جامعة المنصورة تدشن خطة تعاون بين جامعات تحالف إقليم الدلتا
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
دشنت جامعة المنصورة، اليوم الثلاثاء، خطة التعاون بين جامعات تحالف إقليم الدلتا، وذلك بمقر جامعة المنصورة الأهلية بمدينة جمصة، جاء ذلك ضمن فعاليات "الملتقى الأول لجامعات تحالف إقليم الدلتا" والذي تنظمه جامعة المنصورة خلال رئاستها للتحالف هذا العام ٢٠٢٤، بمعسكر الطلاب بمدينة جمصة خلال الفترة من ٢٠ يوليو حتى ٢٥ يوليو ٢٠٢٤، والمقام تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
جاء ذلك بحضور الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، و الدكتور عبد الرازق يوسف رئيس جامعة كفر الشيخ، و الدكتور حمدان ربيع رئيس جامعة دمياط، والدكتور معوض الخولى رئيس جامعة المنصورة الجديدة، و الدكتور محمد ربيع ناصر رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا، و الدكتور السعيد عبد الهادى رئيس جامعة حورس، و الدكتور منصور دويدار رئيس جامعة سمنود التكنولوجية، و الدكتور عرابي السيد كشك رئيس الدلتا التكنولوجية، و الدكتور محمد عطيه البيومي نائب رئيس جامعة المنصورة للتعليم والطلاب، و الدكتور محمد عبد العظيم نائب رئيس جامعة المنصورة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، و الدكتور طارق غلوش نائب رئيس جامعة المنصورة للدراسات العليا والبحوث، و الدكتور ناصر عبد البارى نائب رئيس جامعة المنوفية للتعليم والطلاب، و الدكتور شريف كشك مساعد وزير التعليم العالي للحوكمة والتحول الرقمي.
من جانبه، أكد الدكتور شريف خاطر، أن التحالف بين جامعات إقليم الدلتا يهدف لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي من أهم مبادئها تحقيق التكامل بين المؤسسات التعليمية، والصناعية، والبحثية، وقطاع الأعمال لتنفيذ رؤية الدولة للتنمية المستدامة مصر ٢٠٣٠، حيث تم توقيع العديد من بروتوكولات التعاون بين الجامعات في الإقليم، مشيرًا إلى أن قطاع الدلتا يمثل 25% من عدد سكان مصر، وعدد الجامعات الحكومية والتكنولوجية الأهلية والذى يلقى بالمسئولية على جامعات الإقليم لتحقيق التكامل فيما بينهم لتحقيق رؤية الدولة للتنمية المستدامة، وتحقيق التكامل والاكتفاء في المجالات الطبية، والصناعية، والزراعية، والتكنولوجية، كما أكد على وضع مجموعة من الخطط لتحقيق التكامل ووضع أطر للتعاون بين الجامعات في الإقليم.
واستعرض الدكتور محمد عطية البيومى، أوجه التعاون في مجال البرامج النوعية والبيئية، والأنشطة الطلابية، والتكامل في التخصصات المتداخلة، مشيرًا إلى تضمن خطة التعاون في قطاع التعليم والطلاب على محاور أساسية وهى: التعليم والتعلم، الأنشطة، الابتكار و ريادة الأعمال، التدويل، وإعطاء أولوية لبرامج العلوم الأساسية (العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الرياضيات) من خلال: إعطاء منح دراسية مجانية بالتعاون بين جامعات القطاع، والجهات المانحة المحلية والدولية، والتركيز على هذه البرامج في اتفاقيات التبادل الطلابي بين جامعات القطاع، وضع برامج مشتركة لرفع كفاءة أعضاء هيئة التدريس في هذه القطاعات، تبادل الخبرات في مجال تحسين المعامل والورش وقاعات التدريس، ونشر منظومات الكتب الإلكترونية، وعمل منصات تعليمية مشتركة، ومصادر تعليمية مفتوحة للإطلاع بين جامعات الإقليم، والاهتمام بالأنشطة الطلابية وبناء شخصية الطالب من خلال عقد رحلات مشتركة، ندوات وأحداث كبرى، استضافة فعاليات قيمة مشتركة، تبادل استخدام الإمكانيات اللوجستية، التدريب الطلابي ومهارات سوق العمل، عقد برنامج تدريب الشباب على القيادة (MYLP)، والاهتمام بالتدريب الطلابي، ومهارات سوق العمل، كما يتم التعاون من خلال مراكز التطوير المهني حيث يتم عقد دورات تدريبية لسد الفجوة بين الخريج واحتياجات سوق العمل، إرشاد مهني، وعقد كورسات مهنية قصيرة لمواجهة تغير احتياجات سوق العمل، عقد شراكات محلية ودولية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، ريادة الأعمال والشركات الناشئة، تشكيل اللجنة الدائمة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لجامعات قطاع الدلتا، تدشين بنك للأفكار، تشجيع وتحفيز أصحاب الابتكارات، إنشاء معارض مشتركة مع قطاعي التمويل والصناعة لمشروعات التخرج، عمل حاضنة أعمال إقليمية، والاهتمام بتدويل التعليم من خلال عقد شراكات جديدة وتفعيل الاتفاقيات القائمة مع الجامعات الدولية، التعاون مع السفارات الملحقيات الثقافية، التبادل الطلابي وتبادل أعضاء هيئة التدريس في اتجاه مزدوج مع الشركاء الدوليين، زيادة أعداد الطلاب الوافدين والاهتمام بالخريجين الدوليين.
