الطفلة حور تتحدى إعاقتها وتشارك في الاحتفال بثورة 23 يوليو بجناح الأزهر بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
لم تمنعها اعاقتها عن زيارة جناح الازهر بمعرض الكتاب بمكتبة الاسكندرية مثل باقى زملاءها والاطفال ، تحدت الصعاب لتصعد الطفلة "حور بلال" وسط اقبال الجمهور على جناح الأزهر بمعرض الكتاب بمكتبة الإسكندرية، لتشهد احدث الاصدارات والابداعات بالجناح ولم تكتفى بذلك بل قامت بالتصوير بجوار صورة الدكتور احمد الطيب الامام الاكبر ، كما قامت بمشاركة الاطفال في أنشطة جناح الأزهر الشريف من ألعاب وقراءة قصص ورسم على الوجوه وغيره.
رصدت كاميرا المركز الإعلامي الطفلة حور بلال، التي لم تتجاوز العام الخامس من عمرها، وهي تزور جناح الأزهر، ولم تمنعها ظروف ساقها من التنقل بابتسامتها الملائكية ونظراتها الواثقة، لتتجول كالفراشة بين أقسام الجناح المتعددة، للمشاركة في جميع الأنشطة وخاصة ورش الأشغال اليدوية والرسم على الوجه وركن الخط العربي.
حرصت حور خلال زيارتها لجناح الأزهر الشريف، على التقاط الصور التذكارية مع صورة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، المعروضة في بهو الجناح
كما شهد جناح الأزهر الشريف بمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب تزايدًا ملحوظًا من الزائرين على جميع الأركان، ومنها ركن الفتوى، والإصدارات التي تم طرحها للجمهور في منفذ البيع، وحاز ركن الطفل ورياض الأطفال على إعجاب الأسر وأطفالهم، للاستمتاع بما يقدمه من أنشطة وفعاليات جذابة، تشكل عالمهم الخاص وواحتهم الصغيرة.
كان قد احتفل «جناح الأزهر في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب»، اليوم الثلاثاء، بذكرى «ثورة 23 يوليو» من خلال مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي أُقيمت في مختلف أركانه، حيث قام قطاع المعاهد الأزهرية، متمثلاً في توجيه التربية الفنية، بتوزيع الأعلام المصرية على زوار الجناح كما نظم ورشًا فنية وعروضًا مسرحية تسلط الضوء على ذكرى ثورة 23 يوليو وتُبرز ما قدمه الجيش المصري من تضحيات باسلة لاستعادة حكم مصر لأبنائها.
وعقدت معلمات رياض الأطفال بالأزهر، بالتنسيق مع مجلة نور «ورشة حكي» بعنوان: «حب الوطن» تناولت خلالها قيمة الانتماء للوطن وأهمية أن يقدم كل فرد قصارى جهده لتقدم مصرنا العزيزة، كما شملت الورشة أنشطة فنية تمثلت في رسم الأعلام المصرية على وجوه وأيادي الأطفال، بالإضافة إلى تنظيم مسابقة تاريخية قدمت معلومات عن تاريخ مصر بهدف ترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن في نفوس وعقول الأطفال.
كما عرضت «مجلة نور» عددًا من المسلسلات المخصصة للأطفال حول «حب الوطن» بهدف تعزيز الوعي الوطني لديهم، وتشجيعهم على الفخر بتاريخ وطنهم وثقافته وتحفيزهم على المشاركة الإيجابية في الأنشطة المجتمعية التي تساهم في نهضته وحمايته، بالإضافة إلى تقديم نماذج من الشخصيات التاريخية التي ساهمت في بناء وتقدم الوطن، فضلا عن تقديم هدايا للأطفال احتفاء بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية الأزهر الشريف مكتبة الإسكندرية معرض الكتاب الاطفال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ثورة الفتوى
إقرأ أيضاً:
تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي
بقلم : سمير السعد ..
في قصيدته “تماثيل معطوبة”، لا يكتب الشاعر العراقي ناظم كاطع الساعدي من على هامش الحياة، بل من قلبها النابض بالألم، ومن وجدانٍ تشرب من دجلة وميسان ونخيل العمارة. قصيدة تنبض بالصدق، وتحمل بين سطورها نداءً إنسانيًا خالصًا، ينهل من مرارة الحروب ومخلفاتها، ويعيد صياغة المشهد الوطني من زاوية القلب والذاكرة.
“لذلك الغبار الأصفر
لتلك الشناشيل
التي غادرتها قناديلها
وعصافيرها دون رجعة…”
بهذه الصور يفتتح الساعدي نصه، حيث يتحول الغبار إلى ذاكرة، والشناشيل المهجورة إلى رمزٍ لانطفاء الحلم، ولغياب الألفة التي كانت تملأ المدينة ذات زمن. الشعر عنده ليس لغة تجريد، بل مرآة لحياةٍ حقيقية عاشها وشارك أهلها تفاصيلها.
