذي ألقاه من داخل مكاتب منظمة الدعوة الإسلامية يدشن به بداية استلامهم للزمام وطي صفحة الديمقراطية ودخول البلاد في كهف ايدلوجية حالكة السواد لم يعرف العالم لها مثيلا !!..
جاء إنقلاب ٢٥ اكتوبر المشؤوم لحساب الفلول ليضع حدا للخطوات الواثقة التي مشاها حمدوك بكل ما يحمل من جدية ومسؤولية وقلب طاهر وضمير ساهر ورغبة صدوقة في انتشال الوطن من وهدته وإيقاظه من غفوته التي استمرت لثلث قرن من الزمان بيع فيها ابن البلد بأبخس الأثمان وساد فينا اراذل البشر وتكاثرت معهم القطط السمان !!..
وتاكدنا إن الانقلاب صنع في دولة بالجوار وبعده صار الفلول أكثر حراكا والمحاكمة المملة مثل القصة التي ليس لها نهاية والمخلوع و ( فردته ) ( اللنبي) ومعهم بكري تحول سجنهم الي جناح فاخر ( ٧ نجوم ) في مستشفي علياء ... وسمعنا إن المخلوع يتزين كل عصرية بلبسة افريقية ويزور المرضي بالعنابر ويتمني لهم الشفاء العاجل ويتصرف كأنه مازال الرئيس القائد المحب لمواطنيه في السراء والضراء !!..
واشعلها الجنرالان حربا شعواء بسبب شهوة الحكم واحد الطرفين واسمه البرهان ولأن عليه يد سلفت ودين مستحق علي الفلول وعلي المخلوع شخصيا وحتي يتم إطلاق سراح كل سجناء مدبري الانقلاب انتهزت الأجهزة الكيزانية الأمنية فرصة اختلاط الحابل بالنابل يوم شبت نار حريق أرضنا الطيبة في الخامس عشر من ابريل شهر الكذب العديل وفتحوا السجون في عموم العاصمة ليهرب جميع المحبوسين بما في ذلك المسجلين خطرين وبالمرة معاهم مدبري الانقلاب وهرب معهم أيضا حتي أولئك المرطبين في مستشفى علياء وبذلك يكون البرهان قد وفي دينه للمخلوع وصار اللعب علي المكشوف عشان الجماعة يعودوا لفردوسهم المفقود !!.
بعد غيبة طويلة ظهر المخلوع في كسلا في الحفظ والصون ضيفا علي ابن خالته اللواء شرطة معاش ويقضي وقته مرتاحا مابين المنزل والسواقي وكسلا الوريفة الشاربة من الطيبة ديمة وأكيد مزاج المخلوع عال العال ومعه في نفس المكان والزمان علي عثمان وأحمد هارون وقد اجتمعوا في صعيد واحد وهاك يا اجتماعات وتخطيط للعودة بعد نهاية الحرب ليجعلوا بلادنا الحبيبة ضيعتهم وبقرتهم الحلوب وتاني نعود ل ( دخلوها وصغيرا حام ) و ( فالترق منهم دماء ولترق كل الدماء ) !!..
طيب المخلوع ظهر وبان عليه اللعنة ( وإن شاء الله ) مايشوف لا راحة ولا امان هو والمعاهو من الكيزان !!..
بعد دا فضل لينا حميدتي الزول دا مشي وين لا حس ولا خبر نسمع مرة إنه في وضع خطر في مشفى بكينيا برعاية صديقه الرئيس الذي طلع اصيل ويرد له الجميل وقد كان حميدتي المصاب قد أجزل له العطاء في حملته الانتخابية مما جعله يفوز باعلي نسبة مئوية!!..
ومرة نسمع إن حميدتي قد فارق الحياة ولكن لم تؤكد هذا الخبر أي وسيلة إعلامية وظل الموضوع عالي السرية وقالوا إن رهط قائد الدعم السريع علي دراية تامة بمفارقته الحياة ولكنهم علي أشد الخوف والحيطة والحذر لو ان مثل هذا الخبر ذاع وانتشر وعم القري والحضر يمكن ان ( يفركش ) جندهم ويهبط بروحهم المعنوية الي ادني من درجة التجمد !!..
وقائد الجيش ورئيس مجلس السيادة وحاكم عام السودان بحكم الواقع ... اين هو ... هل صحيح أنه محاصر في ( البدروم ) داخل القيادة منذ اليوم الأول لانطلاق الشرارة ومازال هنالك ولا توجد أنباء مؤكدة عن هذا الجنرال الذي يفترض بواقع الحال ومقتضيات النزال ان يكون هو في مقدمة الصفوف وان يكون من الشجاعة بمكان بحيث يرفع الروح المعنوية للجنود ولا يتركهم جسدا بلا رأس وخير له إن يموت شهيدا بدلا من هذا الاختفاء الذي حير المحللين والخبراء الأمنيين والاستراتجيين وأجهزة الإعلام ... هل هذا الجنرال حي يرزق لكنه تحت الحصار أم أنه الآن قد فارق الحياة ؟!

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجئ بمصر .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عاجل | مصدر أمني للجزيرة: اعتقال العميد عاطف نجيب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا في عهد نظام المخلوع

مصدر أمني للجزيرة: اعتقال العميد عاطف نجيب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا في عهد نظام الرئيس المخلوع بشر الأسد

التفاصيل بعد قليل..

مقالات مشابهة

  • احذر.. 4 عوامل خفية قد تحوّل الزحام إلى كارثة قاتلة!
  • عاجل | مصدر أمني للجزيرة: اعتقال العميد عاطف نجيب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا في عهد نظام المخلوع
  • «حميدتي» يتوعد «البرهان» وعلي كرتي
  • 3 محتجزات إسرائيليات أمام منزل «السنوار» في غزة.. ماذا فعلت الفصائل الفلسطينية؟ | عاجل
  • الشرع طالب روسيا بتسليم المخلوع الأسد
  • تعرف إلى دعوى الطاعة وماذا تعني؟
  • خلال مؤتمر صحافي.. مرتضى منصور يكشف كواليس الانقلاب عليه
  • "حيرة بسبب كثرة النجوم" تشكيل الأهلي المتوقع بعد الصفقات الجديدة
  • غياب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة يتسبب في ضياع فرص إنهاء الانقلاب وتحرير اليمن من الحوثيين
  • غزة وماذا بعد؟