وقدم الدكتور طارق غلوش، عرضا لآفاق التعاون في قطاع الدراسات العليا والبحوث، وعرض خلاله مجالات التعاون العلمي وربطه بالصناعة، وتدويل الجامعة المرجعية الدولية - الابتكار وريادة الأعمال، مؤكدًا أن جامعات الدلتا المصرية من أهمّ مراكز التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، وتتمتع بإمكانيات علمية وبحثية متميزة. وتُدرك هذه الجامعات أهمية التعاون فيما بينها لتحقيق أهدافها في مجال الدراسات العليا والبحوث، ولتعزيز قدراتها البحثية وتحسين جودة مخرجاتها.
وتشمل محاور آفاق التعاون: تنظيم مؤتمرات وندوات علمية بشكل دوري لمناقشة أحدث التطورات في مجالات الدراسات العليا والبحوث، و تبادل الأفكار، والتعاون في المشاريع البحثية المشتركة، تطوير برامج دراسات عليا مشتركة في مجالات ذات اهتمام مشترك مثل الزراعة والطب والهندسة والعلوم الإنسانية، إتاحة فرص تبادل طلاب الدراسات العليا بين الجامعات المختلفة، مما يثري تجربتهم التعليمية، ويُمكنهم من التعرف على أحدث المناهج البحثية، التعاون فى نشر الأبحاث العلمية في المجلات العلمية المحلية والدولية، التشارك في الموارد البحثية المتاحة مثل: المعامل، والمكتبات، والمعدات العلمية.
كما يساعد ذلك على خفض تكاليف البحث العلمي وتحسين كفاءته، التعاون في تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة في مجالات ذات اهتمام مشترك، مثل تغير المناخ واستخدام الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. ويساعد ذلك على الاستفادة من خبرات جميع الجامعات وإمكانياتها البحثية، تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس والباحثين حول مواضيع ذات صلة بالدراسات العليا والبحوث. ويساعد ذلك على تطوير مهاراتهم وقدراتهم البحثية، وإتاحة فرص فرصة زيارة الجامعات الأخرى لإلقاء المحاضرات، والقيام ببحوث مشتركة لتبادل الخبرات والمعرفة بين أعضاء هيئة التدريس في مختلف الجامعات.
كما شملت خطة التعاون: إنشاء صندوق مشترك لتمويل البحوث في مجالات ذات اهتمام مشترك لدعم الباحثين الشباب وتشجيعهم على إجراء أبحاث مبتكرة، التعاون على تقديم طلبات مشتركة للحصول على تمويل البحوث من الجهات المانحة المحلية والدولية لزيادة فرص حصول الباحثين على التمويل اللازم لإجراء أبحاثهم، التعاون على تطوير البنية التحتية البحثية لدي جامعات التحالف، ويساعد ذلك على تحسين بيئة البحث العلمي وتحفيز الباحثين على إنجاز أبحاثهم، التعاون في المعامل المركزية من أجل الاستغلال الأمثل لها حيث تضخ الجامعات المصرية استثماراتها في تطوير تلك المعامل.