ناظم كاطع الساعدي لم يكن شاعرًا وكاتبًا فحسب، بل كان وما يزال ابنًا بارًا لمدينته العمارة، محبًا لأزقتها، وفياً لنخلها، متماهياً مع نبض أهلها. من أسرة عراقية أصيلة تنتمي إلى قبيلة “السواعد”، إحدى أعرق عشائر الجنوب المعروفة بالكرم، والنخوة، والمواقف الأصيلة. وقد انعكست هذه القيم في شخصيته، حيث اشتهر ببساطته وتواضعه وتعاونه مع الجميع. أبوابه مشرعة، وصدره رحب، وابتسامته تسبق كلماته. كان أخًا حقيقيًا لأصدقائه، ورفيقًا لكل من عرفه، لا يحمل في قلبه سوى المحبة.
رغم انشغاله في مجالات الإدارة والعمل السياسي، لم يتخلّ عن قلمه، ولم يغادر دفاتر الشعر، بل ظل وفياً للقصيدة، لأنها بالنسبة له ليست هواية، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية، ونافذة يُطلّ منها على وجع الناس وهمومهم:
“تلك السيدة التي أهدرت
حياتها بين قدر الباقلاء
على رصيف منحني
كأيامها التي لم تذق
غير وبال الحروب…”
في هذه اللوحة الشعرية، تتحول المرأة إلى أيقونة عراقية خالدة، شاهدة على تاريخٍ من الإنهاك والصبر. المرأة التي تمثل أمهاتنا وأخواتنا، اللائي دفعن ثمناً باهظاً لحروب لم يخترنها. مشهد تقشعر له الروح، حيث تصبح الكلمات نياشين على صدر الحزن.
الساعدي يرسم الوطن بملامح البشر، لا بالخرائط. حتى الجندي في قصيدته لا يُقدّم كرمز للحرب، بل كإنسان منهك، يبحث عن الحياة لا الموت:
“صور الجنود الفارين
من رصاصات الموت
بحثًا عن كسرة خبز…”
هنا تبلغ القصيدة ذروتها الإنسانية. إنها لا تُمجّد الموت، بل تُمجّد النجاة، وتدافع عن حق البسطاء في العيش الكريم. ومن هذا المنطلق، تأتي صرخة الشاعر في نهاية القصيدة، صرخة من يريد استبدال الرموز الحجرية بما هو أصدق وأقرب للناس:
“لذا كان لزامًا علينا
أن نستبدل تلك التماثيل
بما يليق بسيدة أرملة
في ريع طفولتها المنسية…”
الساعدي في هذه القصيدة لا يهجو، بل ينهض، ويُطالب بإعادة الاعتبار للإنسان الحقيقي. يقترح علينا نصباً جديدًا، لا من حجر، بل من حب، من وفاء، من وجعٍ صادق.
إن “تماثيل معطوبة” ليست مجرد نص، بل وثيقة شعرية وشهادة زمن، تحفر في ذاكرة الوطن، وتوقظ فينا أشياء كدنا ننساها. قصيدة تعيد تعريف البطولة، وتنتصر للضعفاء، وتقول: إن الشعر الحقيقي لا يُكتب من الرأس فقط، بل من القلب، ومن حب الناس والمدينة.
وفي زمنٍ صاخب بالكلمات الفارغة، يبقى ناظم كاطع السساعدي واحدًا من القلائل الذين يمنحون للكلمة شرفها، وللمدينة قُدسيتها، وللأصدقاء دفءَ المحبة، وللإنسانية حقّها في أن تُروى شعراً.
عن الشاعر:
ناظم كاطع الساعدي، شاعر وكاتب عراقي من محافظة ميسان، مدينة العمارة، ومن أبناء قبيلة السواعد العريقة، المعروفة بأصالتها وكرمها ونخوتها. برز اسمه في المشهد الثقافي العراقي من خلال قصائد تحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا، وتُعبر عن واقع الجنوب بصدق وشفافية.
عرفه أصدقاؤه وأحباؤه ببشاشته، وبساطته، وتعاونه الدائم مع الجميع. تولّى مناصب إدارية وسياسية مهمة، ومع ذلك لم يبتعد يومًا عن القصيدة، فظلّ وفيًا لقلمه، ولأهله، ولمدينته التي أحبها حد التماهي. شاعرٌ ينتمي للكلمة كما ينتمي للأرض… بسيطٌ في هيئته، عظيمٌ في حرفه، ومحبٌّ صادقٌ لكل ما هو جميل.
سمير السعد