المفاوضات السودانية بين الحقيقة والوهم
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اجتماعات وزراء خارجية دول جوار السودان لبحث حلول للأزمة السودانية في العاصمة التشادية ( إنجمينا) قال " إن قادتنا يتوقعون منا حلولاً ومقترحات عملية وقابلة للتنفيذ بالأزمة السودانية.. يتوقعون أن نتحدث بصوت واحد لتحقيق هدف واحد، هو إقناع طرفي النزاع بضرورة الوقف الفوري للاقتتال" و أضاف قائلا " ليست هناك عملية سياسية جارية و منبر جدة متوقف" أن حديث وزير الخارجية المصري يؤكد عدم التوافق على أي عملية سيتاسية، خاصة هناك بعض التصريحات التي خرجت من بعض السياسيين تقول أن العملية التفاوضية جاري الإعداد لها و أيضا من يقول سوف تعقد في أيس أبابا، و من يقول سوف تعقد في جدة، و أتضح كلها تصريحات ليس لها علاقة بالواقع، ربما تقع في باب المناورات السياسية، أو محاولة لمعرفة رد الفعل من الجانب الأخر.
في جانب أخر أوضح عقار في لقاءٍ مع إعلاميين سودانيين بالقاهرة يوم 7\ أغسطس 2023م بالقاهرة أوضح " أن الحديث عن دولة 56 أسطوانة مشروخة" و أضاف مبيناً "أنه لا يوجد تقدمٌ في المبادرات المطروحة لإيقاف الحرب بما فيها المبادرة “السعودية الأمريكية”، وأضاف: “لا توجد حرب تستمر إلى ما لا نهاية”، مشيراً إلى أن هناك مصالح وأجندة تختبئ خلف المبادرات المطروحة" و لكن عقار لم يكشف عن ماهية هذه الأجندة، رغم أن الأجندة هي نفسها التي فشلت المسعى الديمقراطي و في جانب قال عقار "كان قد كشف عن خريطة طريق مقترحة لإنهاء الحرب المشتعلة في البلاد منذ نحو 4 أشهر. وتبدأ الخريطة بالفصل بين القوات المتقاتلة ثم التعجيل بإيصال العون الإنساني وضمان سلامة المواطنين، على أن يتبع ذ لك عملية سياسية “ترتكز على تأسيس الدولة وليس اقتسام السلطة". وإلا أن المتحدث باسم ميليشيا الدعم السريع نفى أنهم توصلوا إلي أي اتفاق. و نسي مستشار الميليشيا أنهم وقعوا على مسودة اتفاق تنص ما ذهب إليه عقار و تجرى على ضوئه المفاوضات على منبر جدة.
و من خلال مجريات الأحداث و التصريحات أن العملية السياسية لن تجري إلا بعد وقف الحرب، و انتهاء من العمل العسكري في البلاد. الأمر الذي يجعل بروز أجندة جديدة على الساحة السياسية، و لذلك قيادات الميليشيا تحاول أن تكون هناك مفاوضات أو تسوية سياسية تعيدهم إلي الدائرة السياسية، و هي الفكرة التي يرفضها الجيش. لذلك نجد أن قوى الحرية و التغيير ساعية من أجل تكوين تحالف واسع، و قال متحدثها أنهم على اتصال بالحزب الشيوعي . لكن قيادة الحزب الشيوعي نفت ذلك حيث قال القيادي بالحزب الشيوعي السوداني صديق التوم إن الحزب ليس طرفا في أي مشاورات تقودها قوى الحرية والتغيير لتشكيل جبهة مدنية واسعة لإنهاء الحرب.وأكد التوم لسودان تربيون أن “موقف الحزب الشيوعي واضح ولا توجد مشاورات مع تحالف الحرية والتغيير ولا توجد حوجة لها “ـ حسب تعبيره". و أضاف قائلا التوم " أن قوى الحرية والتغيير مدخلها لوقف الحرب ينبني على العملية السياسية المتفاوض عليها بينما مدخل الحزب الشيوعي للسلم عبر العدالة والقصاص والمحاسبة ومنع الافلات من العقاب". لكن التوم لم يوضح كيف تصل للعدالة و القصاص و المحاسبة دون وجود نظام سياسي يقوم بتنفيذ هذه المطلوبات. فالحزب الشيوعي حقيقة لا يملك أي تصور واضح لكيفية انهاء الحرب. أن القوى السياسية لا تملك مشروعا سياسيا يجمع كل هذه القوى فكل حزب بمالديهم فرحين. الأمر الذي يصعب الوصول لاتفاق سياسي قبل أي تفاوض. و هنا تقع أزمة العقل السياسي السودان، لكن العمل السياسية لن تنتظر حتى تستيقظ الأحزاب فهي عملية متغيرة وفقا للأحداث و المصالح، ربما يفرض الواقع قيادات جديدة في الساحة السياسية لها مشروعها السياسي الداعم للعملية الديمقراطية. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی
إقرأ أيضاً:
هذه سياسة حزب الله الآن.. هل ستعود الحرب؟
لا يُحبّذ "حزب الله" الإنجرار إلى معركة جديدة مع إسرائيل حتى وإن انتهت مهلة الـ60 يوماً التي من المفترض أن تشهد انسحاباً إسرائيلياً من جنوب لبنان بعد سريان وقف إطلاق النار يوم 27 تشرين الثاني.يوم أمس، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي قد يبقى في جنوب لبنان حتى بعد فترة الـ60 يوماً، ما يطرح علامات تساؤل عما يمكن أن يُقدم عليه إثر ذلك.. فما الذي بإمكانه فعله؟
ترى مصادر معنية بالشأن العسكري إنَّ "حزب الله" قد لا ينجرّ إلى اشتباك جديد مع إسرائيل حتى وإن بقيت الأخيرة داخل الأراضي اللبنانية، وتضيف: "على الصعيد الميداني، ينشط الحزب على أكثر من صعيد. في الجانب المالي، فإن الحزب يقوم بتسديد مستحقات تأهيل المنازل وبدلات الإيواء للمتضررين، وهو ما يجعله مُقيداً بمبالغ معينة، وبالتالي قد يكون من الصعب عليه ترتيب أعباء مالية جديدة على نفسه مع التزامات شعبية إن حاولَ فتح بوابة المعركة للرد على عدم حصول انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان".
تعتبر المصادر أيضاً أن "الحزب لن يُجازف مرة جديدة، أقله في الوقت الحالي، في تهجير سكان جنوب لبنان"، مشيرة إلى أنَّ التفاوض هذه المرة سيكون استناداً للقرارات الدولية التي سيمنحها "حزب الله" المسار الواسع لإبراز قدرتها على ردع إسرائيل، وتضيف: "إن لم تنجح الأساليب الدبلوماسية مع إسرائيل، عندها من الممكن أن تتكرر سيناريوهات الرد العسكري المحدود من قبل حزب الله، لكن الخوف هو في أن تستغل إسرائيل ذلك لتُعيد توسيع عدوانها على لبنان. وعليه، فإن حزب الله قد لا يجنح كثيراً نحو تلك الفكرة".
من ناحية أخرى، تبرز الأولويّات العسكرية على طاولة البحث، وما يتبين، من خلال المراقبة، هو أنَّ الحزب لا يميل الآن إلى تجديد إرهاق مقاتليه وقادته، ذلك أن عملية ترميم قواعده تحتاج إلى وقتٍ متاح أمامه، فيما المشكلة الأكبر تكمنُ في أنَّ الحزب يسعى الآن إلى إراحة عناصره من جهة وإلا تجديد مجموعاته بالقدر المطلوب. لهذا السبب، فإن "انشغالات الحزب الداخلية" في تنظيم صفوفه، لا تدفعه إلى إحداث انتكاسة جديدة، ما يمنع أو يؤجل إمكانية انخراطه مجدداً على الجبهة القتالية.
ضمنياً، فإن المصادر ترى أن إسرائيل بدأت تسعى لـ"حشر حزب الله" في الزاوية، فالترويج لسيناريوهات عدم الإنسحاب قد تجعل الأخير يندفع نحو العمل لتشكيل استنفار داخلي والتحضير لهجمات جديدة وهذا ما قد تعتبره إسرائيل فرصة لها. لكن في المقابل، فإنّ ما يظهر في العلن يُوحي بأن الحزب مُنكفئ عن التجيهز لحرب جديدة، ما قد يعطي انطباعاً لدى الإسرائيليين مفاده أن الحزب تراجع في الوقت الراهن.
وإلى الآن، فإن "حزب الله" يتريث كثيراً في الكشف عن الحسابات العسكرية كاملة، وما يظهر هو أنَّ "حزب الله" يريد الحفاظ على خطوط ترسانته العسكرية ومحتواها بعيداً عن الاستهدافات، ذلك أن أي مقومات للصمود قد تتعرض لأي قصفٍ بشكل أعنف من السابق.
لهذا السبب، فإن ما يجري قد يقود الأمور نحو التوتر والتأزم، لكن الانخراط الأميركي في لعبة التفاوض مُجدداً ستعطي الضمانات المطلوبة، وما سيحصل هو أن حزب الله سيقبل بكل ذلك حفاظاً على بيئته أولاً ومناطقه ثانياً. المصدر: خاص لبنان24