وأشار خاطر، إلى أن جامعة المنصورة كان لها الريادة بعمل مشروع ربط الجامعة بالصناعة، لتوفير حلول لقطاع الصناعة قائمة على البحث العلمي والتعاون في تطوير البرامج الأكاديمية والتعاون في مجال البحوث العلمية التعاون في مجال نقل التكنولوجيا والتعاون في مجال تدريب وتطوير الموارد البشرية، لافتًا إلى أن الجامعة حصلت على مشروع iWater بالشراكة مع إحدى الجامعات الألمانية وجامعة عين شمس لتطوير قطاع المياه في مصر من خلال شراكات مبتكرة متعددة التخصصات.
كما أعلن رئيس جامعة المنصورة، عن تدشين جامعة المنصورة لمنصة الدراسات العليا الرقمية وهى منصة إلكترونية لتقديم التدريب وبرامج الدراسات العليا المتطورة والمتخصصة، كما تهدف المنصة إلى توفير بيئة تعليمية افتراضية مبتكرة تدمج بين الدروس التفاعلية، والتقييمات الشخصية لتعزيز التجربة التعليمية ودعم إمكانية التعلم والتدريب للمستفيدين في أي مكان وفي أي وقت، كما يمكن مد جسور التعاون مع الجامعات والمؤسسات الأخرى من خلال المنصة الرقمية باستضافتها للمؤتمرات الدولية، والأحداث الهامة، والمحتوى الهادف.
أشار الدكتور شريف خاطرـ إلى تفعيل التعاون في إنشاء كليات الدراسات العليا لتقديم برامج بينية متخصصة من شأنها سدّ الفجوة بين التخصصات التقليدية، وتلبية احتياجات سوق العمل المتطورة.
واستعرض الدكتور محمد عبد العظيم أوجه التعاون في مجال البيئة وخدمة المجتمع وحياه كريمة والقوافل المتكاملة، مؤكدًا أن ركائز إعداد خطة التحالف أهداف التنمية المستدامة تهدف لتحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠، و الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، الخطط الإستراتيجية للجامعات والمحافظات في إقليم الدلتا، المشروعات القومية والمبادرات الرئاسية، تحقيق المعايير الدولية للمسؤولية المجتمعية.
ولفت عبد العظيم، إلى أن مستهدفات خطة عمل التحالف هى: توفير خدمات صحية شاملة وتحسين صحة الأفراد، تعزيز نمو اقتصادي مستدام وتوطين للصناعة، تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين مستوى المعيشة، حماية وإدارة الموارد الطبيعية والتكيف مع التغيرات المناخية، توفير فرص التعليم والتدريب المستدامة لتطوير المهارات والقدرات، تأهيل الخريجين لسوق العمل المحلي والدولي وتوفير فرص عمل مستدامة، تحسين التخطيط الحضري، والخريطة الطبوغرافية، وتطوير المدن بشكل مستدام، تعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين الفئات الضعيفة وتحقيق المساواة في الفرص.
كما عرض الدكتور شريف كشك، ملامح التعاون في المجال التكنولوجي من خلال شركة انطلاق بجامعة المنصورة لتقنية الاتصالات والمعلومات مُشيرًا أنها لديها ٢٧ عامًا من الخبرة أنتجت خلالهم ٣٥ نظامًا إلكترونيًا، ولديها أكثر من ١٠٠٠ تيرابايت من البيانات المخزنة، و أشار إلى أن شركة انطلاق تهدف لتوفير العديد من الخدمات التقنية المتميزة لمختلف المؤسسات الخاصة، والحكومية داخل مصر وخارجها.
وأشارالدكتور شريف كشك، إلى دعم التحول الرقمي للجامعات في الإقليم من خلال تقديم تخفيضات على أنظمة الشركة بهدف ميكنة الأعمال اليدوية، وتطوير الأعمال الإلكترونية التقليدية إلى تطبيقات ذكية، عرض مشاكل صناعية للباحثين فى الجامعات المشاركة لحلها من خلال مشروعات بحثية ممولة، إعداد محتوى عملي يتم استخدامه في العملية التعليمية لربط العملية التعليمية بسوق العمل، تقديم محاضرات تعريفية في الجامعات المشاركة بالتكنولوجيات الحديثة والواعدة، واختتمت الفعاليات بعقد مناقشة مفتوحة مع رؤساء الجامعات لإقليم الدلتا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة المنصورة أخبار المنصورة تحالف جامعات الدلتا الدراسات العلیا والبحوث العالی والبحث العلمی رئیس جامعة المنصورة نائب رئیس جامعة التعاون فی مجال الدکتور شریف الدکتور محمد إقلیم الدلتا هیئة التدریس والتعاون فی بین جامعات فی مجالات سوق العمل ذلک على من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزيرا التعليم العالي المصري والفرنسي يشهدان توقيع 42 بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية والفرنسية
شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وفيليب بابتيست وزير التعليم العالي والبحث الفرنسي، توقيع عدة بروتوكولات واتفاقيات لتعزيز التعاون المشترك بين مصر وفرنسا، وذلك ضمن فعاليات ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية، على هامش زيارة إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا، وذلك بحضور إيريك شوفالييه سفير فرنسا في مصر، وعدد من رؤساء الجامعات المصرية والفرنسية، وقيادات التعليم العالي بالبلدين، وأمناء المجالس، ورؤساء المراكز والمعاهد البحثية، وعدد من الشركات الفرنسية العاملة في مصر، ولفيف من كبار الإعلاميين والصحفيين، وذلك بقاعة الاجتماعات الكبرى بجامعة القاهرة.
في كلمته، توجه الدكتور أيمن عاشور بالشكر لكل من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وإيمانويل ماكرون رئيس فرنسا، لدعمهما الذي مثل ركيزة أساسية في تحقيق تطوير نوعي في علاقات التعاون بين البلدين في كافة المجالات وخاصة التعليم العالي والبحث العلمي.
تعزيز خطط التنمية في إفريقيا والدول الفرنكوفونيةأكد الدكتور أيمن عاشور عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وفرنسا، خاصة في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى حرص مصر على دعم علاقات التعاون الثقافي والعلمي مع فرنسا، وفتح المزيد من قنوات التعاون مع الجامعات الفرنسية، من خلال استحداث برامج وتخصصات جديدة يحتاجها سوق العمل، موضحًا أن هذا يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بالتوسع في التعاون مع الجامعات العالمية ذات السمعة والمكانة الدولية المتميزة؛ للاستفادة من خبراتها في تقديم برامج دراسية ذات جودة عالمية، لافتًا إلى نجاح الوزارة في إجراء شراكات مع عدد من المؤسسات التعليمية الدولية.
واستعرض الدكتور أيمن عاشور ما حققته منظومة التعليم العالي المصرية من إنجازات من بينها تضاعف أعداد الجامعات المصرية خلال السنوات العشر الماضية والتي تضم ما يقرب من 4 ملايين طالب مصري منهم 53% من الفتيات وهو ما يعكس دور مصر في تمكين المرأة لتكون شريكة في التنمية، فضلًا عن 180 ألف طالب وافد من 119 دولة، مستعرضًا دور بنك المعرفة المصري في الارتقاء بالتصنيفات الدولية للجامعات المصرية والذي يُعد من أكبر البوابات الرقمية للتعليم عن بُعد، مؤكدًا دور الشراكة المصرية الفرنسية في دعم مسيرة التنمية في البلدين، وفي ذات الوقت، تدعم جهود مصر لتعزيز دور مصر كقبلة للتعليم في الوطن العربي وإفريقيا.
وأشار الوزير إلى أن التعاون الدولي يعد من أهم محاور الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أُطلقت في مارس 2023، والتي تتماشى مع رؤية مصر 2030، مؤكدًا أن ما نشهده اليوم من فعاليات ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية يمثل طفرة غير مسبوقة في تاريخ التعاون المصري الفرنسي، الذي يمتد منذ عصور، وحتى العصر الحديث، موضحًا أن هذا التعاون يأتي في وقت تشهد فيه الدولتان تحديات تستدعي التكامل، والتعاون العلمي والبحثي المشترك للتغلب عليها، مع التركيز على البرامج العلمية الحديثة، وأولويات الاحتياجات البحثية التي تسهم في خدمة خطط التنمية في كلا البلدين، مؤكدًا أهمية التركيز في هذه الجهود على مجالات التكنولوجيا الحديثة، واستخدام الذكاء الاصطناعي، والابتكار؛ لتطوير الصناعة وتعزيز الاقتصاد الوطني.
وأضاف الوزير أن مصر تسعى من خلال "رؤية 2030" إلى تعزيز المعرفة والابتكار كمحركين رئيسيين للتنمية، مع التركيز على التخصصات في العلوم والتكنولوجيا، كما أطلقت إستراتيجيتها الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي تدعم التكامل بين التعليم، البحث، والصناعة، وكذلك التأكيد على أن مصر أصبحت مركزًا إقليميًا للتعليم والبحث العلمي، خصوصًا للدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، عبر مبادرات مثل "تحالف وتنمية" و"مصر الرقمية.
وأوضح الدكتور أيمن عاشور أن التعاون العلمي والبحثي المصري الفرنسي المشترك، يعكس دور الدولتين في دعم خطط التنمية في إفريقيا، والدول الفرنكوفونية، مع التركيز على الشباب الذين يشكلون غالبية السكان في مصر وإفريقيا، مؤكدًا أن دعم الشباب من خلال البرامج العلمية والتكنولوجية الحديثة يعد هدفًا مشتركًا، حيث تلعب مصر دورًا رياديًّا في قارة إفريقيا في مجالات البحث العلمي والابتكار، من خلال الشراكات بين الجامعات والمراكز البحثية المصرية والفرنسية، حيث يتم التركيز على مشروعات ذات اهتمام مشترك، ومنها تغير المناخ، الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، وذلك بما يعزز التعاون في قضايا التنمية المشتركة بين البلدين.
ومن جانبه، أكد السيد فيليب بابتيست أن التعاون الأكاديمي والعلمي التاريخي بين فرنسا ومصر أسفر على مر العصور عن نتائج هامة في مجالات التدريب والبحث والابتكار، مشيرًا إلى أنه قد مضى 35 عامًا منذ أن فتحت كلية الحقوق التابعة للسوربون أبوابها داخل جامعة القاهرة؛ مما أسهم في استمرارية الثقافة القانونية المشتركة بين البلدين، لاسيما تلك الموروثة عن مدرسة الحقوق الخديوية الشهيرة التي تأسست في القاهرة عام 1868، لافتًا إلى أنه في مجالي الآثار وحفظ التراث، يواصل التعاون التاريخي تقدمه، حيث يتم تطوير واستخدام تقنيات متقدمة، مثل: المساحة التصويرية، والتصوير ثلاثي الأبعاد في وادي النبلاء، ووادي الملوك، وذلك من خلال فرق العمل الفرنسية والمصرية، وهذه الأمثلة تعكس التاريخ المشترك والثقة والطموح الذي يجمع بين البلدين.
وأعرب الوزير الفرنسي عن سعادته بتواجده في رحاب جامعة القاهرة، التي تعتبر صرحًا علميًا ساهم في إثراء الحياة الثقافية حيث أخرج لنا أبرز الشخصيات منها نجيب محفوظ، مشيرًا إلى أن الملتقى يعد دلالة قوية على قوة التعاون بين البلدين ويعكس الرغبة التي أبداها الرئيسان المصري والفرنسي في تعزيز هذا التعاون، مؤكدًا أهمية دور العلم في التقريب بين الشعوب فضلًا عن دوره في تحقيق النماء الاقتصادي، ويجب أن نواصل البناء وتوطين علاقاتنا على هذا الأساس.
وأكد وزير التعليم العالي الفرنسي أن اليوم، كما كان في الماضي، تتعدد التحديات التي يجب مواجهتها، وتتطور مع التحولات التكنولوجية، والتغيرات المناخية، والأزمات الصحية، حيث تمثل مصر، بشبابها الديناميكي والموهوب، مصدرًا هائلا للكفاءات، ومحركًا أساسيًّا على مستوى المنطقة، ويجب أن تكون هذه التحديات في صميم عملنا المشترك، وتستدعي تفكيرًا إستراتيجيًا حول كيفية تكثيف شراكتنا، وهيكلتها بشكل أفضل.
كما أكد وزير التعليم العالي الفرنسي أن هذا ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية يمثل لحظة جوهرية لتعزيز الروابط، وتحديد آفاق طموحة لمواصلة تعزيز شراكتنا الثنائية، مشيرًا إلى أن فرنسا ومصر يجددان التزامهما المشترك بتقديم تعليم عالٍ، وبحث علمي متميز، وذلك من خلال هدف واضح، وهو تقديم الأدوات معًا لمواطنيهما؛ لتمكينهم من مواجهة تحديات المستقبل، والإسهام بشكل فعال في تنمية البلدين.
ورحب الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، بالحضور في رحاب جامعة القاهرة التي تمثل صرحًا علميًا واقدم المؤسسات التعليمية في مصر والوطن العربي وقارة افريقيا منذ تأسيسها عام 1908 وتلعب دورًا محوريًا في تخريج العقول والمبدعين والمفكرين، مشيرًا إلى أن ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية الذي يُقام برعاية رئيسي جمهورية مصر العربية وفرنسا يأتي في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وفرنسا، والتي تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الثقافي، يحمل في طياتها دلالات كثيرة منها دور ومكانة الجامعة في استضافة الفعاليات التي تخدم قضايا التنمية المستدامة.
وخلال فعاليات الملتقى، تم استعراض نماذج التعاون الناجحة بين مصر وفرنسا، ومنها إعادة تأسيس الجامعة الفرنسية في مصر (UFE)، التي تقدم شهادات فرنسية معترف بها دوليًا، وتدعمها القيادة المصرية بتطوير حرم جامعي جديد يُتوقع أن يستوعب 3,000 طالب بحلول عام 2027، كما تم توسيع البرامج الأكاديمية لتلبية احتياجات سوق العمل في مجالات، مثل: (الأمن السيبراني والاستدامة البيئية).
كما تم تسليط الضوء على مدرسة الحقوق التابعة للسوربون بالقاهرة، التي تحتفل بمرور 35 عامًا على إنشائها، وتسهم في تعزيز الروابط القانونية بين البلدين، وكذلك تسليط الضوء على إطلاق شراكة هوبير كوريان – إمحوتب في 2005 لدعم التعاون العلمي بين مصر وفرنسا، حيث تم تمويل أكثر من 200 مشروع بحثي مشترك حتى اليوم.
وشهد الملتقى توقيع 42 اتفاقية وبروتوكول تعاون بين 13 جامعة مصرية و22 جامعة فرنسية لتقديم 70 برنامجًا لتلبية احتياجات وظائف المستقبل ومنهم 30 برنامجًا لمنح درجات علمية مزودجة؛ بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي وخدمة المجتمع بين الجامعات الفرنسية والمصرية، ودعم التعاون في مجال التدريب والأنشطة الأكاديمية من خلال تطوير برامج ومناهج دراسية مشتركة، وتنسيق الأنشطة التعليمية بين الجامعات في كلا البلدين، وتعزيز التعاون العلمي والتعليمي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتسهيل تبادل الطلاب وأعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية، وكذلك إنشاء برامج تمنح درجات مزدوجة أو مشتركة، وتبادل المعلومات حول الإنجازات الأكاديمية في مجالات معينة.
وعلى هامش الملتقى، أقيمت جلسة نقاشية لاستعراض تجارب واقعية للشراكة البحثية والأكاديمية بين الجانبين المصري والفرنسي، وأوضح المشاركون بالجلسة مزايا الدراسة بالجامعات الفرنسية وكيف تثري تنمية التفكير النقدي والتفكير خارج الصندوق والإبداع، كما ثمّن المشاركون الجوانب الإنسانية التي تم اكتسابها ومنها توطيد أواصر الصداقة والاهتمام بتغيير المجتمع نحو الأفضل وتأصيل مبادئ حرية التعبير وهو ما ينعكس على فتح آفاق الاستكشاف وإجراء البحوث العلمية التي تخدم المجتمع، كما قدم المشاركون نصائح بشأن مستقبل البلدين في البحث العلمي ونصائح للباحثين والدارسين للاستفادة من التجربة التعليمية الثرية وانعكاساتها على الجوانب الشخصية والإنسانية.
جدير بالذكر أنه سبق وأن تم توقيع توقيع أضخم اتفاق إطاري للشراكة الدولية بين الجامعات المصرية والفرنسية، ويهدف هذا الاتفاق إلى منح درجات علمية مزودجة في 15 تخصصًا علميًا و100 منحة لدرجة الدكتوراه.